بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة.. القواعد العسكرية الأمريكية تتعرض لهجمات متكررة بسوريا والعراق.. واشنطن تنفذ ضربات جوية ضد التنظيمات المتورطة في الهجمات.. وتبحث زيادة قواعدها بسوريا
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
جاسم محمد: الهجمات على القوات الأمريكية تسبب فوضى في المنطقة ولن تثني الولايات المتحدة عن انخراطها في دعم إسرائيل
قوات سوريا الديمقراطية: واشنطن تدرس تعزيز تواجدها الأمني في المنطقة وإنشاء قواعد جديدة لها في الحسكة ودير الزور
وضع العدوان الإسرائيلي على غزة، المستمر على مدار أكثر من 40 يومًا، القوات الأمريكية في الشرق الأوسط وخاصة في العراق وسوريا في مأزق كبير، حيث تعرضت قواعدها العسكرية لهجمات صاروخية مكثفة وأخرى بطائرات مسيرة، وباتت قواتها وقواعدها محل استهداف من الجماعات والتنظيمات المسلحة في كلا البلدين، تصدت لبعضها الدفاعات الجوية، وفي حديث لمسئولين أمريكيين فإن الهجمات تجاوزت 55 هجوما في شهر، وكانت واشنطن قد حذرت من هذا التصعيد ضد قواتها بشكل واضح.
وردت القوات الأمريكية بتنفيذ ضربات محددة ضد هذه التنظيمات المسلحة، التي تقول إنها موالية لإيران، وعلق وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، خلال مؤتمر صحفي، الاثنين الماضي، قائلا: "هذه الهجمات يجب أن تتوقف، وإذا لم تتوقف، فلن نتردد في القيام بكل ما يلزم، مرة أخرى، لحماية القوات".
وأكد وزير الدفاع الأمريكي أن الضربات الأمريكية في شرق سوريا هدفها إضعاف الجماعات المسؤولة عن الهجمات ضد القوات الأمريكية.
سياسة واشنطن في المنطقة.. هل تتغير؟
طرحت مثل هذه الهجمات المتكررة على القوات الأمريكية في العراق وسوريا عدة أسئلة على المراقبين والباحثين، تتمثل في أن الهجمات تأتي دعما للفصائل الفلسطينية في غزة ضد العدوان الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية، فهل سيكون لهذه الهجمات التي تشنها المنظمات المسلحة أي أثر تجاه تغيير واشنطن لسياستها في المنطقة وخاصة سياستها في دعم إسرائيل؟ أم أن هذه الاعتداءات ستدفع أمريكا لتغيير حساباتها بشأن الموقف الأمني والخطط الأمنية المتعلقة بتواجد قواتها في كلا البلدين؟ فإلام تذهب هذه الهجمات وما نتائجها؟
وعلق الدكتور جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب في ألمانيا، على هذه الهجمات، قائلا: الهجمات التي تقوم بها الجماعات المسلحة الموالية لإيران، تحديدا في العراق، ضد المصالح الأمريكية والقوات الأمريكية من شأنها أن تجعل القوات الأمريكية تعيد حساباتها بشأن الإجراءات الأمنية لمصالحها في المنطقة، أما ما يخص تغيير سياستها ومواقفها، فهذا من المستبعد جدا، لأن أمريكا منخرطة بشدة في موضوع دعم إسرائيل، ولن يكون هناك تغييرا في السياسيات والمواقف، لكن المخاوف الأمريكية قائمة بشأن الهجمات وتحتل أهمية عند الولايات المتحدة.
وأضاف رئيس المركز الأوروبي في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن تعزيز التواجد الأمريكي ظاهر وواضح، فحاملة الطائرات فورد وقوات النخبة قد وصلت إسرائيل وكذلك حاملة طائرات إضافية، ثم تعزيز تواجدها في منطقة الخليج ضمن سياستها في الردع ضد إيران.
وفيما يخص الصراع بين واشنطن وطهران، رأى "جاسم" أنه من المستبعد حتى الآن نشوب أي مواجهة مباشرة بين إيران والولايات المتحدة، ويبدو أن كلا الطرفين بينهما قواعد اشتباك مشتركة يحترمها جميع الأطراف، بحيث تستقر درجة المواجهات غير المباشرة بينهما عند حد معين، لكنه من الواقع أن أمريكا تعزز وجودها ليس من أجل المواجهات العسكرية لكن من أجل سياسة الردع ضد إيران والجماعات الموالية لها.
يعتقد رئيس المركز الأوروبي أن هذه الهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة في العراق تؤدي إلى فوضى بصراحة. وحول السبب الذي يدفعها لمثل هذه الهجمات أشار "جاسم" إلى أن هذه الجماعات تطرح نفسها بأنها "محور مقاومة" لذا يتطلب منها إجراء عمليات لدعم غزة لذلك فهي تجد في القواعد الأمريكية أهدافا لتعزيز فكرة "المقاومة" لديها. أي أن هذه الجماعات ربما تشعر بالحرج نتيجة ما يحدث في غزة أمام الرأي العام العربي بينما هي تطلق على نفسها تنظيمات "مقاومة". فهذه الفكرة تحديدا تدفعها لممارسة عدة هجمات ضد المصالح الأمريكية.
قواعد "التحالف الدولي" تحت القصف
في سوريا، فإن القواعد الأمريكية وقواعد التحالف الدولي باتت تتعرض لهجمات بكثافة دون الإعلان عن خسائر مؤثرة، بينما تم الإعلان عن إسقاط مسيرات وصد صواريخ أطلقت من تنظيمات مسلحة، ما دفع الولايات المتحدة للانخراط في تشديدات أمنية وتدريبات مكثفة لقواتها ولحلفائها المحليين المدعومين منها مثل قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها واشنطن لضمان تحقيق الاستقرار في شمال وشرق سوريا، ولضمان عدم عودة تنظيم داعش الإرهابي.
ووفقا لشبكة الأخبار العسكرية، التابعة لقوات سوريا الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، المدعومة من قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، فإن قواعد التحالف الدولي شهدت نشاطا تدريبيا مشددا، شاركت فيه قوات سوريا الديمقراطية، بالذخيرة الحية والأسلحة النوعية، في إطار تكثيف الجهود والتعزيزات الأمنـية لحماية مناطق وقواعد العسكرية الخاصة بالتحالف في المنطقة من أي محاولات هجومية.
وقالت شبكة الأخبار العسكرية، نقلا عن القيادة المركزية الأمريكية، أن الأخيرة تتوعد برد قاس على مصدر الهجمات الموجهة لقواعدها في شمال شرق سوريا، بالإضافة لفرض عقوبات اقتصادية ضد أي دولة تدعم الهجمات.
ويشير مثل هذا البيان إلى التهديد المبطن من القوات الأمريكية لإيران ولحلفائها في المنطقة، كي تتمكن من إبعادهم عن توسيع نطاق الحرب التي اشتعلت في غزة. حيث يأتي ذلك التصعيد ضد قواعد القوات الأمريكية في العراق وسوريا ضمن التهديدات المستمرة من التنظيمات المسلحة انتقاما مما يحدث من عدوان على غزة مدعوما من الإدارة الأمريكية.
ونقلا عن المكتب الإعلامي لـ"قسد"، فإن الجيش الأمريكي يعمل على تعزيز قدراته القتالية في ظل تنامي المخاوف الدولية من حرب إقليمية أوسع، كما يعمل على إيصال سريع لأسلحة تتضمن دفاعات جوية. كشفت عن نية الجيش الأمريكي وفقا لخططه المطروحة إنشاء قواعد أمريكية جديدة في سوريا وخاصة في الحسكة ودير الزور ومناطق قريبة.
في الوقت نفسه، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تعرض قاعدة أمريكية في منطقة رميلان بريف الحسكة، لهجوم جديد خلال الساعات الماضية، عبر طائرتين مسيرتين أطلقتا من قبل المقاومة الإسلامية، من داخل الأراضي العراقية، والتي تبنتها في بيان رسمي لها، ضمن إطار الانتقام لغزة، دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية.
وأشار المرصد السوري، إلى أن الأراضي السورية تشهد جزءا كبيرا من الصراع الأمريكي الإيراني والموالين لهما داخل الأراضي السورية خاصة منذ بدء الحرب في غزة، ووفقا لمدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن، فإن الأراضي السورية تشهد تصعيدا بين القوات الأمريكية والمجموعات الموالية لإيران، خاصة وأنه جرى استهداف القواعد العسكرية بهجمات مكثفة، بينما لم تردع الغارات الأمريكية المليشيات المسلحة.
ووثق المرصد السوري، منذ تاريخ 19 أكتوبر الماضي، نحو 37 استهدافا لقواعد "التحالف الدولي"، توزعت على النحو التالي: 6 على قاعدة التنف، و9 على قاعدة حقل العمر النفطي، و6 على قاعدة حقل كونيكو للغاز، و1 على القاعدة الأميركية في روباربا بريف مدينة المالكية، 7 على قاعدة خراب الجير برميلان، و6 على قاعدة الشدادي، و1 على قاعدة تل بيدر، 1 على قاعدة قسرك.
وردا على هذه الهجمات، قال الجنرال مايكل اريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، قبل أيام، إنه ردا على الاستفزازات المستمرة من قبل الحرس الثوري الإيراني والجماعات المرتبطة به في العراق وسوريا، نفذت القيادة المركزية الأمريكية ضربات جوية ضد منشآت بالقرب من مدينتي البوكمال والميادين". وأضاف الجنرال كوريلا أن "الولايات المتحدة ستواصل الدفاع عن نفسها وأفرادها ومصالحها".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القواعد العسكرية الأمريكية الحرب على غزة الحرب على فلسطين العدوان الإسرائيلي
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يبدأ تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. واشنطن تنشئ مركز قيادة لتنسيق المهام الأمنية
أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس دخل حيز التنفيذ ظهر اليوم الجمعة، في خطوة وصفت بأنها بداية تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية، ويتضمن إعادة الأسرى وإنهاء العمليات العسكرية المستمرة منذ شهور.
وجاء في البيان الرسمي أن قوات الجيش الإسرائيلي أعادت تموضعها على خطوط انتشار عملياتية جديدة داخل قطاع غزة، وفقًا لما ينص عليه الاتفاق.
وأوضح المتحدث العسكري أن الاتفاق يتضمن بقاء القوات الإسرائيلية في مواقع محددة داخل القطاع، محذرًا سكان غزة من الاقتراب إلى مواقع القوات أو المنطقة العازلة، ومؤكدًا أن أي تحرك في هذه المناطق قد يعرضهم للخطر.
ووفق التوجيهات الميدانية المعلنة:
يسمح بالانتقال بين جنوب القطاع وشماله عبر طريقي الرشيد وصلاح الدين فقط.
يمنع الاقتراب من مناطق بيت حانون، بيت لاهيا، والشجاعية في الشمال، وكذلك معبر رفح ومحور فيلادلفيا ومناطق تمركز القوات في خان يونس جنوبًا.
يحظر الصيد أو السباحة أو الغوص في المنطقة البحرية على طول شواطئ غزة في الوقت الحالي.
الاقتراب من الأراضي الإسرائيلية أو المنطقة العازلة ممنوع تمامًا حتى إشعار آخر.
مرحلة تبادل الأسرى
ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن الاتفاق ينص على أن تقوم حركة حماس بتسليم جميع الرهائن الإسرائيليين خلال 72 ساعة كحد أقصى. ومن المقرر أن تكتمل عملية التبادل بحلول يوم الاثنين عند الساعة الثانية عشرة ظهرًا.
مصادقة الحكومة الإسرائيلية
صادقت الحكومة الإسرائيلية فجر اليوم على ما وصفته بالإطار العام لإنهاء الحرب في غزة، بما في ذلك آليات الانسحاب وتبادل الأسرى، وفق ما أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وذكرت مصادر رسمية أن الاتفاق يشمل بنودًا تتعلق بوقف متبادل لإطلاق النار وتحديد خطوط التماس والضمانات الدولية لتنفيذه.
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن الاتفاق يتضمن “ملحقًا سريًا” يتعلق بالمرحلة الثانية، والتي تشمل ترتيبات نزع السلاح وقضايا تتعلق بإعادة إعمار القطاع. وقد أبدت مصادر عسكرية إسرائيلية قلقًا من إمكانية تعثر هذه المرحلة، واصفة تفاصيلها بـ”الحرجة والمعقدة”.
يأتي تنفيذ وقف إطلاق النار في إطار خطة من 20 بندًا تم التفاوض حولها بمشاركة الولايات المتحدة، وبدعم من قطر ومصر. وتهدف الخطة إلى إنهاء الحرب، استعادة الأسرى، ووضع آليات لمراقبة أمنية طويلة المدى في القطاع، مع إشراف دولي مباشر على بعض مراحل التنفيذ.
واشنطن تنشئ مركز قيادة في إسرائيل لتنسيق المهام الأمنية في غزة
وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القيادة المركزية بإنشاء مركز قيادة في إسرائيل لتنسيق العمليات الأمنية المتعلقة بقطاع غزة. هذا المركز الجديد سيشرف عليه جنرال أمريكي رفيع المستوى ويضم مئات الجنود الأمريكيين، بهدف تنفيذ خطة ترامب المؤلفة من 20 بندًا لوقف الحرب بشكل كامل.
ويشمل دور المركز تنسيق عمل القوات الأجنبية المشاركة في المهام الأمنية داخل غزة، مع تأسيس قوة مهام مشتركة تضم إسرائيل، الولايات المتحدة، قطر، ومصر، تهدف إلى تحديد مواقع رفات المحتجزين الذين قتلوا وإعادة رفاتهم خلال فترة لا تتجاوز 72 ساعة.
وتشير تقارير إلى أن القوة المشتركة ستستخدم معدات ثقيلة للحفر أو هدم المباني للوصول إلى الجثامين، وستُفرض ردود أمريكية مباشرة في حال حدوث أي انتهاكات للاتفاق. كما سيتم تأسيس آلية خاصة لمناقشة قضايا نزع السلاح والتجريد العسكري في غزة.
وأكد مسؤول أمريكي أن حوالي 200 جندي أمريكي سيشاركون في قوة المهام المشتركة، لكنها لن تُنشر داخل القطاع مباشرة.