خسرت القضية لغياب الدليل
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
جمعة النعيمي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةقضت محكمة أبوظبي للأسرة والدعاوى المدنية والإدارية في نزاع بين مشترٍ وبائعة، برفض طلب الشاكية، لأن الشاكية لم تقدم الدليل على إثبات ادعائها والاكتفاء بتقديم صور من مراسلات هاتفية لم يثبت بها رقم هاتف المشتري، موضحة أن ما تدعيه الشاكية يعتبر مجرد جدل موضوعي، لا يجوز إثارته في المحكمة، وألزمت الشاكية بالمصاريف، عملاً بالمادة 133/ 1,2 من قانون الإجراءات المدنية.
وكانت شاكية (بائعة مركبة) قد أقامت دعوى قضائية ضد مشتر، قام بشراء سيارة بقيمة 5 آلاف درهم، وبعد فترة من تسلم المركبة تبين للبائعة، وجود مخالفات مرورية لم يتم دفعها، كما أن المشتري لم يقم بنقل ملكية المركبة باسمه، الأمر الذي دفع الشاكية للطلب بإلزام المشتري بدفع المبالغ المرورية المستحقة في ذمته مع دفع قيمة التعويض عما لحقها من أضرار أدبية ومعنوية نتيجة خطأ المشتري وبالفائدة القانونية عن تلك القيمة، بواقع 12% من تاريخ المطالبة القضائية وحتى تمام السداد، فضلاً عن الرسوم والمصاريف ومقابل أتعاب المحاماة.
وأوضحت المحكمة أن الثابت بعد اطلاع المحكمة على الدعوى أن الشاكية لم تقدم الدليل على إثبات ادعائها بأن شاباً قد اشترى منها المركبة موضوع الدعوى بالثمن المحدد منها وأنه قام بارتكاب المخالفات والنقاط المطالب بقيمتها من حيث تقديم أي عقد يفيد قيام شاب بشراء المركبة منها لبحث عناصر هذه الدعوى، وإنما اكتفت بتقديم صور من مراسلات هاتفية لم يثبت بها رقم هاتف المشتري، والاتفاق المبرم بينهما على المركبة وتاريخ الشراء إن كان، وكانت أوراق الدعوى المقدمة من الشاكية غير كافية للفصل فيها بحالتها، مما يتعين معه والحال كذلك القضاء برفض هذه الدعوى.
المصدر: صحيفة الاتحاد
إقرأ أيضاً:
ألو ولك ألو !!!
صراحة نيوز-يقلم / م مدحت الخطيب
في مشهد يبدو وكأنه مقتبس من مسرحية عبثية أو لفلم هوليودي هابط ومنخفض الميزانية والتكاليف والإعداد، والرغبة حتى في الإنتاج، تبادلت الولايات المتحدة وإيران الضربات المحسوبة بدقّة، على طريقة «اضربني برفق لأردّ بالمثل، ولا تفسد علينا ملامح المسرح»… بدنا نسكر هل طابق، فالكل اقتنع وعَلِم أن فتح المشهد بالأصل من قبل النتن ياهو كان في غير موعده..وأن الدخول في حرب نووية حقيقية ستعود ويلاتها على المنطقة برمتها وهذا ما لا يريده ترمب…
القصف الأميركي كان مزركشا ومشوقا هدفه إيصال الرسالة الختامية واسدال الستارة على المشهد، فكان القصف استعراضيا بقاذفات الشبح ((بي _2 )) وهي طائرات عالية السرعة ولها قدرة كبيرة على التخفي وتمتلك التقنية العالية والرمزية الانفرادية، وللعلم لم يصنع منها الا عشرون طائرة ويبلغ سعر الواحدة منها أكثر من ملياري دولار ولا تمتلكها الا الولايات المتحدة الأمريكية فقط وهي مختصة في حمل القنابل خارقة للتحصينات من طراز « جي بي يو _57» حيث استهدف من خلالها محيط منشأة «فوردو» النووية الإيرانية، المعروفة بعمقها ومناعتها وتحصيناتها القوية، ومع ذلك. ..فلا دمار يذكر، ولا ضوضاء مفرطة، فقط شاهدنا بعض الغبار النووي المعنوي الاعلامي، وقليل من دواء «الجرب لنتنياهو» الذي تم حكّه مؤقتًا فخفف عليه ورطته داخليا وخارجيا.
إيران كذلك وعلى قاعدة العين بالعين أطلقت صواريخها نحو قاعدة «العُديد» الأميركية في قطر وبالمناسبة هي أكبر قاعدة أميركية في المنطقة، وواحدة من أهم رموز القبضة الأميركية في الخليج والشرق الأوسط ورغم ذلك لم تُسجَّل خسائر، ولا حتى خدش في إحدى المظلات الشمسية،فكان العنوان الأكبر والأشمل إيرانيا وامريكيا.
الرسالة وصلت، والكرامة حُفظت، والبروتوكولات تم احترامها وتطبيقها بكل احتراف والتي ادهشت بدقتها الرئيس ترمب فخرج مسرعا ليشكر الجميع وأولهم إيران.
فغرد الرئيس فرحا على منصة تويتر، وكأنه في أفضل حالاته الدرامية والنفسية والعصبية حيث اعتبر نفسه أخا للجميع وعنوانا للتوازن والاستقرار، فشكر إيران على «ضبط النفس»، وقطر على «الوساطة»، والعالم على «السلام الذي تحقق بفضل القوة». ثم، وبلا أي مناسبة، شجّع إسرائيل على الالتزام بالسلام، مع أنه لا أحد طلب منها شيئًا
مع وقف إطلاق النار، بدا وكأن الجميع حصل على ما يريد:
إيران أثبتت أن يدها طويلة، ولكنها ناعمة في الرد المدمر.
أميركا أثبتت أنها ما زالت تملك الزر الأحمر، لكنها لا تضغطه إلا بعد استشارة المستشارين المقربين جدا.
إسرائيل تنفست الصعداء، وبدأت تحصي عدد الملاجئ التي لم تُستخدم. وتعيد تخطيط تل أبيب من جديد بعد تدمير جزء منها…
قطر كذلك لعبت دورا جديدا في مسلسل الوسطاء وهذا ما يهمها الأن إقليميًا ودوليًا ويزيد من حضورها في هكذا أمور …
في الختام أقول للجميع في آخر يومين شاهدنا جميعا واتفقنا أن مسار الحرب قد تغير وأن جميع الأطراف أصبحت تبحث عن مَخرج ومُخرج، بصدق هذه ليست حربًا ولا هكذا تكون الردود، يمكن أن نسميها ورشة علاقات عامة أعُلن عنها بأدوات عسكرية. صواريخ تُطلق لا لتدمر، بل لتُذاع. قواعد تُقصف لا لتُشل، بل لتُذكر. منشآت تُستهدف لا لإيقافها، بل لتحسين شروط التفاوض على الطاولة…
وفي النهاية، خرج الجميع من تحت الركام الافتراضي بابتسامة دبلوماسية، وبيان رسمي، وتغريدة منتقاة بعناية واحتفالات عمت الشوارع والساحات مبتهجا بالنصر.
الخلاصة؟
منشأة فوردو ما زالت تعمل، وقاعدة العديد ما زالت تؤمّن خدمات الواي فاي عالية السرعة لكل من فيها.
أما الحرب الحقيقية فهي في غزة، فرج الله عن أهلها ما يتجرعون من ألم وقتل وتشريد ودمار…
#الدستور