عربي21:
2025-05-24@21:17:53 GMT

غزة والعرب.. عتاب مشروع!

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

يعتب الفلسطينيون على العرب، الذين يعقدون قمة طارئة اليوم فى الرياض، لبحث سبل وقف العدوان الصهيونى على قطاع غزة، تركهم فريسة لآلة القتل والدمار الإسرائيلية، وعدم هرولتهم مبكرا لإنقاذهم من الموت.

عتاب مشروع بلا شك لشعب أعزل، يواجه منفردا مجازر وعمليات إبادة جماعية منذ يوم السابع من أكتوبر الماضى، راح ضحيتها أكثر من 11 ألف شهيد بينهم 4412 طفلا و2918 سيدة و667 مسنا، فضلا عن 27 ألف مصاب، بحسب بيانات وزارة الصحة فى غزة.


كذلك أدى العدوان الصهيونى إلى تدمير أكثر من 300 ألف منزل فى قطاع غزة، وفقا لتصريحات محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطينى، فيما تشير وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إلى أن 70% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليونى نسمة أصبحوا نازحين.

أرقام مخيفة بالطبع، يضاعف من قسوتها الإجرام الصهيونى بفرض الحصار المحكم على القطاع، وعدم السماح بدخول المساعدات الإنسانية ومنع تزويده بالكهرباء والماء والوقود، فضلا عن الاستهداف المستمر للمنشآت الطبية، إلى درجة أن أكثر من نصفها خرج تماما عن الخدمة، فيما أغلقت 71 بالمائة من مراكز الصحة الأساسية أبوابها، بينما تعانى جميع المستشفيات التى لا تزال فى الخدمة من وضع مأساوى، بسبب غياب الإمدادات الطبية، والاكتظاظ الشديد للمصابين جراء استمرار القصف الإسرائيلى الوحشى لمنازل المدنيين، ما دفع الأطباء إلى إجراء عمليات جراحية من دون تخدير!!.

إزاء وضع كارثى ودموى وسوداوى مثل هذا، والذى يتفاقم فى كل ساعة، ليس مستغربا أن يتساءل الفلسطينيون فى ألم وحسرة وغضب «أين العرب؟»، ولماذا «لم يهبوا لنجدتنا بالشكل الكافى، بعد مضى أكثر من شهر على المحرقة الصهيونية التى تجرى على أرض القطاع؟».

تساؤلات مشروعة للغاية من جانب الفلسطينيين، بل ومن حقهم أن يجدوا الدعم والمساندة المطلقة من الأشقاء العرب ضد العدوان الصهيونى، لكن على أرض الواقع، تبدو الأمور مختلفة إلى حد كبير، حيث حدثت تغيرات كثيرة ومتلاحقة لم يلحظها الفلسطينيون أنفسهم، نتج عنها هوة شاسعة ومسافات هائلة بين الواقع العربى الراهن وبين المأمول أو المتصور فلسطينيا، بعدما جرت فى الأنهر العربية مياها كثيرة، جعلت القضية الفلسطينية وهمومها ومشكلاتها فى ذيل أجندة الاهتمامات لدى العديد من الدول العربية.

بصراحة أكثر.. يعتقد جزء من العرب فى الوقت الحالى، أن القضية الفلسطينية أضحت «حملا زائدا»، ينبغى التخلص منه تحت أى لافتة للحل، مهما كان مجحفا أو غير ملائم، حتى يتسنى له الانطلاق إلى الأمام من دون أن يضطر للنظر أو الاستغراق فى تفاصيل الماضى وتعقيداته، بل إنه يعتبر أن العدوان الحالى على غزة، ليس سوى مواجهة بين مشاريع إقليمية متصارعة، تريد توريطه فيما لا يرغب أو يريد أن يذهب إليه، وبالتالى لم يتفاعل مع ما يحدث من مجازر ضد أهل القطاع، سوى ببيانات إدانة تقليدية وبعض المساعدات الإنسانية، واستبعد تماما من تحركاته السياسية، إمكانية التلويح باستخدام أى أدوات اقتصادية مهمة بين يديه من أجل وضع حد لحمامات الدم فى غزة.

جزء آخر من العرب، ومنهم مصر والأردن على سبيل المثال، يستشعر خطورة اللحظة الراهنة، ويرى بوضوح الهدف النهائى الذى تسعى آلة الدمار الإسرائيلية إلى تحقيقه، والمتمثل فى تصفية القضية الفلسطينية نهائيا على حسابه، عبر تهجير سكان غزة والضفة وتوطينهم فى سيناء والأردن، وهو ما تم التصدى له والوقوف فى وجهه بكل الإمكانات المتاحة بين يديه، محاولا الدفع نحو وقف العدوان وتسهيل إيصال المساعدات ورفض وجود أى قوات أجنبية فى القطاع، أو محاولة استقطاع أى جزء منه لصالح المحتل الصهيونى.

أما الجزء الأخير من العرب، فهو غارق منذ سنوات طويلة مضت فى مشاكله وأزماته الداخلية وصراعاته وحروبه الأهلية، ومن ثم لا يمكن التعويل عليه فى دعم ومساندة الفلسطينيين، بل إن أقصى ما يستطيع فعله، هو الدعاء لهم بالثبات والصمود فى وجه العدوان الصهيونى المتوحش.
هذه هى الصورة العامة للواقع العربى الراهن، وبالتالى ليس على الفلسطينيين سوى التعامل مع هذا الوضع مهما كان محبطا، والاعتماد على أنفسهم فى مواجهة المحتل الصهيونى.. فالصراع تحول منذ زمن بعيد، من صراع «عربى إسرائيلى»، إلى صراع «فلسطينى إسرائيلى»، وإذا كان بعضهم لا يزال يتذكر مقولة رئيس الإمارات الراحل الشيخ زايد آل نهيان، خلال حرب أكتوبر 73، أن «النفط العربى ليس أغلى من الدم العربى»، فعليه أيضا مشاهدة مقطع الفيديو الذى راج مؤخرا على «السوشيال ميديا» للرئيس الراحل مبارك، عندما سئل فى مؤتمر صحفى عن إمكانية مساندة العرب للفلسطينيين ضد إسرائيل وأمريكا، فقال ضاحكا وساخرا: «ابقى تعالى قابلنى»!.

"الشروق المصرية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العرب غزة مقاومة غزة العرب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدوان الصهیونى أکثر من

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: القهر والإبداع !!

 

 

شيىء غريب جدًا أن يأتى فى بعض الأحيان الإبداع من رحِمْ القهر والحرمان والهوان واللهفة والجوع للحنان وللعطف وللإنتماء لوطن أو أهل – شيىء غريب جدًا أن وراء كل مُبْدِعْ قصة كبيرة جدًا من قصص الدراما الإنسانية ولعل فى مجال الفن والأدب والطرب هناك أمير الأغنية والشعر الغنائى العربى الأستاذ أحمد رامى وولعه بسيدة الغناء العربى أم كلثوم منذ أوائل عشرينيات القرن الماضى وكانت كل خلجات نفسه تغنى بأم كلثوم وضحكتها وغضبها وهجرها وظلمها للحبيب الذى هو أحمد رامى نفسه – وكانت خلجات قلبه تنظم الشعر وترتب كلمات الشجن والحزن والإشتياق والعتاب والفرح بلقاء الحبيب والحزن على العمر – لا يضيع قبل تلك اللحظة المنشودة للقاء فى رائعة "رق الحبيب وواعدنى – وكان له مدة غايب عنى" – ماشاء الله على كل تلك المشاعر وذلك الطرب العظيم الذى يشجى القلوب فى كل العصور ودون مقدمات أو ترتيبات أو حتى تسميات نسمع عنها اليوم = فذلك يغنى للحمار والأخر يغنى للعنب وذلك يرتدى ملابسه الداخلية فى إعلانات عن أغنيات جديدة له – ولا أعلم ما هى العلاقة بين ( الفالنة الداخلية) التى يظهر بها مطرب الشباب أو "طرزان" المدينة والأغانى التى يقدمها.
وأخر يفتح عن صدره النسانيسى أو شبه (القرود) لكى يبرز أن الفنان مُشْعِرْ – وكأنه سيغنى بشنباته وشعر صدره – وبنطلونه النازل عن (كلسونه) حاجة بجانب أنها تكسف إلا أنها شديدة (القرف)!!
والشيىء المخجل جدًا أن هناك مطربين – عايشوا تلك الفترات الرائعة فى وجود العمالقة مثل رامى والسنباطى وعبد الوهاب والأطرش والقصبجى قبلهم وكذلك الشيخ زكريا أحمد وإستمعوا لألحانهم وما زالوا على ما أعتقد يستمعون ويتعلمون من – أداء مطربين عظماء منهم من رحل ومنهم من ينتظر ولكن الباقى لنا تلك الثروات الغنائية العربية.

شيىء مخجل أن أجد من هؤلاء بعضهم مما يسمى بأمير الغناء "العربى" وملك الغناء "الشرقى" ورئيس جمهورية الغناء "البدوى" وأشياء ليس عليها من سلطان؟
وكل هؤلاء لا قيمة لعمل نستطيع أن نحتفظ به فى الذاكرة وكأنهم قد ماتوا أو أنهم فى نعوشهم ينتظرون – لا حركة – لا شيىء جديد – لا إحساس – والشيىء بالشيىء يذكر أستمع لبعضهم فقط حينما يتغنوا بأغانى الكبار وهذا ليس بعيب – وياليتهم يحتفظون بذلك أكرم لهم وأحسن لنا !!

مقالات مشابهة

  • وفاة 58 بسبب سوء التغذية و242 لنقص الغذاء والدواء في غزة
  • أمل الحناوي: 7 دول أوروبية تؤكد أن تهجير الفلسطينيين جريمة حرب
  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 53،901 شهيد وأكثر من 122 ألف مصاب منذ 7 أكتوبر 2023
  • ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى أكثر من 53 ألفًا وسط استمرار المجازر
  • إستشهاد عشرات الفلسطينيين جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة
  • الرئيس الفلسطيني يؤكد ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي وإدخال المساعدات لقطاع غزة
  • وزير الصحة يبحث مع نظرائه العرب في جنيف سبل تعزيز التعاون الصحي
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان على غزة إلى 53,762 شهيدًا
  • د.حماد عبدالله يكتب: القهر والإبداع !!
  • في ظل استمرار العدوان والحصار الصهيوني الحصول على مياه آمنة للشرب في غزة مهمة شبه مستحيلة