رأت صحيفة (لوموند) الفرنسية أن الولايات المتحدة الأمريكية وقعت في فخ دعمها لإسرائيل في الحرب الدائرة ما بين الفصائل الفلسطينية والجانب الإسرائيلي.. لافتة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جون بايدن التزمت بمصداقيتها وتقديم مواردها لدعم إسرائيل التي يهيمن على حكومتها قوميون متطرفون ومعادون للأجانب والتي يتعرض جيشها لاتهامات بارتكاب جرائم حرب في غزة.

وقالت الصحيفة، في مقال لها للتعليق على الوضع في قطاع غزة وتأثيره على الساحة السياسية في الولايات المتحدة، "إن هناك مأساتين متشابكتين، الأولى تتعلق بإسرائيل التي تجد نفسها مضطرة لجعل حركة حماس عاجزة عسكريًا لأن الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبرالماضي على أراضيها أدى إلى تحطيم مفهومها للأمن القومي والثاني هو معاناة المدنيين في غزة الذين وصل عذابهم إلى مستويات غير مسبوقة تحت القصف الإسرائيلي".

وأشارت (لوموند) إلى أنه في الوقت الذي أكد فيه مسؤولون أمريكيون أن العملية العسكرية على قطاع غزة ليست أمريكية، إلا أن الصور الصادرة من غزة تحمل إدارة بايدن المسؤولية عن نتائج هذا الصراع.

وتساءلت الصحيفة كيف يمكن أن تتباهى الولايات المتحدة بوضوحها الأخلاقي بينما ترفض فكرة وقف إطلاق النار؟.. قائلة "إن هذه التعبئة وهذه الضربات وهذه الوفيات لن تكون لها أية فائدة من المنظور الإسرائيلي الأمريكي، إذا سمح وقف العمليات العسكرية لحماس باستئناف أنشطتها، حتى وإن تم إضعافها، وبالتالي كيف يمكننا أن ندين الضربات الروسية على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا، ونكتفي بالتذكير بالقوانين الإنسانية الدولية في حالة إسرائيل؟".

وقالت: "ربما تكون إدارة بايدن قد تحدثت عن إعادة تأهيل حل الدولتين لكنها في الواقع استمرت في الظهور بمظهر غير المتكافئ والمنحاز، كيف يمكننا أن تضع واشنطن نفسها في موقف الحامي الأساسي لإسرائيل، وتطالب بالقيام بدور الوسيط، المعني بمصالح الجميع؟.. إن هذا التناقض الأساسي، الذي كان في قلب سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لمدة ثلاثين عامًا، يصل اليوم إلى ذروته".

ونقلت الصحيفة عن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قوله في مقتطف من بث صوتي (بودكاست) سيصدر قريبا: "إذا كنت تريد حل المشكلة، فعليك أن تأخذ في الاعتبار الحقيقة برمتها ويجب علينا بعد ذلك أن نعترف بأنه لا يوجد أحد لديه أيد نظيفة، وأننا جميعًا متواطئون إلى حد ما"..مشيرة إلى أن هذه التصريحات التحليلية تقدم تناقضا غير مسبوق مع موقف نائبه السابق.

وأضافت (لوموند): "أنه بعد صدمة هجوم 7 أكتوبر، قدمت إدارة بايدن الدعم السياسي والعسكري الكامل لإسرائيل وقام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ثم الرئيس الأمريكي نفسه بزيارة إسرائيل، وتم تحديد عمليات تسليم الأسلحة بشكل عاجل، وكان النشر المذهل للقوات الأمريكية في شرق البحر الأبيض المتوسط بمثابة رسالة مثبطة لحزب الله اللبناني وإيران، وقد تكثفت التبادلات الثنائية فيما يتعلق بالمعلومات الاستخباراتية وكذلك التحليلات العسكرية ".. مشيرة إلى أن هذا الدعم هو بمثابة تحالف مثبت بالبرهان ووفاء بالتزام أمريكا الحزبي على مدى عقود طويلة بالوقوف إلى جانب إسرائيل إذا تعرض أمنها للتهديد.

وأشارت إلى أن تنفيذ هذا الالتزام ينقلب ضد البيت الأبيض ويعزله من خلال طريقته في التشكيك في التقارير الرسمية لوزارة الصحة في غزة وطريقته في إلقاء المسئولية الكاملة عن الوفيات على عاتق حماس لأن مقاتليها يختبئون بين المدنيين، على حد قوله؛ فضلا عن طريقته في عدم التشكيك علنًا في حجم التفجيرات الإسرائيلية وأهميتها، لافتة إلى أن هذه التقديرات الأمريكية تخلق فجوة مع الآراء العربي ومع جزء كبير من الناخبين الديمقراطيين في الولايات المتحدة، حيث برهنت المظاهرة التي نظمت في 4 نوفمبر الجاري في واشنطن والتي ضمت عشرات الآلاف من الأشخاص على رفض الأمريكيين للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

ووفقا للصحيفة الفرنسية، تحاول واشنطن منح إسرائيل الوقت في سياق غير مناسب على نحو متزايد، مع التركيز على 3 أولويات أولها: دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة من مصر؛ وثانيها: خروج الرعايا الأجانب (وخاصة الأمريكيين وعائلاتهم، ويبلغ مجموعهم ألف شخص)؛ وأخيرًا إطلاق سراح الرهائن.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إسرائيل الولايات المتحدة بايدن غزة الولایات المتحدة قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

المنبوذون في الأرض.. هل يدير الغرب ظهره لإسرائيل ويدفعها نحو مزيد من العُزلة؟!

 

 

 

الاتحاد الأوروبي يتَّجه نحو إلغاء "التجارة الحرة" مع إسرائيل

قادة 3 دول يهددون باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل

سياسي إسرائيلي: تل أبيب في طريقها لتكون بلدا منبوذا

الإسرائيليون يعترفون بقتل أطفال غزة "كهواية"

◄ الاحتلال يتعمَّد "تقطير المساعدات" لاستكمال جرائمه الإنسانية

مسؤولون أمميون: ما تنوي إسرائيل إدخاله من مساعدات نقطة في بحر

 

الرؤية- غرفة الأخبار

نتيجة للممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة، ورفض إدخال المساعدات الإنسانية لأكثر من 80 يوما وافقت 17 دولة في الاتحاد الأوروبي على مُراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل.

وفي ظل الضغوطات الدولية على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الغذائية والإغاثية، أعلن الاحتلال السماح بدخول عدد قليل جدا من الشاحنات، وفق نهج "تقطير المساعدات"، إذ تسعى إسرائيل إلى تحسين صورتها أمام المجتمع الدولي الشاهد على جرائم الإبادة الجماعية في غزة.

وقالت مسؤولة بالاتحاد الأوروبي: "طلبت مراجعة الشراكة مع إسرائيل، وطلبت مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، ولقد حشدت هولندا دعما كافياً لمقترح مراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، وهناك أغلبية قوية مع مراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل".

وأكدت: "وضع غزة كارثي والمساعدات قطرة في محيط، ويجب إدخالها دون عوائق، والضغط مطلوب لتغيير الوضع في غزة.

وقبل يومين، هدد قادة فرنسا وبريطانيا وكندا -في بيان مشترك- باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل إذا لم توقف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على قطاع غزة.

وقال القادة في بيانهم "سنتخذ إجراءات إذا لم توقف إسرائيل هجومها بغزة وترفع القيود عن المساعدات، ونعارض بشدة توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، إن مستوى المعاناة الإنسانية في غزة لا يطاق".

ونصَّ البيان على أنه "إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري الجديد وترفع القيود التي تفرضها على المساعدات الإنسانية، فإننا سوف نتخذ خطوات ملموسة أخرى ردا على ذلك".

وشدَّد البيان على رفض توسيع المستوطنات في الضفة الغربية". وأضاف "قد نتخذ إجراءات بينها العقوبات". وجاء في البيان أن إعلان إسرائيل السماح بدخول كمية ضئيلة من الغذاء إلى غزة غير كافٍ على الإطلاق.

ويقول مسؤولون بالأمم المتحدة، إن ما تنوي إسرائيل إدخاله من مساعدات إلى غزة يعد "نقطة في بحر".

واعتبرت منظمة العفو الدولية أنه من "الفظيع والمستهجن أن يستغرق العالم نحو 80 يوما لممارسة ضغط كاف على إسرائيل لتخفيف حصارها لغزة". وأضافت: "الرفع الكامل للحصار ووقف إطلاق نار دائم وحدهما الكفيلان بتخفيف المعاناة الكارثية في غزة".

ولقد اتهم رئيس الحزب الديمقراطي الإسرائيلي، يائير جولان، حكومة نتنياهو بأنها "تقتل الأطفال كهواية". ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن السياسي المعارض اليساري القول، إن "إسرائيل في طريقها إلى أن تصير دولة منبوذة بين الأمم، فالدولة العاقلة لا تشن حرباً على المدنيين، ولا تتخذ قتل الأطفال هواية، ولا تضع أهدافاً لتهجير السكان، وهذه الحكومة تعج بالأشخاص المنتقمين الذين يفتقرون إلى الأخلاق والقدرة على إدارة البلاد في حالات الطوارئ".

جولان: عندما يحتفل وزراء الحكومة بموت أطفال غزة يجب أن نتحدث عن ذلك - كفى خوفا من الحكومة ولن أصمت لأن ذلك يعني التخلي عن الجيش والأسرى والدولة

وأشار المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إلى أن الاحتلال يروّج للسماح بدخول 9 شاحنات مكملات غذائية للأطفال من أصل 44,000 شاحنة مساعدات من المفترض إدخالها خلال 80 يوماً من حصار قطاع غزة.

وأضاف: "لم تدخل مساعدات حقيقية إلى قطاع غزة، والقطاع يومياً بحاجة إلى 500 شاحنة مساعدات و50 شاحنة وقود".

وتتصاعد في إسرائيل التصريحات المتطرفة والتحريضية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. وقال عضو كنيست عن الصهيونية الدينية: "يجب عدم إدخال ذرة طعام لغزة، لكن صور المجاعة تضر بمواصلة القتال".

واعتبرت الجبهة الديمقراطية الفلسطينية أن "قرار نتنياهو بإدخال بعض المساعدات دون وقف النار هو خداع وتضليل ومحاولة للتغطية على جرائمه، ونرفض تولي جيش الاحتلال بمساعدة شركات أمريكية ملف توزيع المساعدات، لأنه محاولة للحصول على صك براءة أمام الرأي العام، على طريقة الجيوش الأميركية التي غزت دول آسيوية ودمرتها، ثم وزعت الحلوى على الأطفال واليتامى والضحايا".

 

مقالات مشابهة

  • واشنطن تجدد دعمها لليمن ووحدته واستقراره
  • مجلس الشيوخ الأمريكي يعتزم التحقيق في هوية الشخص الذي أدار البلاد بدلا من بايدن
  • وزير الخارجية الأمريكي: الولايات المتحدة لم تعد قادرة على حل جميع مشاكل العالم
  • المنبوذون في الأرض.. هل يدير الغرب ظهره لإسرائيل ويدفعها نحو مزيد من العُزلة؟!
  • مسؤولين أوروبيين: «نحن بحاجة إلى حظر شامل بشأن توريد الأسلحة لإسرائيل»
  • بالإجماع.. البرلمان الإسباني يقر حظر الأسلحة على إسرائيل
  • نتنياهو: إسرائيل توافق على المقترح الأمريكي لإعادة المختطفين بخطة ويتكوف
  • إسرائيل تكثف ضرباتها في غزة و44 شهيدا من النازحين
  • وزير الخارجية الأمريكي: الولايات المتحدة لم تبحث ترحيل الفلسطينيين من غزة إلى ليبيا
  • الأمم المتحدة: إسرائيل سمحت بإدخال 100 شاحنة مساعدات لغزة