نائب: لن تعود البيشمركة الى سهل نينوى ولو كلفنا دماء - عاجل
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
بغداد اليوم - بغداد
اعتبر النائب والقيادي في حشد نينوى وعد القدو، اليوم الاحد (12 تشرين الثاني 2023)، ان عودة قوات البيشمركة الى مناطق سهل نينوى "مرفوض" حتى لو كلف دماءً.
وقال القدو في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "الوضع الامني في مناطق سهل نينوى مستتب ولاحاجة لعودة قوات البشمركة لها"، لافتا الى ان "اثارة الموضوع بين فترة واخرى يخلق هواجس القلق لدى الاهالي خاصة وان البشمركة ارتكبت الكثير من المخالفات السلبية التي لاتزال عالقة في اذهان الناس وتشكل صورة سوداء".
واضاف، ان "قوات البشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني تركت مناطق سهل نينوى بعد 2014 تاركة خلقها الاهالي لقمة سائغة امام داعش الارهابي"، لافتا الى ان "الوضع الامني مستقر في كل مناطق السهل ولايفهم اصرار حزب الديمقراطي للعودة مرة اخرى رغم كل السلبيات التي رصدت بوجوده قبل سنوات في هذه المناطق".
واشار الى ان "الالحاح من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني بعودة البشمركة هدفها التمدد وفق مبدأ جيوسياسي والهمينة على مقدرات هذه المناطق التي هي جزء من نينوى"، لافتا الى ان "مايحدث مرفوض من قبل الاوساط الاجتماعية والعشائرية والنخب لكل المكونات ولن تعود البشمركة مرة اخرى حتى ولو كلفنا ذلك الدماء".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: سهل نینوى الى ان
إقرأ أيضاً:
تنومة: دماءٌ تروي حقيقةَ المشروع وتكشفُ زيفَ الادِّعاء
يمانيون| بقلم| أصيل علي البجلي
مجزرة تنومة ليست مُجَـرّد محطة تاريخية في ذاكرة أمتنا، بل هي جرحٌ نازفٌ وصرخةُ حقٍّ مدوّيةٍ، تتجاوزُ حدودَ المكانِ والزمانِ لتكشفَ عمقَ المؤامرةِ وشناعةَ الغدرِ. في تلك البقعةِ الطاهرةِ من أرضِ الحجازِ، لم تُسكبْ دماءٌ بريئةٌ فحسب، بل شُيّدتْ أَسَاساتُ مشروعٍ ظلاميٍّ، يتسترُ بعباءةِ الدينِ وهو أبعدُ ما يكونُ عن قيمهِ السمحةِ، مشروعٌ سعى لإزهاق أرواح الأبرياء الطامحينَ لبيتِ اللهِ الحرامِ وزيارةِ نبيّهِ الكريمِ.
إنَّ حادثةَ تنومةَ ليستْ مُجَـرّد جريمةٍ عابرةٍ ارتُكبتْ في غياهبِ الماضي، بل هي فصلٌ دامٍ في كتابِ الصراعِ الأبديِّ بينَ الحقِّ والباطلِ، بينَ مشروعِ التحريرِ والكرامةِ ومشروعِ الهيمنةِ والاستعباد. دماءُ الشهداءِ هناكَ لم تكنْ سوى حبرٍ لِكتابةِ حقيقةِ أُولئك الذينَ تغلغلَ الفكرُ الظلاميُّ في عقولهم، فاستباحوا الحرماتِ وانتهكوا الأمان باسمٍ لم يعرفوه، وبفتاوى شاذةٍ لا تمتّ للإسلام بصلةٍ. لقد كان الهدفُ أبعدَ من مُجَـرّد تصفيةِ خصومٍ، بل كانَ سعيًا محمومًا لطمسِ أي صوتٍ ينادي بالوحدةِ والعدلِ، ولإخماد أي شرارةِ وعيٍ قد تُوقظُ الأُمَّــة من سباتها.
واليومَ، بينما تُحاولُ يدُ التضليلِ طمسَ الحقائقِ وتغييبَ الوعيِ، تظلُّ تنومةُ شاهدةً حيّةً على امتداد نفسِ المشروعِ الذي يسعى لهدمِ الأُمَّــة من داخلها. إنَّ الصراعاتِ التي تعصفُ بمنطقتنا، والدعمَ الذي يُقدمُ للحركاتِ المتطرفةِ، والإصرار على التبعيةِ للقوى الأجنبيةِ، كلُّها فصولٌ معاصرةٌ لنفسِ الروايةِ التي بدأتْ في تنومةَ. فمن يراقبُ المشهدَ في السعوديّةِ اليومَ، يرى كيفَ أنَّ ذاتَ العقليةِ التي أقدمتْ على مجزرةِ الأبرياء، ما زالتْ تُهيمنُ على القرارِ، وتُسهمُ في تأجيجِ الفتنِ، وتُمعنُ في التضييقِ على الأصوات الحرةِ، وتُحكمُ القبضةَ على مقدراتِ الأُمَّــة خدمةً لأجنداتٍ لا تُمثلُ تطلعاتِ الشعوبِ.
ولكنَّ دماءَ تنومةَ لم تذهبْ هدرًا، فما زالتْ تُشعلُ جذوةَ المقاومةِ في نفوسِ الأحرار، لتُصبحَ نبراسًا يهدي سبيلَ الثائرينَ على الظلمِ، ويُعززُ لديهم اليقينَ بأنَّ شمسَ العدلِ ستُشرقُ لا محالةَ على أرضٍ ارتوتْ بدماءِ الطُهرِ، وأنَّ النصرَ حليفُ الصابرينَ، وأنَّ المظلوميةَ هي وقودٌ للمجدِ لشعبٍ رفضَ الذلَّ والخضوعَ، وتُؤكّـد أنَّ كُـلّ محاولةٍ لطمسِ التاريخِ أَو تحريفِ الحقائقِ ستنتهي بالفشلِ الذريعِ أمامَ صمودِ الشعوبِ ووعيها المتنامي.