طبيبة مُزيفة من مستشفى الشفاء تناشد لإنقاذها من حماس.. وهكذا كشفت كذبتها
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي نشر المزيد من الأكاذيب والتُرّهات لحشد المزيد من الدعم الوهمي لقضيتها المزعومة في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" التي شنها أفراد حركة المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة والنقب في السابع من أكتوبر الماضي.
اقرأ ايضاًوضمن سلسلة من البروباغاندا الصهيونية التي تسعى دولة الاحتلال نشرها حول العالم من خلال دعايات كاذبة وإعلام مُضلل ومغلوط، جاء فيديو لسيدة تدعي بأنها طبيبة تعمل في مجمّع الشفاء الطبي، الذي يتعرض لغارات إسرائيلية عنيفة بحجة أن حماس تتخذ منه معقلًا لها.
A post shared by البوابة (@albawabame)
وظهرت السيدة المجهولة في الفيديو، وقد بدت عليها علامات الهلع والخوف بسبب المعارك الجارية بالقرب من المجمّع الطبي، وبدأت الحديث باللغة الإنجليزية وكأنها أرادت مخاطبة العالم الغربي من أجل إنقاذها.
المفاجأة في حديث الطبيبة، التي من المُرجح بأنها طبيبة مُزيفة، هو إطلاق نداء استغاثة للعالم أجمع بأن يوفر الحماية لها من "جنود حماس"، وليس من جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاصر مجمع الشفاء الطبي منذ أيام ويمطره بالصواريخ والقذائف.
وتقول الطبيبة في الفيديو:"لا أصدق أني أقوم بهذا الشيء، لكن على العالم أجمع أن يعرف ماذا تفعل حماس هنا (مجمع الشفاء الطبي)، حماس استولت على المستشفى بأكمله، واستولت على الوقود والدواء، ليس لدي ما أعالج به المرضى".
وتابعت باكية:" "اضطررت إلى القيام بعملية لطفل عمره 5 سنوات بدون مخدر، أرجوكم إذا كنتم تسمعوني أخرجوا من هنا، أخرجوا من مستشفى الشفاء".
طبيبة مزيفة تشكو حماس للعالماستقبلت منصات التواصل الاجتماعي حول العالم مقطع الفيديو بسخرية عارمة، وقال متداولوها بأنها جزء من البروباغاندا الصهيونية وجزء من الدعاية الصهيونية وإعلامها المضلل والمغلوط والذي يهدف إلى نشر معلومات زائفة أو مشوهة بهدف تأثير الرأي العام وتوجيهه نحو آراء أو أجندات معينة.
وأشار العديد من متداولي فيديو الطبيبة إلى العديد من العناصر التي تؤكد "زيف المشهد"، وبأنه مجرد تمثيلية يجري الترويج لها بهدف الإساءة لحماس، ومنها:
المكان: أشار عدد من المغردين إلى أن المكان الذي صورت فيه الطبيبة مقطع الفيديو لا يكشف عما إذا جرى في مستشفى الشفاء أم لا، خاصة وأنها تعمدت تسليط كاميرا التصوير على وجهها وإخفاء ملامح المكان المحيط بها.
شهود عيان: ذكر العديد من الأطباء والممرضات من مستشفى الشفاء بأنهم لم يتعرفوا على هذه الطبيبة من قبل.
اللغة: ذكر عدد من النشطاء أن الطريقة التي تحدثت فيها الطبيبة أقرب إلى اللهجة التي تصدر عن الإسرائيليين أثناء حديثهم باللغة العربية، بسبب عدم قدرتها على نطق حروف مثل ع،ح.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: حماس مجمع الشفاء مستشفى الشفاء غزة إسرائيل التاريخ التشابه الوصف مستشفى الشفاء
إقرأ أيضاً:
المرأة التي أيقظت العالم بطريقتها
"حينما ينام العالم"، هو عنوان لكتاب صدر قبل أسابيع، للمقررة الخاصة للأمم المتحدة حول الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيزي، وصدرت ترجمته إلى الفرنسية، بالتزامن مع صدوره بالإيطالية، وهو تشخيص لما أسمته الكاتبة بـ"إغفاءة العالم"، أو نوعٍ من اللامبالاة، والإخلال في التعاطف مع الفلسطينيين.
غزة ليست شأن الفلسطينيين وحدهم ولكنها امتحان للضمير الإنساني، واختبار للقانون الدولي، وللمؤسسات الدولية، وضرورة وضع حد لهيمنة الأحكام المسبقة، والمَعْبر لمستقبل البشرية، يعيد الأمل بعد اليأس.
العالم تكلس، وينبغي -وفق ألبانيزي- أن يستلهم من الفلسطينيين الدروس: الكرامة رغم المعاناة، والجمال رغم الخراب، والحقيقة رغم التسييج والحصار.
في مستهل الكتاب، تستشهد ألبانيزي بامرأة، كنسية أميركية، أليسا وايز، إذ تقول إن التضامن هو الشكل السياسي للمحبة. تعرف ألبانيزي قضايا الشرق الأوسط، وقضايا الفلسطينيين؛ لأنها كانت مقررة للأمم المتحدة عن الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 2022، واشتغلت قبلها مع وكالة الأونروا، وعرفت ما يتعرض له الفلسطينيون في الضفة من سلب ممتلكاتهم، وحرمانهم وإخضاعهم.
اصطدمت في مسرى مهامها، بسلاح الأحكام المسبقة، والتمثلات، والقراءات المغرضة، وبناء الآخر، ولذلك وظفت في كتابها إدوارد سعيد عن الاستشراق حول بناء الآخر والتمثلات، والسرديات الموجهة، واستنجدت بالمفكر الإيطالي الكبير "أنطونيو غرامشي"، وكيف أن الثقافة تدعم السلطة.
ولذلك استشعرت الحاجة إلى إعادة النظر في السرديات، من أجل أن تكون الشاهد الحق، حسب تعبير لإدوارد سعيد. وكما تقول، مما أترجمه عن النص الفرنسي: " فالحياد لا يعني اللامبالاة، و(النزاهة) تفترض التنقيب بصرامة، ومواجهة الأحداث بالقانون، وقول الحقيقة للسلطة، ولو أزعجت، وفي فلسطين يتعين كشف عدم التوازن بين المحتل، ومن هو ضحية الاحتلال، بين المستعمِر والمستعمَر، وكيف أن عقودا من سلب الحقوق أضحت أمرا طبيعيا من قِبل منتظم دولي عاجز".
إعلانالرهان أمس كما اليوم، ليس بروفة غائمة وغامضة حول إحلال السلام، بل في احترام القانون الدولي بإنهاء الاحتلال، والمستوطنات، وإيقاف الضم.
ترى ألبانيزي أن السلم ممكن، ولكن وفق شروط، من شأنها أن تجعل المنتظم الدولي يكتشف معنى التضامن، في إطار أسرة واحدة.
اختارت الكاتبة أن تتحدث، بعد هذه المقدمة، من خلال فصول عشرة، عبر أشخاص، التقتهم في مسرى حياتها، ويرتبطون بمأساة الفلسطينيين، وكل فصل يحيل إلى جانب منها.
أول فصل هو عن "مَلك معطر" الفتاة التي التقتها في القسم الثانوي 2010 وأحدث اهتمامها رسوما تعبق بحب الحياة أو شوق الحياة، لكن شوق الحياة لا ينفصل عن الحدث المؤسس الذي يسكن وجدان الفلسطيني ألا وهو النكبة، ولذلك أفردت في الكتاب مقطعا أوليا عن النكبة، قبل أن تقف عند مَلك، من تحمل مأساة الفلسطينيين، وتُعبر عنها برسوماتها، ومنها اختارت رسما لغلاف كتابها.
تختار ثلاثة أصوات فلسطينية من الداخل، منها الطفلة هند ذات الست سنوات، من وُجدت قتيلة في سيارة، عليها آثار 300 قذيفة أثناء الحرب على غزة، وقرب السيارة، سيارة إسعاف، مع مسعفين قتيلين، ومن خلال هند تستحضر وضع طفولة الفلسطينيين، وتذكر ما قالته لها وديعة الفتاة ذات الـ 14 سنة: "الخوف من الموت لا يمنعك من الموت، يمنعك من الحياة".
أبو حسن دليل مدينة القدس، التقته ألبانيزي، هي وزوجها ماكس، منذ أن حلت بالقدس سنة 2010، حيث يأخذهما إلى أوجه الحياة، وأوجه المعاناة، في مخيم بلاطة، وجنين، والمستوطنات، وأزقة القدس، ولكن أكثر ما علمته من الدليل أبو حسن هو الاعتقال، والمعاناة اليومية، والثقل البيروقراطي.
جورج، مهندس فلسطيني من القدس، قدِم من الولايات المتحدة سنة 2000 لكي يسهم في بناء الدولة الفلسطينية، ولكنه لا يستطيع أن يشتغل مع المنظمات غير الحكومية الغربية التي تشترط عليه عدم إثارة الاحتلال، والأبارتيد، ولا يمكنه العمل مع الإسرائيليين، مَن يُبدون مركب استعلاء حيال الفلسطينيين.
"الحياة في القدس، بالنسبة للفلسطينيين، تقول ألبانيزي، هي التعرض للدونية البنيوية التي تفرضها إسرائيل". تتحدد الهوية، في القدس، ليس بين فلسطيني وإسرائيلي، ولكن بين عربي ويهودي.
وتلحظ ألبانيزي الاستحواذ الثقافي، أو تبني الطبخ الفلسطيني، والمزج مع موروثات أوروبا الوسطى، وهو أمر مقبول، وطبيعي، لولا أنه يقترن بالأبارتيد. كيف تأخذ نتاج من ترفضه أصلا، أو تزري به؟
من الضفة الأخرى، أو الشهود الحق، تختار ألبانيزي ألون كونفيو، وهو إسرائيلي إيطالي يُدرّس في الولايات المتحدة، من يختص في تاريخ الإبادات عبر التاريخ. تقف عند إنغريد من تنتصب ضد الأبارتيد، وتعيش في بيت جالا، مع زوجها محمد جاردات.
تستشهد بغسان أبو ستة، وهو طبيب جراح، وُلد بالكويت من أسرة فلسطينية، وزاول الطب في غزة، إلى أن اضطر للمغادرة في 2023، إذ يرى أن الإبادة هي الجانب الظاهر من الجبل الثلجي، وأن هناك ما لا يظهر، من تواطؤ إعلام دولي.
هناك من الشهود الحق إيال ويزمان، وهو مهندس معماري إسرائيلي بريطاني، من يقف على أسلوب القضاء على الآخر، من خلال إخراجه من بيته. غابور ماتي، وهو طبيب نفسي، كندي من أصول هنغارية، يلح على ضرورة حفظ الذاكرة. يرى أن ديانته اليهودية تم توظيفها، باسم أيديولوجية تمييزية. يتولد عن واقع الاحتلال كدمة، ولتجاوزها يلزم الوعي، والتعاطف، ويبقى المهم هو حفظ الذاكرة.
إعلانوالفصل الأخير، عن ماكس، شريك حياة ألبانيزي من عاش معها المغامرة، في القدس، والضفة وغزة، حمل معها عبء أسرة، وشاطرها توجهها.
تُنهي ألبانيزي سردها بأشعار من الشاعر الفلسطيني، رفعت العرعير، من قُتل في غزة في 6 ديسمبر/كانون الأول 2023.
وحين ينام العالم، تقول ألبانيزي: إنه مع اللامبالاة أو سيادة الأحكام المسبقة، يتوجب أن توقظه الشعوب.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline