مجمع الشفاء الطبي… ساحة حرب لعدوان الاحتلال على غزة
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
القدس المحتلة-سانا
مجمع الشفاء أكبر المجمعات الطبية في قطاع غزة المحاصر، بات ساحة مفتوحة لعدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على القطاع لليوم الـ 40، حيث اقتحمته قواته فجر اليوم، بعد حصاره لليوم السادس على التوالي، وتعرضت ساحاته قبل ذلك وخلال الحصار لقصف متكرر، أسفر عن استشهاد وجرح العشرات.
الاحتلال اقتحم المجمع منذ ساعات الفجر الأولى، بأكثر من 30 دبابة وآلية ومئات الجنود المدججين بجميع أنواع الأسلحة والعبوات الناسفة والطائرات المسيرة، بدؤوا بإطلاق النار داخل المجمع، ما أثار الذعر بين الجرحى والمرضى والنازحين، في جريمة حرب جديدة تضاف إلى السجل الأسود للاحتلال الذي ما زال يرتكب الجرائم والمجازر المختلفة.
قوات الاحتلال اقتحمت مباني المجمع وسط إطلاق وابل كثيف من النيران، وفجرت أغلب بوابات المجمع ومستودعي أدوية وأجهزة طبية في مبنيي الجراحات والولادة، واحتجزت العديد من النازحين وذوي الشهداء والجرحى في مبنى التخصصات، واقتادتهم مجردين من معظم ملابسهم مقيدين ومعصوبي الأعين إلى جهات غير معلومة، ولا أحد يعلم مصير آلاف الجرحى والمرضى والطواقم الطبية والنازحين، بسبب قطع الاحتلال الاتصالات قبيل اقتحام المجمع، وعدم قدرة الموجودين فيه على الخروج منه، أو حتى الإطلال من نوافذه بسبب كثافة الرصاص والقذائف.
المكتب الإعلامي في غزة أكد أن الأكاذيب التي يروج لها الاحتلال عن وجود ما يسميه “ممرات آمنة” مجرد دعاية قذرة وادعاءات ليس لها أساس من الصحة، فهي في الحقيقة ممرات موت وقتل، حيث إن قوات الاحتلال أعدمت ميدانياً أكثر من 30 فلسطينياً، وأصابت العشرات ممن حاولوا الخروج من المجمع، وذلك ضمن المحرقة والجرائم المنظمة والمخطط لها التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة، والتي تأتي بعد حملة من التحريض وتضليل الرأي العام حول المجمع.
مجمع الشفاء التابع لوزارة الصحة الفلسطينية، تأسس عام 1946، ويعد أكبر مؤسسة طبية في القطاع، حيث تبلغ مساحته 45 ألف متر مربع، وسعته نحو 700 سرير، ويضم ثلاثة مستشفيات متخصصة هي الجراحة، والأمراض الباطنية، والنساء والتوليد، مع قسم حضانة للأطفال الخدج، إضافة إلى قسم الطوارئ، ووحدة العناية المركزة، والأشعة، وبنك الدم، والتخطيط.
ويبلغ عدد العاملين في المجمع ربع عدد العاملين في جميع مستشفيات القطاع، إذ يعمل فيه نحو 1500 موظف، منهم أكثر من 500 طبيب، و760 ممرضاً، و32 صيدلانياً، و200 موظف إداري، ويوجد فيه اليوم نحو 650 مريضاً، بينهم 100 من مرضى العناية المركزة والأطفال الخدج، إضافة إلى نحو 500 من الكوادر الطبية، و10 آلاف نازح من الأطفال والنساء وكبار السن، في ظروف صعبة تهدد حياتهم، نتيجة اقتحام قوات الاحتلال للمجمع، وانقطاع التيار الكهربائي ونفاد الوقود والماء والطعام.
الفلسطينيون يؤكدون أن الاحتلال سيخرج من مجمع الشفاء الطبي عاجلاً أم آجلاً، وسيجر أذيال الخزي والعار والهزيمة، وسيفشل في تحقيق أي من الأكاذيب والروايات الزائفة التي ينشرها للرأي العام، مشددين على أن صمت الأمم المتحدة، ودعم الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة للاحتلال، لن يثنيهم عن التمسك بأرضهم، وحقوقهم الوطنية المشروعة، والدفاع عنها، فغزة ستبقى مقبرة للغزاة.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
الدويري: المقاومة بغزة تقود حرب استنزاف تختلف عن تلك التي قادتها الجيوش العربية
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن حرب الاستنزاف التي تقودها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي تختلف عن حرب الاستنزاف التي قادتها الجيوش العربية بعد عام 1967، والتي قال إنها وُظفت لتحقيق أهداف مستقبلية.
وحرب الاستنزاف -حسب اللواء الدويري- هي حرب طويلة الأمد يتم خلالها استنزاف العدو بأقل جهد من قبل القوات المدافعة.
وكان أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أعلن في إحدى كلماته أن المقاومة "مستعدة لمعركة استنزاف طويلة للعدو ولسحبه لمستنقع لم يجنِ فيه ببقائه أو دخول أي بقعة من غزة سوى القتل لجنوده واصطياد ضباطه".
ويعتقد اللواء الدويري أن الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة غير متناظرة، لأن المقاومة الفلسطينية بحوزتها إمكانات بسيطة مقارنة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ لا تملك سوى القذائف والحشوات والألغام والمقذوفات قصيرة المدى منها، "الياسين"، و"تي بي جي"، و"تاندوم"، و"آر بي جي 9″، وغيرها من الأسلحة.
ويتم استخدام تلك الإمكانات البسيطة من قبل مجموعات صغيرة تستند إلى أهم عنصر وهو الاستطلاع، الذي تتولاه -حسب الدويري- مجموعات متخصصة لرصد تحركات قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتتواصل مع بعضها بشكل مباشر لا يخضع للاختراق الإلكتروني.
إعلان
وقال إن المجموعات التي تقوم بعمليات المقاومة باتت تعتمد على الكمائن المركبة والبسيطة، وهو ما يجري من بيت لاهيا حتى رفح جنوبي قطاع غزة.
فرصة للمقاومةومن جهة أخرى، يرى اللواء الدويري -في تحليل للمشهد العسكري بغزة- أن قادة الاحتلال يعتقدون أن المقاربة العسكرية الحالية في غزة هي الأنجح، لأنها تعتمد على القصف الناري المكثف وعلى تدمير المربعات السكنية ثم تقدم القوات، ويقول اللواء الدويري إن هذه الخطة تصنف ضمن جرائم الحرب، لأنها تتضمن التهجير القسري والتدمير والقتل الجماعي.
وأوضح أن الخطة الإسرائيلية تعطي فرصة للمجموعات التابعة للمقاومة الفلسطينية، لأنها تمكنها من التحرك أكثر من السابق وتجعل المدنيين يتجنبون القصف الإسرائيلي الذي يتبع عادة كل عملية يقومون بها.
وتواصل المقاومة الفلسطينية إيقاع الخسائر في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي أقر في وقت سابق بمقتل 4 من جنوده وإصابة 17 آخرين -بعضهم بجروح خطيرة- في عمليات في قطاع غزة، بينها كمين ناجح في خان يونس جنوبي القطاع.
ويذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق منذ مطلع مايو/أيار الماضي عملية عسكرية تحت اسم "عربات جدعون" بهدف تحقيق حسم عسكري وسياسي في قطاع غزة، عبر عملية منظمة من 3 مراحل.