كشفت صحيفة كالكالست العبرية، عن انتشار ظاهرة تجميد الشباب الإسرائيلي لحيواناتهم المنوية قبل الذهب إلى التجنيد بالجيش الإسرائيلي، والمشاركة في حرب مقبرة غزة، حيث تتسبب الحرب في قيام المزيد والمزيد من الجنود وجنود الاحتياط بتجميد حيواناتهم المنوية مسبقًا، حتى يتمكنوا من إنجاب الأطفال إذا أصيبوا - وحتى إذا قُتلوا، وذلك وسط حالة الخوف من مغامرة الحرب في مستنقع غزة، وتأتي تلك الخطوة بالتزامن مع سعى أسر ضحايا الجيش الذي قتلوا خلال الأيام الماضية لاستخراج الحيوانات المنوية من أبنائهم المتوفين.

 

وبحسب الصحيفة العبرية، فقد فإن هناك تحرك مركزي من الجهاز الصحي والجهاز القضائي وحتى الجيش بدولة إسرائيل لجعل كل هذا ممكنا، وذلك بعد أن وصلت الضجة غير المسبوقة حول طلبات تجميد الحيوانات المنوية في المراكز المخصصة لذلك، وهو ما كشفه مديرو بنوك الحيوانات المنوية بإسرائيل، ورصد الطلب المتزايد على استخراج الحيوانات المنوية من الرجال الذين قتلوا، وكذلك زيادة طلب من الرجال الذين يتم تجنيدهم للحرب، حيث يأتي الرجال المتزوجون، وليس العازبين، وتفكيرهم هو أنه إذا حدث لهم شيء ما سيكون شريكهم قادرًا على الحمل من الحيوانات المنوية، وفي كثير من الأحيان يكون الشريك هو الذي يرسلها إلينا.

 

 

الحرب هذه المرة مختلفة .. الخوف يسيطر على الجنود 

 

 

وبحسب الصحيفة العبرية، أنه رغم أن تلك الحرب ليست الأولى لإسرائيل، إنها أنها مختلفة بشكل جذري، حيث الخوف يسيطر على شعور الجنود بالجيش الإسرائيلي، ووفقا للدكتورة ميخا باوم، أخصائية الخصوبة وأمراض النساء ومديرة بنك الحيوانات المنوية في مستشفى شيبا الإسرائيلية، فقد كان في الماضي عدد الجنود الذين يقومون بتجميد الحيوانات المنوية يقارب الصفر، ولكن في تلك الحرب الوضع مختلف، حيث سيطرت فكرة الحفاظ على الخصوبة على عقول الناس.

والمفاجأة بحسب حديث باوم، أن الشريحة العظمى ممن يأتون لتجميد الحيوانات المنوية، ليس الجنود النظاميين، ولكن جنود الاحتياط، أولئك الذين يخططون بالفعل لتكوين أسرة، أو الذين لديهم أطفال بالفعل ويريدون المزيد، ويشمل ذلك الرجل الأعزب وكذلك المتزوج، فهناك أيضًا أولئك الذين ليس لديهم شريك، الذين يتجمدون لاستخدامهم المستقبلي أو للاستخدام كتبرع لامرأة أجنبية، قالوا: "إذا لم أتعرض للإصابة الآن، فلن يكون لدي أي فائدة الحيوانات المنوية، وإذا حدث لي شيء ما، أريد أن يكون لدى والديّ حيوانات منوية يمكنهم استخدامها معه".

 

كيف يعمل هذا؟

 

"إنهم يوقعون وثيقة يطلبون فيها استخدام الحيوانات المنوية الخاصة بهم في المستقبل، من يريد استخدامها سيذهب إلى المحكمة - وعلى الأرجح ستوافق المحكمة على ذلك"، وتكمل الدكتور ميكا باوم حديثها: "في الماضي كان عدد الجنود الذين يقومون بتجميد الحيوانات المنوية يقترب من الصفر، وفجأة يأتون للقيام بذلك هؤلاء رجال احتياطيون، أولئك الذين يخططون لعائلة أو لديهم أطفال بالفعل ويريدون المزيد، وهناك أيضًا أولئك الذين ليس لديهم شريك، لأنه "إذا أصبت الآن فلن يكون لدي حيوانات منوية صالحة للاستعمال، وإذا حدث لي شيء ما" أريد أن يكون لدى والدي حيوانات منوية يمكنهم استخدامها، هكذا تقول باوم.

ومن الناحية القانونية، تبدأ العملية بالذهاب إلى المحكمة والحصول على إذن من القاضي في غضون 24 ساعة حتى يكون لديك الوقت لضخ الحيوانات المنوية في الإطار الزمني المناسب، ولكن في الوضع الحالي، ونظرًا لعدد الوفيات والطلبات والحرب بشكل عام، قرر المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية غالي بيهارف ميارا تسريع العمليات وأصدر أمرًا طارئًا مؤقتًا سابقًا، والذي يسمح باستخراج الحيوانات المنوية دون الحاجة إلى أمر من القاضي ولكن بموافقة أفراد الأسرة وتوقيعهم على استمارة نصها: "نعلن أنه مجهول. ليس لدينا أي مانع في أخذ نسل المتوفى سواء من جانبه أو من أصوله". الأقارب."

 

 

هكذا يتم استخراج الحيوانات المنوية بعد الوفاة 

 

 

ولاستخراج الحيوانات المنوية المجمدة، يتعين فيها على المحكمة الموافقة على استخدام الحيوانات المنوية، والخطوة الأولى، هو التأكد من عدم وجود اعتراض من قبل المتوفي قبل مماته بأي شكل من الأشكال، وذلك بحسب ما ذكرته الصحيفة العبرية عن القانون الإسرائيلي بهذا الشأن، ولكن العائق القانوني الإضافي يأتي في المرحلة التي ترغب فيها الأسرة في استخدام الحيوانات المنوية، حيث في غياب التشريعات المتعلقة بالموضوع، تبقى السلطة التقديرية للقضاة، وهم يدرسون رغبات الأسرة، ومسألة حق الشخص في جسده، ويحاولون أيضًا تقييم ما كان يريده المتوفى. 

وهناك ثغرة قانونية في الواقع العملي، حيث واجهت المحاكم بالفعل تعقيدات منها أنه يتم استخراج حيواناته المنوية بناء على طلب والديه، ولكن عندما طلبوا استخدام الحيوانات المنوية، اعترضت أرملته، التي أنشأت في هذه الأثناء عائلة جديدة، وكلا الجانبين يمثل، في نظرهم، موقف القضاء، وحكمت محكمتان قانونيتان بناء على طلب الوالدين، وأخيرا قبل الرئيس منصب الأرملة.

 

ظاهرة أوكرانية 

 

والملفت للنظر أن الجندي الإسرائيلي يعتبر نفسه على مشارف الموت عند الذهاب لمستنقع غزة، كما هو حال الجندي الأوكراني الذي يواجه الجيش الروسي، فقد أصبح تجميد الحيوانات المنوية بالنسبة للجنود الأوكرانيين يشبه "واجبا وطنيا"، وفقا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، تتحرى فيه زيادة الإقبال على مختبرات الصحة الإنجابية فى أوكرانيا بالتزامن مع تجاوز الحرب فى البلاد سنتها الأولى، وتقول الصحيفة إن بعض الجنود يحاولون التأكد من أنهم "حتى لو ماتوا فى الحرب، لا يزال بإمكان شركائهم بناء عائلات".

 

وتنقل الصحيفة عن مختبر أجنة فى كييف، إنه يقوم بتجميد الحيوانات المنوية لنحو 10 جنود كل أسبوع، حتى مع أن مشروع القانون الذى يدرس جعل الحكومة تغطى تكاليف العملية، لم يقر بعد، وتقول الصحيفة إنه بالنسبة للعديد من الأوكرانيين، ومن بينهم عائلات جنود قضوا فى المعارك تحدثت الصحيفة معهم، فإن فكرة إنقاذ الحيوانات المنوية للجنود هى فكرة شخصية ووطنية فى آن واحد، وتساعد العملية الرجال الذين يرغبون فى ضمان بقاء شىء منهم إذا ماتوا، ويجلب الراحة لشركائهم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة الجيش الإسرائيلي إسرائيل استخدام الحیوانات المنویة أولئک الذین

إقرأ أيضاً:

إعلام الاحتلال يؤكد بيان القسام: مقتل جندي خلال محاولة أسره في غزة

قُتل جندي احتياط في وحدة الهندسة القتالية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي صباح الأربعاء خلال عملية ميدانية في منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة، في وقت أعلنت فيه قوات الاحتلال عن إحباط محاولة أسر كانت تستهدف سائق حفارة عسكرية.

وبحسب ما أفاد به مراسل صحيفة معاريف العسكري آفي أشكنازي، فقد تعرّضت آلية هندسية تابعة للجيش، من نوع حفارة، لهجوم بصاروخ مضاد للدبابات أثناء تنفيذ أعمال تمشيط وتطهير ميداني لتأمين تقدم وحدة "غولاني" الخاصة، مبينا أن الهجوم الذي وقع قرب خان يونس أسفر عن مقتل سائق الحفارة، وهو جندي احتياط، لم يُصرّح بعد باسمه.

وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن عناصر مسلحة خرجت من نفق أرضي وهاجمت القوة العسكرية بشكل مفاجئ، وتمكنت من الاقتراب من الآلية بهدف تنفيذ عملية اختطاف.

ووفقا للتقديرات، كان المسلحون يستهدفون سحب الجندي من داخل الحفارة، في سيناريو يُذكر بعمليات سابقة نفذتها فصائل فلسطينية ضد جنود إسرائيليين.

وبحسب مراسل معاريف، فإن الجندي تصدى لمحاولة الاختطاف واشتبك مع المهاجمين، قبل أن يُطلق عليه النار من مسافة قريبة ويُقتل على الفور.

وقد تدخلت قوات الجيش في المكان وردت بإطلاق نار مكثف على المجموعة المسلحة، ما أدى إلى إصابة عدد منهم وإفشال محاولة الاختطاف.

وفي حادث منفصل قرب طريق موراج جنوب القطاع، أصيبت قوة من لواء كفير التابع لفرقة المشاة 188، بعد استهداف المبنى الذي كانوا داخله بصاروخ مضاد للدبابات.

وأسفر الهجوم عن إصابة ثلاثة جنود بجروح وُصفت بين متوسطة وطفيفة، وقد تم نقلهم بمروحية عسكرية إلى أحد مستشفيات وسط إسرائيل لتلقي العلاج.



وفي وقت سابق، كشفت كتائب القسام، عن محاولتها أسر جندي للاحتلال، في منطقة عبسان الكبيرة، شرق مدينة خانيونس، عبر هجوم كبير نفذته ضد قوة كبيرة للاحتلال في المنطقة.

وأوضحت القسام، في بلاغ عسكري، أن مقاتليها، استهدفوا دبابة ميركافاه، وناقلة جنود بقذائف الياسين 105، كما استهدفوا حفارين عسكريين، بالقذائف.

ولفتت إلى أن المقاتلين تقدموا، نحو جنود الاحتلال، واشتبكوا معهم بالأسلحة الخفيفة، وحاولوا أسر أحد الجنود، لكن الظروف الميدانية، لم  تسمح بذلك، فقاموا بالإجهاز عليه واغتنام سلاحه.

وأشاروا إلى أنهم رصدوا هبوط الطيران المروحي للإخلاء.

وكان الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، قال إن الاحتلال سيتكبد خسائر إضافية، في معركة الاستنزاف التي تخوضها الكتائب على امتداد قطاع غزة، في أول تعليق على كمين بيت حانون، الذي قتل فيه 5 جنود.

وأضاف أبو عبيدة: "ولئن نجح مؤخرا في تخليص جنوده من الجحيم بأعجوبة، فلربما يفشل في ذلك لاحقا ليصبح في قبضتنا أسرى إضافيون".

مقالات مشابهة

  • كمائن غزة ومفاوضات الدوحة
  • القسام تبث مشاهد محاولة أسر جندي إسرائيلي في كمين مركب
  • 14 حالة انتحار بين جنود الجيش الإسرائيلي في 2025
  • “مرغنا أنف الاحتلال في وحل غزة”.. قيادي قسامي يتوعد بعمليات أسر قريبا
  • إعلام الاحتلال يؤكد بيان القسام: مقتل جندي خلال محاولة أسره في غزة
  • فيديو إسرائيلي يوثق كمين القسام المركب في بيت حانون
  • جنود يتساقطون ودبابة تنسحب وسط الفوضى.. مشاهد مثيرة لكمين بيت حانون (شاهد)
  • مرغنا أنف الاحتلال في وحل غزة.. قيادي قسامي يتوعد بعمليات أسر قريبا
  • القسام تكشف محاولة أسر جندي خلال كمين مركب بخان يونس
  • القسام تكشف محاولتها أسر جندي في كمين كبير بخانيونس