فرنسا تستضيف غدا مؤتمرا إنسانيا من أجل سكان غزة
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الآونة الأخيرة إلى تبني موقف متوازن لاحتواء التصعيد في قطاع غزة، ليؤكد على موقف فرنسا الثابت تجاه القضية الفلسطينية بشكل عام وضرورة استئناف عملية السلام واحتواء الصراع الدائر بين إسرائيل وقطاع غزة وأيضا حماية المدنيين الذين يتعرضون للقصف الإسرائيلي المستمر مخلفا آلاف من الضحايا.
فقد كانت فرنسا ومنذ بدء الهجمات التي نفذتها حماس في السابع من أكتوبر الماضي، تؤكد على دعمها غير المشروط لإسرائيل مشددة مرارا وتكرارا على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. ومن ثم قام الرئيس الفرنسي باتصالات مكثفة لجمع إدانة جماعية قاطعة للهجمات التي نفذتها حماس مستهدفة إسرائيل، وأكد مرارا أن "لا شيء يبرر الإرهاب" على حد قوله، إلا أن خطابه خلال الآونة الأخيرة قد تغير ليضيف على كلماته الجانب الآخر من الصورة ومعاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
"لا شيء يمكن أن يبرر معاناة المدنيين في غزة"، هكذا أكد ماكرون عند لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال جولته في الشرق الأوسط مؤكدا على أهمية إعادة إطلاق عملية سياسية بنحو حاسم.
وعندما التقى بالعاهل الأردني وبالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قال ماكرون من ضمن حديثه أن فرنسا لا تمارس ازدواجية المعايير مشيرا إلى أن مبادرة السلام التي يقترحها لتجنب التصعيد تشمل ثلاثة محاور منها ضرورة التعاون الإقليمي والدولي لاستهداف الإرهابيين على حد تعبيره، واستئناف عملية سياسية للتوصل إلى حل الدولتين، وحماية المدنيين مشددا على أنه يجب أن تصل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بدون أي عوائق.
ثم خلال زيارته الأخيرة إلى كازاخستان وبالتزامن مع استمرار القصف الدموي وتطور العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، قال ماكرون إنه "يكره الجدل" الذي يفرق بين قيمة "حياة اليهود" و"حياة الفلسطينيين"، ودعا إلى "حماية المدنيين في غزة "، مؤكدا أن فرنسا تدعو إلى "هدنة إنسانية".
وفي تصريح آخر، أكد ماكرون أن "مكافحة الإرهاب لا تبرر التضحية بالمدنيين"، بينما تتواصل العمليات البرية الإسرائيلية والقصف في غزة ويتفاقم الوضع الإنساني أكثر فأكثر. من هنا جاءت فكرة تنظيم "مؤتمر إنساني" في باريس.
فقد أعلن ماكرون عن استضافة فرنسا غدا الخميس مؤتمرا دوليا بشأن المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في قطاع غزة، وذلك بهدف تناول الوضع الإنساني الحرج الذي يواجهه السكان الفلسطينيون الذين يتعرضون للقصف الدموي الإسرائيلي المتواصل ولانقطاع التيار الكهربائي والوقود والمياه ونقص في المواد الطبية والأدوية.
وأوضح ماكرون أن هذا المؤتمر الإنساني سيعقد في إطار منتدى باريس للسلام، مضيفا "ندعو إلى هذه الهدنة الإنسانية لأن مكافحة الإرهاب لا تبرر التضحية بالمدنيين".
يعقد المؤتمر على مستوى رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية، وسيتطرق لقضايا مثل جمع الأموال وتقديم المساعدات الطارئة وإعادة إمدادات المياه والوقود والكهرباء بالإضافة إلى مساعدة الجرحى في غزة.
لذلك، يحشد المؤتمر جهود الجهات الفاعلة الأساسية التي تضطلع بتلبية الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة والعازمة على العمل على نحو فعلي من أجل السكان المدنيين الفلسطينيين. وتشمل هذه الجهات الدول والجهات المانحة والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية الناشطة في قطاع غزة.
ومن المنتظر أن يتناول المؤتمر الأهداف التالية: احترام القانون الدولي وحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني وتعزيز الحصول على المساعدات الإنسانية، وتلبية الاحتياجات الإنسانية في قطاعات الصحة والمياه والطاقة والغذاء، والدعوة إلى التعبئة والحشد من أجل دعم الوكالات والمنظمات الدولية الفاعلة ميدانيا، بحسب الخارجية الفرنسية.
وسوف تعرض الوفود المبادرات التي نُفذت بالفعل أو التي ستُنفذ دعما للسكان المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة على غرار توفير المستشفيات الميدانية أو مد جسور إنسانية جوية أو بحرية، وذلك بناء على الاحتياجات التي حددتها الأمم المتحدة، ولا سيما وكالة الأونروا. وتستطيع الوفود أيضا تناول موضوع حشدهم المالي القائم والإعلان عن التزامات جديدة، ولا سيما في إطار دعوة التمويل التي تبنتها الأمم المتحدة.
ومؤخرا، قامت فرنسا بتوفير مساعدات إنسانية عاجلة للسكان المدنيين في القطاع، حيث جددت فرنسا دعوتها إلى هدنة إنسانية حتى يتم توفير احتياجات السكان المدنيين في غزة بشكل مستدام.
وتم الإعلان عن وصول شحنة تصل إلى 54 طنا من المساعدات الفرنسية لغزة إلى مصر على متن ثلاث طائرات. ونشرت الخارجية الفرنسية بيانا في 26 أكتوبر الماضي، أوضحت فيه أن هذه الشحنة تتضمن مجموعة من المستلزمات الطبية العاجلة من أدوية ومعدات المستشفيات المخصصة لتعزيز مراكز الطوارئ والكافية لعلاج ما يصل إلى 500 شخص من المصابين بجروح خطيرة، وأيضا أدوية مقدمة من منظمات غير حكومية، وأجهزة للتنفس للطوارئ، ونحو عشرة مولدات مقدمة من منظمة كهرباء بلا حدود غير الحكومية، وغيرها من المستلزمات الطبية والمكملات الغذائية.
كما أفاد من جانبه وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان ليكورنو، بأن باريس سترسل حاملة طائرات هليكوبتر ثانية قبالة ساحل غزة بينما تعمل مع السلطات الإسرائيلية والمصرية لإيجاد وسيلة لتقديم المساعدة الطبية للمتضررين في القطاع المحاصر.
ومن على متن حاملة الطائرات الهليكوبتر "تونير" التي ستشارك في عمليات الإغاثة للسكان المدنيين في قطاع غزة، أكد ليكورنو أن الرئيس الفرنسي طلب إعداد حاملة طائرات الهليكوبتر ديكسمود وهي حاملة طائرات أخرى تابعة للجيش الفرنسي، لتعمل على الأرض بجانب "تونير".
وقد أرسلت باريس بالفعل حاملة الطائرات "تونير" إلى شرق البحر المتوسط فيما وصفه الرئيس إيمانويل ماكرون بأنها مهمة لدعم مستشفيات غزة وتقديم المساعدات الطبية للمتضررين.
ويأتي هذا المؤتمر ضمن فعاليات الدورة السادسة لمنتدى باريس للسلام المنعقد يومي 10 و11 نوفمبر في باريس. ويعد هذا المنتدى فرصة للرئيس الفرنسي لمواصلة جهوده من أجل تحقيق تعاون دولي أكثر فعالية بين الدول من جميع القارات وأيضا بين الجهات الفاعلة في القطاعين العام والخاص، إلى جانب المجتمع المدني، للعمل بشكل عملي في مواجهة التحديات الكبرى التي يشهدها العالم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: سكان غزة فرنسا ماكرون للسکان المدنیین المدنیین فی فی قطاع غزة فی غزة من أجل
إقرأ أيضاً:
مدير الإغاثة الطبية : مؤسسة غزة الإنسانية تمارس القتل
قال محمد أبو عفش، مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة، إن الأوضاع الإنسانية والصحية في قطاع غزة وصلت إلى مرحلة بالغة الصعوبة، مشيرًا إلى نقص حاد في أبسط مقومات الحياة، وعلى رأسها الغذاء والمياه النظيفة.
وأوضح أبو عفش، خلال مداخلة مع الإعلامية أميمة تمام، على قناة القاهرة الإخبارية، أن المستشفيات في القطاع تعاني بشدة من غياب المستلزمات الطبية الضرورية، وقطع الغيار، وحتى الوقود اللازم لتشغيل المولدات، مشيرًا إلى أن الوضع الصحي يزداد تفاقمًا مع تفشي أمراض ومشاكل بيئية نتيجة الانهيار الكامل في الخدمات الأساسية.
وفيما يتعلق بملف المساعدات الإنسانية، انتقد أبو عفش بشدة أداء ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، واصفًا إياها بـ"اللا إنسانية"، مضيفًا: “ما يتعرض له المواطنون خلال توزيع المساعدات من قبل هذه المؤسسة هو أقرب إلى عمليات قتل وإعدام، لا إغاثة، هناك أرواح تُزهق في مشاهد تفتقر إلى أبسط معايير الكرامة الإنسانية.”
وأشار إلى وجود بدائل محترمة وعادلة لتوزيع المساعدات، مثل الأونروا واليونيسف، مؤكدًا أن هذه المؤسسات تمتلك نظمًا معلوماتية دقيقة، وقوائم موثوقة بعدد الأسر المحتاجة ومواقع توزيع المساعدات، وتعمل بمهنية تحترم كرامة الإنسان الفلسطيني.
وطالب أبو عفش بسرعة التحرك الدولي للضغط على الاحتلال الإسرائيلي للسماح بدخول المساعدات بكميات كافية، مؤكدًا أن قطاع غزة بحاجة ملحّة إلى دعم عاجل لتفادي انهيار شامل في المنظومة الصحية والمعيشية.