لجريدة عمان:
2025-12-14@17:44:49 GMT

كلام فنون : أين موسيقانا من موسيقى الهند وإيران؟

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

أعتقد أننا في هذه المنطقة وخاصة الجناح الشرقي للجزيرة العربية نجاور أمتين عظيمتين هما إيران والهند اللتان تمتلكان تراثا ثقافيا موسيقيا هائلا، ورغم العوائق الجغرافية التي تفصلنا عنهما، إذ علينا أن نخوض البحر للوصول إليهما، إلا أن الأطراف العُمانية والإيرانية والهندية وصلت إلى بعضها وكوّنت منذ أزمنة غابرة علاقات استفاد منها الجميع.

غير أن هذه العلاقات القوية التي كانت ولا تزال في المجالات الاقتصادية والسياسية لا تناظرها صلات ثقافية موسيقية بنفس حجم تلك العلاقات وعمرها الزمني من وجهة نظري. والصلات الثقافية مع الموسيقى الفارسية وصلت إلينا عبر واضعي أسماء المقامات والدرجات النغمية للموسيقى العربية. إن العلاقات والصلات الموسيقية بيننا وبين هذه الشعوب المجاورة لا تعكس في رأي عمق الجوار الجغرافي والتاريخي والاقتصادي والاجتماعي معها.

وهذا لا يعني أن تكون موسيقانا هندية أو إيرانية، فهذا ليس هو القصد، ولكني حينما أقارن بين قوة حضور وتأثير الموسيقات الثلاث في محيطنا الجيوثقافي أجد موسيقانا هي الأضعف، مع أننا لسنا مجتمعا قليل الفعالية أو حديث التاريخ والحضور السياسي والاجتماعي في هذه المنطقة.

نحن اليوم بالتأكيد قادرون على فعل الكثير، وفي موسيقانا عناصر قوة كثيرة بسبب خصائصها الفنية المتنوعة، ومع شيء من التنظيم والتخطيط والتصميم يمكننا صناعة قوتنا الموسيقية الناعمة في محيطنا الجيوثقافي على الأقل. من هنا أطمع وأطمح إلى إصلاح هذا الخطأ التاريخي -إذا كان هناك خطأ- وتعظيم نشاطنا الموسيقي المعرفي بيننا وشعوب الحضارات العظيمة المجاورة لنا في الهند وإيران في الحاضر والمستقبل. ولعل تنويع برامج الحفلات الموسيقية التي تنظمها المؤسسات ذات الصلة نحو مجالات موسيقية أخرى كالمؤتمرات والملتقيات، والنشر والتوثيق المعرفي الموسيقي، وبصفة خاصة برامج وأنشطة رفع الكفاءة الموسيقية ورعاية المواهب في الاختصاصات المختلفة سيعود بالنفع العميق على تنمية قدرات الشباب الموسيقي العُماني واكتساب المعارف والمهارات الموسيقية الشرقية والغربية العالية.

خلال عملي في إدارة مؤسسة موسيقية عُمانية كنت أقابل باحثين من أوروبا وأمريكا واليابان يقطعون المسافات البعيدة إلى هذه المنطقة لدراسة موسيقانا وتراثنا، وفي المقابل لم أقابل أي باحث موسيقي جاء من الهند أو إيران له اهتمامات معرفية كما هو الحال مع الأوروبيين والأمريكيين بصفة خاصة، ومن جانبنا لم نتمكن من اعتماد برامج زيارات موسيقية إلى تلك البلاد لأسباب كثيرة. من هنا تساءلت مرة في واحد من مقالاتي عن سبب الكسل المعرفي المتوارث والمتبادل بيننا وجيراننا في هذا الشأن؟ وهذا القصور في التوق إلى معرفة موسيقى الآخر لا ينحصر علينا في عُمان فقط بل هو ممتد كذلك إلى طرفي الخليج العربي/ الإيراني، بحيث لا أجد ذلك النشاط الموسيقي القوي سواء في الممارسة أو المعرفة النظرية بين هذه الأطراف قديما أو حديثا باستثناء تلك العبارات الغامضة التي يكررها الجميع ويستنسخها عن تأثير عمال فرس في بعض أغاني المدينة ومكة ومن خلالها إلى الغناء العربي الإسلامي المتقن في بداية نشأته في الحجاز قبيل نهاية القرن الهجري الأول.

نحن أطراف حضارية كبيرة في هذه المنطقة العريقة من العالم القديم، ساهم جميعنا ويساهم في العديد من الإنجازات العالمية، ولكن للأسف نجهل موسيقى بعضنا البعض، وهذه معادلة غير مناسبة لأدوارنا القديمة والحديثة والمستقبلية من وجهة نظري على الأقل.

ومن الملاحظ أن الفنان والشاعر الكويتي عبد الله الفرج مؤسس الغناء الكويتي في القرن التاسع عشر كان قد تعلم العزف والغناء في الهند، غير أنه جلب معه إلى الكويت الكثير من الغناء العربي اليمني مع آلتيه القنبوس والمرواس التاريخيتين. ولا أعلم أي تأثير هندي في غناء هذا الفنان الذي عاد إلى وطنه الكويت لأسباب اقتصادية كما حصل مثلا في حضرموت مع محمد جمعة خان في القرن العشرين. أما في مدينة صحار العُمانية فيعتقد مثلا: أن غناء الباكت المنقرض تقريبا يعود إلى تأثير فارسي قديم ظل متوارثا في هذه المدينة العريقة التي تعرف كبوابة الشرق وكانت دائما منفتحة على مختلف الثقافات الشرقية خاصة. وعلى كل حال أبوابنا الموسيقية كانت شبه مسدودة، إلا عن الرياح الإفريقية الشرقية، والسبب في ذلك ربما يعود إلى أن معظم الفئات العمالية البسيطة كانت تنحدر من تلك البلاد، ويقع عليها الكثير من العمل اليومي، ومع ذلك هي أكثر حماسا ونشاطا تجاه ممارسة الغناء والرقص وضرب الإيقاعات، ولها فنون موسيقية عديدة في تراثنا مثل: الميدان، والليوا، والمكوارة، والطنبرة / الطنبورة وغيرها.

مسلم الكثيري موسيقي وباحث

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذه المنطقة فی هذه

إقرأ أيضاً:

طلاب أسيوط يتصدرون نتائج مسابقة أعياد الطفولة في التربية الموسيقية

حقق طلاب محافظة أسيوط إنجازا بارزا بالفوز بالمراكز الأولى على مستوى الجمهورية في مسابقة أعياد الطفولة في التربية الموسيقية للعام الدراسي 2025 – 2026، في إنجاز يعكس التفوق والموهبة الفنية لأبنائنا الطلاب في المرحلتين الإعدادية والثانوية.

إعلان النتائج والتهاني الرسمية

أعلن محمد إبراهيم دسوقى وكيل وزارة التربية والتعليم بأسيوط عن فوز الطلاب في مسابقة أعياد الطفولة، مؤكدا أن النتائج الرسمية صدرت عن مستشار مادة التربية الموسيقية بالوزارة عبير عادلي. 

وأشاد دسوقى بمجهودات الطلاب ومدى تميزهم على مستوى الجمهورية، موضحا أن الفائزين يمثلون صورة مشرفة للمدارس والإدارات التعليمية بالمحافظة.

هنأ وكيل الوزارة الطلاب الفائزين بالمسابقة حيث جاء ترتيبهم كالتالي: إيمي جورج رفعت من إدارة منفلوط التعليمية حصلت على المركز السادس في مسابقة أحسن صوت، الطالبة لي لي محب نشأت نظير بإدارة أسيوط التعليمية فازت بالمركز الثاني في مسابقة أمهر عازف، الطالب جورج رومانى عشم من إدارة أسيوط التعليمية حقق المركز السادس في مسابقة أمهر عازف إعدادى وثانوى، بينما حصل كل من تونى أمير سمير وإيمانويل ماجد ليون من إدارة أسيوط التعليمية على المركز الثالث في مسابقة أجمل دويتو.

تقدير الجهود والإشراف المتميز

أشاد دسوقى بجهود القائمين على المسابقة والمشرفين على الطلاب وعلى رأسهم سيد الشريف مدير عام الشؤون التنفيذية بالمديرية وإيفيلين شنودة موجه عام التربية الموسيقية، مؤكدا أن إشرافهم الدائم ومتابعتهم المستمرة لأنشطة الطلاب أسهمت بشكل كبير في تأهيلهم لهذه المنافسات على مستوى الجمهورية.

وأكد وكيل الوزارة دعمه الكامل للأنشطة المدرسية بجميع أنواعها، ورعايته للموهوبين من الطلاب بما يتماشى مع توجيهات السيد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، ولواء دكتور هشام أبو النصر محافظ أسيوط، مشددا على أهمية تشجيع الطلاب على المشاركة في المسابقات والمبادرات المختلفة التي تنظمها الوزارة والمديرية.

رسالة للطلاب وتعزيز التفوق

وجه دسوقى رسالة تحفيزية للطلاب الفائزين ولجميع طلاب المحافظة، داعيا إياهم إلى الالتزام بالانضباط المدرسي، والحرص على التفوق الدراسي، والمشاركة الفاعلة في المسابقات والمبادرات، لضمان الفوز بأعلى المراكز وتحقيق التميز في مختلف المجالات. وأوضح أن متابعة الإعلانات الرسمية للمديرية والإدارات التعليمية على مواقع التواصل الاجتماعي يتيح للطلاب التعرف على الفرص المتاحة للتميز والمنافسة في المسابقات المقبلة.

شهدت مسابقة أعياد الطفولة هذا العام مشاركة واسعة من الطلاب على مستوى المحافظة، وعكست النتائج النهائية مدى استعداد الطلاب والفرق الفنية للمنافسة على مستوى الجمهورية، مؤكدين قدرة أسيوط على الظهور بشكل مشرف في جميع الأنشطة الثقافية والفنية التي تشرف عليها وزارة التربية والتعليم.

وخلص دسوقى إلى أن المحافظة ستواصل دعم وتنمية مواهب الطلاب في جميع المجالات، والعمل على توفير بيئة تعليمية محفزة تتيح لهم إبراز قدراتهم الفنية والإبداعية بما يعزز من مكانة أسيوط في الخارطة التعليمية والفنية على مستوى الجمهورية.

 

مقالات مشابهة

  • العثور على نجم هوليوودي شهير متوفي داخل شقته.. بعد سماع موسيقى لا تتوقف
  • بعد التحقيق معه.. قرار عاجل من «المهن الموسيقية» بشأن عاطف إمام عضو المجلس
  • صالون قضايا موسيقية يناقش الإبداع اللحني عند جيل الثمانينات بالأوبرا.. الليلة
  • ياسمين عبد العزيز: الشهرة تمنعني أخرج مع أي شخص خوفًا من كلام الناس
  • المطربة أنغام البحيري: أستطيع الغناء بكل الألوان الموسيقية
  • صالون قضايا موسيقية يناقش الإبداع اللحني عند جيل الثمانينات بالأوبرا.. غدًا
  • أمسية موسيقية مصرية تبهر بروكسل وتختتم الموسم الثقافي للسفارة
  • غضب بمصر وإيران بسبب مباراة الفخر في كأس العالم.. ماذا نعلم؟
  • برّي يرفض كلام برّاك.. السفير الاميركي: المفاوضات المباشرة هي مدخلٌ للحلّ
  • طلاب أسيوط يتصدرون نتائج مسابقة أعياد الطفولة في التربية الموسيقية