بقلم نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي:   في عالم غيّبت ضمائره اللامبالاة وعرّاه الصمت المطبق، ها نحن شهود على إبادة مروعة وتطهير عرقي في فلسطين لم يسبق لهما مثيل في العصر الحديث. ان صمت مراكز القوى في العالم لشدّة أذيته يصم الآذان. كيف يمكن لأي عقل بشري أن يتفهم الرعب أو يستوعب الوحشية التي يتعرض لها المدنيون الأبرياء في غزّة وفي لبنان؟ إن الصور الصادمة التي تنقل من هذه البقعة المتروكة من العالم تدمي القلوب وتشكل انتهاكًا صارخًا لأبسط القيم الأخلاقية والإنسانية.

ومع ذلك كلّه يغلق صناع القرار في العالم أعينهم كما لو أن هذه الصور هي مجرد سراب. ما يحدث في غزة يجعلنا نتساءل: هل من ذرة إنسانية متبقية في هذا العالم؟
أي رمز للبراءة أسمى من الأطفال، وأي وحشية هي تلك التي تُمارس ضدهم وتتجاوز كل تصوّر أو خيال؟ ما الذي ينتظره هذا العالم كي لا يبقى مكتوف الأيدي؟ أي مزيد من البشاعة والإجرام يتوقّع بعد كي يعير ما يحدث أدنى اهتمام؟ هؤلاء الأطفال ليسوا ضحايا أفعالهم، بل ذنبهم الوحيد أنّهم وُلدوا في فلسطين. هذا العالم الذي يذرف دموعه السخية وينتحب عند فقدان حياة بريئة واحدة في أي مكان من العالم، كيف لا تحرّكه مجازر غزة، وكيف تمرّ دون أن تجد الاستنكار الصارخ والتفاعل الإنساني اللذين تستحق؟
لطالما حملت بعض الدول راية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، ولطالما ملأت شعارات المساواة في الحقوق الطنانة المنابر الدولية، ولكن ليس عندما يتعلق الأمر بفلسطين، فهناك فقط يكون انتهاك حقوق الإنسان والقيم الإنسانية العالمية مجرّد وجهة نظر. إن الازدواجية في المعايير وفقدان القيم الإنسانية تشكلان فضيحة أخلاقية كبيرة وانتهاكًا لكرامة الإنسان. ولكن يبدو أن الإنسانية وصلت الى مستوى يجعل التعامل مع هذه الجرائم بهذه الخفة واللامبالاة أمراً عادياً.
العالم اليوم مدعوّ إلى حماية أطفال فلسطين والدفاع عن الأرواح البريئة. الرحمة في قلوب المتحكمين بمصير العالم تمتحن، ضمائر صانعي القرار على المحكّ. إن لم توقظ الصور الصادمة القادمة من غزة الرحمة في القلوب والضمائر في الأنفس، فمن سيفعل ذلك؟ هؤلاء القادة القادرون على وقف هذه المذابح، ولكن يؤثرون العكس، كيف يمضوا في حياتهم وكأن شيئاً لم يكن؟
لقد وُصفت غزة من قبل بأنها سجن كبير مفتوح، ولكنها تحولت اليوم إلى مقبرة جماعية مفتوحة، وهذا يمثل دليلًا قاطعًا على عمق الدرك الذي وصلت إليه العاطفة الإنسانية. بأي كلمات يمكن أن تُواسى الأمهات الثكلى اللواتي يلملمن أشلاء أطفالهن؟ أي عزاء يستطيع العالم أن يقدمه إلى أطفال ورضع فقدوا أمهاتهم وآباءهم وتركوا لمصيرهم في مواجهة الأمواج العاتية من دون سترة نجاة؟ ما يحدث في غزة من إبادة جماعية هو وصمة عار على الضمير الجماعي لهذا العالم.
نناشد صناع القرار في هذا العالم بالقيام بكل ما يلزم من أجل وقف المجازر فوراً حفظاً لما تبقى من أرواح بربيئة وأن يبذلوا قصارى جهدهم من أجل إيجاد حل يمنح الفلسطينيين حقوقهم وحاجاتهم الأساسية. العنف والدمار الحاصلان سيولّدان المزيد من العنف والدمار. على قادة العالم ومراكز القرار أن يجدوا حلا عادلاً للقضية الفلسطينية. إنهما العقل والعاطفة يصرخان ويستنجدان معاً، أما آن الأوان لتلبية نداءيهما؟

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هذا العالم

إقرأ أيضاً:

أنشيلوتي يوجه رسالة إلى نيمار

نواف السالم

أكد مدرب البرازيل الجديد كارلو أنشيلوتي أن نيمار “لاعب مهم للغاية” وحث النجم المعرض للإصابة على “الاستعداد بشكل جيد” لكأس العالم 2026.

وقال المدرب الإيطالي في مقابلة مع اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم يوم الخميس: يجب أن يستعد بشكل جيد ولديه الوقت الكافي للقيام بذلك ، إنه لاعب مهم للغاية بالنسبة لنا فيما يتعلق بكأس العالم .

ومدد نيمار (33 عاماً) هذا الأسبوع عقده مع فريق سانتوس البرازيلي حتى نهاية العام الجاري.

وعانت مسيرة نيمار من الإصابات، حيث لم يلعب سوى 12 مباراة في خمسة أشهر مع سانتوس، وسجل ثلاثة أهداف ، بينما غاب هداف البرازيل برصيد 79 هدفًا عن التشكيلة الأولى لأنشيلوتي في نهاية مايو الماضي.

مقالات مشابهة

  • أنشيلوتي يوجه رسالة إلى نيمار
  • جريمة مروعة في مصر.. أم تذبح ابنيها القاصرين وتقفز في النيل
  • هند صبري توجه رسالة لـ جمهورها في رأس السنة الهجرية 1447
  • الإنسانية لا تعرف حدود المكان أو الزمان!
  • العدالة والتنمية: إقصاء نصوص عن فلسطين من امتحان بالبيضاء قرار صادم ويمس وجدان المغاربة
  • البيجيدي يستنكر منع نصين عن فلسطين من امتحان ابتدائي ويصف القرار بـ”المسيء لقيم المغاربة”
  • ختام صناع القرار بمناقشات حول سبل توطين الاستثمارات الأجنبية المباشرة
  • أول رد فعل من زيزو بعد خروج الأهلي من كأس العالم للأندية
  • الجيل : مصر ملاذ الإنسانية حين يغلق العالم أبوابه
  • سامر فراج: صناع القرار منصة جادة لرسم مستقبل الاستثمار وسط تحولات الاقتصاد العالمي