اسرائيل ترفض السماح للمفوض الاممي لحقوق الانسان بزيارتها
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
اكدت اسرائيل الخميس، انها رفضت طلب فولكر تورك مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيارتها، وذلك غداة دعوته الى تحقيق دولي في انتهاكات الحرب في قطاع غزة.
اقرأ ايضاًونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بعثة اسرائيل لدى الامم المتحدة قولها ان الدولة العبرية لا ترى في زيارة تورك اي "فائدة اضافية"، وبالتالي فهي غير معنية بحصولها.
وجاء الرد الاسرائيلي بعدما ابلغ المفوض الاممي صحافيين ان لم يتلق بعد اي رد بعد من اسرائيل على طلبه زيارتها، وراى في تاخر الرد بصيص امل في ان طلبه لم يتم رفضه بشكل قاطع وان الزيارة يمكن ان تتم.
وكان تورك الذي زار الشرق الاوسط مؤخرا، قد دعا في احاطة بمكتب المنظمة الدولية في جنيف في وقت سابق الخميس، الى تحقيق دولي في انتهاكات الحرب في قطاع غزة، خصوصا من جانب الجيش الاسرائيلي.
وفي الاحاطة غير الرسمية، اشار المسؤول الاممي الى معلومات خطيرة للغاية حول وقوع انتهاكات للقانون الدولي والانساني، وصفها بانها متعددة وجسيمة، داعيا الى التحقيق فيها ايا كان الطرف الذي ارتكبها، سواء اسرائيل او حركة حماس.
وزار تورك معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة خلال رحلته إلى المنطقة، والتي جاءت في خضم الحرب التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة ردا على هجوم لحماس في تشرين الاول/اكتوبر.
ونفذت حماس في ذلك الحين عمليات اقتحام لمستوطنات وقواعد عسكرية في محيط قطاع غزة، وقتلت خلالها 1200 شخص، كما احتحزت العشرات رهائن واقتادتهم الى القطاع.
وعقب ذلك، شنت اسرائيل حربا انتقامية مدمرة على القطاع خلفت حتى الان اكثر من 11500 شهيد و30 الف جريح جلهم من النساء والاطفال.
وترفض الدولة العبرية ومعها حليفتها الولايات المتحدة وقف الحرب في غزة قبل القضاء على حركة حماس واستعادة الرهائن وخلق واقع جديد في قطاع غزة، كما صرح بذلك كثير من المسؤولين الاسرائيليين والاميركيين.
اقرأ ايضاًالى ذلك، فقد عبر تورك عن بالغ قلقه ازاء ما وصفه بانه وضع "متفجر" في الضفة الغربية والقدس المحتلتين جراء تكثيف الجيش الاسرائيلي والمستوطنين اعتداءاتهم على الفلسطينيين هناك.
وقال ان التمييز الحاد ضد الفلسطينيين وتصاعد العنف ضدهم يتسبب في وضع متفجر.
واستشهد اكثر من 200 فلسطيني خلال اعتداءات وهجمات للجيش الاسرائيلي والمستوطنين في الضفة منذ بدء الحرب في غزة، ما يرفع الى اكثر من من 380 عدد الشهداء هناك منذ بداية العام الحالي.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التاريخ التشابه الوصف قطاع غزة الحرب فی
إقرأ أيضاً:
غزة ترفض فتات السماء.. شهادات لـعربي21 تكشف عن غضب الأهالي من الإنزالات الجوية
عبر فلسطينيون في غزة في أحدايث منفصلة لـ"عربي21" عن غضبهم من جدوى الإنزالات الجوية في قطاع غزة، في مواجهة مجاعة طاحنة وغير مسبوقة، داعين إلى فتح الباب أمام المؤسسات الأممية لإدخال ما يتكدس من مساعدات على المعابر البرية، وتمكين الوصول إليها وتوزيعها بـ"شفافية وكرامة".
وقال عبد الحليم حسن، إن التجربة السابقة مع الإنزالات الجوية للمساعدات، كانت تؤكد بوضوح غياب الأثر والجدوى في كسر موجة الجوع الحادة التي تضرب قطاع غزة، مؤكدا في حديثه لـ"عربي21" أن الكميات القليلة التي تلقيها الطائرة الواحدة، لا تكفي لسد حاجات الناس الملحة وسط مجاعة مستفحلة.
وأضأف حسن" : غزة ترفض هذه الطريقة التي تمتهن الكرامة الإنسانية، وتخلق مزيدا من الفوضى في الشارع".. متسائلا: "هل يعجب المجتمع الدولي أن نتدافع ونقتل بعضنا بعضا للحصول على هذا الفتات؟".
بدوره، قال سعيد نصار في حديث لـ"عربي21"، إن المساعدات التي تلقى جوا تشكل خطرا كبيرا على حياة الفلسطينيين في القطاع، كونها قد تسقط على خيام النازحين أو المنازل الآيلة للسقوط والتي اتخذها غزيون مأوى لهم.
وبينما عبر نصار عن شكره للدول التي تنفذ عمليات الإنزال الجوي، دعا إلى تحويل الجهود لإدخال المساعدات برا، على اعتبار أن الشاحنة الواحدة يمكن أن تحمل ما يمكن إلقائه من عدة طائرات مجتمعة.
من جهته، قال الصحفي المحلي معاذ سليمان في حديث لـ"عربي21"، إن طائرات تحمل مساعدات ألقت دفعات من المساعدات في عدة مناطق من مدينة غزة، مشددا على رصد إسقاط 12 مظلة تحمل مساعدات فوق البلدة القديمة لمدينة غزة، ومنطقة شارع الثلاثيني القريب، فضلا عن 8 مظلات فوق منطقة الكرامة المدمرة شمال غرب المدينة.
"خطورة مركبة"
وشدد سليمان على أن تحرك المواطنين لاستلام المساعدات من المناطق المدمرة ينطوي على خطورة مركبة، فمن ناحية يُخشى أن تسقط هذه المساعدات على رؤوس النازحين والمحتشدين والخيام البالية في مناطق الإنزالات، أو يتعذر من الناحية الأخرى الوصول إليها حال سقطوها في مناطق أو منازل مدمرة، كمنطقة الكرامة التي تعرضت إلى تدمير ممنهج أحالها إلى أكوام من الركام.
في الاتجاه نفسه، كشف الصحفي يوسف فارس، أن إحدى المظلات (تحمل مساعدات) سقطت مباشرة على خيمة تؤوي نازحين بمنطقة الكرامة شمال غزة، وأصيب الجميع وربما قتلوا.
وحذر الصحفي في منشور على حساب في "فيسبوك" من تشكل عصابات تعمل على تطويق مناطق سقوط المظلات، بهدف سرقتها وحرمان المجوعين منها.
وذكر أن "العشرات قتلوا (سابقا) نتيجة السقوط المباشر للمظلات الثقيلة على الخيام والبيوت"، متسائلا: "كيف سيكون الحال اليوم وليس في شمال القطاع موطئ قدم إلا ودُقت فيه خيمة؟".
وشدد فارس على أن "إسرائيل تبدع في اجتراح كل طريقة لإدخال المساعدات يتحقق فيها مبدأ الإذلال وامتهان الكرامة" .
انتقاد أممي
من جهتها، انتقدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، استخدام "إسرائيل" للإنزال الجوي للمساعدات في قطاع غزة، قائلة إن تلك الآلية في إيصال المساعدات "لن تنهي" المجاعة المتفاقمة.
وتساءلت جولييت توما، مديرة الإعلام والاتصال في الوكالة لصحيفة "نيويورك تايمز"، عن جدوى إنزال المساعدات جوا، وقالت: "لماذا نستخدم الإنزال الجوي بينما يمكننا نقل مئات الشاحنات عبر الحدود؟".
وشددت على أن إدخال المساعدات عبر المعابر البرية "أسهل بكثير، وأكثر فعالية، وأسرع، وأقل تكلفة".
وأكدت أن الإنزال الجوي للمساعدات "لن يُنهي المجاعة المتفاقمة في غزة"، لافتة إلى تكدس 6000 شاحنة تابعة للأونروا عند المعابر البرية "تنتظر الضوء الأخضر" من "إسرائيل" من أجل الدخول إلى القطاع المحاصر.
وموجهة خطابها لدولة الاحتلال، قالت توما: "ارفعوا الحصار، وافتحوا المعابر، واضمنوا حركة آمنة (لقوافل المساعدات) ووصولا كريما للمحتاجين (في غزة)".
وسبق أن اعتبر المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، أن طرح إسقاط المساعدات على قطاع غزة عبر الجو "مجرد تشتيت للانتباه ودخان للتغطية على حقيقة الكارثة الإنسانية بالقطاع".
ويأتي ذلك بينما أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، "سماحه" بإسقاط كميات محدودة من المساعدات على غزة، و بدء ما أسماه "تعليق تكتيكي محلي للأنشطة العسكرية" في مناطق محددة بقطاع غزة، للسماح بمرور المساعدات الإنسانية.
وتتزامن تلك الخطوة الإسرائيلية مع تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية نتيجة استفحال المجاعة بالقطاع وتحذيرات من خطر موت جماعي يهدد أكثر من 100 ألف طفل في القطاع.
ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها دولة الاحتلال منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وخلفت الإبادة الإسرائيلية, بدعم أمريكي، أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.