جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-12@18:54:37 GMT

مجلس الشورى بحلة جديدة

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

مجلس الشورى بحلة جديدة

 

منى بنت حمد البلوشية

منذ عدة أشهر كانت هناك تجهيزات لاختيار أعضاء مجلس الشورى في دورته العاشرة، ولم تكن هذه المرة كسابق الدورات التي مضت، فقد جاء هذا العام مختلفًا من ناحية طريقة الانتخاب وهو عن طريق الذكاء الاصطناعي الذي يواكب متغيرات الحياة والتكنولوجيا، ليكون الانتخاب عن طريق برنامج عبر الأجهزة الإلكترونية الذكية وهو الأول من نوعه على مستوى العالم، وقد أسدل الستار منذ أيام على اختيار الأجدر للوصول لقبة مجلس الشورى، فقد تم اختيار المرشحين وفق معايير من الناخب ليكون الأجدر بالصوت الذي اختاره.

وكان التصويت بخطوات سهلة والوصول لأكبر عدد ممكن من الناخبين، فقد وجد الناخب الأريحية من خلال استخدامه برنامج انتخب دون عناء منه سوى تنزيل البرنامج الذي يسهل عليه عملية الانتخاب وفق خطوات يجريها حتى يتم تثبيت صوته للمرشح الذي اختاره، وأن السلطنة نجحت هذا العام باستحداث برنامج يتوافق مع التقدم التكنولوجي والتقني من خلال الذكاء الاصطناعي الذي أظهر جودته واستحداثه لتكون السلطنة أول من يستخدمه في عمليات الانتخاب ونجحت فيه في التصويت الإلكتروني وهي تجربة رائدة، وكذلك قدم ميزة القراءة السمعية ولغة الإشارة لذوي الإعاقات السمعية والمكفوفين التي تم إتاحتها لهم من خلال البرنامج، حيث تمكن الناخبون من الإدلاء بأصواتهم بكل سرية وشفافية ومن أي مكان.

وقد أنشأ مجلس الشورى العماني في عام 1991؛ ليكون بديلًا عن المجلس الاستشاري الذي كان قائمًا منذ 1981، ويضم المجلس ممثلي ولايات سلطنة عمان الذين ينتخبون من قبل المواطنين العمانيين في انتخابات عامة تجرى كل أربعة أعوام وللمرأة فيها حق الانتخاب والترشح، إلا أنها لم تجد لها مقعدا في الدورة العاشرة لمجلس الشورى رغم أنها كانت تشغل دورًا في الدورات السابقة للمجلس؛ فهي شريكة مع أخيها الرجل ولها قدراتها التي تؤهلها في ذلك.

إن رسالة مجلس الشورى تكمن في المساهمة في صنع القرار الوطني القائم على مشاركة المجتمع وتكاملية مؤسسات الدولة، ورؤيتها نحو مجلس فاعل في العمل التشريعي والرقابي، وقد مُنح مجلس عمان بجناحيه الدولة والشورى صلاحيات تشريعية، وضُمنت أحكام هذه الصلاحيات في الباب الخامس من النظام الأساسي للدولة الصادر بالمرسوم السلطاني السامي رقم (6/2021م)، وبموجب قانون مجلس عمان الصادر بالمرسوم السلطاني السامي رقم (7/2021م)، ليتمتع هذا المجلس في سبيل تحقيق أهدافه بعدد من الصلاحيات، منها: تحال مشروعات القوانين التي تعدها الحكومة إلى مجلس عمان لإقرارها أو تعديلها، ثم رفعها إلى السلطان مباشرة؛ للتصديق عليها وإصدارها، ولمجلس عمان اقتراح مشروعات قوانين وإحالتها إلى الحكومة لدراستها ثم إعادتها إلى المجلس في مدة أقصاها سنة، حال مشروعات القوانين من مجلس الوزراء إلى مجلس الشورى الذي يجب عليه البت في المشروع بإقراره أو تعديله خلال ثلاثة أشهر على الأكثر من تاريخ الإحالة إليه، ثم إحالته إلى مجلس الدولة الذي يجب عليه البت فيه بإقراره أو تعديله،على وزراء الخدمات موافاة مجلس الشورى بتقرير سنوي عن مراحل تنفيذ المشاريع الخاصة بالوزارات التي يرأسونها، وللمجلس دعوة أي منهم لتقديم بيان عن بعض الأمور الداخلة في اختصاصات الوزارة التي يرأسها، ومناقشته فيها. ولمجلس الشورى دور رقابي يتم دراسة تقرير سنوي لجهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، واستجواب وزراء الخدمات.

ختامًا.. أبارك لجميع أعضاء مجلس الشورى في فترته العاشرة التي تعتبر نقلة جديدة لمن تم انتخابهم ولأول مرة، وهناك من تجدد انتخابه من أبناء ولايته للمرة الثالثة والرابعة فكلاهما نالوا شرف ثقة أبناء هذا الوطن الغالي، لذلك لا بُد أن يكون العمل لأجل عمان الحبيبة، ومبارك لهم التكليف قبل التشريف وأعانهم الله على حمل أمانة المسؤولية العظيمة بما يليق بهذا الوطن الحبيب، فجميعنا وجهتنا عمان ولعمان نعمل و نسعى ونجتهد ولنرفع رايته في كافة بقاع هذا العالم فمسيرة يوليو المجيد بدأت لكي لا تتوقف ولا تنتهي تحت قيادة حكيمة ورشيدة تحت ظل قيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- ولأجل عمان يصل صوتنا.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بعد فشل متكرر...جولة جديدة من مفاوضات ملف الأسرى في عمان

تتجه الأنظار مجدداً نحو العاصمة العُمانية مسقط، حيث تستضيف جولة جديدة من المشاورات بين الحكومة اليمنية الشرعية وجماعة الحوثي، في مسعى جديد لمعالجة ملف الأسرى والمختطفين وفق مبدأ "الكل مقابل الكل"، جولة تأتي وسط مناخ سياسي محتقن، وحالة من الترقب المشوب بالتشاؤم، بعد سنوات من الإخفاق في هذا الملف الإنساني الأكثر تعقيداً.

آمال جديدة لجراح قديمة

وصلت وفود الطرفين إلى مسقط، أمس الخميس، بحسب ما أكده الصحفي فارس الحميري، استعداداً لجولة يُتوقع أن تمتد لأيام، بهدف إحداث اختراق في واحد من أكثر الملفات حساسية لدى آلاف الأسر اليمنية التي تنتظر منذ سنوات أن تتلقى خبراً عن أبنائها.

ورغم الآمال، تُخيّم أجواء من الحذر على الجولة، في ظل تجارب سابقة انتهت دون نتائج ملموسة، وبقاء ممارسات الاحتجاز والإخفاء القسري مستمرة في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي. 

قصص المعتقلين في السجون السرية لا تزال تُلقي بظلالها الثقيلة على المشهد، وتعيد فتح جراح لم تندمل، وسط شهادات عن تعذيب ومعاملة قاسية تصف حال المعتقلين في “الأقبية المظلمة”.

دور أممي وإقليمي داعم

تشارك الأمم المتحدة بجهود مكثفة لدفع عملية التفاوض، وتحظى هذه الجولة بدعم إقليمي ودولي واسع، في محاولة لتجنيب الملف الإنساني التعقيدات السياسية، ودفع الأطراف نحو اتفاق شامل يضمن الإفراج عن جميع الأسرى والمحتجزين.

الهدف المعلن للمشاورات يتمثل في عزل الملف الإنساني عن الحسابات السياسية والعسكرية، ومعالجته على أساس مبادئ القانون الدولي الإنساني، إلا أن الشكوك ما تزال قائمة حول مدى استعداد الأطراف—خصوصاً مليشيا الحوثي—لتقديم تنازلات حقيقية.

وقبل أيام وجه أربعة صحفيين يمنيين محررين من سجون الحوثي رسالة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، طالبوا فيها باستبعاد رئيس وفد الحوثيين عبد القادر المرتضى ونائبه مراد قاسم من المشاورات، بسبب تورطهما المباشر في الإخفاء القسري والتعذيب خلال فترة احتجازهم.

وأمس الخميس، دخل المحامي والناشط الحقوقي عبد المجيد صبرة في إضراب مفتوح عن الطعام داخل أحد سجون جهاز الأمن والمخابرات التابع لجماعة الحوثي بصنعاء، احتجاجاً على استمرار احتجازه ومنع الزيارة عنه. وقال شقيقه وليد صبرة إن حياته باتت في خطر وسط تدهور حالته الصحية، ما يزيد الضغوط الإنسانية على طاولة المشاورات.

وكان وزير الخارجية اليمني، شائع الزنداني، قد شدد الثلاثاء الماضي 9 ديسمبر/كانون الأول، خلال لقائه مبعوث الأمم المتحدة، “هانس غروندبرغ”، على ضرورة إفراج جماعة الحوثي المصنفة إرهابية عن جميع الأسرى والمحتجزين دون استثناء.

وأكد على ضرورة إحراز تقدّم ملموس في الملف الإنساني المتعلق بالأسرى والمحتجزين، والالتزام بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، بما يكفل إطلاق سراح جميع الأسرى وعودتهم إلى أسرهم.

وتنظر الأوساط اليمنية إلى مشاورات مسقط باعتبارها اختباراً صعباً لمسار التهدئة، ومحطة فارقة ستكشف مدى جدية الأطراف في تحويل الحوار إلى خطوات عملية.

مقالات مشابهة

  • بعد فشل متكرر...جولة جديدة من مفاوضات ملف الأسرى في عمان
  • في موقف انساني.. رئيس لجنة في الفيوم يحمل طفل ناخب ليمكن والده من الانتخاب
  • العيدروس يعزّي في وفاة الشيخ سيف صائل القطيبي
  • ترامب يكشف عن تفاصيل جديدة بشأن مجلس السلام في غزة: رؤساء وملوك يرغبون في الانضمام إليه
  • الأمين العام لمجلس الشورى يبحث تطوير العمل البرلماني المشترك مع نظيره البحريني
  • العيدروس يعزّي في وفاة محمد بجاش
  • أمين عام مجلس الشورى يجتمع مع نظيره القطري
  • قومي حقوق الإنسان: الكرامة الإنسانية هي الأساس الذي يُبنى عليه أي نظام ديمقراطي
  • كل ما يجب معرفته عن انتخابات النواب بالدوائر الثلاثين الملغاة
  • هل يفرض رئيس الجمهورية قانون الانتخاب على طاولة مجلس النواب؟