يجتمع القادة العرب اليوم في العاصمة السعودية الرياض، من أجل مناقشة العدوان الإسرائيلي على غزة، في اليوم نفسه الذي تحل فيه الذكرى الـ19 لرحيل الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، الذي رحل في مثل هذا اليوم عام 2004، وشٌيع في جنازة عسكرية مهيبة بالقاهرة التي عشقها وتعلم فيها، ومنها إلى الأراضي الفلسطينية حيث وارى جثمانه الثرى.

اسمه محمد وأطلقوا عليه ياسر لسماحة وجهه

اسمه الحقيقي محمد عبدالرؤوف عرفات القدوة، واسم ياسر ليس اسمه الحقيقي وإنما أطلق عليه منذ طفولته المبكرة لسماحة وجْهه، ويُكنى بأبي عمار، وهو لقب أطلقه على نفسه، تيمنا بالصحابي عمار بن ياسر، ويُلقب بالختيار، ولد في مدينة القدس، في 4 أغسطس 1929 لأب تاجر، وأمه هي زهوة أبو السعود، من منطقة القدس؛ وتربطها صلة قرابة بمفتي القدس والمناضل الراحل، الحاج أمين الحسيني.

انتقل والده إلى القاهرة؛ وشارك في المظاهرات المعادية للاستعمار الإنجليزي في مصر، وحضر كثيرا من الندوات السياسية، التي كانت تعقد وقتئذ، وانضم في شبابه إلى الحركة الوطنية الفلسطينية؛ من خلال الانضمام إلى اتحاد طلاب فلسطين عام 1944، الذي ترأسه، بين عامَي 1953 و1968.

وشارك في تهريب الأسلحة والذخيرة من مصر إلى الثوار في فلسطين، وأسهم في حرب 1948، وخاصة حصار مستوطنة كفار داروم في غزة.

تفرغ للقضية الفلسطينية حتى استشهاده

عاش الشهيد ياسر عرفات متفرغا للقضية الفلسطينية؛ عازفا عن كثير من ملذات الحياة. وعندما سألته أخته: لماذا لم تتزوج؟، أجابها: أتريدين أن أتهم بتعدد الزوجات؟ ألا يكفى امرأتي الأولى، الثورة الفلسطينية‍؟

انتقل مع عائلته إلى غزة، التي كانت تحت الإدارة المصرية؛ ما ساعده على الوصول إلى القاهرة، ومتابعة دروسه في كلية الهندسة -جامعة الملك فؤاد الأول ـ (جامعة القاهرة الآن).

انضم للجيش المصري وحارب في صفوفه العدوان الثلاثي

انضم عرفات، إلى مجموعة المناضلين المصريين، محاربا معهم الإنجليز في منطقة قناة السويس، بين عامَي 1951 و1952؛ حيث تعرّف إلى بعض قادة الثورة المصرية، وبعدها التحق بالضباط الاحتياط للجيش المصري، وقاتل في صفوفه منذ العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م.

وفي عام 1952 انتخب الشهيد ياسر عرفات رئيسا لاتحاد الطلاب الفلسطينيين بأغلبية ساحقة، ونجح من خلال اتصالاته أن يصل إلى اللواء محمد نجيب (قائد ثورة يوليو 1952)، على رأس وفد من طلبة فلسطين؛ وقدم إليه عريضة مكتوبة بالدم، باسم شهداء فلسطين ومصر، الذين ضحوا بحياتهم من أجل فلسطين. وفي هذا اللقاء، التقى عرفات للمرة الأولى عبد الناصر.

عمل في مصانع المحلة الكبرى وسافر للكويت

عمل الشهيد ياسر عرفات، بعد تخرُّجه في جامعة القاهرة مدة سنتَين في المحلة الكبرى في مصر، وبعد ذلك، سافر إلى الكويت، للعمل فيها، في أوائل عام 1957، وكان مهندساً، يتمتع بكثير من التقدير والاحتـرام في وزارة الأشغال العامة في الكويت. وامتلك ثروة هائلة، كان ينفقها على تحركاته، وتحركات رفاقه، التي مهدت لإعلان «حركة فتح».

كان الشهيد ياسر عرفات، هو صاحب الرصاصة الأولى للثورة الفلسطينية، ليلة رأس السنة من عام 1965؛ ولم يكن قد تجاوز عمره 35 عاما. 

وتولى عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بالانتخاب، واستطاع أن يضع منظمة التحرير الفلسطينية في معظم المحافل الدولية، أن يبني علاقات سياسية بالدول العربية والعالمية، وارتبط بعلاقات وثيقة بالرؤساء المصريين بدءا من محمد نجيب وصولًا للرئيس الراحل حسني مبارك.

تعرض لعدة محاولات اغتيال واستشهد بعد حصار شارون الجائر له

وتعرض عرفات لمحاولات اعتقال عديدة وحصل في أكتوبر 1994م، على جائزة نوبل للسلام، وفي 3-12-2001م، فرضت الحكومة الإسرائيلية برئاسة أرئيل شارون حصارا عليه في مقر الرئاسة في رام، واستمر الحال حتى ساءت صحته، رأى الأطباء ضرورة نقله إلى باريس للعلاج، وغادر يوم 29-10-2004 م حتى ساعة استشهاده، وشيعت جنازته من مصر إلى الأراضي الفلسطينية.


















المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ياسر عرفات الاحتلال القضية الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

فيلم العودة إلى العمل.. المزج بين الحركة والكوميديا بغلاف بوليسي

قدمت السينما عبر تاريخها نوعا فيلميا اجتذب الجمهور العريض وشكل علامة فارقة وهي أفلام الحركة التي لا تزال شركات الإنتاج تنفق أموالا طائلة مراهنة على إنتاج هذا النوع من الأفلام والنجاح الجماهيري والعائد المالي المنتظر منه من خلال الإنتاج الفيلمي الذي صار يوما بعد يوم يوظف التقنيات الرقمية السمعية- البصرية المتطورة وإمكانيات الذكاء الاصطناعي من أجل إنتاجه.

وفي هذا السياق يأتي هذا الفيلم لكاتب السيناريو والمخرج سيث جوردن ليقدم مزيجا من الكوميديا والحركة من خلال النجمين جامي فوكس في دور مات، وكاميرون دياز في دور ايميلي، حيث تعود إلى الشاشة بعد غياب دام أكثر من عقد من السنوات، وقبل ذلك كانت قد شاركت في عشرات الأفلام التي تراوحت ما بين النجاح والمستوى المتوسط في الرضا الجماهيري وبين ما هو أدنى من ذلك.

في هذا الفيلم يكون الزوجان ايميلي ومات قد خاضا آخر مغامراتهما في جمهورية التشيك بوصفهما يشتغلان في مجال التجسس ويتمكنان في آخر مهماتهما من الحصول على بصمة زعيم مافيا من أوروبا الشرقية لغرض الحصول بواسطة تلك البصمة على ملف حساس وبالغ الأهمية في شكل مخزن ذاكرة رقمية يتمكنان من الاستيلاء عليه وتكون تلك المهمة وهما في طريق العودة إلى الديار من خلال مغامرة محفوفة بالخطر.

فمن جهة يُخدعان وهما في الطائرة بكون الطاقم بأجمعه هم حراس مسلحون ويريدون انتزاع مخزن الذاكرة منهما ومن جهة أخرى انتهاء مصير الطائرة إلى التحطم والاشتعال في منطقة جبلية ثلجية وعرة، مما يتطلب من الزوجين استخدام الهبوط المظلي في مشهد واضح انه مصنوع مونتاجيا وبواسطة الخدع السينمائية.

هذه المقدمة تفتح الأبواب على مصاريعها لمزيد من المغامرات، فالزوجان اللذان يتميزان بالقدرات الجسدية وخفة الحركة قادران على قهر خصومهما، فهما مدربان تدريبا عاليا في مجال القتال الفردي والقتال الأعزل ولهذا يكتظ الفيلم بمشاهد المصادمات والحركة من منطلق عودة الممثلة دياز إلى موقعها السابق كنجمة في الصف الأول وها هي تقدم نفسها في شكل مختلف يجمع بين المغامرة والكوميديا والصراعات وعمليات التجسس في خليط واحد.

من جهة أخرى سوف يكون لعامل الزمن دور مهم في مسار هذا الفيلم وفي عموم مسار السرد السينمائي، ذلك أن الفاصلة الزمنية ما بين حادثة الطائرة وما بين العثور على الزوجين بعد تزوير خبر اختفائهما، تلك الفاصلة تمتد إلى 15 عاما، يتمنيان خلالها أن ينجبا طفلا، فإذا بنا في قفزة زمنية ونحن نشاهد الزوجين ولديهما طفلان يصبح لهما دور في مسار المغامرات.

هذا التنقل الزمني ينسحب أيضا على المهام التي أوكلت للزوجين وكذلك لوالدة الزوجة -تقوم بالدور الممثلة المعروفة جلين كلوز وقد نالت منها سنوات العمر وبدت في مرحلة الشيخوخة، فهي الأخرى كانت تعمل في الأجهزة السرية ولكن في بريطانيا ولهذا سوف تكون سببا بالإضافة إلى استمرار مغامرة الزوجين ومطاردتهما، لكي ينتقل الزوجان وأولادهما إلى لندن وهنا يبدأ فصل آخر من فصول التعقب والمطاردات تلعب فيه عملية الاختفاء والظهور دورا بارزا في التصعيد الدرامي ومن ذلك اختفاء الضابط المسؤول عن الزوجين تشاك -يقوم بالدور الممثل كايل تشاندلر، ثم ظهوره فجأة وهو يحذرهما من هجوم وشيك سوف يقع على منزلهما وهو ما يقع بالفعل.

هذه التشابكات في البناء الدرامي كانت الإشكالية الرئيسية فيها هي كيفية الموازنة ما بين عناصر الحركة والمطاردات وبين خفة الدم والبساطة وعدم التعقيد، بينما معلوم أن العمليات السرية تتميز في كونها شديدة التعقيد ومركبة في تطوراتها وتتميز بالكتمان والغموض، أما هنا فالصراعات مكشوفة وفي الشوارع ولا يختلف مكان وقوعها سواء أمام مطار هيثرو أو في غابة او في وسط لندن.

وفي هذا الصدد يقول الناقد جيم فوريل في موقع بيست:"إن ميزة هذا الفيلم تكمن في كون فكرته مألوفة إلى حد ما، أما إذا كان هناك ما هو متميز في الفيلم فهو الطريقة التي يُصوّر بها التوتر والذي استعاره أو تماهى من خلال أحداثه مع أفلام الحركة الكوميدية الحديثة، انه فيلم حركة مألوف ومعتاد، لكنه يتميز بتفوق العناصر التقنية، مع شخصيات رئيسية فاعلة ومتميزة، مع أن ليس هنالك الكثير مما يمكنهم فعله. يمكن أن أضيف إلى ذلك، أن الفيلم يدمج بسلاسة بين وجوه ونجوم الصف الأول وحشد من الممثلين الثانويين، والملفت للنظر أن حضور أولئك النجوم لم يسيطر على نظرائهم الممثلين الثانويين. خلال ذلك كان من الملاحظ أن أغلب مشاهد الحركة قد تم تصويرها في مواقع متواضعة نسبيا - محطة وقود، أو ممر، إلخ - بدلًا من دمجها في مشاهد أكبر وأكثر جرأة ذات مخاطر أكبر، كما هو الحال في الأفلام ذات الإنتاج الضخم التي يحاكيها هذا الفيلم".

من جانب آخر، فإن جاسوسيّ المخابرات الأمريكية وهما يتنقلان من مغامرة إلى أخرى، فإن جزءا من واجبهما فيما يلي من أحداث هو أن يكشفان لطفليهما ما الذي ينويان القيام به خاصة مع وجود الابنة المراهقة صعبة المراس، والحاصل أن الابن والابنة ما يلبثان أن يصبحا جزءا أو امتدادا للمغامرة بل حضور المواجهات أو تلك السيارات التي يجري قذفها بعيدا وانقلابها.

وبسبب طابع الحركة السريع والصراعات كان لا بد أن يتواصل الإيقاع الفيلمي السريع والمتواتر وأن يستمر طيلة مسار الفيلم، بما يتطلبه من جودة التصوير والمهارة في اختيار الزوايا ومستويات التصوير ثم المؤثرات الخاصة والجرافيكس والخدع السينمائية.

على أن الميزة الأخرى الملفتة للنظر تكمن في كيفية الموازنة ما بين الكوميديا أو ما يريد له أن تكون مواقف طريفة وبين الطابع البوليسي ومشاهد الصراعات وهذه جميعها شكلت تحديا حقيقيا بالنسبة للمخرج وفريقه في كيفية المزج بين هذه العناصر جميعا وتقديم فيلم مقنع وجاذب للجمهور وهو في الواقع ما أضعف الميزة الأساسية لفيلم الحركة والعنف وخاصة على صعيد المباغتة والمفاجآت وقطع الأنفاس والترقب بينما كان إضافة الطفلين ما جعل الفيلم يسير في نطاق عائلي اجتماعي ثم إضافة والدة الزوجة لتكمل تلك الصفة مع أنها في آخر المطاف تصبح طرفا في الصراع وتساهم في المواجهات الدامية.

اما على صعيد التمثيل فلا شك أن الثنائي دياز وفوكس قدما افضل ما عندهما بل إنهما تكاملا إلى حد ملحوظ في أداء دوريهما فضلا عن أن دياز حاولت استعادة جمهورها من خلال هذا الفيلم وأنها لا تزال تتمتع بالكفاءة وخفة الحركة والجاذبية، لكن الأمر المختلف هنا هو أن هذا الفيلم يأتي في زمن مختلف عما عهدته دياز في أفلام الحركة، فالتطور الرقمي وقوة تدخل الذكاء الاصطناعي والتقنيات المستحدثة تجعل المهمة أشد تعقيدا في مثل هذا النوع من الأفلام مع أن الفيلم في حد ذاته حاول مجاراة أفلام الحركة، لكنه كان في كل مرة يتجه لإرضاء متطلبات الجانب الاجتماعي تارة والإيقاع الهادئ والحياتي تارة ثم التصعيد والمطاردات والمواجهات تارة أخرى.

...

إخراج: سيث جوردن

سيناريو: سيث جوردن وبريندن اوبراين

تمثيل: كاميرون دياز، جيمي فوكس، اندرو سكوت، جلين كلوز

مدير التصوير: كين سينج

موسيقى: كريستوفر لينيرز

مقالات مشابهة

  • أهالي حمص يحيون ذكرى رحيل حارس الثورة السورية عبد الباسط الساروت في مدينة حمص لأول مرة بعد تحرير المدينة
  • الملك يرعى في صرح الشهيد احتفال الجيش العربي بالمناسبات الوطنية
  • أزمة السيولة في غزة.. هندسة التجويع وسلاح الاحتلال الصامت من القصف إلى الجوع
  • خليل الوزير (أبو جهاد) مهندس انتفاضة الحجارة في فلسطين
  • النائب سليمان السعود يكتب: القضية الفلسطينية في عهد الملك عبدالله الثاني… ثبات الموقف وصدق الانتماء في ذكرى الجلوس الملكي
  • إنجاز دولي .. فريق هندسة القاهرة يفوز في مسابقة عالمية للسيارات ذاتية القيادة
  • “الوفاء والصمود” فعالية جماهيرية بحمص في ذكرى رحيل الشهيد الساروت وحصار حمص
  • الشهيد أسعد أبو شريعة قائد حركة المجاهدين الفلسطينية
  • موعد عودة الموظفين للعمل بعد إجازة عيد الأضحى 2025 «حكومة وخاص»
  • فيلم العودة إلى العمل.. المزج بين الحركة والكوميديا بغلاف بوليسي