الجزيرة:
2025-10-16@13:50:36 GMT

الذكاء الاصطناعي والتعليم.. هل يُلغي أحدهما الآخر؟

تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT

الذكاء الاصطناعي والتعليم.. هل يُلغي أحدهما الآخر؟

كتب العالم والفيلسوف البريطاني برتراند راسل عام 1945 "يولد الإنسان جاهلا وليس غبيا، فما يجعله غبيا هو النظام التعليمي".

ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن أدخلت العديد من البلدان المتقدمة تحسينات ملموسة على نظم التعليم، وصولا إلى التعلم القائم على المشاريع (Project-based learning) الذي يتطلب من الطلاب إجراء مقابلات واستطلاعات رأي ودراسات وأبحاث بشكل مشترك.

الأنظمة التعليمية.. هل هي النهاية؟

لكن بعد إطلاق شات جي بي تي نهاية العام الماضي، حذر إيلون ماسك من أنه يمكن لهذه التقنية أن تجعل الواجبات المنزلية عديمة الفائدة، وقال في تغريدة على منصة إكس (تويتر سابقا): "إنه عالم جديد.. وداعا للواجبات المنزلية!".

لم يقتصر الأمر على التحذير، بل عبر بعض المفكرين عن خشيتهم من أن يُستخدم شات جي بي تي وسيلة لتجنب التعلم، وبالتالي وسيلة لنشر الغباء بين شريحة واسعة من الطلاب.

فيرى عالم اللسانيات والمفكر الأميركي نعوم تشومسكي أن استخدام شات جي بي تي هو في الأساس "سرقة أدبية عالية التقنية" و"طريقة لتجنب التعلم". ويرى أن قيام الطلاب بشكل غريزي باستخدام التكنولوجيا المتطورة لتجنب التعلم يعد علامة على فشل النظام التعليمي، "فإذا لم يكن النظام التعليمي جاذبا للطلاب ومثيرا لاهتمامهم ولا يتحداهم ولا يجعلهم يرغبون في التعلم، فسوف يجدون طرقا للهروب منه".

أما الروائي الكندي ستيفن ماركي فيقول: "كانت المقالة، ولا سيما مقالة المرحلة الجامعية، مركزا للتربية العلمية والإنسانية لأجيال عديدة". وأضاف: "إنها الطريقة التي نُعلّم بها الطلاب كيفية البحث والتفكير والكتابة. هذا التقليد بأكمله على وشك أن يتعطل من الألف إلى الياء".

وانطلاقا من هذه النظرة التشاؤمية قامت العديد من المدارس والمناطق والإدارات التعليمية حول العالم بحظر استخدام شات جي بي تي بالفعل وأضافته إلى قوائم حظر مواقع شبكة الإنترنت الأخرى الخاصة بها.

توفير التعليم المفصل وفق الاحتياجات الفردية لكل طالب أحد مزايا الذكاء الاصطناعي في التعليم (غيتي) التكنولوجيا والتعليم.. ثورة أم نكسة؟

غير أن نظام المدارس العامة في مدينة نيويورك الذي سبق له أن تبنى هذه السياسة، قام بتغيير موقفه في مايو/أيار الماضي وسمح للمعلمين باستخدام شات جي بي تي عندما يرون ذلك مناسبا. وللتخفيف من مخاطر الغش والانتحال بسبب استخدام شات جي بي تي، أطلقت شركة أوبن إيه آي (OpenAI) المطور لشات جي بي تي تطبيقاً باسم مصنف نص الذكاء الاصطناعي (AI Text Classifier) تم تصميمه للسماح لأي شخص -بما في ذلك المعلمين- بنسخ أي نص ولصقه وتحديد ما إذا كان مكتوباً بواسطة الذكاء الاصطناعي أم لا.

ولكن انتهى الأمر بإيقاف هذا التطبيق نظراً إلى معدل دقته المنخفض، فمثلاً صنف هذا التطبيق بعض النصوص المكتوبة بواسطة البشر -مثل مسرحيات شكسبير وإعلان الاستقلال الأميركي- على أنها من إنتاج الذكاء الاصطناعي.

غير أن العديد من المفكرين ورجال الأعمال يرون أن الذكاء الاصطناعي التوليدي كتقنية شات جي بي تي، يمكنها أن تلعب دوراً ثوريا وإيجابيا كبيرا في كافة المجالات بما في ذلك التعليم.

فمؤسس مايكروسوفت بيل غيتس يرى أن الروبوت المزود بالذكاء الاصطناعي التوليدي أفضل من المدرس الذكي في تعليم القراءة والكتابة، إذ يمكنه تعليم الأطفال القراءة والكتابة في 18 شهراً فقط بدلاً من سنوات، بالإضافة إلى أن كلفة التعليم بواسطة روبوت ذكي أقل بكثير من كلفة التعليم بواسطة مدرس بشري، خاصة بالنسبة للتعليم الفردي، كما أن التعليم الروبوتي لن يقتصر على اللغات، بل سيشمل مواد عديدة أخرى منها الرياضيات.

ولتشجيع المدرسين على استخدام شات جي بي تي في التعليم، أطلقت أوبن أيه آي في شهر أغسطس/آب الماضي مدونة بعنوان "التدريس باستخدام الذكاء الاصطناعي (https://openai.com/blog/teaching-with-ai) توفر أمثلة للمعلمين عن كيفية استخدام شات جي بي تي في الفصول الدراسية الخاصة بهم، وتشرح كيفية عمله ومحدوديته، وفعالية برمجيات كشف الغش التي تهدف للتعرف عما إذا كان النص مكتوباً بواسطة البشر أم الذكاء الاصطناعي، وطرق كشف التحيز.

الناس يفترضون أن سلوك الذكاء الاصطناعي مشابه لسلوك الإنسان وبالتالي يبالغون في تعظيم قدراته (شترستوك) الذكاء الاصطناعي.. مزايا لا يمكن إنكارها

يلخص المتحمسون لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي -مثل شات جي بي تي- في التعليم مزاياه في 7 نقاط رئيسية هي:

توفير التعليم المفصل وفق الاحتياجات الفردية لكل طالب. تقديم الدروس الخصوصية والمساعدة على حل الواجبات المنزلية. المساعدة على تعلم اللغات من خلال توفير المحادثات والشروح والترجمات بلغات متعددة. مساعدة الطلاب والباحثين في العثور على المعلومات بسرعة، وتلخيص المقالات، وإنشاء الاستشهادات، وهو ما يوفر لهم إمكانية إنجاز الدراسات والبحوث بسرعة وكفاءة أكبر. مساعدة الطلاب في تحسين مهاراتهم الكتابية عبر تقديم اقتراحات نحوية وأسلوبية، ومساعدتهم في توليد الأفكار وكتابة المقالات والتقارير. مساعدة المعلمين في إنجاز مهامهم الإدارية كإدارة جداول الحصص أو الإجابة على استفسارات الطلاب الشائعة. يوفر للمعلمين إمكانية تطوير المواد التعليمية وإنشاء دروس تفاعلية وتصميم الاختبارات والواجبات.

ولاختبار النقطة الأخيرة طلبتُ من شات جي بي تي إعطائي بعض الأسئلة في مجال الرياضيات تناسب طلاب الصف السادس الابتدائي، فأعطاني عدة أسئلة إحداها: "مستطيل محيطه 30 سم وطوله يساوي 3 أضعاف عرضه، ما طول هذا المستطيل وما عرضه؟". وبدا لي أنه سؤال مناسب لهذه الفئة.

أخيراً، تثار اليوم الكثير من المبالغات إزاء مستوى الذكاء الاصطناعي التوليدي كشات جي بي تي، ويشبّه البعض ذلك بما حدث عام 1956 عند اختراع لغة معالجة المعلومات (IPL) التي افترض البعض أنها أداة أساسية لتطوير الذكاء الاصطناعي ثم سرعان ما تلاشى ذلك الافتراض.

ويشبّه آخرون هذه المبالغات بما حدث عام 1966 عند إطلاق برنامج محادثة بدائي للعلاج النفسي باسم "إليزا" طوره عالم الحاسوب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا جوزيف وايزنباوم، حيث ظن بعض من جربه أنه ذكي ويفكر كالمعالج النفسي البشري.

وقد فُسر ذلك بأن الناس تفترض لاشعورياً أن سلوك الحاسوب مشابه لسلوك الإنسان، وبالتالي تبالغ في تعظيم قدرات أنظمة الذكاء الاصطناعي، وقد أطلق على هذه المبالغة اسم أثر إليزا (Eliza Effect). فهل يتكرر اليوم ما حدث سابقاً؟

نشهد اليوم مبالغات عديدة سواء في تعظيم قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي، أو في التقليل منها، أو في حجم المخاطر الناجمة عن استخدامه. لكن من الواضح عملياً أن تأثيره كبير على نظم التعليم، إذ لم يعد بإمكان المدارس الاستمرار بالعمل بالطريقة القديمة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی التولیدی استخدام شات جی بی تی

إقرأ أيضاً:

وزير التربية والتعليم يجري زيارة مفاجئة فى مدارس الفيوم (صور)

واصل محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني جولاته الميدانية بمختلف محافظات الجمهورية لمتابعة انتظام سير الدراسة والالتزام بتطبيق التعليمات المنظمة للعملية التعليمية. 

وزير التربية والتعليم: أطلقنا برامج متخصصة في تكنولوجيا المعلومات والبرمجة

وأجرى وزير التربية والتعليم صباح اليوم زيارة مفاجئة لعدد ٦ مدارس بمحافظة الفيوم للوقوف على مستوى الأداء داخل المدارس. 
ورافق الوزير خلال الجولة الدكتور أحمد المحمدي مساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجي والمتابعة والمشرف على الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير. 
واستهل الوزير جولته بزيارة مدرسة إبشواي الإعدادية بنين، التابعة لإدارة إبشواى التعليمية، والتي يبلغ عدد طلابها (1266) طالبًا، حيث اطمأن على انتظام الحضور بين الطلاب والمعلمين، وتسليم الكتب للطلاب، كما تفقد الوزير الفصول الدراسية واطلع على دفاتر تحضير المعلمين وسجلات الدرجات والغياب، كما اطلع على كتب التقييمات الخاصة بالطلاب، مؤكداً على أهمية متابعة تحصيل الطلاب بصفة يومية. 
وتوجه الوزير بعد ذلك إلى مدرسة إبشواي الثانوية بنات، والتي تضم (1137) طالبة، حيث تفقد صفوف الصفين الأول والثاني الثانوي، واطلع على دفاتر المعلمين وسجلات الدرجات. 
وأجرى الوزير حوارًا مفتوحًا مع طالبات الصف الأول الثانوي حول اختيارهم لنظام شهادة البكالوريا المصرية، كما استفسر من الطالبات عن تجربتهن في الدخول على منصة “كيريو” الخاصة بمادة البرمجة، وأهميتها في تنمية المهارات الرقمية المؤهلة لوظائف المستقبل، حيث أشادت الطالبات بالمحتوى المتميز على المنصة وسهولة استخدامها، كما أكدن أنها تساعدهن على فهم المفاهيم التكنولوجية الحديثة بطريقة مبسطة وتفاعلية، وأن بعض الطالبات وصلن إلى مستويات متقدمة على المنصة. 

وأكد وزير التربية والتعليم خلال حديثه مع الطالبات على أهمية الموازنة بين المواد العلمية والإنسانية، مشددًا على أن مادة التربية الدينية تأتي في المقام الأول لغرس القيم الأخلاقية، وأن مادة التاريخ ضرورية لفهم هوية الوطن وتاريخه العريق، فضلًا عن أهمية اللغة العربية التي تعد وعاء الفكر والثقافة. 
وتضمنت الجولة زيارة الوزير لمدرسة إبشواي الابتدائية، والتي يبلغ عدد طلابها (3701) طالب وطالبة، حيث تفقد قاعات رياض الأطفال واطلع على الكتب التعليمية، وتفاعل مع الأطفال في حوار ودى حول المعلومات التي يتعلمونها داخل الفصول. 
كما تفقد الوزير فصول الصف الرابع والخامس الابتدائي، واطلع على نماذج من تقييمات التلاميذ، وتابع أداء الطلاب في القراءة ومستوى تحصيلهم الدراسي، موجهًا بأهمية بناء المهارات الأساسية لدى الطلاب الضعاف في القراءة . 

كما شملت الجولة زيارة الوزير لمدرسة شكر الابتدائية التابعة لإدارة شرق الفيوم والتى تضم عدد ٥٠٠ طالب وطالبة، حيث تفقد عددا من فصول المدرسة واطلع على دفاتر وسجلات المعلمين، كما تابع مستوى أداء الطلاب فى القراءة والتحصيل. 

وعقب ذلك، توجه الوزير إلى مدرسة عزة زيدان الرسمية للغات التابعة لإدارة غرب الفيوم التعليمية والتى يبلغ عدد طلابها ٢٠٠٠ طالب وطالبة، حيث تفقد فصول المدرسة بمختلف المراحل الدراسية، واطلع على سجلات ودفاتر تحضير المعلمين، ودراسات التقييمات للطلاب. 

واختتم الوزير جولته بزيارة مدرسة جامعة عين شمس الثانوية بنات والتى تضم عدد ٩٢٥ طالبة، حيث تابع سجلات المتابعة والتقييمات. 

وخلال الزيارة تحدث الوزير مع طالبات الصف الأول الثانوي حول مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي ومدى استفادتهن منها، مؤكدًا أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بهذه المادة لما تمثله من أهمية لمستقبل الطلاب، مشيرًا إلى اختبار "توفاس" الذي يمنح الطلاب الحاصلين على المركز الأول على مستوى المحافظة فرصة عمل بإحدى الشركات اليابانية. 



وفي ختام جولته، أشاد الوزير بحالة الانضباط التي لمسها داخل المدارس، وبحضور الطلاب والتزام المعلمين، مؤكدًا أن انتظام العملية التعليمية منذ بداية العام الدراسي يعكس الجهد الكبير المبذول من كافة الأطراف في المنظومة التعليمية، وحرص أولياء الأمور على متابعة أبنائهم لتحقيق أفضل النتائج، مؤكداً أن الوزارة ماضية في دعم المدارس لتوفير بيئة تعليمية آمنة ومحفزة للتعلم. 

وأكد الوزير أن جولاته الميدانية تهدف إلى متابعة تنفيذ الآليات والإجراءات والقرارات المنظمة للعملية التعليمية، وتقديم الدعم المباشر للعاملين في الميدان التعليمي، والاستماع إلى مقترحاتهم لتطوير العملية التعليمية على أرض الواقع.

مقالات مشابهة

  • وزير التربية والتعليم: نسعى لتمكين طلاب التعليم الفني من الحصول على شهادات دولية
  • وزير التربية والتعليم: إتاحة فرص عمل يابانية للأوائل في البرمجة
  • وزير التعليم العالي: دمج أدوات الذكاء الاصطناعي ضمن المنظومة البحثية
  • «جمارك أبوظبي» تعرض حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي الداعمة لعملياتها
  • مستقبل مراكز مصادر التعلّم في ظل الذكاء الاصطناعي
  • وزير التربية والتعليم يجري زيارة مفاجئة فى مدارس الفيوم (صور)
  • نواتج التعلم والتواصل مع الأهالي والتقنية.. 11 معيارًا جديدًا لتقييم أداء المعلمين والمعلمات-عاجل
  • وزيرا الاتصالات والتعليم يطلقان إطار كفاءات الذكاء الاصطناعي للمعلمين
  • وزير التعليم: بدأنا تدريس مناهج الذكاء الاصطناعي لخلق جيلٍ رقميٍّ مؤهلٍ للمستقبل
  • هل يُعيد الذكاء الاصطناعي صياغة بيئة التعلم؟