المسلة:
2025-05-13@05:39:30 GMT

سباق بين خيارات الحرب والسلام.. على وقع حرب غزة

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

سباق بين خيارات الحرب والسلام.. على وقع حرب غزة

13 نوفمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

محمد صالح صدقيان

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال إتصال هاتفي أجراه يوم الخميس الماضي، مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وهو الثاني بينهما خلال أسبوع واحد، إن توسيع نطاق الحرب أصبح أمراً لا مفر منه بسبب ارتفاع حدة الهجمات ضد المدنيين في غزة.

تتحدث الدبلوماسية الإيرانية عن خيارات مفتوحة على شتى الإحتمالات في الإقليم، وتُكرّر القول إن المنطقة تقف علی “برميل بارود” بسبب “حرب الإبادة الإنسانية” في غزة؛ وفي ذلك الموقف، ثمة من يُوجّه رسائل إقليمية ودولية بضرورة الضغط علی الكيان المحتل لوقف حرب الإبادة وبالتالي ضرورة التوصل إلى وقف نار فوري يُبعد عن المنطقة كأس التدحرج العسكري الشامل.

ما وصل إلى طهران من رسائل جوابية من جهات مختلفة، ومن واشنطن تحديداً، تتحدث عن مساعي تُبذل لوقف اطلاق النار لكن ذلك لم يكن كافياً، كما عبّر عنه وزير الخارجية الإيراني بسبب استمرار الحرب وتبني الإدارة الأمريكية مضمون الروايات الإسرائيلية من دون التحقق الميداني منها. في الوقت نفسه، يُمكن رصد اتجاهين داخل إيران، في ما يخص التعاطي مع أحداث غزة و”طوفان الأقصی”. الأول؛ اتجاه مُتيقن من امتلاك إيران كافة وسائل القوة التي تؤهلها لخوض المعركة الحاسمة مع الكيان الإسرائيلي بشراكة كاملة مع جميع عناصر “المحور” الذي تتزعمه طهران في الإقليم ولا سيما منها الدول المحيطة بالأراضي الفلسطينية المحتلة. أما الإتجاه الثاني، فيدعو إلی عدم التورط في حرب إقليمية في ظل أوضاع إيران الإقتصادية الداخلية الصعبة. لكن القيادة الإيرانية التي تراقب التطورات عن كثب تعتقد أن أي خطأ في “تقدير الموقف” أو أي خطوة غير محسوبة النتائج قد تكون نتيجتها حرب شاملة لا تُذر ولا تُبقي ويصعب السيطرة عليها. لذلك، هناك رؤية وضعتها المقاومة الفلسطينية في سياق عملية “طوفان الأقصی” يجب المحافظة عليها بما يخدم القضية الفلسطينية في عنوانها العريض وأهدافها الاستراتيجية. وبطبيعة الحال، فإن أي موقف يصدر عن إيران إنما يُؤثر علی بقية فصائل “محور المقاومة”، برغم الاتجاه العام لدی طهران لترك هامش لكل فصيل من الفصائل الحليفة لها لاتخاذ الموقف الذي يراه مناسباً إستناداً إلى قراءته للتطورات الميدانية والسياسية في آن معاً.

وفي ظل هذه المناخات، تتبع إيران سياسة “الغموض البنّاء”، خطوة مقابل خطوة، استناداً إلى سلوك الكيان الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية؛ في الوقت الذي تفتَح فيه كافة القنوات السياسية والدبلوماسية من اجل منع اتساع رقعة الحرب، في ظل تقديرات بأن إسرائيل تسعى لتوريط أمريكا في الحرب ضد “المحور” كمخرج يحفظ لها ماء الوجه ويعطيها مبرراً أكبر لضرب المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ في قطاع غزة، لا سيما وأننا أمام حشد غربي وأمريكي وأطلسي ندر أن يتواجد في المنطقة وبالتالي هذه فرصة تاريخية لا يجوز تفويتها طالما أن الكيان العبري أثبت مُجدّداً أنه ما زال يُشكل قاعدة متقدمة لحفظ المصالح الغربية في منطقة الشرق الأوسط.

ويسود اعتقاد أن الكيان يريد لتوسيع الحرب في المنطقة أن تُشكل غطاءً للمعركة التي دخلت أسبوعها السادس ضد حماس في قطاع غزة وصولاً إلى فرض استسلام المقاومة الفلسطينية من خلال الآتي:
أولاً؛ رفع حركة حماس الراية البيضاء.
ثانياً؛ اخراج المقاتلين وقادة الفصائل المقاومة من قطاع غزة كما حصل في أعقاب إجتياح بيروت في العام 1982.
ثالثاً؛ الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين ومتعددي الجنسية أو حاملي الجنسية الواحدة.
رابعاً؛ عودة قطاع غزة إلى حاكمية السلطة الفلسطينية.

لكن هذا السيناريو فيه نوع من السذاجة السياسية والعملانية التي تنسجم مع عقلية حكومة الحرب التي شكّلها بنيامين نتنياهو لمعالجة تداعيات “طوفان الأقصی” ولا تنسجم مع وقائع المرحلة الراهنة.

لقد سقط سيناريو ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية والذي كان قد بشّر به وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن نيابة عن إسرائيل في جولته الإقليمية الأولی، غداة 7 أكتوبر/تشرين الأول، كونه يشبه إلی حدٍ بعيدٍ سيناريو حكومة الحرب الإسرائيلية الذي ذكرناه آنفاً.

وكان لافتاً للإنتباه تقدم رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بمبادرة تنسجم مع الأجواء الإقليمية المعنية. وهذه المبادرة التي يجب أن تحظی بموافقة غربية – يقول ميقاتي – تقوم علی ثلاث مراحل:
الأولی؛ وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام مقابل اطلاق حركة حماس عدد من الرهائن؛ وفتح المعابر لادخال المساعدات الغذائية والطبية.
الثانية؛ إذا نجحت هذه المرحلة وتم صمود وقف اطلاق النار لمدة 120 ساعة تبدأ مرحلة تبادل المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ببقية الرهائن الإسرائيليين.
الثالثة؛ العمل علی عقد مؤتمر دولي يستند إلی فكرة حل الدولتين.

هذه المبادرة الميقاتية، وإن كانت قراءتها الأولی، توحي بأن لا سجادة حمراء تحتها بسبب رفض الكيان أي فكرة لا تقوم علی أساس “الدولة اليهودية” الواحدة؛ لكنها تستطيع أن تمتص تداعيات عملية 7 أكتوبر/تشرين الأول وتعمل علی عدم اتساع رقعة الحرب. لكن هذه المبادرة أيضاً تحتاج إلى موافقة أمريكية غير متوفرة عند الادارة الحالية التي يصفها الكثيرون بالضعف والتردد وعدم القدرة علی اتخاذ القرارات الحاسمة والتقدم بخطوة مقابل التراجع خطوتين؛ خصوصاً أنها بدأت بالانخراط في معركة الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في خريف العام 2024.

إلی أين نحن سائرون؟ سؤال لا أعتقد من السهولة والبساطة الإجابة عليه، وهو بالتأكيد يعتمد علی سلوك الولايات المتحدة ومدی رضوخها لإسرائيل واللوبي الذي يدعمها في داخل الولايات المتحدة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

سلطة المياه الفلسطينية في نداء عاجل .. غزة تموت عطشاً

#سواليف

أطلقت “سلطة المياه الفلسطينية” نداءً عاجلاً، حذّرت فيه من #كارثة_إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع #غزة، نتيجة الانهيار شبه الكامل في خدمات #المياه والصرف الصحي، بفعل العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.

وأوضحت سلطة المياه، في بيان صدر عنها اليوم السبت، أن #تدمير #الاحتلال للبنية التحتية، وقطع التيار الكهربائي، ومنع دخول الوقود والمستلزمات الأساسية، أدى إلى توقف شبه تام في تقديم #الخدمات_المائية، مؤكدة أن غزة أصبحت ” #منطقة_تموت_عطشاً “.

وبحسب التقييمات الفنية، فإن 85% من منشآت المياه والصرف الصحي في القطاع تعرّضت لأضرار جسيمة، كما انخفضت كميات استخراج المياه بنسبة تتراوح بين 70 و80%، مما أدى إلى انخفاض معدل استهلاك الفرد من المياه إلى ما بين 3 و5 لترات يومياً، وهو ما يقل كثيراً عن الحد الأدنى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية في حالات الطوارئ.

مقالات ذات صلة انفلات أسعار الليمون في الأسواق وارتفاعه إلى أسعار غير مسبوقة 2025/05/10

ونبّهت سلطة المياه إلى أن تصريف المياه العادمة في المناطق السكنية، وامتلاء أحواض تجميع مياه الأمطار، يهددان بتفشي الأمراض، في ظل اضطرار السكان لاستخدام مياه مالحة وغير صالحة للشرب.

وأكدت أن هذه السياسات الإسرائيلية تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة، واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، ونظام روما الأساسي.

وطالبت سلطة المياه المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف العدوان، ورفع الحصار، وتوفير الحماية للكوادر الفنية، ودعم جهود الحكومة الفلسطينية في تنفيذ التدخلات الطارئة وخطط التعافي.

كما دعت المجتمع الدولي إلى الوقف الفوري للعدوان، وإنهاء الممارسات المنهجية للاحتلال، ورفع الحصار لتمكين إدخال مستلزمات المياه والصرف الصحي، وتوفير الحماية العاجلة للعاملين في قطاع المياه.

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد استأنف فجر 18 آذار/مارس 2025، عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طوال فترة التهدئة.

وبدعم أميركي وأوروبي، ترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 172 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • الحرب العالمية الثانية.. الصراع الدموي الذي يشكل العالم إلى اليوم
  • «الصحة الفلسطينية»: 1500 فقدوا البصر جراء الحرب
  • ساعر يهدد بالرد على أي اعتراف بالدولة الفلسطينية
  • لانا الشريف وجه الطفولة بغزة الذي شوهته الحرب الإسرائيلية
  • الأونروا: إطالة أمد حصار غزة يزيد الضرر الذي لا يمكن إصلاحه
  • السيد الخامنئي: لا ينبغي للدول الإسلامية نسيان القضية الفلسطينية ويجب التصدي لجرائم الكيان الصهيوني وداعميه
  • سلطة المياه الفلسطينية في نداء عاجل .. غزة تموت عطشاً
  • سلطة المياه الفلسطينية تحذر من كارثة وشيكة في قطاع غزة
  • الأمراض التي قد يشير إليها الطفح الذي يصيب أكبر عضو في الجسم
  • في قلب موسكو... مصر تؤكد التزامها بالقضية الفلسطينية والسلام الإقليمي