تقدم “محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة” نموذجاً لريادة دولة الإمارات العربية المتحدة في الحلول المستدامة وجهود النمو المنخفض للكربون، حيث تعد مبادرة غير مسبوقة على مستوى منطقة الشرق الأوسط، تقود خطوات نوعية في تحويل النفايات من مصدر لرفع البصمة البيئة للبشر على الكوكب، إلى مصدر بديل وكبير لإنتاج الطاقة.

وفي الوقت الذي تستعدّ فيه دولة الإمارات لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28” خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري، يُطرح التساؤل حول الأثر الإيجابي الذي ساهمت فيه المحطّة منذ إطلاقها في 2022 حتى اليوم وما هي أبرز إنجازات مسيرتها في تعزيز الاستدامة وحماية البيئة.

– فهم عميق لأهميّة الاستدامة.

بدأت هذه المسيرة بفهم عميق لأهميّة الاستدامة وضرورة تقليل البصمة البيئيّة، وبينما تعتبر 60% من الانبعاثات في دولة الإمارات ناتجة عن النفايات العامة والصناعية المتكدسة في مكبات النفايات، فقد نجحت “محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة” خلال عام واحد فقط ، في معالجة أكثر من 100 ألف طن من النفايات وهي كميات تعادل النفايات الصادرة عن 180 ألف شخص سنوياً، كما استطاعت المحطة استعادة 250 طناً من المعادن على مدار العام الماضي، وبالتالي ساهمت في النهوض بمعدلات تحويل النفايات بعيداً عن المكبات في إمارة الشارقة لتصل إلى 90%.

وأكّد خالد الحريمل الرئيس التنفيذي لمجموعة بيئة في تصريح خاص لوكالة أنباء الإمارات “ وام” ، أنّ “محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة” ليست مجرد منجز بيئي، بل هي أيضًا مثال على الابتكار والريادة التي تُميز إمارة الشارقة ودولة الإمارات، وتُمثّل خطوة كبيرة نحو تحقيق أهداف الإمارات الخاصة بتحويل النفايات بعيداً عن المكبات والمبادرة الاستراتيجية للحد من الانبعاثات وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.

وقال إنه منذ أن دشّنها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تسير المحطّة على نهج ثابت والتزام لا يحيد لتحقيق إدارة مستدامة للنفايات، ودعم الجهود المبذولة للحفاظ على البيئة، وصولا إلى تعزيز مساعي الدولة لقيادة المساعي العالمية لتحقيق الحياد المناخي.

و أضاف الحريمل أن المحطة لم تكن بمثابة حلٍّ بيئيّ وحسب، بل أيضًا سبيلًا لتوفير الطاقة النظيفة المستدامة، فقد استطاعت أن تولد طاقة كهربائية تكفي لتغذية أكثر من 28 ألف منزل في إمارة الشارقة، عبر ربطها بشبكة هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة.

وأشار إلى أن مشروع محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة، يعد أحد المشاريع الوطنية التي تحقق الرؤية المستقبلية للدولة، بالوصول إلى الحياد المناخي وتستثمر الفرص المتاحة والأفكار المبتكرة لتعزيز استدامة الموارد لأجيال الغد، حيث حققت المحطة جُملة من الإنجازات النوعية منذ افتتاحها، حيث استطاعت إزاحة 150 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الضارة ، ونجحت المحطة في معالجة أكثر من 100 ألف طن من النفايات وهي كميات تعادل النفايات الصادرة عن 180 ألف شخص سنوياً، كما تمكنت المحطة من استعادة 250 طناً من المعادن، وبالتالي ساهمت تلك النتائج في النهوض بمعدلات التحوّل إلى منتجات مفيدة تساهم في الاقتصاد الدائري بالتعاون مع برنامج “بيئة لإعادة التدوير”، حيث قفزت نسبة إعادة الاستخدام في الشارقة إلى 90% من خلال استعادة المواد القيمة ومن ثم إعادة إدخالها ضمن الاقتصاد.

و قال إن “محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة” تقدم نفسها اليوم نموذجا مُلهما يؤكّد أن الحلول الإيجابيّة للتحديات البيئية مُمكنة ،حيث أن الإصرار والتعاون يمكن أن يساهمان في التغيير الإيجابي في عالمنا، فقد كانت المحطّة نتاجاً لجهود كبيرة لـ “شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة”، وهي شركة مشتركة بين “بيئة” المجموعة الرائدة بالمنطقة في التحول الرقمي في مجال الاستدامة، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال الطاقة المتجددة.

وأوضح أن هذه الشراكة تهدف لاستكشاف آفاق تطوير المزيد من المحطات المشابهة في دولة الإمارات والمنطقة ،وتوفير حلول تحويل النفايات بالكامل بعيداً عن المكبات وحيادية الانبعاثات الكربونية.

– إنجازات طموحة.

يشار إلى أن “محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة”، هي أول مؤسسة بالشارقة تحصل على علامة الجاهزية للمستقبل، يقدمها مكتب التطوير الحكومي والمستقبل في حكومة دولة الإمارات ، للمؤسسات الحكومية والشركات الوطنية التي تصمم وتطبق مشاريع استثنائية واضحة ومحددة وعملية تعزز من جاهزية الدولة للمستقبل.

و جاء تقييم مشاريع الجاهزية للمستقبل من قبل مكتب التطوير الحكومي، والمستقبل بناء على 6 معايير رئيسة هي، أن يتمحور المشروع حول الإنسان ويوظف التوجهات الناشئة، والبيانات لتحقيق أثر إيجابي على المجتمع، وقدرة المشروع على خلق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني ولمجتمع دولة الإمارات وإحداث تأثير إيجابي في حياة الناس، ومدى التزام المشروع بالممارسات المستدامة لصنع المستقبل، وأن يكون المشروع استباقياً ومبتكراً بطريقة تساهم في تعزيز الجاهزية للمستقبل، فضلاً عن تحقيق المرونة والقدرة على التكيف مع المتغيرات المستقبلية، وأن يكون المشروع واضحاً ومحدداً وطموحاً ونتائجه عملية قابلة للقياس، وأخيراً أن يسهم في تحقيق الجاهزية الرقمية من خلال تبني وتطوير تكنولوجيا المستقبل المتقدمة.

وتقع “محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة” ضمن مُجمع بيئة لإدارة النفايات في منطقة الصجعة بإمارة الشارقة، حيث تقع أيضاً مجموعة أخرى من مرافق إعادة تدوير النفايات التي تدعم جهود مجموعة بيئة لتحويل النفايات بالكامل بعيداً عن المكبات.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: محطة الشارقة لتحویل النفایات إلى طاقة ة الشارقة لتحویل النفایات إلى طاقة دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

الزيودي: الإمارات تواصل توسيع شراكاتها مع «بريكس»

شارك وفد دولة الإمارات في «منتدى أعمال بريكس»، الذي انعقد على هامش قمة مجموعة «بريكس» السابعة عشرة في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل.

وأضاء الدكتور ثاني الزيودي، وزير التجارة الخارجية، على العلاقات الوثيقة بين دولة الإمارات ودول البريكس والدور الحيوي للمجموعة في مواصلة الابتكار وتسريع نمو التجارة وتعزيز فرص الاستثمارات العابرة للحدود.

أكد الدكتور ثاني الزيودي أهمية تطوير التعاون في القطاعات الرئيسة، كالخدمات اللوجستية، والزراعة والطاقة المتجددة والتكنولوجيا والرعاية الصحية.

ووفّر «منتدى أعمال بريكس» منصة لقادة وممثلي قطاعات الأعمال من الدول العشر الأعضاء في المجموعة التي تضم «البرازيل والصين والهند وروسيا وجنوب إفريقيا وإندونيسيا وإثيوبيا وإيران ومصر والإمارات»، لتبادل الأفكار في تعزيز التعاون والشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص لتفعيل الفرص الاقتصادية والتعامل مع التحديات الجيوسياسية العالمية الراهنة.

وتعكس مشاركة دولة الإمارات في المنتدى حرصها على التعاون البنّاء، والتزامها بتعزيز الشراكات الدولية ذات المنافع المتبادلة. وقد أسفر المنتدى عن اعتماد حزمة من المبادرات الهادفة لتعميق التعاون الاقتصادي وإبرام شراكات جديدة ضمن القطاع الخاص تعزز التجارة وتدفق الاستثمارات.

الفرص المتاحة

وأكَّد الدكتور ثاني الزيودي أهمية المنتدى والفرص التي يتيحها للتواصل بين دول المجموعة ذات التوجهات المتشابهة والتحولات الاقتصادية النوعية.

ولفت إلى أن مجتمع «بريكس» يقدم نموذجاً نوعياً في المشهد الاقتصادي الحالي، حيث يسعى الجميع إلى نمو قائم على الاستثمار والابتكار وريادة الأعمال وعلاقات تجارية خالية من العوائق والعقبات.

وأشار إلى أن «دولة الإمارات تواصل مراحل التنمية الاقتصادية، بجذب الاستثمار الأجنبي المباشر ودعم الصناعات الجديدة القائمة على التكنولوجيا وعقد اتفاقيات تجارة حرة مع الدول التي تمتلك رؤى مشابهة، مثل أعضاء مجموعة البريكس، كالهند وإندونيسيا وروسيا ونحن حريصون على تعزيز تلك العلاقة إلى أبعد مدى والبناء على هذه الأسس الراسخة، ضمن قطاعات اقتصادية حيوية، لا سيما الطاقة والخدمات اللوجستية والتكنولوجيا والرعاية الصحية والأمن الغذائي».

وشهدت التجارة بين دولة الإمارات ودول «بريكس» نمواً نوعياً، حيث بلغ حجم التجارة غير النفطية بين الجانبين 243 مليار دولار عام 2024، بزيادة بنسبة 10.5% عن عام 2023.

وتسارع هذا الزخم خلال عام 2025، بمعدل نمو سنوي قدره 18.2%، وبزيادة 2.4% عن الربع الأخير من عام 2024، ليصل إلى 68.3 مليار دولار، في الربع الأول من العام الحالي.

التجارة غير النفطية

وارتفع إجمالي صادرات الإمارات غير النفطية إلى دول البريكس عام 2024 إلى 39.4 مليار دولار، أي ما يقارب ضعف حجمها عام 2019، فيما بلغت قيمة تجارة إعادة التصدير 50.5 مليار دولار.

وتأتي دولة الإمارات في المرتبة الرابعة عشرة عالمياً في قائمة الشركاء التجاريين لمجموعة البريكس وفي المرتبة الخامسة في مقياس التجارة الداخلية بين دول «بريكس». ويشكّل مجتمع «بريكس»، الذي ضم لدى تأسيسه البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، وتوسّع حالياً ليشمل عشر دول، جزءاً مهماً من الاقتصاد العالمي وهو يضم نحو 40% من سكان العالم ويوفر نحو 25% من الناتج الإجمالي العالمي وانضمت دولة الإمارات إلى مجموعة «بريكس» عام 2024، في إطار توجهها الاستراتيجي لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الأسواق العالمية.

اجتماع شيربا

شارك سعيد مبارك الهاجري، مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية والتجارية و«شيربا» دولة الإمارات لدى مجموعة «بريكس»، في الاجتماع الثالث لشيربا ونواب شيربا مجموعة بريكس وعقد من 30 يونيو إلى 4 يوليو 2025، في مدينة ريودي جانيرو البرازيلية.

وخلال الاجتماع ناقش الأعضاء صياغة بيان القادة وتعزيز المناقشات بشأن النتائج الرئيسة تحت رئاسة البرازيل.

وأعرب الهاجري، عن تثمينه لرئاسة البرازيل على قيادتها المتميزة، وأكد الدور البنّاء لدولة الإمارات في المساهمة بصياغة نتائج تعكس أولويات جميع الدول الأعضاء في مجموعة بريكس.

ورحبت دولة الإمارات باعتماد ثلاث وثائق بشأن الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي، وتمويل العمل المناخي، والشراكة للقضاء على الأمراض المرتبطة بالعوامل الاجتماعية.

مقالات مشابهة

  • نائب وزير الخارجية يستقبل سفير دولة الإمارات
  • «صراع الصدارة» يُدشن بطولة الإمارات الفردية للشطرنج
  • مبادلة.. تعزز حضورها في 88 دولة حول العالم
  • الإمارات.. نموذج إقليمي وعالمي في مجال الاستدامة
  • الإمارات تسلط الضوء على فرص التعاون التجاري والاستثماري بين دول «بريكس»
  • الزيودي: الإمارات تواصل توسيع شراكاتها مع «بريكس»
  • «علاقات الشارقة» و«وزارة التسامح» تبحثان تعزيز التعاون
  • الإمارات تتضامن مع إيطاليا في انفجار محطة وقود
  • محطة مياه بندف بمنيا القمح تجتاز اختبارات تجديد شهادة الإدارة الفنية المستدامة TSM
  • زامبيا تدشّن أكبر محطة طاقة شمسية لتعزيز الاقتصاد