حصيلة مفاوضات جدة وضرورة وقف الحرب .. بقلم : تاج السر عثمان
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
1
انتهت مفاوضات جدة بالفشل في وقف إطلاق النار رغم الخطوة الإيجابية في الاتفاق حول وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين، لكن الملف الإنساني لايمكن عزله عن وقف الحرب التي أدت لنزوح أكثر من 5.8 مليون شخص داخل وخارج البلاد، ومقتل أكثر من 9 ألف شخص، وتدهور مريع في الأوضاع الإنسانية والمعيشية والصحية، والنقص في الأدوية وخدمات العلاج وتوقف التعليم، وتدمير البنيات التحتية والمصانع، وتعطيل خدمات الماء والكهرباء، وانتشار الأمراض دون مقاومة مثل :حمى الضنك والملاريا والكوليرا.
مما يتطلب الإسراع في وقف الحرب، وخروج الجيش والدعم السريع من السياسة والاقتصاد، وحل كل المليشيات (دعم سريع، مليشيات الكيزان، جيوش الحركات)، وقيام الجيش القومي المهني الموحد.، وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي الذي ينجز مهام الثورة والفترة الانتقالية ويستديم الديمقراطية والسلام وعدم تجدد الحرب.
2
فقد جاء اعلان السعودية وأمريكا والهيئة الحكومية للتنمية (الإيجاد) ١بصفتها ممثلاً مشتركًا للاتحاد الإفريقي والإيجاد، باعتبارهم الميسرين لمحادثات جدة (2) عن :
التزام القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع باتخاذ خطوات لتسهيل زيادة المساعدات الإنسانية وتنفيذ إجراءات بناء الثقة.
وكانت مفاوضات جدة (2) قد بدأت يوم 26 أكتوبر الماضي، وتركزت فيها المباحثات على :
- تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.
- تحقيق وقف إطلاق النار.
- تحقيق إجراءات بناء الثقة تمهيداً للتوصل إلى وقف دائم للعدائيات.
جاء في بيان الميسرين مايلي :
" وعلى ضوء إعلان جدة لحماية المدنيين في السودان الصادر بتاريخ 11 مايو 2023، تلتزم كلاً من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بالإلتزامات التالية:
– الإنخراط في آلية إنسانية مشتركة بقيادة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة لمعالجة معوقات إيصال المساعدات الإغاثية.
– تحديد جهات اتصال لتسهيل مرور وعبور العاملين في المجال الإنساني و المساعدات.
تنفيذ إجراءات بناء الثقة فيما يخص:
* إنشاء آلية تواصل بين قادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
* احتجاز الهاربين من السجون.
* تحسين المحتوى الإعلامي لكلا الطرفين، وتخفيف حدة اللغة الإعلامية.
*اتخاذ إجراءات حيال الأطراف المثيرة للتصعيد والمأججة للصراع.
على أن يتم تنفيذ هذه الإجراءات بالتوازي.
وأكد الطرفان (القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع) التزامهما الفردي تجاه تيسير مرور المساعدات الإنسانية لكلا الطرفين.
تمثل هذه الالتزامات خطوةً مهمة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية مما يسهم في تخفيف معاناة الشعب السوداني، وفي هذا الإطار، يعود الأمر الآن لكلاً من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في الإلتزام التام بمسؤوليتهما لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه."
3
لكن حسب بيان الميسرين لم يتمكن الطرفان من الاتفاق على اتفاقات لتنفيذ وقف إطلاق النار خلال هذه الجولة الأولى.
فالحل العسكري طريق مسدود، مما يتطلب تحكيم صوت العقل ومراعاة الأوضاع المأساوية الإنسانية التي خلفتها الحرب بوقف إطلاق النار، ووقف الحرب اللعينة وضمان عدم تجددها في المستقبل.
مما يتطلب اوسع تحالف قاعدي جماهيري لوقف الحرب في الجولة القادمة، فلا بديل للحل السلمي التفاوضي لوقف الحرب الذي ينهي معاناة السودانيين التي طالت واستطالت باستمرار الحرب لأكثر من ستة أشهر.
alsirbabo@yahoo.co.uk
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القوات المسلحة السودانیة وقوات الدعم السریع المساعدات الإنسانیة وقف إطلاق النار وقف الحرب
إقرأ أيضاً:
التجمع الاتحادي: سيطرة الدعم السريع على المثلث الحدودي «تطور خطير»
حزب التجمع الاتحادي طالب بالعودة الفورية لطاولة التفاوض والوصول لاتفاق وقف إطلاق نار لتجنب المخاطر التي تهدد السودان.
الخرطوم: التغيير
وصف حزب التجمع الاتحادي، إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على منطقة المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، بأنه تطور خطير، وحذر من تزايد المخاطر كل يوم مع استمرار الحرب والقتال.
وأعلنت قوات الدعم السريع أمس الأربعاء، فرض سيطرتها على منطقة المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا في خطوة قالت إنه سيكون لها ما بعدها، فيما أقر الجيش السوداني بإخلائه المنطقة ضمن ترتيبات التصدي لتوغل قوات ليبية إلى الأراضي السودانية.
وقال رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي بابكر فيصل بابكر في منشور على صفحته بـ(فيسبوك): “وهكذا، كما ظللنا نقول ونحذر منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب: مع استمرار القتال تزداد كل يوم مخاطر ذهاب البلد للمجهول وتتفاقم المأساة الإنسانية بشكل غير مسبوق”.
وأضاف: “تطور جديد وخطير وقع اليوم مع إعلان الدعم السريع سيطرته على منطقة مثلث جبل عوينات واتهام الجيش لقوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر بالدخول في الحرب”.
وشدد فيصل على أنه لا سبيل لتجنب جميع المخاطر التي تهدد وجود الوطن وإنسانه إلا بالعودة الفورية لطاولة التفاوض من أجل الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين تمهيداً لانطلاق العملية السياسية.
وكان الجيش السوداني اتهم، يوم الثلاثاء، قوات اللواء الليبي خليفة حفتر بالتورط المباشر في هجوم شنته الدعم السريع في المنطقة الحدودية الثلاثية بين السودان وليبيا ومصر، ووصف العملية بأنها تعدٍ سافر على سيادة السودان.
بينما أعلنت الدعم السريع في بيان الأربعاء، تمكن قواتها من تحرير منطقة المثلث الاستراتيجية التي تُشكّل نقطة التقاء محورية بين السودان وليبيا ومصر.
ووصف الناطق باسم القوات الأمر بأنه خطوة نوعية سيكون لها ما بعدها على امتداد عدة محاور قتالية، لا سيما في الصحراء الشمالية، “كما يُسهم هذا الانتصار في مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر على الحدود السودانية”.
الوسومالتجمع الاتحادي الحرب السودان العملية السياسية المثلث الحدودي بابكر فيصل بابكر جبل عوينات ليبيا مصر وقف إطلاق النار