تواصل الإدانات العربية والدولية للعدوان على جنين وسوناك يدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها
تاريخ النشر: 4th, July 2023 GMT
تواصلت ردود الأفعال العربية والدولية المنددة بالعدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها والتي سقط فيها حتى الآن 10 شهداء ونحو 100 جريح، بينهم 20 في حالة خطيرة.
في المقابل، كرر رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك دعم بريطانيا ما وصفه بـ"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، أما مجلس الجامعة العربية فدعا في اجتماع طارئ إلى وقف "الاعتداءات" الإسرائيلية.
فعلى الصعيد الدولي، أدان سوناك ما وصفها بـ"الأعمال الإرهابية" الفلسطينية، وكرر على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، لكنه قال "إن حماية المدنيين يجب أن تكون الأولوية في أي عملية عسكرية"، وحث إسرائيل على "ضبط النفس" وكافة الأطراف "على تجنب المزيد من التصعيد".
لكنه اعتبر من ناحية أخرى أن المستوطنات الإسرائيلية تتعارض مع القانون الدولي وأنها عقبة في طريق السلام وتهدد إمكانية حل الدولتين، وقال "أوضحنا مرارا لإسرائيل معارضتنا أي توسع استيطاني، وطلبنا منها التراجع عن سياستها الاستيطانية".
من جهتها، حثت وزيرة الدولة للشؤون الخارجية البريطانية آن ماري تريفيليان القوات الإسرائيلية على ضبط النفس والالتزام بالقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين، وقالت إن العنف المتسارع في الضفة الغربية يهدد بدورة جديدة من سفك الدماء.
وأعرب مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة عن انزعاجه من نطاق العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين، وقالت المتحدثة باسم المكتب إن المنظمة تشعر بالقلق من حجم العمليات الجوية والبرية في جنين، مضيفة أن 3 أطفال قتلوا في عملية الاقتحام الإسرائيلي المستمرة منذ أمس الاثنين.
من ناحيته، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن ما تقوم به إسرائيل في مخيم جنين يعيد إلى الأذهان جرائم ارتكبتها خلال النكبة عام 1948.
وأضاف رئيسي خلال كلمة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون أن إجراءات إسرائيل تعد نموذجا واضحا للاعتداء على السيادة الوطنية لشعوب العالم، مؤكدا أن واشنطن حرمت الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره، وفق تعبيره.
بدوره، جدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء مع نظيره الأردني أيمن الصفدي شجب بلاده القوي للعملية العسكرية الإسرائيلية في جنين، مطالبا بوقف فوري لهجمات واعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين، وأكد على اتفاق أنقرة وعمّان التام بشأن وضع الأماكن المقدسة في القدس.
إدانات وتنديد عربي
على الصعيد العربي، دعا مجلس جامعة الدول العربية في أعقاب اجتماع طارئ عقده المندوبون الدائمون في الجامعة برئاسة مصر إلى وقف "الاعتداءات" الإسرائيلية في فلسطين.
ووفق القرار الصادر، فقد "دعا المجلس إلى تحرك عربي عاجل من خلال القيام بزيارات واتصالات وتوجيه رسائل مشتركة وثنائية رفيعة المستوى إلى مجلس الأمن وأعضائه ومراكز صنع القرار الدولي" بهدف "تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بوقف الاعتداءات الإسرائيلية بأشكالها كافة على الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية الدولية له".
كما طالب المجلس المحكمة الجنائية الدولية بالوفاء بمسؤولياتها و"إنجاز التحقيق الجنائي في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل".
وحث المجلس المجتمع الدولي دولا ومؤسسات على المشاركة في حماية المدنيين الفلسطينيين وتشكيل آلية عملية وفعالة لتنفيذ ذلك.
من ناحيتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بأشد العبارات طرد وتهجير عائلات فلسطينية من منازلها في مخيم جنين.
وأضافت الوزارة في بيان أن تهجير العائلات من جنين يعد جريمة وانتهاكا صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.
وطالبت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة المختصة بالتدخل الفوري لحماية السكان المدنيين مما سمته بطش الاحتلال.
من جهته، قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان للجزيرة إن العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين هي مخطط إستراتيجي لإفراغ مناطق بالضفة الغربية لصالح توسيع الاستيطان.
بدوره، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن العدوان الإسرائيلي على جنين لن يولد سوى مزيد من العنف والتوتر اللذين سينعكسان على المنطقة.
ووصف الصفدي الممارسات الإسرائيلية بأنها محاولات لانتهاك الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية.
من ناحيته، أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي في بيان صحفي أن استمرار إسرائيل بسلوكها العدواني يزعزع الاستقرار والأمن في المنطقة.
ودعا العوادي كافة القوى الداعمة للسلام والهيئات والمؤسسات الدولية إلى "فضح الممارسات الإسرائيلية التي تخالف القوانين والأعراف الدولية"، كما جدد "موقف العراق الثابت من حق الفلسطيني المطلق في العيش على أرضه ورفض الاعتداء عليه وحقه الثبات في إقامة دولته الوطنية المستقلة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الإسرائیلیة فی إسرائیل فی
إقرأ أيضاً:
المنظمة العربية: اختطاف سفينة مادلين في عرض البحر تحد لأوروبا والعدالة الدولية
حملت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير ركاب وطاقم سفينة مادلين الذين تم اختطافهم في عرض البحر في طريقهم إلى قطاع غزة في مهمة إنسانية في ظل حرب الإبادة المستمرة هناك.
وعبرت المنظمة، في بيان لها اليوم أرسلت نسخة منه لـ "عربي21"، عن قلقها على مصير ركاب السفينة حيث سبق السيطرة على السفينة حملة تحريض وشيطنة للنشطاء، فلا يوجد ما يردع قوات الاحتلال عن استخدام القوة للمساس بسلامة الركاب. وكانت سفينة “كونشياس-الضمير العالمي”، إحدى سفن أسطول الحرية المتوجهة إلى غزة، قد تعرضت لهجوم قبالة سواحل مالطا في بداية مايو 2025.
وبينت المنظمة أن التجارب السابقة في الاعتداء على القوافل البحرية المتجهة إلى غزة لكسر الحصار عنها يدعو إلى التحرك العاجل من أجل كشف مصير الركاب حتى لا يكون مصيرهم كمصير ركاب سفينة "مافي مرمرة" التي تعرضت لهجوم في المياه الدولية بتاريخ 31/05/2010، فقتل 10 من المتطوعين وجرح 56 آخرين بجراح بليغة، واعتقل جميع المشاركين في الأسطول رغم وجود الجرحى بينهم، كما تعرضوا للتعذيب ومصادرة حمولة السفينة الإغاثية وكافة المقتنيات الشخصية.
وأضافت المنظمة أن المجتمع الدولي يعلم تماما أن حكومة الاحتلال يقودها شخص مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم خطيرة، وهو مستمر في جرائمه ويوسع من نطاقها في ظل صمت لا يمكن تفسيره، فقام هؤلاء النشطاء بخطوة إنسانية رمزية لكسر حاجز الصمت وخاطروا بحياتهم لإرسال رسالة إلى العالم أجمع أن استمرار الصمت ليس خيارا.
وأكدت المنظمة أن السيطرة على السفينة واختطاف الركاب يعتبر جريمة حرب، فالسفينة في مهمة إنسانية إغاثية لإيصال مساعدات لسكان القطاع الذين يتعرضون لإبادة جماعية منذ عشرين شهرا، وهذا يوجب على مكتب الادعاء العام في المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق في هذه الجريمة الجديدة.
وأعلن "ائتلاف أسطول الحرية"، فجر الاثنين، أن الجيش الإسرائيلي اختطف المتطوعين الدوليين على متن سفينة "مادلين"، وانقطع الاتصال بها فور تنفيذ الاقتحام. وقال الائتلاف، في بيان عبر "تلغرام"، إن السفينة كانت في طريقها إلى قطاع غزة في محاولة رمزية لكسر الحصار البحري المفروض منذ سنوات، قبل أن يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي ويقتادها نحو ميناء أسدود.
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية أن قوات البحرية الإسرائيلية بدأت السيطرة على السفينة واعتقلت النشطاء الـ12 على متنها تمهيدًا لترحيلهم، بينما أكدت القناة "12" أن السفينة سُحبت باتجاه أسدود دون تسجيل إصابات.
وأظهرت لقطات بث مباشر من على متن السفينة قبيل الاقتحام، تحليق طائرات مسيرة فوقها، ألقت سائلاً أبيض مجهولاً، بينما كانت الزوارق العسكرية الإسرائيلية تحيط بها وتطالب النشطاء برفع أيديهم. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه أصدر تعليمات صريحة بمنع السفينة من الوصول إلى قطاع غزة، ووصفت الخارجية الإسرائيلية الرحلة بأنها "محاولة غير قانونية" لكسر الحصار.
وكان على متن السفينة 12 ناشطًا، بينهم الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ والممثل الأيرلندي ليام كانينغهام. وتأتي هذه العملية بعد شهر من استهداف سفينة "الضمير"، التابعة كذلك للجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، والتي تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة أدى إلى ثقب هيكلها واندلاع حريق في مقدمتها.
ودعت المنظمة الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات عملية لردع حكومة الاحتلال، فمن بين الركاب عضوة البرلمان الأوروبي التي تحمل الجنسية الفرنسية ريما حسن، التي من المفترض أنها تتمتع بحصانة دبلوماسية، إلا أن حكومة الاحتلال لم تكترث. كما دعت المنظمة كافة الدول التي يحمل النشطاء جنسياتها للتدخل من أجل حمايتهم وتأمين إطلاق سراحهم.