وجّه مدير الإسعاف والطوارئ بغزة مناشدة للعالم عبر رسالة قال إنها قد تكون الأخيرة، قبل الانقطاع عن العالم الخارجي، في ظل الهجمات المكثفة والغارات المستمرة على قطاع غزة، مستهدفا المنشآت المدنية والمرافق الصحية.

وقال محمد أبو مصبح إن قطاع غزة على شفا مجاعة، والاستهداف الإسرائيلي يمس مقومات الحياة الرئيسية، وأضاف أن استهداف المدارس والمقار التي تؤوي نازحين مؤشر خطير ومقلق جدا، وأن الصمت الدولي شجّع قوات الاحتلال الإسرائيلي على استمرار استهداف المدنيين والفئات المحمية في غزة.

كما أعلن أبو مصبح -وهو المتحدث أيضا باسم الهلال الأحمر الفلسطيني- خروج مستشفى القدس عن الخدمة بسبب نفاد الوقود وانقطاع الكهرباء، وهو محاصر منذ أسبوع والدبابات الإسرائيلية على بعد نحو 20 مترا منه.

وقال أبو مصبح "قد تكون هذه رسالتنا الأخيرة، وقد ننقطع قريبا عن التواصل مع العالم الخارجي".

من جهته، قال المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش للجزيرة إن الاحتلال الإسرائيلي قصف جميع المباني المحيطة بمجمع الشفاء الطبي الذي خرج عن الخدمة، وما زال فيه عديد من الجرحى والمرضى المحاصرين، وطالب بتقديم ضمانات لإجلائهم بشكل آمن، إذ استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي 40 نازحا في أثناء خروجهم من المستشفى.

وكان المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة قال إن الطواقم الطبية عاجزة عن تقديم أي خدمة تنقذ حياة الجرحى والمرضى في مجمع الشفاء، وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي حوّل المجمع إلى  ساحة حرب مفتوحة.

حماية مجمع الشفاء

من جانبها، طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المؤسسات الدولية في غزة بالتوجه لمجمع الشفاء لحمايته ومن بداخله، مشيرة إلى أنه يتعرض لحصار وهو جريمة حرب، وحمّلت الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي مسؤولية سلامة الطواقم الطبية والجرحى والنازحين داخل مجمع الشفاء الطبي.

وحذرت منظمة أطباء بلا حدود -في وقت سابق اليوم الأحد- من أنه في حال لم يتوقف سفك الدماء فورا عبر وقف لإطلاق النار أو الحد الأدنى من إجلاء المرضى ستصبح هذه المستشفيات مشرحة.

طبيبة بريطانية تنهار أثناء قراءتها لرسالة طارئة من مدير مستشفى الشفاء في #غزة، حيث تجمع العاملون في مجال الرعاية الصحية أمام مكتب رئيس الوزراء في لندن، رافعين لافتات تحمل أسماء أكثر من 200 طبيب قتلوا حتى الآن. pic.twitter.com/SMt82r3taU

— مفتاح (@keymiftah79) November 11, 2023

وفي سياق متصل، تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لطبيبة في بريطانيا تنهار في أثناء قراءتها لرسالة طارئة من مدير مستشفى الشفاء في غزة، حيث تجمع العاملون في مجال الرعاية الصحية أمام مكتب رئيس الوزراء في لندن، رافعين لافتات تحمل أسماء أكثر من 200 طبيب استشهدوا حتى الآن.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی فی غزة

إقرأ أيضاً:

وصفها مراقبون بأنها “كارثة إنسانية مكتملة الأركان”.. مجاعة في قطاع غزة

البلاد – غزة
في تصعيد جديد يعكس تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، فتحت القوات الإسرائيلية النار أمس (السبت)، على مدنيين فلسطينيين تجمعوا قرب مركز توزيع مساعدات في منطقة مواصي رفح جنوب القطاع، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل.
كما أسفر قصف آخر استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس عن مقتل أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين، لترتفع بذلك حصيلة القتلى منذ فجر اليوم إلى 45 شخصاً، وفق مصادر طبية محلية، في ظل استمرار الغارات على مناطق متفرقة شمالاً وجنوباً، لاسيما جباليا وخان يونس.
تأتي هذه الهجمات في وقت حذّرت فيه وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن نموذج توزيع المساعدات المعتمد حالياً في القطاع المحاصر “غير فعال” ويعرض المدنيين للخطر. وقالت المتحدثة باسم الوكالة، جولييت توما، إن النموذج القائم “دعوة للناس إلى موتهم”، مشددة على أن توزيع المساعدات لا يجب أن يتم إلا تحت إشراف الأمم المتحدة.
وتابعت توما أن الوكالة أثبتت خلال فترات وقف إطلاق النار السابقة قدرتها على إيصال المساعدات بشكل آمن وفعّال، لكن استمرار العمليات العسكرية يعوق العمل الإنساني ويهدد أرواح العاملين والنازحين.
بالتزامن، أعلنت “مؤسسة غزة الإنسانية”، المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، عن إغلاق جميع مراكز توزيع المساعدات التابعة لها في القطاع مؤقتاً، معلّلة ذلك بـ”دواعٍ أمنية”، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني خاصة مع اقتراب عيد الأضحى.
وكانت المؤسسة قد بدأت عملياتها في 26 مايو، لكنها سرعان ما واجهت فوضى في مواقع التوزيع، تخللتها حوادث إطلاق نار سقط خلالها عشرات القتلى من المدنيين. وتعرضت المؤسسة لانتقادات شديدة من منظمات إنسانية دولية، بعد أن تبين أن توزيع المساعدات يتم بإشراف الجيش الإسرائيلي وضمن مناطق محدودة في جنوب غزة.
في تطور ميداني آخر، شنّ الجيش الإسرائيلي غارات وصفت بأنها “الأعنف” منذ استئناف العمليات في مايو الماضي، مستهدفاً منازل وبنايات سكنية في خان يونس، بالتزامن مع إعلان حركة حماس عن تنفيذ كمين شرق المدينة أسفر عن مقتل 4 جنود إسرائيليين وجرح آخرين.
وفي شمال غزة، واصلت القوات الإسرائيلية قصف منازل تؤوي نازحين في جباليا البلد، ما أوقع أكثر من 20 قتيلاً، ضمن حملة عسكرية برية موسعة أعلن الجيش الإسرائيلي استمرارها مساء الجمعة.
إلى ذلك، أثار اعتراف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدعم جماعة مسلحة مناهضة لحماس تعمل في غزة، جدلاً واسعاً. وأكدت تقارير إسرائيلية وفلسطينية أن الجماعة، بقيادة ياسر أبو شباب المنتمي لقبيلة الترابين، تلقت دعماً عسكرياً ولوجستياً من الحكومة الإسرائيلية. وقد وصف “المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية” هذه الجماعة بأنها “عصابة إجرامية” متورطة في نهب شاحنات المساعدات.
تتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني تحت حصار مشدد منذ مارس الماضي، إثر انهيار الهدنة مع حماس. ومنذ مايو، توغلت القوات الإسرائيلية في مناطق جديدة، معلنة نيتها البقاء في المواقع التي سيطرت عليها، في وقت تتعثر فيه جهود الأمم المتحدة لإيجاد ممرات إنسانية آمنة ومستقرة.
ومع انهيار البنية التحتية ونقص الغذاء والماء والدواء، بات سكان غزة يواجهون ظروفاً وصفها مراقبون بأنها “كارثة إنسانية مكتملة الأركان”، في ظل صمت دولي وتباطؤ في تحرك المجتمع الدولي لفرض هدنة إنسانية حقيقية.

مقالات مشابهة

  • وصفها مراقبون بأنها “كارثة إنسانية مكتملة الأركان”.. مجاعة في قطاع غزة
  • نائب ترامب: نحاول إيقاف الصراع بغزة وهذه ليست إبادة
  • منذ فجر السبت .. 66 شهيدا في مجازر للاحتلال بحق النازحين والعطشى والمجوعين بغزة
  • 66 شهيدا في مجازر للاحتلال بحق النازحين والعطشى والمجوعين بغزة
  • شهداء ومصابون بينهم أطفال برصاص الاحتلال الإسرائيلي بغزة
  • غارة جوية تستهدف منزلاً بمحيط مستشفى الشفاء غربي غزة
  • غزة تستقبل عيد الأضحى وسط مجاعة غير مسبوقة
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى أكثر من 54 ألف شهيد
  • منها ساحة مستشفى المعمداني.. استشهاد 18 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة بقطاع غزة
  • انهيار القطاع الصحي يهدد حياة الأطفال والنساء الحوامل بغزة .. 97 شهيدًا جديداً في غزة وقوات الاحتلال تقتحم المستشفى الأوروبي وتقصف مستشفى شهداء الأقصى