وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، خطابا ساميا إلى المشاركين في القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، التي تنعقد اليوم السبت بالرياض، بالمملكة العربية السعودية.

 

وفي ما يلي النص الكامل للخطاب الملكي السامي، الذي تلاه رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش :

 

"الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول لله وآله وصحبه.

 

أخي المبجل، خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود،

 

أخي الأعز، صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزارء،

 

أصحاب الجلالة والسمو والفخامة،

 

أصحاب المعالي والسعادة،

 

معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية،

 

معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي،

 

تنعقد هذه القمة الاستثنائية العربية الإسلامية، التي دعت إليها المملكة العربية السعودية الشقيقة، في سياق مشحون بالتوتر واستمرار المواجهات المسلحة التي يعرفها قطاع غزة، وما تخلفه من آلاف القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، ومن تخريب ودمار وحصار شامل، في خرق سافر للقوانين الدولية وللقيم الإنسانية.

 

فرغم ارتفاع بعض أصوات الحكمة الداعية إلى خفض التصعيد والتهدئة، لا زالت المدافع والصواريخ الإسرائيلية تستهدف المدنيين العزل، من أطفال ونساء وشيوخ، ولم تترك دار عبادة أو مستشفى أو مخيما إلا ودمرته كليا أو جزئيا.

 

لقد دعونا، من منطلق التزامنا بالسلام، وبصفتنا رئيسا للجنة القدس، إلى صحوة الضمير الإنساني لوقف قتل النفس البشرية التي كرمها الله عز وجل، والتحرك جماعيا، كل من موقعه، لتحقيق أربع أولويات ملحة :

 

* أولا : الخفض العاجل والملموس للتصعيد ووقف الاعتداءات العسكرية بما يفضي لوقف إطلاق النار، بشكل دائم وقابل للمراقبة،

 

* ثانيا: ضمان حماية المدنيين وعدم استهدافهم، وفقا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني،

 

* ثالثا: السماح بإيصال المساعدات الإنسانية بانسيابية وبكميات كافية لساكنة غزة،

 

* رابعا: إرساء أفق سياسي للقضية الفلسطينية، كفيل بإنعاش حل الدولتين المتوافق عليه دوليا.

 

أصحاب الجلالة والسمو والفخامة؛

 

إننا أمام أزمة غير مسبوقة، يزيدها تعقيدا تمادي إسرائيل في عدوانها السافر على المدنيين العزل، ويضاعف من حدتها صمت المجتمع الدولي، وتجاهل القوى الفاعلة للكارثة الإنسانية التي تعيشها ساكنة قطاع غزة.

 

لذا، يجب ألا نسمح بترك مستقبل المنطقة ومستقبل أبنائها بين أيدي المزايدين، فمستقبل المنطقة لا يتحمل المزايدات الفارغة، ولا الأجندات الضيقة.

 

كما ينبغي التعامل مع هذه الظرفية الحاسمة، من منطلق المسؤولية التاريخية، التي تحتم علينا الانطلاق من بعض المسلمات البديهية:

 

* فلا بديل عن سلام حقيقي في المنطقة، يضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة، في إطار حل الدولتين؛

 

* ولا بديل عن دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية؛

 

* ولا بديل عن تقوية السلطة الفلسطينية، بقيادة أخي الرئيس محمود عباس أبو مازن؛

 

* ولا بديل عن وضع آليات لأمن إقليمي مستدام، قائم على احترام القانون الدولي والمرجعيات الدولية المتعارف عليها.

 

أصحاب الجلالة والسمو والفخامة؛

 

إن تخطي هذه الأزمة وتفادي تكرارها، لن يتحقق إلا بوقف الاعتداءات على القدس الشريف، والقطع مع الاستفزازات التي تجرح مشاعر أكثر من مليار مسلم.

 

لذا، كنت دائم الحرص، بصفتي رئيس لجنة القدس، على أن أثير الانتباه إلى خطورة تلك الممارسات والاستفزازات الإسرائيلية، وعواقبها الوخيمة على أمن واستقرار المنطقة برمتها.

 

وبالموازاة مع ذلك، نعمل ميدانيا على الأرض، من خلال وكالة بيت مال القدس الشريف، على حماية المدينة المقدسة، والحفاظ على وضعها التاريخي والقانوني ومقدساتها الدينية.

 

وكما جاء في "نداء القدس" الذي وقعنا عليه مع قداسة البابا فرانسيس، فإن من واجب الجميع المحافظة على مدينة القدس الشريف، باعتبارها تراثا مشتركا للإنسانية، ومركزا لقيم الاحترام المتبادل.

 

ومخطئ من يظن أن منطق القوة يمكنه تغيير هذا الواقع وتلكم الهوية المتجذرة. وسنتصدى له على الدوام، من منطلق رئاستنا للجنة القدس، وبتنسيق مع أخينا جلالة الملك عبد الله الثاني، صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس.

 

أصحاب الجلالة والسمو والفخامة؛

 

إننا أمام مرحلة فاصلة، تتطلب من الجميع التحلي بالحزم والمسؤولية، لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، وتقتضي تغليب منطق العقل والحكمة، لإقامة سلام عادل ودائم بالمنطقة، لما فيه أمن واستقرار جميع شعوب المنطقة.

 

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ".

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: بدیل عن

إقرأ أيضاً:

بحضور السفير الإندونيسي.. بورسعيد تستضيف المخيم الصيفي السادس لكشافة الفتيان

شهد المعسكر الدولي للكشافة بمحافظة بورسعيد، اليوم إنطلاق فعاليات المخيم الصيفي السادس لكشافة الفتيان، وسط أجواء إحتفالية كشفية مميزة، وبمشاركة 250 كشافًا من مصر وإندونيسيا والسودان، تحت تنظيم جمعية فتيان الكشافة فرع بورسعيد.

تحت رعاية الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، و اللواء أركان حرب محب حبشي محافظ بورسعيد.

جاءت الفعاليات بحضور السفير الإندونيسي بالقاهرة الدكتور لطفي رؤوف، والدكتور محمد عبد العزيز، مدير عام مديرية الشباب والرياضة ببورسعيد، وأيوب وردي، قائد الوفد السوداني، والدكتور عصام خير، رئيس جمعية فتيان الكشافة ببورسعيد، إلى جانب ممثلي الهلال الأحمر المصري بقيادة عبد الحميد متولي، رئيس غرفة العمليات بمحافظة بورسعيد.

بدأ حفل الافتتاح بعرض ميداني لفرق الكشافة المشاركة، والتي مثلت دول إندونيسيا والسودان، إلى جانب فرق الكشافة المصرية من مختلف المحافظات. أعقب ذلك كلمات ترحيبية ألقاها السفير الإندونيسي، وقائد الوفد السوداني، ومدير مديرية الشباب والرياضة، وقائد المعسكر، كما تم أداء تحية العلم، والتقاط الصور التذكارية مع جميع الوفود المشاركة.

ومن جانبه، قال الدكتور محمد عبد العزيز، مدير عام مديرية الشباب والرياضة ببورسعيد:

"نحن فخورون باستضافة بورسعيد لهذا الحدث الكشفي الدولي، الذي يُعزز من قيم التآخي والتعاون بين الشباب من مختلف الدول، ويُبرز دور الحركة الكشفية في غرس مفاهيم القيادة والانتماء والعمل الجماعي في نفوس المشاركين."

وأضاف أن إستضافة مثل هذه الفعاليات يعكس مكانة بورسعيد كمركز إشعاع ثقافي وتربوي وكشفي.

ويستهدف المخيم الشباب من سن 12 إلى 16 عامًا، من فتيان الكشافة المصرية على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى فتيان من الجاليتين الإندونيسية والسودانية المقيمين بمصر. ويشرف على تنظيم المخيم نخبة من القيادات الكشفية، من بينهم القائد محمد فرج مفوض التدريب الأهلي بجمعية فتيان الكشافة المصرية، والقائد أحمد محمد الكتاتني المفوض العام، والقائد محمود المغربل مفوض التدريب، والقائد عمرو العليمي قائد المخيم.

وشهد المخيم أيضًا حضور كل من الدكتور عبد المتعالي، المستشار التربوي والثقافي، والدكتور رحمت أمينج، المستشار الإعلامي والثقافي والتربوي بسفارة جمهورية إندونيسيا بالقاهرة، مؤكدين في تصريحاتهم أهمية دور الحركة الكشفية في بناء شخصية الشباب، وتعزيز الحوار بين الثقافات.

الجدير بالذكر أن الحركة الكشفية تُعد من أهم الحركات الشبابية العالمية التربوية التطوعية، وتهدف إلى تنمية مهارات الشباب البدنية والعقلية والاجتماعية والروحية، لتأهيلهم ليكونوا مواطنين صالحين وفاعلين في مجتمعاتهم، وهي حركة غير سياسية، ومفتوحة للجميع دون تمييز.

مقالات مشابهة

  • بنك قطر الوطني QNB يحصد جائزة "أقوى بنك عربي لعام 2025" من اتحاد المصارف العربية
  • بابا الفاتيكان: الوضع الإنساني يتدهور في غزة والجوع يسحق المدنيين
  • “الخارجية الفلسطينية” تُدين ردود الفعل الإسرائيلية تجاه الاعتراف بدولة فلسطين
  • الخارجية الفلسطينية تُدين ردود الفعل الإسرائيلية تجاه الاعتراف بدولة فلسطين
  • افتتاح أول مقر إقليمي للفيفا في إفريقيا داخل مركب محمد السادس
  • وزيرة خارجية فلسطين: الدفاع عن القضية الفلسطينية ثابت أساسي في دبلوماسية الملك محمد السادس
  • بحضور السفير الإندونيسي.. بورسعيد تستضيف المخيم الصيفي السادس لكشافة الفتيان
  • وزير الثقافة يطالب المبدعين بتعزيز الهوية العربية وصون التراث
  • سرايا القدس تنشر مشاهد لبقايا آليات الاحتلال التي دمرتها شرق دير البلح
  • رد عربي وإسلامي على مشروع إسرائيلي لفرض “السيادة” على الضفة الغربية المحتلة