أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة االإمارات ضمن أكثر الاقتصادات الرقمية ديناميكيةً وتطوراً في العالم مشاركون في «اصنع في الإمارات» لـ«الاتحاد»: «مشروع 300 مليار» اسـتراتيجية النمو المستدام للصناعة الإماراتية

ندد خبراء ومحللون سياسيون، بمحاولات «سلطة بورتسودان» لاستغلال المنابر الدولية، من أجل صرف الأنظار بعيداً عن الأزمة الإنسانية الطاحنة التي يعيشها السودان، وذلك عبر ترويج ادعاءات باطلة ضد دولة الإمارات، مؤكدين أن اتهامات مندوب «سلطة بورتسودان» في مجلس الأمن ضد الإمارات مجرد أكاذيب لا تستند إلى أي دليل، وافتراءات تدحضها الحقائق على أرض الواقع.

 
وأكد هولاء في تصريحات لـ «الاتحاد»، أن «سلطة بورتسودان» تحاول تضليل المجتمع الدولي باتهامات باطلة ضد الإمارات، بعدما لم تجد محاولات التضليل الإعلامي نفعاً، لافتين إلى أن الإمارات ستبقى سنداً للشعب السوداني، وستواصل جهودها الإنسانية والسياسية لإنهاء الأزمة السودانية.

معارك عبثية
وشددت عضو الهيئة القيادية للقوى المدنية المتحدة «قمم»، القيادية بتحالف السودان التأسيسي، لنا مهدي، على أن «سلطة بورتسودان» تتعمد جر السودان إلى معارك عبثية لا علاقة لها بمصلحة الشعب ولا بسيادة الدولة، وذلك عبر استخدام المنابر الدولية، وعلى رأسها مجلس الأمن، لتصدير أزماتها الداخلية، وتوجيه الأنظار بعيداً عن جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة التي تشهدها البلاد، مما أسفر عن واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.
وقالت مهدي في تصريح لـ«الاتحاد»، إن «سلطة بورتسودان» منشغلة بالأحاديث عن مؤامرات خارجية بدلاً من انشغالها بالأوضاع المؤسفة التي تشهدها البلاد، وفي هذا الإطار تردد ادعاءات مغرضة تزعم أن الإمارات تعمل على زعزعة استقرار السودان، بينما الحقائق تؤكد، بما لا يدع مجالاً للشك، أن سلطة الأمر الواقع في بورتسودان هي المسؤولة عن الانقلاب على الانتقال الديمقراطي، مما أشعل حرباً دامية خدمة لمصالحها الضيقة».
وأضافت أن «هجوم سلطة بورتسودان على الإمارات ليس سوى محاولة يائسة للبحث عن عدو خارجي يمنحها ذريعة للبقاء في المشهد السياسي بعدما فقدت الشرعية الوطنية والأخلاقية»، مؤكدة أن السلطة غير الشرعية تهاجم بعض الدول العربية التي رفضت منحها غطاءً سياسياً لانقلابها، ودعمت في مراحل عدة مسار التحول المدني في السودان.
ونوهت مهدي بأن «سلطة بورتسودان» تحاول تصوير نفسها ضحية لتدخلات إقليمية، في حين أنها أول من فتح أبواب السودان أمام قوى تعمل على تمزيقه وتحويله إلى ساحة لتصفية الحسابات، مشيرةً إلى أن هذه السلطة لا تمثل البلاد في المحافل الدولية، وإنما تمثل سلطة انقلابية عاجزة تبحث عن «شرعية ضائعة» من خلال اختلاق خصومات خارجية.
وأكدت القيادية السياسية السودانية، أن «سلطة بورتسودان» تتعمد إنكار دعم الإمارات المتواصل للسودان، لافتة إلى أن القائمين على السلطة يعملون على ترسيخ حكم فردي قمعي، لا يعترف بمؤسسات الدولة ولا بتحول ديمقراطي.
وأشارت مهدي إلى أن ما يجري ليس معركة السودان، بل معركة «سلطة بورتسودان» ضد كل من رفض مشروعها السلطوي، وضد كل يد امتدت لمساعدة الشعب السوداني، ثم انسحبت حين تبين لها أن هذه السلطة لا تسعى إلى بناء دولة، وإنما تسعى إلى حكمها بالقوة والإقصاء وخطاب التخوين.
واعتبرت أن «سلطة بورتسودان» تُعد المسؤولة عن الكارثة التي يعيشها السودان حالياً، مؤكدة أن محاولات السلطة للزج بالدول العربية في صراعها لن تعفيها من الحساب، ولن تنقذ نظاماً فقد كل مقومات البقاء.
وفي السياق، قال أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي، الدكتور هيثم عمران، إن «سلطة بورتسودان» تعيش حالة فاضحة من التخبط السياسي والتناقض الدبلوماسي.
واستنكر عمران، في تصريح لـ «الاتحاد»، سعي «سلطة بورتسودان» ومحاولاتها البائسة لاستغلال المنابر الدولية ضد الإمارات بتقارير إعلامية غير موثوقة.
وشدد على أن هذا التخبط المتكرر في المواقف لا يمكن عزله عن السياق الأوسع للحرب الدائرة في السودان، والتي تخوضها «سلطة بورتسودان» من موقع فقدان السيطرة السياسية والميدانية على الأرض، مضيفاً أن التناقضات بين التصعيد الدبلوماسي والتراجع المتسرع تعكس حالة من العزلة الإقليمية المتزايدة، ومحاولة يائسة لاستعادة زمام المبادرة عبر إثارة قضايا خارجية لصرف الأنظار عن الفشل الداخلي.
وأشار عمران إلى أن استهداف الإمارات، المعروفة بدورها الإنساني والدبلوماسي في دعم الشعب السوداني، يعكس ضيق أفق السلطة في بورتسودان وسعيها لتأزيم العلاقات الخارجية كغطاء لفشلها في إدارة الأزمة داخلياً، بل الأخطر من ذلك، أن هذا النمط من التردد والازدواجية يضعف موقف السلطة في أي مفاوضات محتملة، ويقوض قدرتها على بناء تحالفات دولية موثوقة، في وقت بات فيه السودان في أمسِّ الحاجة إلى قيادة قادرة على اتخاذ قرارات مستقرة ومسؤولة. 

حجم الصدمة
أوضح الباحث في العلاقات الدولية، محمد خلفان الصوافي، أن التخبط السياسي لـ«سلطة بورتسودان» نتيجة لفشل الادعاءات التي روجت لها ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية، فزاد تخبطهم من حجم الصدمة، وبالتالي ما يحدث من ارتباك في اتخاذ القرارات يمثل نتيجة لتلك الصدمة. 
وذكر الصوافي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن تخبط «سلطة بورتسودان» كان واضحاً منذ بداية الأزمة التي افتعلتها ضد الإمارات، مشيراً إلى أن تبرئة الدولة من مزاعم السلطة في بورتسودان، يؤكد أن الهدف هو منع المساعدات عن الشعب، وتوظيف التداعيات الإنسانية لخدمة مصالحها السياسية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مجلس الأمن مجلس الأمن الدولي بورتسودان الإمارات السودان الجيش السوداني أزمة السودان القوات المسلحة السودانية المنابر الدولیة سلطة بورتسودان ضد الإمارات

إقرأ أيضاً:

قتلى بقصف لقوات الدعم السريع وتحرك جديد للجنائية الدولية بشأن دارفور

سقط 12 شخصا بين قتيل وجريح إثر قصف لقوات الدعم السريع شرقي مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان وسط السودان، في حين عقدت المحكمة الجنائية الدولية اجتماعا في لاهاي مع النائب العام السوداني.

وقال مصدران عسكريان للجزيرة إن مسيّرة تابعة لما سمياها مليشيا الدعم السريع قصفت ظهر اليوم السبت ساحة قرب من مركز للشرطة في حي طيبة جنوب شرقي مدينة الأبيض.

وأكد المصدران أن القصف أدى إلى مقتل 3 أشخاص على الأقل وإصابة 9 آخرين وُصفت حالة بعضهم بالخطرة.

وفي وقت سابق، قال مصدر عسكري للجزيرة إن الجيش قصف مواقع للدعم السريع في بلدة أم عدارة جنوبي كردفان.

وأضاف المصدر أن قوات الدعم السريع قصفت مدينة أم روابة، مما أدى إلى إصابات بين المدنيين.

وأشار إلى أن طائرة مسيّرة لقوات الدعم السريع استهدفت مواقع للجيش في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض جنوبي البلاد، مشيرا إلى أن الاستهداف أدى إلى تدمير عربة قتالية للجيش وإصابة ركابها.

وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب) اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أسابيع أدت إلى نزوح عشرات الآلاف في الآونة الأخيرة.

مصادر أمنية للجزيرة: 3 قتلى و9 جرحى في غارة بمسيرة تابعة للدعم السريع على حي سكني بمدينة الأبيض في كردفان#الأخبار pic.twitter.com/umSvJmHrGk

— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 13, 2025

خفض التمويل

وعلى صعيد الوضع الإنساني، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إنه سيضطر إلى خفض حصص الغذاء المقدمة للمجتمعات التي تواجه المجاعة في السودان اعتبارا من الشهر المقبل بسبب نقص التمويل.

ووصف نائب رئيس البرنامج الوضع في السودان بأنه أسوأ كارثة على مستوى الغذاء في العالم، حيث يعاني 20 مليون سوداني من سوء التغذية، بينهم 6 ملايين يقفون على حافة المجاعة.

إعلان

وقال مدير قسم التأهب والاستجابة للطوارئ في البرنامج روس سميث في إفادة مرئية للصحفيين إن البرنامج "سيضطر بدءا من يناير/كانون الثاني إلى خفض حصص الغذاء بنسبة 70% للمجتمعات التي تواجه المجاعة، وبنسبة 50% للمجتمعات المعرضة لخطر الانزلاق إليها".

وأضاف سميث أن الأزمة التمويلية مرشحة للتفاقم خلال الأشهر المقبلة، مشيرا إلى أنه "اعتبارا من أبريل/نيسان سنواجه حالة انهيار على صعيد التمويل"، مما يهدد قدرة البرنامج على الاستمرار في تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية لملايين المحتاجين بالسودان.

"الجنائية الدولية"

من ناحية أخرى، كشفت المحكمة الجنائية الدولية عن عقد لقاء هذا الأسبوع في مقرها بلاهاي جمع نزهة شميم نائب المدعي العام بالنائبة العامة السودانية انتصار أحمد عبد الله.

وأوضحت المحكمة في منشور على منصة إكس أن اللقاء كان بنّاء وتناول الأوضاع في السودان وآفاق التعاون في ما يتصل بالتحقيقات التي يجريها مكتب المحكمة بشأن إقليم دارفور.

وأشارت إلى أنها كانت قد أكدت سابقا مباشرتها تحقيقات بشأن جرائم حرب محتملة وقعت مؤخرا في دارفور.

وفي السياق ذاته، دعا السودان المجتمع الدولي إلى الوقوف مع ما سماه الجانب الصحيح من التاريخ بتكثيف الضغوط وتصنيف قوات الدعم السريع كيانا إرهابيا.

وقال مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير مجدي أحمد مفضل في إحاطة للبعثات الدبلوماسية المعتمدة بفيينا بشأن الأوضاع الإنسانية في السودان إن تجاهل المجتمع الدولي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب شجعها على التمادي في ارتكاب المزيد من الجرائم المروعة والفظائع غير المسبوقة.

العقوبات البريطانية

بالمقابل، قال الباشا طبيق مستشار قائد قوات الدعم السريع إن العقوبات التي أعلنتها بريطانيا على 4 من قادة قوات الدعم السريع تفتقر إلى الأسس القانونية والبيانات الموضوعية.

وأوضح طبيق على حسابه في فيسبوك أن المملكة المتحدة لم توفد لجان تحقيق مستقلة للتأكد من الاتهامات الموجهة، مشيرا إلى أن الإجراءات التي اتخذتها متحيزة.

واعتبر أن هذه العقوبات تشجع ما سماها الجماعات الإرهابية التي تقاتل إلى جانب الجيش.

ويشهد السودان حربا بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023 أدت إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، فضلا عن تفاقم أزمة إنسانية توصف بأنها من الأسوأ عالميا.

مقالات مشابهة

  • قتلى بقصف لقوات الدعم السريع وتحرك جديد للجنائية الدولية بشأن دارفور
  • رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية لـ«الاتحاد»: منظومة الكهرباء في غزة تشهد انهياراً غير مسبوق
  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • الهجرة الدولية: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
  • ما هو أفق الصراع بين تصحيح المسار والاتحاد؟
  • صدام علني بين الحلفاء.. الإخوان يكشفون دورهم في حرب السودان
  • مؤسسة النفط تستعرض الشراكات التي تقيمها مع الشركات الأوروبية وسبل تطويرها
  • الهجرة الدولية: نزوح 330 شخصًا من كادوقلي بجنوب السودان
  • الإمارات: الحرب في السودان بلا منتصر والإغاثة يجب أن تتدفق دون عوائق
  • كأس الإمارات الدولية للجولف على خط الانطلاق