موقع 24:
2025-12-12@11:55:07 GMT

"ملاجئ يوم القيامة".. تجارة الحروب الرائجة

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

'ملاجئ يوم القيامة'.. تجارة الحروب الرائجة

قالت شبكة "بي بي سي" البريطانية، إن مع تصاعد التوتر والنزاعات في العالم، لجأت شركات بناء الملاجئ إلى تطويرها بما يلائم المخاطر المحتملة، وجعلها أكثر رفاهية ومناسبة للبقاء فيها فترات طويلة، بمبالغ تصل إلى ملايين الدولارات.

ولفتت إلى أن ملاجئ  "يوم القيامة"  دلالة على رواج فكرة التحصينات لمواجهة النهاية التي قد تقضي على الجميعمثل الزلازل، والكوارث الطبيعية، والحروب، والضربات النووية.

مبان من حديد

وكشف تقرير الشبكة، أن هذه الملاجئ تبنى من الحديد الصُلب الخالص، تحت الأرض على عمق يتجاوز 3 أمتار لحماية ساكنيها من القنابل. وأوضح أن عدة دول تعمل على بناء نماذج مماثلة من الملاجئ مثل إسرائيل، والولايات المتحدة، وسويسرا، وكندا، والسويد وغيرها، منذ سنوات عدة.

وقالت شركة "رايزنغ إس" الأمريكية التي تعمل في بناء الملاجئ منذ أكثر من 20 عاماً، إن الطلب على ارتفع بنحو 10 أضعاف، منذ أن دخل الجيش الروسي إلى أوكرانيا.

وتبيع الشركة الملاجئ بأسعار تتراوح بين 40 ألف دولار،و أكثر من 8 ملايين دولار. كما يعمل مطورو هذه الملاجئ على خلق بيئة تحت الأرض للبقاء طويلاً فيها، عبر توفير أطباء، ومعلمين، وفصول دراسية، وحدائق، وعيادة طبية، ومنتجع صحي، وصالة ألعاب رياضية.

ما هي "ملاجئ يوم القيامة" وكيف تُبنى؟https://t.co/HJZxwEUHPg

— BBC News عربي (@BBCArabic) November 9, 2023 الهروب من الحروب النووية

وأشار التقرير كذلك، إلى أن قدرة استيعاب بعض الملاجئ تصل إلى نحو 44 شخصاً، وتضم مؤونة لكل مقيم تكفي لنحو عام أو أكثر.

وأشارت الشركة إلى أن طلبات بناء الملاجئ التي وصلتها لا تنحصر على أمريكا، بل تصلها من دول مثل المملكة المتحدة، وسويسرا، والدنمارك، وإيطاليا، وألمانيا، وكندا، وغيرها. وتقول الشركة إن قائمة عملائها تضم مشاهير السياسة، والفن، والرياضة، وشركات التكنولوجيا، ومن زبائنها أيضاً الجيش الأوكراني، الذي تبيعه هذه الملاجئ منذ 2019.

الملاجئ الإسرائيلية

وحسب الشبكة، يشترط "قانون الدفاع المدني" الإسرائيلي أن تضم المنازل والمباني السكنية والمنشآت الصناعية ملاجئ مضادة للقنابل، لحماية الإسرائيليين عندما تنطلق صفارات الإنذار، ما يوفر لهم مواقع آمنة ومحصنة للاختباء من الصواريخ. ا

وقالت إنه منذ  1993، سنّت إسرائيل قانوناً جديداً يُجبر المستثمرين العقاريين على إنشاء غرف محصنة تعرف بـ"مماد". وأضافت أن هناك 3 أنواع رئيسية من الملاجئ في إسرائيل: "مماد" وهي غرفة محصنة في الشقة الخاصة الواحدة، و"مماك" وهو ملجأ جماعي في مبنى خاص مثل العمارة السكنية، لجميع سكان المبنى، و"ميكلت" وهو ملجأ جماعي عام خارج المباني والبنايات في الشارع العام، بالإضافة إلى الملاجئ  تحت الأرض.

وذكر التقرير أن أغلب الملاجئ تتكون من غرفة محصنة شبيهة بالقبو، مبنية من الخرسان المسلح، مع نافذة ثقيلة محكمة الإغلاق وباب فولاذي، ويتوفر بها مقابس كهرباء وأنظمة تهوية، لحماية من بداخله من انفجار الصواريخ، في وقت يصل فيه عدد الملاجئ في إسرائيل إلى أكثر من مليون ملجأ.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، عن وجود خيار آخر أرخص يمكن بناؤه وفقاً لقانون الحكومة، وهو قفص فولاذي داخل غرفة موجودة بالفعل في المنزل، ومغطى بطبقة أخرى من الأسمنت، حيث أن 60% من الإسرائيليين لا يملكون ملجأ خاصاً في شققهم مما يضطرهم لاستخدام الملاجئ العامة.

ولفتت إلى أنه بالنسبة للذين يفتقرون إلى غرفة آمنة أو ملجأ من القنابل، يوجد دائماً الدَرَج (أو السُلّم)، والذي عادة ما يكون مصبوباً من الخرسانة، ومحاطاً بأعمدة تحافظ على بقاء المبنى، ما يجعله المكان الأكثر أماناً في المبنى. 

مشاريع تحديثية

وفي السياق، قال الخبير العسكري هلال الخوالدة، في تصريحات لـ "بي بي سي"، إن إسرائيل تنبهت في السنوات الأخيرة إلى أن بعض الملاجئ لم تعد صالحة للمعطيات الجديدة من القصف والصواريخ، مما استدعى صيانة بعضها وتطوير البعض الآخر، ليصبح مشابهاً لنماذج ملاجئ يوم القيامة".

وأوضح أن الحاجة لبناء هذه الملاجئ تزداد في المناطق المحيطة بقطاع غزة في الجنوب وعلى الحدود مع لبنان في الشمال، كونها مناطق صراع، حيث أدى توسع الصراع إلى زيادة الحاجة للملاجئ في المدن الكبيرة التي تُستهدف بالصواريخ مثل القدس وتل أبيب.

وأشار الخوالدة إلى أن إسرائيل أطلقت مشاريع لتحديث  الملاجئ خاصة القريبة من قطاع غزة، لأن السكان هناك أمامهم فقط 15 ثانية لدخولها، ومن الصعب على كثيرين خاصةً كبار وصغار السن فتح الأبواب وإغلاقها يدوياً في هذه المدة القصيرة.

وأضاف "أصبحت بعض أبواب الملاجئ أوتوماتيكية، حيث تفتح أبوابها بمجرد إطلاق الجيش إنذار، وتغلق لكسب الوقت، في ظل الحاجة لتطوير الملاجئ العامة القديمة، وبناء المزيد منها في الأماكن التي تشهد نمواً سكانياً متزايداً".

وتأتي الملاجئ بأشكال وأحجام مختلفة إلى جانب الملاجئ التقليدية، كما يمكن تحويل بعض مواقف السيارات تحت الأرض، وآلاف المستشفيات إلى ملاجئ مضادة للقنابل النووية.

وكشفت صحيفة "واشنطن بوست"، وجود مدارس محاطة بالكامل بالخرسانة المسلحة ونوافذ مقاومة للتحطم، وثقها المصور آدم رينولدز بإضافة للعديد من الملاجئ في إسرائيل.

غزة..مراكز الإيواء تتحول لبؤر أمراض بسبب التكدس وسوء المرافق الصحية https://t.co/XaKI3Eb4pG

— 24.ae (@20fourMedia) October 24, 2023 غزة بلا ملاجئ

ومن جهة أخرى، لا يملك سكان قطاع غزة ملاجئ تحميهم من القصف الإسرائيلي، بسبب صعوبة إدخال مواد البناء إلى القطاع، بالإضافة إلى كلفتها العالية، وهناك فقط ملاجئ وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

ولجأ الكثيرون في غزة بعد الحرب إلى مدارس "أونروا"،  رغم أنها لا تعتبر "آمنة تماماً"، وفق السكان.

وبسبب مساحة قطاع غزة الضيقة مقارنة مع عدد السكان، فإن بناء الملاجئ لو تم لم يكن ليحميها من القصف كما يصعب أن تتوفر فيها أغلب الشروط المطلوبة.

اجتماعات تحت الأرض

ووفق التقرير، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، جلسات وزارية في السنوات الماضية في مركز إدارة الأزمات القومية، في ملجأ يشبه ملاجئ "يوم القيامة" المحصن تحت الأرض.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن قرار عقد الاجتماع في الملجأ كان لتجنب التجسس المحتمل من وكالات استخبارات أجنبية، ولتجنب تسريب القضايا التي يناقشها المجلس الوزاري المُصغر.

وقالت: "عقدت الجلسة الأولى في الملجأ المضاد للهجمات النووية منذ 7 سنوات، وبلغت كلفته مئات ملايين الدولارات، وهو معد لتحمل جميع أنواع الهجمات، التقليدية، والكيميائية والبيولوجية، وحتى هجوم نووي مباشر".

وأضافت أن الملجأ يضم  قاعات، وغرف إقامة وقيادة مرتبطة بوزارة الدفاع في تل أبيب، كما يتيح للحكومة الإسرائيلية إدارة الدولة في الأزمات خاصة الحروب، أو الكوارث الطبيعية. وصممت الهياكل المحصنة لتتحمل ضربة نووية، وهي مجهزة بأنظمة طاقة وتنقية المياه والهواء من المواد البيولوجية والكيميائية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل یوم القیامة تحت الأرض إلى أن

إقرأ أيضاً:

تطبيقات جديدة تحوّل الحروب إلى سلع.. ومصير الشعوب إلى مقامرة رقمية

أوضح مطورو "بولي غلوب" في حديثهم مع "فوتوريزم" أن التطبيق لا يقتصر على عرض المراهنات، بل يدمج أيضاً بيانات "استخبارات مفتوحة المصدر (OSINT) في الوقت الفعلي"، مستنداً إلى تغريدات "أكثر المصادر موثوقية" على منصة  "إكس".

كشف تقرير جديد نشره موقع "فوتوريزم" أن منصات المراهنات القائمة على العملات الرقمية باتت تدرّ أرباحاً هائلة من خلال تحويل الأزمات الإنسانية والجيوسياسية إلى سلع تداولية.

ووفقاً للتقرير، تتصدر منصة "بولي ماركت" (Polymarket) هذا المشهد، حيث تتيح للمستخدمين وضع رهانات على نتائج كوارث مناخية، وانتخابات سياسية، وصراعات مسلحة، بمنطق يشبه سوق الأسهم أكثر مما يشبه لعبة الحظ التقليدية.

وأشار تقرير "فوتوريزم" إلى أن النمو السريع لـ"بولي ماركت" يعود جزئياً إلى سياسات التخفيف التنظيمي التي طبّقتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقد حوّلت المنصة نفسها، بفضل هذا المناخ التنظيمي، إلى الوجهة المفضلة للمراهنات المرتبطة بالصراعات الدولية.

وبحسب المعطيات التي استعرضها "فوتوريزم"، سجّلت "بولي ماركت" حجم تداول تجاوز ملياري دولار أمريكي في عام 2025، مع رهانات مركزة على أسئلة مثل "هل ستستولي روسيا على كامل مدينة بوكروفسك قبل 2026؟"، والتي ولّدت وحدها أكثر من 2.7 مليون دولار من الصفقات.

من رهانات رقمية إلى خريطة تفاعلية

ولمواكبة تعقيدات الساحة الجيوسياسية وتعدد بؤر التوتر، طوّر فريق تقني تطبيقاً جديداً باسم "بولي غلوب" (PolyGlobe) يربط الرهانات مباشرةً بخريطة رقمية للعالم.

ويسمح التطبيق للمستخدمين بالتنقّل عبر خريطة تفاعلية والضغط على مؤشرات جغرافية ــ مثل تلك المرسومة على خطوط المواجهة في الحرب الأوكرانية-الروسية ـــ للوصول فوراً إلى صفحة الرهان ذات الصلة على "بولي ماركت".

وأوضح مطورو "بولي غلوب" في حديثهم مع "فوتوريزم" أن التطبيق لا يقتصر على عرض المراهنات، بل يدمج أيضاً بيانات "استخبارات مفتوحة المصدر (OSINT) في الوقت الفعلي"، مستنداً إلى تغريدات "أكثر المصادر موثوقية" على منصة "إكس".

ورغم غياب معيار موحّد لانتقاء المصادر، تُظهر مراجعة سريعة أن حسابات مجهولة—مثل "Conflict_Radar" و"Osint613"—تشكّل العمود الفقري للمحتوى المعروض.

من تتبع بيتزا البنتاغون إلى مراقبة الحروب

ويأتي "بولي غلوب" من نفس الفريق الذي أطلق مشروع "بيتزا بنتاغون ووتش"، الذي يراقب عمليات توصيل البيتزا بالقرب من مقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) كمؤشر غير تقليدي للنشاطات الأمنية السرّية.

وأكد الفريق لـ"فوتوريزم" أنه شريك رسمي لـ"بولي ماركت" عبر برنامج "Builders Program"، ما يمنحه دعماً تقنياً مباشراً.

وفي منشور أطلقه الفريق على منصة "إكس"، عرض "بولي غلوب" واجهة تفاعلية تتضمّن اتجاهات الهجوم، ومناطق السيطرة الملوّنة، ومخططات أسعار الرهانات في الوقت الحقيقي—تشبه تماماً مخططات الأسهم.

وأشار الفريق إلى أن التطبيق "يعرض بالضبط منطقة العمليات التي يُعتمد عليها في تسوية الرهان، ويوضّح القاعدة بلغة واضحة". لكن هذه الميزة توقفت مؤقتاً بعد انتقادات من مجموعة "ديب ستيت" (DeepState)، التي طوّرت خريطة خط المواجهة في أوكرانيا واعتبرت استخدام بياناتها في المراهنات غير أخلاقي.

تطبيق موجّه لجمهور احترافي

وبحسب موقع "بولي غلوب"، فإن التطبيق مصمم خصيصاً "للمتداوليين، والباحثين، والصحفيين الذين يحتاجون إلى رؤية الأثر المالي للأحداث الجيوسياسية فور وقوعها، وفي الوقت الفعلي".

وأوضح الفريق لـ"فوتوريزم" أنه لا يجنى أرباحاً مباشرة من رهانات "بولي ماركت"، بل يعتمد حالياً على "رسوم المبدعين" المولّدة من عملته الرقمية الخاصة.

وأفاد المطورون أنهم يستكشفون وسائل بديلة لتحقيق الدخل، مثل "ترخيص البيانات" و"تمكين التداول مباشرةً على الموقع"، ما قد يوسع نطاق استخدام التطبيق خارج حدود المراهنات الحالية.

ورغم الادعاءات حول كفاءة "أسواق التنبؤ"، يشير تقرير "فوتوريزم" إلى وجود تحديات هيكلية. فخلال الجولة الأولى من الرهانات، يمكن لمراهن محترف أن يُزيّف الاحتمالات برهان ضخم، مما يولّد إجماعاً مشوّشاً. كما تُظهر دراسة نُشرت عام 2023—التي استعرضها "فوتوريزم"—أن سلوك المستخدمين غالباً غير عقلاني، نتيجة ظواهر مثل "مغالطة القماري" و"تأثير القرب من الفوز".

Related بسبب المراهنات.. إيقاف لاعب يوفنتوس الدولي فاجولي 7 أشهر مكاتب المراهنات تعارض نتائج الاستطلاعات في مسألة الانتخابات الأميركية الاتحاد التركي يفرض عقوبات قاسية على أكثر من 100 لاعب على خلفية فضيحة المراهنات درس هولندي عن هشاشة الرهان الجيوسياسي

وجسّد المثال الهولندي هذا الخلل. فقبل الانتخابات الهولندية في أكتوبر 2025، أشارت احتمالات "بولي ماركت" إلى فوز شبه مؤكد (95%) لحزب "الحرية" اليميني المتطرف على "ديمقراطيون 66". لكن أول استطلاع خروج ناخبين أظهر تفوّقاً مفاجئاً للحزب الليبرالي، ما دفع باحتمال فوزه للقفز من 5% إلى 100% في دقائق. ونتيجة لذلك، تغيّرت ملكية أكثر من 32 مليون دولار، منها 1.2 مليون دولار كانت رهانات مفتوحة ضد "D66"—قسم كبير منها من حسابات بأسماء مثل "WhiteLivesMatter".

ويخلص تقرير "فوتوريزم" إلى أن أسواق المراهنات، في أفضل الأحوال، ليست مؤشرات موثوقة على مصير الأحداث الجيوسياسية. وفي أسوأ الأحوال، فإنها تمثّل سوقاً للقمار يُبنى مباشرةً على الألم والدمار، ويفتح الباب أمام أشكال جديدة من الاستغلال على مستوى عالمي—حيث يتحول الصراع البشري إلى سلعة مالية، والعواقب المأساوية إلى فرص تداول.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • كاسبرسكي تحذر من المجرمين السيبرانيين الذين يستخدمون الكتب التركية والعربية الرائجة كطعمٍ لسرقة البيانات الشخصية
  • تطبيقات جديدة تحوّل الحروب إلى سلع.. ومصير الشعوب إلى مقامرة رقمية
  • البعثة الأممية تنظم جلسة توعوية حول «مخلفات الحروب» لأطفال طرابلس
  • مستشار حكومي: انهيار البنية التعليمية بسبب الحروب يعيق التحول الرقمي
  • شتاء غزة لم يعد كما كان.. كيف تركت الحروب المتتالية بصمتها على المناخ؟
  • تناسل الحروب
  • اليمن.. وطن أكلته الحروب وأنهكته الصراعات
  • إجلاء مئات الآلاف في تايلاند وكمبوديا مع اندلاع اشتباكات بين البلدين
  • سلاح يوم القيامة والهوان العربي
  • تجارة أربيل تعلن عن مذكرة تفاهم قريبة مع نظيرتها في الشارقة الإماراتية