فيلم قتلة زهرة القمر.. صورة من التاريخ الدامي لأميركا
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
لاشك أن قصص الصراعات بين الأعراق المختلفة وخاصة الهنود الحمر وذوي الأصول الافريقية في مواجهة البيض الوافدين كانت وما تزال تشكل إطارا فكريا واجتماعيا وأرضية يستند اليها التاريخ الأميركي الحديث.
ومهما تم تبسيط ذلك الصراع الدامي والتغطية عليه الا ان وقائع كثيرة واكثر من ان تحصى كانت وما تزال حاضرة في العقل الجمعي الأميركي وتؤثر بشكل مباشر في الوعي الفردي وصولا الى شعور بوطأة الضمير الجمعي وهو يحاكم تلك الظواهر.
من هنا يعود المخرج الأميركي الكبير مارتن سكورسيزي الى الواجهة وقد تعدى سن الثمانين وأخرج قرابة 28 فيلما خلدتها الشاشات، ليعيدنا الى تلك الانعطافات الخطيرة والاستثنائية في الحياة الأميركية وليقدم لنا اكثر الشخصيات توحّشا وتعبيرا عن موت الضمير وتكلّس الوعي والمشاعر الملوثة المليئة بالكراهية.
فها هو يتحه الى اقتباس فيلمه هذا والذي ما يزال موضع جدل ومناقشات ويتصدر عناوين الصحف والمواقع الالكترونية واهتمامات النقاد، فيأخذه عن كتاب بالاسم نفسه صدر عام 2017 للصحفي الأميركي ديفيد غران، وهو كتاب احتل واجهات المكتبات منذ صدوره في سنة 2017 لأنه حفر عميقا في الواقع الأميركي من خلال توثيق سلسلة من العمليات الإرهابية التي كان القصد منها تصفية السكان الأصليين في العشرينيات من القرن الماضي، وهي الفترة التي قتل خلالها العديد من أعضاء قبيلة أوسيدج في في ولاية أوكلاهوما ، وهي جرائم قتل متسلسلة طالت عائلات ثرية بعينها بقيت غامضة ومجهولة الفاعل.
هنا سوف تكون قبيلة اوسيدج من الهنود الحمر، سكان اميركا الأصليين وخاصة ولاية اوكلاهوما هم مادة القتل، والسبب في ذلك هو الثروة الهائلة التي جعلت لكل عائلة بثرا نفطيا مما اسال لعاب البيض وأجج اطماعهم فالأرض لاتباع بمخزوناتها الهائلة من الثروات الطبيعية بل يمكن ان تورث.
على ان محور هذه الدراما والعنصر المهم فيها انما يتزامن مع اول المشاهد التي يظهر فيها آرنست يوركهارت – يؤدي الدور الممثل ليوناردو دي كابريو، جريح الحرب العالمية الأولى الذي مزقت الحرب احشاءه وها هو يلوذ بعمه وليام هيل، يقوم بالدور الممثل روبرت دي نيرو فهو نائب عمدة فيرفاكس، البلدة التابعة لولاية أوكلاهوما، والذي يمثل السلطة في البلدة وهو الذي يفتح عينيه على كل من في المدينة من منطلق المسؤولية ويمثل دور العطوف على جميع السكان دون استثناء والمهتم بشؤونهم بينما هو اليهودي الماسوني المتطرف الذي يؤمن بأحقية العرق الأبيض وبالتخلص من الاجناس والاعراق الأخرى.
وهنا سوف يبرز دور عائلة من الهنود الحمر – الأوساج التي يتساقط افرادها تباعا في سلسلة جرائم لا يعرف فاعلها لكن التحول الدرامي في وسط ذلك يكمن في قرار آرنست الزواج من مولي كايل – تؤدي الدور الممثلة ليلي غلادستون وهي من سلسلة العائلات الهندية الاصلية الثرية ومن خلال حب شفاف وجميل لم يكن لأرنست من ورائه من هدف سوى حبه لتلك الفتاة التي سوف تنجب له العديد من الأبناء بينما يكون العم قد بدأ باستغلال ذلك الزواج لصالحه من خلال الفتك بعائلة مولي تباعا وحتى الفتاة نفسها المصابة بداء السكري يوهمها بعلاجها بعقار قادم توّا من الخارج هو خلاصة انسولين الابقار لكنه كان سما قاتلا كاد ان يودي بحياة مولي.
تتوالى الاحزان وتفقد الزوجة اعزاءها تباعا وهنا سوف تكون شخصيتا الزوج والزوجة هما اللتان تنطويان على مزيد من التعقيد والاشكاليات المركبة التي تنطوي عليهما كل منهما.
فمن جهة وجدنا مولي مثالا للمرأة والأم التي تنثر حنانها بهدوء وتخلص لزوجها ومع ان بإمكانها ان تقرأ من هم من حولها وتصل الى قناعة ان أولئك البيض الذين يموجون من حولها في مشهد مؤثر للغاية هم كارهون لها ولعرقها الهندي وانهم يسعون بلا هوادة لاجتثاثهم وهي ترى في زوجها خاضعا خضوعا شبه تام لعمه ذا الوجهين، رجل الحكومة والمخطط للجرائم.
والحاصل ان مولي جسدت دورا باذخا وغزير التعبير وسوف يشكل علامة فارقة في مسارها الابداعي.
اما لجهة الزوج ارنست فهو الذي عاد محطما من الحرب لكي يعيش حياة مسالمة تحت جناح عمه ولكي تمضي حياته بسلام فإنه يؤدي فروض الطاعة لذلك العم الخبيث وينفذ أوامره، هو في هذا الدور جبان ومتردد وخانع وينفذ بشكل او بآخر جرائم العم وبما فيها جرائم سقطت فيها شقيقتا زوجته وبمعنى اخر انه وجه طعنات قاتلة لزوجته وهما اللذان يتبادلان مشاعر الحب والإخلاص وكدليل على انصياعه فإنه يحرص على حقن الزوجة بسموم لا يتحقق منها.
هذان الخطان المتوازيان قدما صورة حياة الهنود الحمر من خلال وجهة نظر مولي ولهذا تستمع لخطب زعاماتهم المليئة بالحزن والإحباط بسبب خساراتهم لأعزائهم وعدم نجدتهم من طرف السلطات الفيدرالية، انهم الاثرياء الذين صارت ثرواتهم وبالا عليهم واما من جهة أخرى فهنالك حياة ثلة من البيض من قتلة مأجورين ومدمني مخدرات وصعاليك ومضاربين ومحتالين وهم الذين يستغلهم ارنست وعمه استغلالا كاملا لضرب الهنود الحمر بلا رحمة.
تتشابك هذه الخطوط الدرامية لتكون نسيجا سرديا فريدا ملفتا للنظر زج فيه المخرج الكبير سكورسيزي خلاصة خبرته ليقدم خطابا سينمائيا مكتملا وقطعة فنية فريدة تنضح بالحس التاريخي ولا تفارق الحس الجمالي.
فلكي يجذر تلك الدراما في نطاقها الزمني نراه يستخدم الوثائق الفيلمية وحتى المقطع الفيلمية المصورة في تلك الحقبة ليقدم لنا حصيلة وافرة ومتميزة وبذلك كان يخرج من نطاق الايهام بالدراما وطابعها الخيالي الى ما هو اكثر مصداقية وواقعية من خلال إحالة تلك الوقائع الى حيزها التاريخي.
من جهة أخرى تجده يقدم شخصياته وهي تتنازعها قوى غامضة وغالبا نزعات شريرة وذلك في نطاق اجتماعي كان محوره العم هيل الذي جسد شخصية الماسوني اليهودي في واحد من الأدوار الملفتة للنظر التي اداها روبرت دي نيرو ببراعة في المقابل كانت شخصية ارنست تنسحق تحت وطأة كمية الشر السائدة فيما هو ينقاد اليها حتى يستيقظ في القسم الأخير من الفيلم ليقرر ان يكون مع نفسه ومخلصا امام ذاته ومنفصلا بشكل نهائي عن عمه ومن دون رجعة.
هذه المحصلات كلها تم توظيفها بكل غزاراتها على صعيد نسيج الصورة واللون والحركة وجماليات المونتاج لتقديم شكل سينمائي كلاسيكي متدفق جماليا وحيث عمق حياة الهنود الحمر وعقائدهم وطقوسهم تقابلها حياة البيض وحفلاتهم الراقصة الصاخبة ونزعاتهم الانانية واطاعهم.
واما اذا توقفنا امام المراجعات النقدية وما كتبه عدد من نقاد السينما وفي العديد من الصحف والمواقع العالمية فإنه كثير جدا وذلك لاسباب عديدة من ابرزها انه أحدث أفلام المخرج الكبير مارتن سكورسيزي وقد نضجت وترسخت تجربته السينمائية والذي زج فيه ممثلين كبار من وزن دي نيرو وكابريو وغيرهم.
من وجهة نظر الناقد برايان تاليريكو في موقع روجر ايبيرت،
" هذا الفيلم يجسد دراما تاريخية بارعة، عن الشر الذي يتفاعل على مرأى من الجميع. هذه هي قصة الرجال الذين تعاملوا مع جرائم القتل ببرود تام، وأصدروا أوامر بقتل الأشخاص وكأنهم يطلبون مشروبًا في الحانة. لقد سار سكورسيزي على خط رفيع بين سرد قصة محددة جدًا لزوجين في قلب المأساة وبين التعمق سينمائيا في الطبيعة الأكثر توحشا للشر الكامن في الذات البشرية".
بينما يكتب الناقد كسان بروكس في الغارديان البريطانية قائلا " ان هذا الفيلم يقدم تراجيديا سوداء حول كيفية انتصار الغرب الأميركي، وإعادة انتاج "جنة عدن" أميركية تجسدها منطقة جرداء قاحلة وحيث الفاكهة الوحيدة هي النفط الخام والدم على الأرض هو الذي يزرع بذور المستقبل لإنتاج مزيد من الشر والانتقام".
....
اخراج / مارتن سكورسيزي
تمثيل/ روبرت دي نيرو، ليوناردو دي كابريو، ليلي غلادستون، جيس بليمونس
سيناريو/ ايريك روث ومارتن سكورسيزي
انتاج وتوزيع / أبل وبارامونت وآخرون
التقييمات/ 93% روتن توماتو، 8 من 10 أي أم دي بي، 4 من 5 موقع روجر ايبيرت.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
حجب الحقائق لن يجمّل صورة العراق
آخر تحديث: 15 ماي 2025 - 9:42 صبقلم: سمير عادل سمعنا من قبل عن نظرية “السلام بالقوة” التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حال تنصيبه في ولايته الثانية، كأحد عناوين البلطجة الجديدة في السياسة العالمية. واليوم، نسمع عن محاولة تجميل صورة الحكومة العراقية بالقوة أيضا. فقد أصدرت وزارة الداخلية العراقية قرارا يقضي بمنع التظاهرات خلال فترة انعقاد “القمة العربية”، بذريعة الحفاظ على الأمن والنظام العام. ويُعدّ هذا القرار، في ظاهره، انتهاكا صارخا لحق المواطنين في التعبير والتظاهر السلمي، لكنه في جوهره يعكس عمق الأزمة السياسية والاجتماعية البنيوية، ليس على مستوى الحكومة العراقية فحسب، بل على مستوى النظام السياسي القائم بأكمله. ويبدو أن الحكومة العراقية ما تزال تعيش في عقود القرن الماضي، حيث تعتقد أنه ما زال بالإمكان؛ التعتيم الإعلامي، طمس الحقائق، تزييف الواقع، وتضليل الرأي العام المحلي والدولي بشأن ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وكذلك حال الحريات وحقوق الإنسان في المجتمع العراقي. وحيث تتوهّم حكومة السوداني أن حجب الحقيقة يمكن أن يجمّل صورة العراق أمام الرأي العام الإقليمي والدولي. إن القرار السياسي الذي يقف خلف منع التظاهرات خلال انعقاد القمة العربية، يكشف عن محاولة واضحة لتسويق صورة السوداني وحكومته أمام جامعة الدول العربية، على أمل أن يحظى بدعمها السياسي واعترافها بأيّ حكومة يسعى إلى تشكيلها بعد الانتخابات. كما يسعى من خلال هذه الخطوة إلى تحقيق مكاسب انتخابية داخلية، عبر إظهار نفسه كقائد يحظى بقبول إقليمي، وإلى كسب ثقة الشركات الرأسمالية وتشجيعها على الاستثمار في العراق، رغم الواقع المضطرب الذي تحاول حكومته تغطيته بستار من الإنكار الإعلامي والبهرجة السياسية. وكما حدث في تجارب الأنظمة العسكرية التي جاءت إلى السلطة عبر الانقلابات خلال النصف الثاني من القرن الماضي، في ما يُعرف بدول “المخروط الجنوبي” أو بلدان أميركا اللاتينية، فقد شهدنا على سبيل المثال، وليس الحصر، تنظيم كأس العالم في الأرجنتين عام 1978، في وقت كانت البلاد تخضع لحكم عسكري جاء بانقلاب دموي، تخلله تنفيذ سلسلة من الإعدامات والاعتقالات ضد المعارضين اليساريين واختفى قسرا أكثر من 30000 شخص، معظمهم من النشطاء اليساريين أو المعارضين السياسيين، وجرى تعذيب واحتجاز الآلاف من المعتقلين في مراكز سرية، وفرضت رقابة مشددة على الإعلام والمجتمع المدني. كان تنظيم كأس العالم، بدعم مباشر من الإدارة الأميركية آنذاك، جزءا من محاولة مدروسة لتعزيز النزعة القومية في الأرجنتين عبر كرة القدم من جهة، ومن جهة أخرى لتجميل صورة النظام العسكري القمعي أمام العالم، وإعادة تأهيله سياسيا، بعد أن شوهته جرائمه وانتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان. وقد أنفقت الحكومة مبالغ ضخمة على البنية التحتية والمنشآت، في حين كانت البلاد غارقة في القمع والفقر والاختفاءات، مثلما يحدث اليوم بالإعداد لمؤتمر القمة العربية في بغداد. (انظر: عقيدة الصدمة- نعومي كلاين). قد يتساءل البعض: ألا تبالي حكومة السوداني بصورة “الديمقراطية” في العراق، أو بصورة حكومته أمام العالم، عندما تتخذ مثل هذه القرارات القمعية؟ والجواب لا يحتاج إلى الكثير من الجهد؛ فـ”الديمقراطية”، إذا ما عُرِّفت بمفهومها الغربي، لا تعني شيئا لا لحكومة السوداني، ولا لجامعة الدول العربية وأعضائها، ولا حتى للشركات الرأسمالية وممثليها السياسيين في العالم. ما يهم هذه الأطراف حقا هو وجود حكومة قادرة على السيطرة على الأوضاع السياسية بـ”الحديد والنار”، وتوفير بيئة آمنة وجذابة للاستثمار الرأسمالي في منطقتنا. ومتى ما تحققت هذه الشروط، يُمنح لتلك الحكومة الدعم الإعلامي والسياسي، بل وحتى المالي، بلا تردّد. إن مكانة العراق في التقسيم العالمي للإنتاج الرأسمالي تتركّز في صناعة النفط، وعلى هوامش هذه الصناعة قد تُقام بعض المشاريع أو الصناعات التي تكمّل هذا الدور، لكنها في جوهرها تصبّ في خدمة سلسلة الإنتاج الرأسمالي العالمي، وتذهب الغالبية العظمى من أرباحها إلى جيوب الشركات الرأسمالية العابرة للقارات، الدول الإمبريالية التي تهيمن على الاقتصاد العالمي. أما الحصة التي تُمنح لتابعيها في العراق، والتي تمثّلها فعليا حكومة السوداني وأطراف العملية السياسية، فلا يهم من أين تأتي أو كيف تُوزع. أي بعبارة أخرى، لا يكون لهذه الشركات من وسيلة لضمان استمرار أرباحها سوى عبر فرض شروط عمل قاسية على العمال، وتكريس مناخ من قمع الحريات، بهدف منع أيّ مطالب بالعدالة الاجتماعية أو تحسين مستوى المعيشة، لأن أيّ تحسّن في رفاهية العمال يعني اقتطاعا من أرباح تلك الشركات، وهو ما تسعى بكل الوسائل إلى منعه. ولا يمكن مقارنة الوضع في العراق بما هو عليه في الدول الغربية، حيث تشهد تلك البلدان، على سبيل المثال، خلال اجتماعات مجموعة الدول الصناعية السبع (G7) أو قمم حلف الناتو، تظاهرات واسعة، واعتراضات جماهيرية، واشتباكات عنيفة مع قوات الشرطة، دون أن يُنظر إليها كتهديد للاستقرار أو مبرر لقمع الحريات. لكن رغم ذلك، لا تُعد هذه التظاهرات تهديدا حقيقيا لاستقرار تلك الأنظمة، لأنها تقوم على مؤسسات راسخة ودول ذات هوية سياسية واضحة، وضربت جذورها في المجتمع عبر قرون. ولكن في العراق، فحتى هذه اللحظة، لا توجد “دولة” بالمعنى السياسي والمؤسسي الكامل، ولا هوية سياسية متفقا عليها. إن جميع القوانين والقرارات التي تصدر في عهد حكومة السوداني ليست سوى محاولات لحسم مصير الدولة وهويتها السياسية، وهي محاولات لا تزال تتخبط في مهب الريح، بفعل التحولات العميقة التي تضرب منطقة الشرق الأوسط. وبناء على ذلك، لا حكومة السوداني، ولا الحكومات السابقة أو القادمة، قادرة على تحمل تظاهرات من النوع الذي نشهده في ما يُسمى بالدول الديمقراطية. ولهذا السبب، تسعى هذه الحكومة إلى توجيه ضربات استباقية لأيّ حركة احتجاجية جماهيرية قد تُحدث هزة إضافية لصورتها المهزوزة أصلا أمام المجتمع الدولي. إن صوت العاطلين عن العمل، والمحرومين، والناقمين على منظومة الفساد والمحاصصة والطائفية، لن يُسكت بقرارات أمنية مؤقتة. بل سيظل يرتفع، مهما حاولت السلطة خنقه أو تجاهله، لأن الحق في الحياة الكريمة والعمل والكرامة الإنسانية لا يخضع لمزاج القمم أو حسابات الدعاية الرسمية. ما يحتاجه العراق ليس تلميعا زائفا لصورة النظام، بل يحتاج تغييرا جذريا للواقع السياسي والاجتماعي الذي أنتج كل هذا الخراب. ولن يكون ذلك إلا من خلال تمكين الجماهير من التعبير عن نفسها بحرية، وفرض التغيير بإرادتها، لا بخطب المؤتمرات وقرارات المنع. فألف قمة عربية ومؤتمر إقليمي ودولي يقام في العراق أو تشارك حكومته فيه، لن يغير من صورة حقيقة النظام السياسي الحاكم في العراق القائم على منظومة الفساد والتضليل والقمع والتمييز بكل أشكاله الديني والطائفي والجنسي.