يمانيون../
شدّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي على أن بلاده لن تتنازل عن حقها في تخصيب اليورانيوم بأي حال من الأحوال، مشيرًا إلى أن المباحثات الجارية مع الولايات المتحدة تحوّلت إلى ما يشبه صراعًا مفتوحًا بين إرادتين متنافرتين، تتجاوز أبعاده التقنية لتصل إلى عمق الخيارات السيادية ومبدأ الاستقلال الوطني.

وفي تصريحات للتلفزيون الإيراني قبيل انطلاق الجولة الخامسة من المحادثات النووية المقررة في العاصمة الإيطالية روما، أكد عراقتشي أن “المفاوضات تحولت إلى معركة إرادات، ونحن نخوضها من أجل الدفاع عن حقوق الشعب الإيراني المشروعة في امتلاك الطاقة النووية السلمية”.

وأضاف الوزير الإيراني: “إذا كان الهدف الأمريكي من هذه المفاوضات هو وقف تخصيب اليورانيوم داخل إيران، فإننا نؤكد مسبقًا أنه لن يكون هناك اتفاق”، مشددًا على أن بلاده لا تقبل حتى بتخصيب رمزي بنسب منخفضة، لأن طموحها يتجاوز الرمزية إلى بناء قاعدة صناعية نووية متكاملة.

الخلافات الجوهرية قائمة.. وإيران لن تلدغ مرتين
وأوضح عراقتشي أن الخلافات بين طهران وواشنطن لا تزال عميقة وجوهرية، خصوصًا فيما يتعلق بالاعتراف بحق إيران في التخصيب داخل أراضيها، وهو ما ترفضه الإدارة الأمريكية، وتروّج له عبر وسائل الإعلام كشرط مسبق لأي اتفاق.

وأشار إلى أن المفاوضات مستمرة فقط لأن “الطرفين لا يزالان يؤمنان بإمكانية الوصول إلى حل سياسي”، لكنه أكد أن بلاده لن تكرّر تجربة اتفاق عام 2015 دون ضمانات واضحة، قائلًا: “لن نقبل وعودًا فارغة كما حدث في السابق، ولا اتفاق من دون التزامات ملموسة تضمن عدم نكث العهود مجددًا”.

كما أعرب عن استعداد إيران لتقديم إجراءات تطمينية تؤكد سلمية برنامجها النووي، كقبول قيود تقنية مؤقتة وتوسيع عمليات التفتيش ضمن الأطر الدولية، لكنه شدد على أن هذه التنازلات المشروطة يجب أن تقابل برفع كامل للعقوبات.

“برنامجنا النووي وطني بالكامل.. ولا يمكن تفكيكه”
وفي رد صريح على دعوات تفكيك البرنامج النووي الإيراني، قال عراقتشي: “برنامجنا ليس مستوردًا حتى يمكن تفكيكه، بل هو ثمرة جهود محلية تراكمت لعقود، وبُني على أيدي علمائنا الوطنيين، ومن يعتقد أن بإمكانه إعادة إيران إلى ما قبل 2015 فهو واهم”.

كما أشار إلى أن التطورات التقنية التي حققتها إيران خلال السنوات الماضية تجعل من العودة إلى الصيغة القديمة للاتفاق النووي أمرًا غير واقعي، مؤكدًا أن نسخة 2025 لم تعد تخدم مصالح إيران كما كانت في السابق، لأن السياق تغير والتجربة أثبتت هشاشة الضمانات الغربية.

التهديدات الصهيونية “مضحكة”.. والولايات المتحدة تتحمل المسؤولية
وعلّق عراقتشي على التهديدات الصهيونية المتكررة بضرب المنشآت النووية الإيرانية، قائلًا: “هي تهديدات عبثية لا تستحق الرد الجدي، فـ”إسرائيل” عاجزة عن خوض مغامرات عسكرية منفردة، وأي عمل عدواني ستقدم عليه سيكون بالتنسيق مع الولايات المتحدة”.

وأضاف أن إيران تنظر إلى أي عدوان صهيوني باعتباره مشروعًا مشتركًا مع واشنطن، قائلًا: “سواء شاركت أمريكا بشكل مباشر أم لا، فهي شريكة في الجريمة، وستتحمل التبعات كاملة”.

الدور الأوروبي “هامشي”.. وآلية الزناد ستقوّض النظام الدولي
وفيما يتعلق بالدور الأوروبي في المحادثات، اعتبر وزير الخارجية الإيراني أن الدول الأوروبية غائبة فعليًا عن طاولة التفاوض، وأنها تُعامل كمجرد متلقٍ للمعلومات دون دور فعّال، قائلًا: “نلتقي بهم فقط لإطلاعهم على المستجدات، لكننا نعلم أن الولايات المتحدة لا تشاركهم في اتخاذ القرارات”.

وانتقد عراقتشي ما وصفه بـ”اللجوء الأوروبي غير الناضج إلى التلويح بتفعيل آلية الزناد”، قائلًا: “إذا تم تفعيلها، فإن معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ستواجه أزمة شرعية خطيرة، وإيران ستراجع التزاماتها الدولية بناءً على ذلك”.

وختم عراقتشي تصريحه بالتشديد على أن إيران لن تتراجع تحت الضغوط أو التهديدات، وأنها ماضية في حماية سيادتها النووية وحقوقها المشروعة، داعيًا الأطراف الغربية إلى تفهم التغيرات الحاصلة في التوازنات الدولية، والكفّ عن التعامل مع إيران بمنطق الهيمنة والابتزاز.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: على أن قائل ا

إقرأ أيضاً:

وسط خلافات "الخط الأحمر".. جولة جديدة من محادثات نووي إيران

يتوجه المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إلى روما، الجمعة، لعقد جولة جديدة من المحادثات مع وفد إيراني بشأن برنامج طهران النووي، وستكون هذه هي الجولة الخامسة من المحادثات.

وفي الوقت نفسه، ناقش الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المفاوضات مع إيران خلال اتصال هاتفي، الخميس، في أعقاب مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت للصحفيين خلال تقديم تفاصيل مكالمة ترامب ونتنياهو إن الرئيس الأميركي يعتقد أن المفاوضات مع إيران "تسير في الاتجاه الصحيح".

وقال مصدر، طلب عدم الكشف عن هويته، إن المسؤول الكبير في وزارة الخارجية مايكل أنطون سينضم إلى ويتكوف.

وأضاف: "من المتوقع أن تكون المناقشات مباشرة وغير مباشرة، مثلما حدث في الجولات السابقة".

وقال ويتكوف في برنامج "ذيس ويك" على شبكة "آيه.بي.سي"، الأحد الماضي، إن أي اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران يجب أن يتضمن اتفاقا بعدم تخصيب اليورانيوم، وهو تعليق أثار انتقادات من طهران.

وأضاف: "حددنا خطاً أحمر واضحا للغاية، وهو التخصيب. لا يمكننا السماح حتى بنسبة 1 بالمئة من قدرة التخصيب".

ومع تكرار ويتكوف موقف ترامب بشأن تخصيب اليورانيوم، كان رد إيران دليلا على أن الطريق أمام الطرفين طويل للتوصل إلى أي اتفاق بشأن برنامج إيران النووي.

الموقف الإيراني

وذكرت وسائل إعلام رسمية أن المرشد الإيراني علي خامنئي قال إن مطالب الولايات المتحدة بأن توقف طهران تخصيب اليورانيوم "مبالغ فيها وشائنة،" معبرا عن شكوكه في نجاح المحادثات بشأن اتفاق نووي جديد.

كما أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن "خلافات جوهرية" ما زالت قائمة مع الولايات المتحدة، عشية جولة جديدة من المحادثات النووية في روما بوساطة سلطنة عمان.

وقال عراقجي للتلفزيون الرسمي: "لا تزال هناك خلافات جوهرية بيننا"، محذرا من أنه إذا أرادت الولايات المتحدة منع إيران من تخصيب اليورانيوم "فلن يكون هناك اتفاق".

مقالات مشابهة

  • وسط خلافات "الخط الأحمر".. جولة جديدة من محادثات نووي إيران
  • الوحدة اليمنية.. منجز استراتيجي تاريخي صنعته إرادة شعبية لا رجعة عنها ومبدأ سيادي لا يقبل المساومة
  • وزير الخارجية الإيراني: الخلافات الجوهرية ما تزال قائمة مع أمريكا قبل المحادثات النووية
  • إيران تحمّل واشنطن مسؤولية أي هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية
  • تقرير: إسرائيل قد تهاجم منشآت إيران النووية.. خطوة تحدٍّ أم ورقة مساومة بيد ترامب؟
  • معلومات استخباراتية أمريكية.. إسرائيل تستعد لضرب منشآت إيران النووية
  • إيران تراجع مقترحا لعقد جولة خامسة من المحادثات النووية
  • نائب وزير الخارجية: إيران تدرس مقترحا لجولة خامسة من المحادثات النووية
  • إيران: طهران تلقت مقترحا للجولة القادمة من المحادثات النووية