موقع 24:
2025-06-12@01:03:28 GMT

السلام فوق صفيح ملتهب

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

السلام فوق صفيح ملتهب

من رحم الأزمات تتكشف معادن الدول والشعوب، من ينحاز للحق ومن يأخذ جانب الباطل. من يدعو إلى السلام ومن يشجع على الحرب. من يشعل نيران الفتنة ومن يحاول أن يطفئها. من يعتنق التمييز والعنصرية ومن يعتنق الإنسانية وينشر التسامح ولا يفرق بين إنسان وآخر على أسس عرقية أو دينية أو طبقية.




منذ اندلاع حرب غزة عبّرت الدول العربية المعتدلة بلغة الدبلوماسية عن رفضها هجوم حماس المفاجئ على إسرائيل واختطافها عدداً من المدنيين والعسكريين، داعية إسرائيل إلى تغليب لغة الحكمة في رد الفعل.

ولكن بعد أن بدأت الحرب على غزة من دون تمييز بين المدنيين والمسلحين، واعتبارها كل إنسان أو بناء أو فضاء يعد هدفاً لها، وبعد محاصرة الفلسطينيين وقطع الماء والغذاء والكهرباء والدواء عنهم، ارتفعت الأصوات العربية رافضة لسياسة العقاب الجماعي. العرب دائماً كانوا دعاة سلام، ينشدون للشعوب الأمان، خاضوا العديد من الحروب مضطرين دفاعاً عن الأوطان وحماية للسيادة، لم يعتدوا على أرض الغير على الرغم من أن التاريخ يخبرنا أن الأرض العربية كانت دائماً مطمعاً للغزاة وحلماً للمستعمرين، لذا شهدت أرضنا في التاريخ القديم والحديث الكثير من الحروب، انتصروا وانهزموا، لكنهم لم يرفعوا الراية البيضاء.

الصراع العربي الإسرائيلي بدأ منذ وعدت بريطانيا اليهود بوطن قومي في فلسطين، وخاض العرب ضد إسرائيل حروباً متعددة بدأت من 1948 ولم تنته بعد انتصارات أكتوبر 1973، ذلك أن إسرائيل رفضت كل مبادرات السلام الأممية والعربية، وبات السلام حلماً تبدده الحروب التي تندلع بين وقت وآخر سواء على جبهة غزة أو على جبهة لبنان، ويحول دون تحقيقه عدم الالتزام باتفاقيات السلام وخصوصاً اتفاق أوسلو الذي مر عليه 30 عاماً.
وعلى الرغم من ذلك واصل العرب جهودهم لنشر السلام في المنطقة، لكنه السلام الذي يستلزم قبوله من مختلف الأطراف، ومباركته من القوى الكبرى، حيث لا تزال بعضها تدعو نظرياً إلى السلام، وتحرص عملياً على تأجيج الصراع من وقت لآخر. المواقف العربية تجاه الأزمة الحالية واضحة لا لبس فيها، والمطالب العربية ثابتة وتستند إلى قيام دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لكن إسرائيل تتجاهل أي حل وتمضي قدماً في سياساتها التوسعية. ولو كان السلام الشامل والعادل المنشود عربياً والمنصوص عليه في الاتفاقيات والمُقَر أممياً قد تحقق، ما اندلعت الحرب التي نشهدها اليوم، والتي ليست سوى نتاج طبيعي للحصار الذي يعيشه أهل غزة منذ سنوات ونتاج لضياع حقوق الفلسطينيين.
بعد اندلاع الأزمة كانت الأصوات العربية شبه موحدة، بيانات وزارات الخارجية تتشابه في المضمون وتختلف في الصياغة، تصريحات الزعماء والدبلوماسيين تستخدم نفس المصطلحات، القاهرة استضافت مؤتمراً للسلام والإمارات دعت إلى انعقاد مجلس الأمن والأردن تقدم مشروعاً لوقف الحرب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والسعودية تستعد لاستضافة قمة عربية، والعرب يطالبون يومياً بالضغط على إسرائيل لوقف المجازر التي حصدت أرواح الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ.
إجماع عربي على عدم تكرار نكبة 1948 بناء على مخططات التهجير القسري للفلسطينيين إلى مصر والأردن، وجهود متواصلة لفتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات للمحاصرين في قلب النار. وعلى الرغم من كل ذلك تواصل إسرائيل طريقها الذي يضع المنطقة فوق صفيح ملتهب، ويفتح الباب لتوسيع الحرب وفتح جبهات جديدة يمكن أن تشعل العالم وتحرق الجميع.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

رئيس وزراء إسرائيل السابق وقيادي بحركة فتح يدعوان لتنفيذ حل الدولتين

التقي رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود اولمرت مع القيادي بحركة فتح ناصر القدوة،والذي كان على صلة قريبة من الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات بفرانس 24 اليوم الأربعاء.

تنفيذ حل الدولتين

لمناقشة حلول الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية المندلعة منذ أكتوبر عام 2023 ورفض الطرفان فكرة حل الدولة الواحدة التي يتم طرحها في بعض الأوقات كحل للأزمة.

ودعا أولمرت،والقدوة إلى تنفيذ حل الدولتين وهو ممكن ليعيش الطرفان في سلام حقيقي وقال أولمرت بإن هناك شخص وحيد بالعالم يمكنه تنفيذ حل الدولتين،وهو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالة المشاركة في مفاوضات حقيقية لتنفيذ حل الدولتين.

نتنياهو عقبة السلام 

وعبر أولمرت عن مخاوفه بإن من سيقوم بإفشال جهود السلام وتنفيذ حل الدولتين هو نتنياهو.

وخلال تطورات أحداث الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية وارتفاع وتيرتها قال السيناتور الأمريكي تشاك شومر بوقت سابق بإن نتنياهو عقبة السلام بالشرق الأوسط. 

المعارضة الإسرائيلية

وتشهد دولة الاحتلال الإسرائيلية بالوقت الحالي تحرك من المعارضة الإسرائيلية لحل الكنيست الإسرائيلي الذي سيؤدى لاسقاط حكومة نتنياهو التي تستمر بالحرب دون مبرر وحالة موافقة أغلبية الكنيست على حله سيتم تقرير التصويت ثلاث مرات بثلاث جلسات منفصلة حتي يتم تنفيذه،وعندها ستجرى انتخابات بإسرائيل حول منصب رئيس الوزراء.

طباعة شارك بحركة فتح ناصر القدوة ياسر عرفات تنفيذ حل الدولتين كحل للأزمة

مقالات مشابهة

  • رئيس وزراء إسرائيل السابق وقيادي بحركة فتح يدعوان لتنفيذ حل الدولتين
  • مؤرخ في جحيم غزة.. خبير فرنسي يكتب عن القطاع الذي اختفى
  • قس وحاخام يروجان من سوريا للتطبيع.. السلام مع إسرائيل ممكن جدا
  • جارف الثلوج الذي دَوَّخ فرنسا وأميركا.. من يكون هو شي منه؟
  • مصطفى : نعول على مؤتمر السلام الذي سيُعقد في نيويورك الأسبوع المقبل
  • غروندبرغ: لا حل سريع لإنهاء الحرب في اليمن
  • الدرقاش: برنامج الدبيبة هو السلام وليس الحرب
  • ما هو النموذج الليبي الذي تريد إسرائيل تطبيقه مع إيران؟
  • لماذا لا تستطيع إسرائيل أن تنتصر في غزة؟
  • أسعد أبو شريعة.. من هو القائد المقاوم الذي اغتالته إسرائيل في غزة؟