اكتشف العلماء، أن انفجار نجم نيوتروني منخفض الكتلة يمكن أن يكون المصدر الكوني البديل للانثانيدات والعناصر الثقيلة الأخرى، بما في ذلك المعادن الثمينة مثل الذهب والبلاتين.
إقرأ المزيدوالنجوم النيوترونية هي النوى المنهارة لنجوم ضخمة تتراوح كتلتها بين 10 إلى 25 مرة كتلة الشمس.
وعادة، عندما يكون نجمان نيوترونيان قريبين بدرجة كافية، يندمجان ويتصادمان. وهذه العملية هي المصدر الرئيسي للانثانيدات والعناصر الثقيلة في الكون. ويمكن أن يؤدي الاصطدام إلى خلق حالة تُعرف باسم "عملية آر" (r-process أو عملية التقاط النيوترون السريعة) لتخليق هذه العناصر.
وقد تم رصد أول حدث لاندماج نجم نيوتروني ثنائي في عام 2017. ومع ذلك، لم تكن قناة الاندماج وحدها كافية لتفسير العناصر الثقيلة في النطاق الكوني.
ولاحظ الفريق، بقيادة الدكتور شينغ تشي ليونغ، أستاذ الفيزياء المساعد في جامعة ولاية نيويورك، بالتعاون مع الدكتور تشون مينغ ييب، والدكتور مينغ تشونغ تشو والدكتور لاب مينغ لين، من جامعة هونغ كونغ الصينية، أنه حتى من دون الاصطدام المباشر، يمكن للنجم النيوتروني الأساسي أن يفقد كتلته أمام النجم النيوتروني المرافق له عن طريق قوة المد والجزر.
إقرأ المزيدوتتوقع النماذج النظرية أنه بعد فقدان كتلة كافية، يصبح النجم غير مستقر، ويؤدي إلى نبض غير متحكم فيه ثم انفجار لاحق.
ومن أجل دراستهم، قام الفريق بالتحقيق في ما إذا كانت هذه القناة قادرة على تصنيع عناصر ثقيلة مماثلة لقناة الاندماج.
وهناك عدد قليل جدا من الدراسات السابقة لهذه العملية لأن النمذجة تمثل تحديا حسابيا يتضمن حساب التفاعلات النووية واسعة النطاق للغاية وحساب البيئة القاسية المحيطة بالنجم النيوتروني.
ونجح الفريق في التغلب على الحاجز الحسابي وقام بمحاكاة كيفية حدوث هذه الانفجارات. وللتأكد من حساب العناصر الكيميائية بشكل صحيح، استخدموا شبكة نووية كبيرة تضم أكثر من 3000 نظير مع أحدث الفيزياء الدقيقة.
وتؤكد نتائجهم الجديدة أن النجم النيوتروني الفردي منخفض الكتلة غير المستقر، ويمكن أن ينفجر. ويشبه التركيب الكيميائي للمقذوفات التركيب الشمسي إلى حد كبير، خاصة في العناصر الثقيلة. ويشير هذا إلى أن هذا السيناريو يمكن أن يكون طريقة مهمة أخرى لتفسير توزيع العناصر الكيميائية في الكون.
وتلقي هذه الدراسة الضوء على أحد الأسئلة الأساسية حول الكون: من أين تأتي جميع العناصر الكيميائية؟، وكيف تطور الكون من الهيدروجين والهيليوم فقط إلى 118 عنصرا متنوعا؟.
وسيواصل الفريق التحقيق في احتمالات رصد الانفجار وتحسين فيزياء المدخلات لجعل عمليات المحاكاة أكثر واقعية.
المصدر: phys.org
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الفضاء فيزياء معلومات عامة معلومات علمية نجوم یمکن أن
إقرأ أيضاً:
اكتشاف مدينة تعود إلى 2800 عام
اكتشف علماء آثار في شمال غواتيمالا مدينة من حضارة المايا يعود تاريخها إلى أكثر من 2800 عام، على ما أعلنت السلطات، ما يُوفّر معطيات تتيح فهما أعمق لهذه الحضارة التي سبقت الحضارة الإيبيرية ما قبل الهسبانية.
وسادت حضارة المايا في الأراضي التي تشكّل راهنا جنوب المكسيك وغواتيمالا وبيليز والسلفادور وهندوراس، ويعود تاريخها إلى عام 2000 قبل الميلاد على الأقل، وبلغت ذروتها خلال العصر الكلاسيكي، بين عامَي 400 و450 للميلاد.
وأوضحت وزارة الثقافة الغواتيمالية، في بيان، أن المدينة اكتُشِفَت على مسافة 21 كيلومترا من موقع "واكساكتون" الأثري، في مقاطعة "بيتين"، قرب المكسيك، وهو الموقع الأثري الرئيسي في غواتيمالا ومن بين الأكثر استقطابا للزوار.
وتبيّن، بحسب الوزارة، أن الموقع الذي يمتد على مساحة نحو 16 كيلومترا مربعا يعود إلى العصر ما قبل الكلاسيكي الأوسط (800-500 قبل الميلاد)، وأنه "يُعَدّ من أقدم المراكز الاحتفالية وأهمها" في هذه الحقبة من حضارة المايا في منطقة "بيتين" الحرجية.
ولاحظت الوزارة أن الموقع "يتميز بتخطيط معماري لافت"، إذ يضم أهراما ومراصد فلكية ونُصبا "منحوتة بتقنية فريدة من نوعها من المنطقة".
وأُطلق على المدينة اسم "لوس أبويلوس" (الأجداد) نظرا إلى اكتشاف منحوتتين مجسمتين "تمثلان زوجين" من الأسلاف.
وشرحت وزارة الثقافة أن هذين التمثالين "اللذين يعود تاريخهما إلى ما بين 500 و300 قبل الميلاد، قد يكونان مرتبطين بممارسات طقسية قديمة تتعلق بتبجيل الأسلاف، ما يعزز أهميتهما الثقافية والرمزية".
وبالإضافة إلى المدينة، اكتُشفت منطقة أخرى تُعرف باسم "بيتنال"، تضم هرما بارتفاع 33 مترا مزينا بلوحات جدارية تعود إلى العصر ما قبل الكلاسيكي، بالإضافة إلى موقع يُسمى "كامبرايال" يتميز بـ"نظام قنوات فريد" لنقل المياه.
وأفاد البيان بأن "هذه المواقع الثلاثة تُشكل معا مثلثا حضريا لم يكن معروفا سابقا"، ويتيح اكتشافها "إعادة النظر في فهم التنظيم الاحتفالي والاجتماعي والسياسي لمنطقة بيتين في الحقبة الإيبيرية".
"جزء من الصورة"
وأوضح ميلان كوفاتش مدير المشروع الأثري، في مؤتمر صحافي، أن "أعمال التنقيب الأولية" بدأت عام 2023، وامتدت منذ بداية العام إلى "نطاق أوسع" بهدف "فهم تسلسلها الزمني والأهمية السياسية والطقوسية" في المنطقة.
أما دورا غارسيا نائبة مدير المشروع، فأكدت أن "كمية البيانات" و"القطع الأثرية الجديدة" المكتشفة تُوفر "معلومات إضافية" تتيح مواصلة إعادة تكوين فكرة عن ثقافة المايا في "بيتين".
وقالت "كل قطعة صغيرة نحصل عليها من الحفريات أساسية بالنسبة إلينا، إذ إنها بمثابة أحد أجزاء الصورة التي نعمل على تجميعها".
ومثّلت شعوب المايا إحدى أهمّ الحضارات الإيبيرية في قارة أميركا، وكانت لها مساهمات كبيرة في تطور البشرية. كذلك ابتكرت شعوب المايا نظاما متقدما للكتابة الهيروغليفية وتقويما لا يزال يُدهش علماء الآثار والفلك.
ومن أبرز وجوه إرث المايا زراعة الذرة والكاكاو، ووفقا للبعض علكة المضغ المصنوعة من عصارة الأشجار المطبوخة.