تنتشر جثث لأشخاص بالزي العسكري في شوارع أم درمان في غرب العاصمة السودانية، بحسب ما أفاد شهود عيان.

قال شهود عيان في أم درمان اليوم الخميس (التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني 2023) لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي من ود مدني "هناك جثث لأشخاص يرتدون زيا عسكريا ملقاة في الشوارع بوسط المدينة بعد معارك أمس (الأربعاء)".

فيما أفاد آخرون عن سقوط قذيفة على مستشفى النو شمال أم درمان، آخر المرافق الطبية التي تخدم هذه المنطقة، "ما أسفر عن مقتل عاملة".

مختارات طرفا الحرب بالسودان يفشلان في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بعثة أممية للتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان في السودان

اعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قرارا بفتح تحقيق في الوضع الإنساني في السودان، الذي يشهد صراعا عسكريا بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ ستة شهور.

مصادر طبية: حمى الضنك تحصد مئات الأرواح بالسودان

بعد خمسة أشهر من الحرب في السودان، أصبح موسم الأمطار أكثر فتكا هذه السنة. وحذرت نقابة الأطباء من "انتشار كارثي" لحمى الضنك في ولاية القضارف، وتم الإخبار أيضا عن إصابات في الفاشر والخرطوم مع مئات حالات الوفاة.

جريمة الإبادة الجماعية.. ماذا تعني بالضبط وما صعوبة إثباتها؟

الحروب والنزاعات المسلحة تعني سقوط أعداد كبيرة من الضحايا. ومن هنا يبدأ الحديث على نحو فضفاض عن ارتكاب جرائم "الإبادة الجماعية". ولكن كيف تعرّفها الأمم المتحدة؟ وما الصعوبة في إثباتها؟

الإبادة بحق المساليت في دارفور على يد الدعم السريع - شهادات تشيب لها الولدان

المذابح ليست جديدة في دارفور، فقد سبق وأن أودت حرب أهلية مطلع القرن الحالي بحياة مئات الآلاف، لكن شهادة الناجين على مذبحة مدينة الجنينة هذا العام تقشعر لها الأبدان. ويتهم الشهود الدعم السريع بالقتل والحرق والاغتصاب.

وتتواصل المعارك في كل من الخرطوم بضواحيها وإقليم دارفور في ظل إخفاق مفاوضات جديدة هذا الأسبوع حول وقف لإطلاق النار ترعاها السعودية والولايات المتحدة.

والخميس كتب نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في دارفور طوبي هارورد في حسابه على موقع إكس "يتعرض مئات الآلاف من المدنيين والنازحين لخطر كبير الآن في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، مع تدهور الوضع الأمني، ونقص الغذاء والماء، والخدمات المحدودة للغاية".

وتابع "يتقاتل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من أجل السيطرة على المدينة، وسيكون لذلك تداعيات كارثية على المدنيين". كما أبدت السفارة الأميركية في السودان "قلقا بالغا حول تقارير شهود عيان عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان من قبل قوات الدعم السريع.. بما في ذلك عمليات قتل في منطقة أردمتا بولاية غرب دارفور، والاستهداف العرقي لزعماء وأفراد إثنية المساليت"، إحدى أبرز المجموعات العرقية غير العربية في غرب دارفور.

والاثنين نعى مجلس السيادة الحاكم في بيان "أحد أعمدة الإدارة الأهلية بغرب دارفور محمد أرباب: متهما مليشيات الدعم بـ"اغتياله غدرا" وكذلك بـ"قتل ابنه وثمانية من أحفاده، في جريمة نكراء يندى لها جبين الإنسانية"، على ما أفاد البيان. ولم تعلق الدعم السريع على التهمة. 

ويحتدم القتال منذ نيسان/أبريل في مناطق مكتظة بالسكان بين قوات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي". وأدى الصراع بين الجنرالين المتنافسين إلى شلّ الخدمات الأساسية في السودان وتدمير أحياء بأكملها في العاصمة وإقليم دارفور الشاسع في غرب البلاد.

وأسفرت الحرب عن سقوط 10400 قتيل وفقا لمنظمة "اكليد" المعنية بإحصاء ضحايا النزاعات. كما أدت إلى نزوح ولجوء أكثر من ستة ملايين سوداني، وفق الأمم المتحدة.

ع.ش/ ع.ج.م (أ ف ب)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: الحرب في السودان الجيش السوداني قوات الدعم السريع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو دارفور شمال دارفور دويتشه فيله الحرب في السودان الجيش السوداني قوات الدعم السريع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو دارفور شمال دارفور دويتشه فيله الدعم السریع فی السودان شهود عیان أم درمان

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع تحمل الجيش السوداني مسؤولية "هجوم كمو"

أعلنت قوات الدعم السريع مقتل 45 شخصا غالبيتُهم من طلاب المدارس وجرحَ آخرين في هجوم شنه الجيش السوداني بطائرة مسيّرة على منطقة "كمو" في جبال النوبة .

ووصفت قوات الدعم السريع الهجوم بأنه انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي الإنساني جريمة حرب تستوجب المساءلة والمحاسبة، معتبرة أن استهداف المؤسسات التعليمية والتجمعات المدنية هو تعدٍّ مباشر على حقوق الإنسان.

بدورها دانت الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال ما أسمته بالمجزرة التي ارتكبها الجيش السوداني بحق الطلاب في منطقة "كمو" مؤكدة في الوقت نفسه أنها لن تقف مكتوفة الأيدي وسترد بقوة على انتهاكات الجيش السودان.

وتتفاقم مأساة السودان يوما بعد يوم، فيما تحوّلت الحرب الدائرة منذ أكثر من عام ونصف إلى أكبر أزمة نزوح في العالم، مع تجاوز عدد النازحين واللاجئين أربعة عشر مليون شخص، وفق تقديرات الأمم المتحدة ومنظمات دولية.

وفي تقرير مؤلم، كشف المجلس النرويجي للاجئين أن أكثر من 400 طفل وصلوا خلال شهر واحد إلى مخيم "طويل" للاجئين من دون آبائهم.

كثير منهم يعاني صدمات نفسية وسلوكيات عدوانية نتيجة ما شاهدوه، فيما وصف العاملون الوضع بأنه “هش للغاية”، وأن المخيم لا يمنحهم سوى “الملاذ الآمن الوحيد المتاح”.

هذه الشهادات تعكس جانباً صغيراً من كارثة إنسانية أكبر، في ظل تقطّع شبكات الإنترنت وانعدام أمن العاملين، ما يجعل حجم المعلومات المتوفرة أقل بكثير من حجم المأساة الحقيقية داخل السودان.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يصد هجمات الدعم السريع.. معارك بابنوسة تتوسع والحصار يضيق على الدلنج
  • خبير عسكري: كردفان بوابة الجيش السوداني لاستعادة دارفور
  • الدعم السريع تحمل الجيش السوداني مسؤولية "هجوم كمو"
  • قوات الدعم السريع تستهدف المواطنين في إقليم دارفور
  • البرهان يرسل رسائل مهمة عبر مقال في “وول ستريت جورنال” .. يكشف كيف اندلعت شرارة الحرب في السودان ولماذا يحارب الدعم السريع .. نشر مقال قائد الجيش السوداني
  • تقارير إعلامية: الجيش السوداني يسقط طائرة محملة بأسلحة لقوات الدعم السريع بالفاشر
  • البرهان يستقبل الرئيس الإريتري ومعارك بين الجيش والدعم السريع
  • مناوي: قيادة الجيش تناقش ترتيبات الاستنفار والتعبئة للدفاع عن دارفور
  • البرلمان الأوروبي يصدم الدعم السريع ويمنح حكومة البرهان الشرعية ويطالب بعقوبات على حميدتي وقائد الجيش السوداني
  • الجيش السوداني: تصدينا لهجوم من الدعم السريع  جنوب كردفان