الجزيرة:
2025-12-14@11:23:04 GMT

الكفير.. مشروب خارق أم مبالغة صحية؟

تاريخ النشر: 12th, July 2025 GMT

الكفير.. مشروب خارق أم مبالغة صحية؟

الكفير مشروب حليبي مخمر يروج له على نطاق واسع لفوائده الصحية، خصوصا في دعم الهضم، صحة الأمعاء، وتقوية المناعة. ويعد غذاء أساسيا في ثقافات متعددة، وازدادت شعبيته بين محبي الصحة الطبيعية وذلك لكونه غنيا بالبروبيوتيك والعناصر الغذائية، ولسهولة هضمه، وهذا يجعله خيارا مفضلا لدى كثيرين، بل ويعتبره البعض أكثر فائدة من الزبادي.

لكن هل يستحق لقب "المشروب الخارق"؟

ما الكفير؟

الكفير هو مشروب مخمر تقليدي تعود جذوره إلى منطقة القوقاز، حيث استمر اعتباره طعاما مقدسا لقرون. يحضر بإضافة "حبوب الكفير"، وهي مستعمرات حية من البكتيريا والخمائر، إلى الحليب الحيواني أو النباتي. هذه الكائنات الدقيقة تخمر اللاكتوز وتحوله إلى حمض اللاكتيك، ما يمنح الكفير نكهته الحامضة وقوامه السائل المشابه للزبادي. ويتنوع الكفير بين كفير الحليب (من البقر أو الماعز)، كفير الماء (من ماء محلى)، وكفير جوز الهند، وهذا يجعله مناسبا للنباتيين وغير المتحملين للاكتوز.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 210 حقائق يجب أن تعرفها عن الأسماك والمأكولات البحرية المعلبةlist 2 of 2فلسفة التسعينيات تعود عبر تيك توك.. لماذا يثير "الأكل الإدراكي" جدلا؟end of list

يتميز الكفير ليس بطعمه فحسب، وإنما أيضا بكونه غنيا بالبروبيوتيك، الفيتامينات، والمعادن، وهذا يجعله مشروبا مفيدا لصحة الجهاز الهضمي والمناعة العامة.

الكفير لا يتميز بطعمه فحسب، و إنما أيضا بكونه غنيا بالبروبيوتيك والفيتامينات (بيكسلز) ليس مجرد بديل للزبادي

للكفير فوائد متعددة تتجاوز كونه مجرد بديل للزبادي، إذ يتميز بتأثيره الأوسع على صحة الجسم بشكل عام. ومن أبرز هذه الفوائد:

صحة الجهاز الهضمي: التوازن البكتيري المثالي

يُعد تحسين صحة الجهاز الهضمي من أبرز فوائد الكفير، إذ يلعب دورا مهما في استعادة توازن "الميكروبيوم المعوي"، وهي مجموعة معقدة من البكتيريا النافعة والضارة التي تعيش في المعدة والأمعاء. ويؤدي اختلال هذا التوازن، نتيجة عوامل مثل المضادات الحيوية أو التوتر أو النظام الغذائي غير المتوازن، إلى اضطرابات هضمية تشمل الانتفاخ، الغازات، الإمساك، أو الإسهال.

إعلان

ويمتاز الكفير باحتوائه على نحو 60 نوعا من الكائنات الحية الدقيقة المفيدة، وهو عدد يفوق ما يحتويه الزبادي التقليدي. هذه الكائنات تساعد في إعادة التوازن للميكروبيوم وتعزز عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية. كما أظهرت دراسة نُشرت في مجلة كورس للعلوم الطبية عام 2022، أن للكفير تأثيرا فعّالا في تخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي، سواء المصحوبة بإمساك أو بإسهال.

الكفير والمناعة: دفاعات أقوى من الداخل

يساهم الكفير في تعزيز الجهاز المناعي بفضل غناه بالبروبيوتيك، التي تدعم توازن الميكروبيوم في الأمعاء، حيث يتركز نحو 70% من جهاز المناعة. هذا التوازن يعزز إنتاج الأجسام المضادة ويزيد من نشاط الخلايا الدفاعية مثل الخلايا التائية. كما يساعد تنوع البكتيريا المفيدة في مقاومة الأمراض، ويحتوي الكفير أيضا على فيتامين "ب 12" (B12) الضروري لوظيفة المناعة الطبيعية، وهذا يجعله خيارا فعّالا لدعم الصحة الدفاعية للجسم.

تنظيم السكر في الدم

أشارت دراسات عدة إلى أن الكفير قد يساعد في تحسين السيطرة على مستويات السكر في الدم، خاصة لدى مرضى السكري. فقد أظهرت دراسة أُجريت عام 2021 في كلية الطب بجامعة مشهد الإيرانية أن تناول الكفير يُسهم في خفض مستويات السكر الصائم والأنسولين في الجسم. ويرتبط هذا التأثير بقدرة الكفير على تقليل الالتهابات، وتعزيز الهضم، وتحسين امتصاص المغذيات، وهذا يدعم توازن الجلوكوز بشكل عام.

كما كشفت دراسة أخرى نُشرت عام 2020 في جامعة ألبرتا الكندية عن دور الكفير في الوقاية من السمنة والاضطرابات الأيضية، ما يُعزز بدوره تأثيره الإيجابي على المؤشرات الحيوية المرتبطة بمرض السكري.

صحة عظام أفضل

الكفير غني بالكالسيوم، المغنيسيوم، الفسفور، وفيتامين "د"، ويتميز باحتوائه على فيتامين "ك 2" الذي يلعب دورا مهما في توجيه الكالسيوم إلى العظام بدل من الشرايين، وهذا يعزز كثافة العظام ويقلل خطر هشاشتها.

مناسب لحالات عدم تحمل اللاكتوز

من أبرز مزايا الكفير أنه يعد خيارا مثاليا للأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز. فخلال عملية التخمير، تقوم البكتيريا والخمائر بهضم اللاكتوز وتحويله إلى حمض اللاكتيك، وهذا يقلل من نسبته في المنتج، ويجعله أكثر سهولة في الهضم لدى من يعانون من حساسية تجاه هذا السكر.

الكفير والدماغ: الرابط بين الأمعاء والمزاج

تشير الأبحاث الحديثة إلى وجود علاقة وثيقة بين صحة الجهاز الهضمي والحالة النفسية، فيما يُعرف بـ"محور الأمعاء-الدماغ". فقد بيّنت دراسة نُشرت عام 2024 في جامعة فرجينيا، في مجلة الدماغ والسلوك والمناعة، أن البكتيريا النافعة في الأمعاء تُنتج نواقل عصبية مهمة مثل السيروتونين والدوبامين، التي تؤثر في المزاج والنوم ومستوى القلق.

وبفضل احتوائه على البروبيوتيك، يُمكن للكفير أن يُسهم في تقليل مشاعر الاكتئاب والقلق، وتحسين المزاج والذاكرة، عبر تقليل الالتهابات وتحفيز إنتاج تلك النواقل العصبية.

 الكفير يُسهم في تقليل مشاعر الاكتئاب والقلق، وتحسين المزاج والذاكرة (وكالة الأناضول) هل الكفير مشروب خارق؟

رغم أن الكفير يعد من المشروبات المفيدة لصحة الجهاز الهضمي والمناعة، إلا أنه ليس "سحريا"، ولا يغني عن اتباع نظام غذائي متوازن. وتختلف استجابة الأجسام له، وبعض فوائده ما تزال بحاجة إلى مزيد من الدراسات. كما أنه لا يناسب الجميع، خصوصا من يعانون من ضعف المناعة، الحساسية الشديدة للحليب، أو متلازمة القولون العصبي الحادة. وقد يسبب الكفير أعراض خفيفة مثل الانتفاخ أو الإسهال عند البدء في استهلاكه، لذا ينصح باستشارة الطبيب قبل تناوله بانتظام، خاصة في حالات الأمراض المزمنة أو العلاج المناعي.

إعلان

الكفير هو أكثر من مجرد مشروب؛ إنه نظام بيئي مصغر يعزز الصحة من الداخل، يدعم الهضم، يقي من الأمراض، ويسهم في تحسين المزاج والمناعة. ومع أن فوائده لا تزال قيد الدراسة والتوسع، إلا أن الدراسات الحالية والاستخدام الواسع تدعم بقوة مكانته كمشروب صحي غني بالفوائد ويعد إضافة فعالة لنظامك الغذائي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات صحة الجهاز الهضمی وهذا یجعله

إقرأ أيضاً:

التمر.. غذاء خارق يحمي الدماغ ويقلل خطر الزهايمر

يواصل التمر تأكيد مكانته كأحد أهم الأغذية الطبيعية التي ترتبط بصحة الدماغ ووظائفه الإدراكية، إذ تشير دراسات طبية حديثة وتصريحات لخبراء في الأعصاب والصيدلة إلى أن هذه الفاكهة الغنية بالعناصر الغذائية تلعب دورا بارزا في دعم الذاكرة وتقليل مخاطر الأمراض التنكسية، وعلى رأسها الزهايمر.

التمر.. كنز غذائي يعود بالنفع مباشرة على خلايا الدماغ
بحسب أطباء وخبراء تغذية، فإن التمر يتميز باحتوائه على مجموعة واسعة من مضادات الأكسدة، أبرزها الفلافونويدات والكاروتينات وأحماض الفينول، وهي مركبات تسهم في محاربة الالتهابات والتقليل من الإجهاد التأكسدي داخل خلايا الدماغ، ما ينعكس مباشرة على تحسين الذاكرة وحماية الخلايا العصبية.

يقلل خطر ألزهايمر والخرف
وأكدت أخصائية الصيدلة، رناد مراد، تؤكد أن التمر يساعد في خفض مستويات مادة الإنترلوكين 6 (IL-6)، التي ترتبط ارتفاعاتها بزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر.


كما يساهم في الحد من نشاط البروتينات المسؤولة عن تشكيل لويحات الدماغ التي تؤدي إلى موت الخلايا العصبية وفقدان القدرة الإدراكية، وتشير إلى أن التمر يعزز القدرة على التعلم ويقلل من التوتر والقلق بفضل ما يحتويه من مركبات قوية مضادة للالتهاب.

تحسين الذاكرة والقدرة على التعلم
من جانبه، يشير الدكتور حسن النوبى، المتخصص في طب الأعصاب، إلى أن التمر يعد "غذاء مثاليا للمخ" لاحتوائه على نسبة مرتفعة من الجلوكوز، وهو الوقود الأساسي للدماغ.

ويوضح أن المداومة على تناول سبع تمرات يوميًا تساعد في تحسين التركيز وتنشيط الذاكرة والوقاية من التهابات الأعصاب الطرفية، بفضل وجود الكالسيوم والمغنيسيوم وفيتامين B6 الضرورية لنقل الإشارات العصبية.

وتعزز تقارير طبية عالمية هذه النتائج، إذ تشير بيانات منشورة في منصات صحية متخصصة إلى أن 100 غرام من التمر توفر حزمة متكاملة من العناصر الحيوية، تشمل الألياف والبوتاسيوم والمغنيسيوم والنحاس، إلى جانب نسبة مرتفعة من مضادات الأكسدة، ما يجعله غذاءً متكاملاً لصحة الدماغ والقلب والجهاز العصبي.


كما تؤكد دراسات متعددة أن التمر يساعد في تحسين التعلم وتقوية الذاكرة، ويعمل على تقليل تكوّن بروتينات بيتا أميلويد المتسببة بالزهايمر، بالإضافة إلى مساهمته في تعزيز الحالة المزاجية وتقليل نوبات القلق والاكتئاب.

إلى جانب فوائده الدماغية، يكشف خبراء التغذية عن قائمة طويلة من المنافع الصحية للتمر، من بينها دعم صحة الهضم، تعزيز المناعة، تقوية العظام، تحسين صحة القلب، وتنشيط الطاقة، إذ يوفر التمر كربوهيدرات طبيعية تزيد من مستوى النشاط البدني والذهني. وتعد هذه الفاكهة أيضًا بديلًا صحيًا للسكر الأبيض في المخبوزات، ومصدرًا مهمًا للألياف التي تنظم مستوى السكر في الدم وتمنع الإمساك.

خفض الالتهاب وتعزيز الإشارات العصبية
ورغم فوائده الواسعة، ينصح الأطباء بالاعتدال في تناوله خصوصًا لدى المصابين بمتلازمة القولون العصبي أو من يعانون الحساسية تجاه الفركتوز، بالإضافة إلى تجنبه عند الإصابة بالإسهال بسبب محتواه من السوربيتول الذي قد يزيد من حركة الأمعاء.

وبين خبراء الأعصاب والتغذية اتفاق واضح على أن التمر ليس مجرد غذاء تقليدي، بل “سوبر فود” طبيعي يساهم —عند تناوله بانتظام— في حماية الدماغ وتعزيز وظائفه، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى أنماط غذاء صحية تساعد على الوقاية من أمراض العصر المرتبطة بالتوتر والشيخوخة.

مقالات مشابهة

  • دراسة تكشف علاقة قلة النوم ببكتريا الأمعاء.. وحل جذري للتغلب على الأرق
  • الزنجبيل يعزز الهضم ويخفف الالتهابات.. فوائد صحية مذهلة تؤكدها الدراسات
  • أفضل مشروبات بعد تناول وجبة الغداء .. لتحسين الهضم والاستفادة الغذائية
  • دراسة: تناول التفاح على الريق يساعد في تنظيف القولون وتحسين الهضم
  • التمر.. غذاء خارق يحمي الدماغ ويقلل خطر الزهايمر
  • للحوامل.. مشروب النعناع يخفف الغثيان ويحسن الهضم
  • الحلبة.. مشروب دافئ ومفيد للشتاء
  • وزير الصحة يشرف على افتتاح المؤتمر الأول للأكاديمية العربية لأمراض الحساسية والربو والمناعة
  • مشروب صحي خارق .. فوائد الكمون للسكري والبطن
  • مشروب صحي خارق.. فوائد الكمون للسكري والبطن