حصاد الخزي والعار.. بقلم: منهل إبراهيم
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
ليس بمقدور الكيان الصهيوني أن يفخر سوى بأنه الكيان الهمجي المدمر، وبطولاته المخزية هي إبادة الأطفال والنساء، وسجله في المنطقة شاهد على استحقاقه الحصول على الوسام الأسود الأكبر بتاريخ الجنس البشري في تدمير المقدسات الدينية والتاريخية، وإزهاق أرواح الأبرياء، وحرمان المدنيين من مقومات الحياة، وحرمان الشهداء من الأكفان والمدافن، وحرمان الجرحى من إنقاذهم وإسعافهم، والتمسك بحياتهم.
“إسرائيل” الكيان الجزار والجلاد بالرغم من أنه أعد العدة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً لقتل الضحية، وهو يعد الحلفاء لمجازره وفي مقدمتهم أمريكا بنصر سريع على أصحاب الأرض والتاريخ، فشل الكيان في كل ذلك وسيدخل التاريخ العسكري في أقسى هزيمة ضربت أركانه وهزت وجوده.
لقد سقط رهان أمريكا والغرب على منطق الإبادة الإسرائيلي الصهيوني الحاقد الذي قام به الكيان، والذي قابله منطق الصمود البطولي الذي سجلته المقاومة، وفلسطين اليوم تلقى تعاطف العالم معها في محنتها وصبرها ضد آلة القتل متعددة الجنسيات.
تظاهر آلاف الأشخاص في كل مكان، حتى في الولايات المتحدة وكندا لوقف العدوان الإسرائيلي ومجازره على غزة، وكانت الحشود في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية تزامناً مع انعقاد منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ ابيك، والمطالبة صاخبة ومدوية بوقف المجازر التي يمارسها الاحتلال في غزة ودعم فلسطين، وهذا أمر له مدلولات كبيرة، فالمظاهرات في قلب دول هي حليف وجليس لكيان الاحتلال.
العالم في مخاض نحو ولادة جديدة، ومهما حاول أعداء المنطقة تحويل بلدانها المقاومة لثقوب سوداء يستنزفون مقدراتها وقوتها ويستجلبون إلى ترابها جميع أدواتهم القاتلة والمدمرة، فالفشل الذريع ينتظرهم في طرقاتها وسماواتها المقاومة، ومن الواضح أن نتنياهو استعجل قطف ثمار حقده وأطماعه السياسية والعسكرية، فكان حصاده الخزي والعار والهزيمة على أبواب غزة.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
تجويع وحرمان.. معادلة حوثية ضد الشعب اليمني
أثناء تجوالك في الشوارع الرئيسية والفرعية بصنعاء ومناطق سيطرة ميليشيا الحوثي الإيرانية، يلفت انتباهك الشعارات واللافتات التي والملصقات التي ترفعها الميليشيات بحجة نصرة الشعب الفلسطيني وأبناء غزة ورفض القتل والتجويع الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو عامين.
وفي الوقت الذي تتغنى الميليشيات والقيادات بهذه الشعارات وتطالب بتقديم الدعم المالي لهم، يواجه أهالي صنعاء وباقي المناطق، أوضاع إنسانية واقتصادية صعبة في ظل استمرار نهب المرتبات والأزمات المتكررة التي تخلقها هذه الجماعة من أجل خدمة مشروعها الطائفي التدميري القادم من إيران.
معادلة متناقضة تمارسها سلطة الحوثيين، ففي الوقت الذي يقفون ضد القتل والتجويع في غزة وفلسطين، يعيش اليمنيون قتل وتجويع وتشريد بشكل يومي على يد هذه الجماعة التي ترفع شعار الموت والتدمير ولا تبالي بحياة المواطنين أو السماح بتخفيف المعاناة عنهم.
وتُعلن الميليشيات بشكل مستمر عن تنفيذها عمليات وهجمات جديدة على مدن ومطارات إسرائيلية؛ في المقابل تشن قوات الاحتلال ضربات جوية على منشآت اقتصادية حيوية في اليمن، في مقدمتها موانئ الحديدة مطار صنعاء الدولي ردًا على تلك الهجمات التي لم تحدث أو تسفر عن إضرار على حكومة تل أبيب كما تدعي القيادات الحوثية.
وتعد موانئ الحديدة الشريان الرئيسي والوحيد للميليشيات لإيصال الغذاء والدواء والوقود إلى مناطق سيطرتهم عقب منع الاستيراد عبر الموانئ المحررة الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية. ومع الأضرار والقصف الأخير الذي شنته القوات الإسرائيلية أصبح هذا المنفذ البحري شبه معطل ومهدد بالتوقف في أي لحظة جراء الدمار الذي لحق به.
مكتب الأمم المتحدة في صنعاء أطلق تحذيرات عاجلة من قصور في قدرة البنية التحتية الحالية في ميناء الحديدة وتراجع القدرة التخزينية لتلك الموانئ على استيعاب حجم الامدادات التي تأتي عبر الميناء.
وأشار المكتب في بيان صادر عنه، إن الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل على موانئ الحديدة في اليمن "أدت إلى تقليص قدراتها وخفضت من سعتها الاستيعابية".
وأضاف البيان أن الانخفاضات المحتملة في سعة هذه الموانئ، إضافة الى القيود المفروضة على خطوط نقل الغذاء والوقود والأدوية، "تُثير قلقاً بالغاً، لا سيما في وقت يحتاج فيه 19.5 مليون شخص في اليمن إلى مساعدات إنسانية ويعتمدون على هذه الموارد الحيوية". واعتبر أن هذه الموانئ "تُعد منافذ حيوية لجلب الواردات التجارية، بما فيها الغذاء والدواء، وكذلك الإمدادات الإنسانية لفائدة ملايين المحتاجين في اليمن".
من جانبه توقع برنامج الغذاء العالمي تفاقم الوضع الغذائي في اليمن خلال الأشهر المقبلة في ظل استمرار انتشار أزمة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية على مستوى واسع في البلاد. مشيرًا في تقريره الأخير إلى إن نحو 5 ملايين شخص في اليمن، يواجهون خطر فقدان المساعدات الغذائية المنقذة للحياة، نتيجة التخفيضات الكبيرة في التمويلات الإنسانية هذا العام".
ووفق تقديرات أممية، فإن أكثر من 17 مليون شخص في اليمن (ما يقرب من نصف السكان) سيعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال العام 2025، كما من المتوقع أن يواجه 5 ملايين شخص مستويات مُقلقة من الجوع.
وأوضح التقرير أن تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي يعود بشكل أساسي إلى عدة عوامل رئيسية، من بينها "التحديات الاقتصادية المستمرة؛ بما فيها انخفاض قيمة العملة المحلية، وفجوات المساعدات الإنسانية الحرجة الناجمة عن نقص التمويل، ومحدودية أنشطة سبل العيش، والصراع المحلي على جبهات القتال".
وأردف أن جميع المحافظات في اليمن "تجاوزت عتبة (عالية جداً) لاستهلاك الغذاء غير الكافي في أبريل/نيسان الماضي، مع تسجيل الذروة في محافظات البيضاء، وريمة، والجوف، ولحج، والضالع. كما أفاد أن 22% في مناطق الحوثيين بوجود فرد واحد على الأقل قضى يوماً كاملاً دون طعام بسبب نقص الغذاء".
وأكد برنامج الغذاء العالمي أن التوقعات تشير إلى المزيد من التفاقم في أزمة الأمن الغذائي في البلاد خلال الأشهر المقبلة جراء "الانخفاض الحاد والمستمر في تمويل المساعدات الإنسانية، والارتفاع المُقدّر في معدلات الوفيات والمرض مع إغلاق المرافق الصحية وتزايد تفشي الأمراض".