الوحدة اليمنية.. منجز استراتيجي تاريخي صنعته إرادة شعبية لا رجعة عنها ومبدأ سيادي لا يقبل المساومة
تاريخ النشر: 23rd, May 2025 GMT
يمانيون ../
تظل الوحدة اليمنية، بالنسبة لكل الأحرار من أبناء الشعب اليمني، قضية وطنية مصيرية ومنجزًا تاريخيًا استراتيجيًا لا يقبل المساومة أو التفريط، ولا يمكن التراجع عنه تحت أي ظرف أو ذريعة. فالوحدة ليست خيارًا سياسيًا طارئًا، ولا نتيجة اتفاق عابر، بل هي ثمرة طبيعية لنضال طويل سطره اليمنيون عبر التاريخ، وأكدوه بإرادتهم الحرة في الـ22 من مايو 1990م، يوم أعلن اليمنيون قيام الجمهورية اليمنية، في لحظة صنعتها إرادة الشعوب لا إرادة الأنظمة.
الوحدة: ثابت ديني ووطني لمواجهة مشاريع التقسيم
من منظور ديني ووطني وأخلاقي، جاءت الوحدة استجابة لأمر الله تعالى بالتوحد ونبذ الفرقة والاختلاف، درءًا لما له من عواقب خطيرة على المجتمعات، سواء في حاضرها أو مستقبلها. ولهذا كانت ولا تزال الوحدة اليمنية تمثل أحد أهم الثوابت الوطنية التي يلتف حولها كل الشرفاء، والدرع المنيع في مواجهة مشاريع التشظي والتمزيق التي يسعى أعداء اليمن لفرضها خدمة لمصالحهم وأطماعهم الاستعمارية.
وبرغم كل ما مر به اليمن من أحداث خلال العقود الماضية، وما شهدته السنوات الأخيرة من عدوان عسكري وحصار اقتصادي، واحتلال مباشر لأجزاء من أراضيه، ظلت الوحدة عصية على الانكسار، وحصنًا منيعًا أمام مخططات التقسيم وأدوات الاحتلال وأجندات المرتزقة، الذين سعوا، عبر أدواتهم المليشياوية الممولة من الخارج، لضرب النسيج الوطني وزرع بذور الفتنة والصراع.
وحدة اليمن.. نواة مشروع الوحدة العربية الكبرى
لقد كان تحقيق الوحدة اليمنية قبل 35 عامًا حدثًا استثنائيًا في تاريخ الأمة العربية، اعتبرته الشعوب الحرة النواة الأولى لمشروع الوحدة العربية الكبرى، وكسرًا لجدار التقسيم الذي فرضه الاستعمار. وهو ما أكد عليه الرئيس مهدي المشاط في خطابه بمناسبة العيد الوطني للوحدة، عندما وصف الوحدة اليمنية بأنها ليست منجزًا وطنيًا وحسب، بل اللبنة الأولى نحو وحدة عربية شاملة تضع حدًا لسياسة التجزئة وتفتيت الأوطان.
رؤية عقلانية ووطنية ثابتة في التعامل مع قضية الوحدة
وفي قراءتنا لخطابات القيادة الثورية والسياسية في صنعاء، يتجلى بشكل واضح أن موقف صنعاء من الوحدة موقف ثابت وراسخ ينبع من رؤية إيمانية وعقلانية وواقعية. فكما أوضح الرئيس المشاط، التمسك بالوحدة ليس مجرد عاطفة، بل خيار وطني مبني على وعي وإدراك أن التقسيم لا يحل مشكلات الماضي، بل يعمقها، وأن الحل يكمن في إصلاحات عادلة، ومشاركة حقيقية تضمن لكل يمني حقه دون تمييز.
هذه الرؤية المتزنة أغلقت الباب أمام المتاجرين بشعارات الانفصال، وأفشلت محاولات العدو استغلال بعض المظالم والأخطاء السابقة لتبرير مخططاته التفكيكية. وبات واضحًا أن قيادة صنعاء حريصة على إنصاف الجميع، في إطار وحدة وطنية حقيقية تتجاوز المشاريع المناطقية والولاءات الضيقة.
رسائل واضحة للعدوان وأدواته
حمل خطاب الرئيس المشاط عدة رسائل مباشرة إلى قوى العدوان والميليشيات التابعة لها في الجنوب المحتل، حيث أكد بوضوح أن الوحدة اليمنية خط أحمر، وأن أي مساس بها سيواجه بكل الوسائل الممكنة. وذكّر القيادة الميدانية في الميدان أن خيار تحرير الجنوب واستعادة السيادة على كل شبر من الأرض اليمنية قائم ومستمر.
ورغم انشغال اليمن اليوم بمعركته القومية والدينية مع العدو الإسرائيلي نصرةً لفلسطين وغزة، إلا أن القضية الوطنية اليمنية لا تغيب عن الأولويات. وهذا ما أوضحه الرئيس المشاط بقوله: “سنواصل النضال حتى تحرير كل الأراضي اليمنية، وطرد الغزاة والمحتلين، واستعادة كل حقوق اليمنيين المغتصبة.”
اليمن الموحد… رصيد تاريخي وطني لا يُمس
ومما لا جدال فيه أن الوحدة اليمنية راسخة في الوجدان الشعبي، وهي ليست وليدة اتفاق سياسي بين قيادات، بقدر ما هي امتداد تاريخي لكيان حضاري ضارب بجذوره في عمق التاريخ. وكما شهدت العصور الغابرة محاولات تفكيك اليمن من قبل قوى الغزو والاحتلال، استطاع اليمنيون دائمًا أن يتجاوزوا تلك المؤامرات، ويوحدوا صفوفهم أمام كل محاولة تستهدف هويتهم الجامعة.
وكما أشار الرئيس المشاط، فإن من خانوا الوحدة وانقلبوا عليها، انتهى بهم الحال للتنقل بين فنادق الخارج، تاركين شعبهم في المناطق المحتلة يعانون ويلات الاحتلال وسوء الخدمات والانتهاكات اليومية. وهذا هو النموذج الذي يريد العدو تعميمه على بقية اليمنيين، وهو ما لن يُسمح به.
وحدة اليمن ضمانة سيادته وصمّام أمان مستقبله
في ختام تقريرنا، يمكن القول إن الوحدة اليمنية لم تكن يومًا مطلبًا سياسيا محدود الأفق، بل كانت ولا تزال صمّام أمان اليمن، والضامن الحقيقي لبقاء الدولة اليمنية موحدة قوية، قادرة على حماية سيادتها واستقلال قرارها. وإن ما تمر به الأمة العربية اليوم من تفكك ومؤامرات تفتيت يؤكد صوابية موقف صنعاء الرافض للتقسيم تحت أي ذريعة.
فالمستقبل لليمنيين جميعًا في ظل دولة واحدة موحدة، تحفظ الحقوق، وتكفل المشاركة، وتحمي السيادة، وتصون استقلال القرار الوطني، وتقطع الطريق أمام المحتلين والمستعمرين الجدد وأذنابهم.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الوحدة الیمنیة الرئیس المشاط وحدة الیمن
إقرأ أيضاً:
اليمن واحد.. رغم مؤامرات التقسيم والاحتلال
الوحدة اليمنية ليست شعاراً يُرفع، بل هي مصير شعبي اختاره اليمنيون بدمائهم وتضحياتهم عبر عقود من النضال. فمنذ تحقيق الوحدة المباركة، ظلت السعودية والإمارات تشن حرباً خفيةً ضد هذا الإنجاز التاريخي، مستخدمتين كل الأدوات؛ من دعم الانفصاليين إلى تشكيل المليشيات المسلحة، وصولاً إلى السيطرة المباشرة على الموانئ والجزر اليمنية.
اليوم، تواجه المحافظات الجنوبية المحتلة أخطر مراحل التحدي، حيث يعاني المواطن من تردي الأوضاع الاقتصادية التي حوّلها تحالف العدوان إلى أداة لإلهاء الناس عن القضايا المصيرية. لقد نجحوا مؤقتاً في جعل الهم المعيشي يطغى على كل شيء، لكنهم فشلوا في كسر الإرادة الوطنية. فبعد سنوات من التضليل والمغالطات، بدأت الصورة تتضح لأبناء المحافظات المحتلة، حيث يتصاعد الوعي بمخاطر الاحتلال وأدواته.
نشهد اليوم غلياناً شعبياً غير مسبوق في المحافظات الجنوبية المحتلة، تترجمه المظاهرات والمسيرات المستمرة منذ أكثر من عام، والتي تؤكد رفض اليمنيين للتواجد الأجنبي وتأييدهم لقرار اليمن مساندة الشعب الفلسطيني بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله). هذه الصحوة الوطنية لم تأتِ من فراغ، بل هي نتاج معاناة حقيقية من نهب الثروات وتدمير البنية التحتية والسيطرة على المنافذ البرية والبحرية من قبل قوات العدوان السعودي الإماراتي.
لقد كانت السعودية دائماً العدو التاريخي للوحدة اليمنية. فمن معارضتها لاستقلال الجنوب في الستينيات، إلى دعمها للانفصاليين في حرب 1994، وصولاً إلى عدوانها المباشر منذ 2015، كلها حلقات في مسلسل واحد يهدف إلى إعادة اليمن إلى عصر التقسيم والتشرذم. أما الإمارات، فقد تخصصت في تشكيل المليشيات المسلحة وزرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
لكن شمس الحق لا تُغطى بغربال، فها هي المحافظات الجنوبية تثبت يومياً تمسكها بالهوية اليمنية ورفضها لمشاريع التقسيم. المسؤولية اليوم تقع على عاتق كل أبناء الجنوب الأحرار في مواصلة الكفاح لطرد المحتل، واستعادة السيادة على كل شبر من الأرض اليمنية، والحفاظ على الوحدة التي ضحى من أجلها الآلاف.
فكما انتصر أجدادنا على الاستعمار البريطاني، وكما انتصرنا على مشاريع التقسيم في الماضي، سننتصر اليوم على كل مخططات العدوان. فالأزمات الاقتصادية مهما اشتدت، والفتن مهما كبرت، لن تُثني الشعب اليمني عن الدفاع عن وحدته وسيادته. اليمن واحد.. كان وسيبقى، وسيظل صامداً رغم كل المؤامرات.
خاتمة :
وبمناسبة الذكرى الـ35 للوحدة اليمنية المباركة، نتقدم بأخلص التهاني والتبريكات لسماحة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله)، ولرئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط، ولأبطال القوات المسلحة اليمنية الباسلة، ولكل أبناء الشعب اليمني الأبيّ.
فهذه المناسبة ليست مجرد ذكرى عابرة، بل هي تجسيد لإرادة شعب رفض التقسيم واختار الوحدة طريقاً لا رجعة عنه. رغم كل المؤامرات والحروب والاحتلال، سيظل اليمن موحداً صامداً، وسيبقى أبناؤه أوفياء لدماء الشهداء الذين رووا بدمائهم ثرى هذه الأرض الطاهرة.
اليمن واحد.. لا انفصال ولا خنوع.. والنصر حليفنا بإذن الله.
محافظ محافظة لحج
عضو المكتب السياسي لأنصار الله