ميلاد عمر المزوغي اتفاق الصخيرات سيء السمعة, والذي اسس لمراحل انتقالية اسهمت في انتشار الفساد, وعدم قيام الاجهزة الرقابية بدورها, بل تغاضت عن ذلك وساهمت في استفحاله, تجلّى ذلك من خلال قوائم الموفدون الى الخارج سواء للدراسة او العمل, وصلة القرابة التي تربط بعضهم بأناس متنفذون في(الدولة),ناهيك عن كبار وصغار السن حيث قانون الدراسات العليا بالخارج يمنع ذلك.

تحول مجلس الدولة المنبثق عن اتفاق الصخيرات من مجلس استشاري استرضائي صرف, توصياته غير ملزمة, إلى غرفة تشريعية ثانية, بمباركة من القوى الدولية لأجل استمرار الازمة,وكذلك لوجوده في غرب البلاد حيث تخضع لسلطة الميليشيات الجهوية والمؤدلجة, كما يتواجد بها البنك المركزي الذي يراسه احد المحكوم عليهم بالفساد المالي قبل الثورة ,فوجد مجلس النواب نفسه مجبرا على التعاطي مع الاعلى للدولة, علّ الوصول الى توافق معه يسهل الوصول الى انتخابات برلمانية ورئاسية. بالأمس اعلن عن اتفاق الطرفين على خارطة طريق تمس النقاط الضرورية التي تساهم في حل الازمة وتبشر بإجراء انتخابات في الربع الثاني من العام المقبل, ولكن يتقبل الدبيبة والمساندين له ذلك وبالأخص الادارة الامريكية التي يتدخل مبعوثها في كل كبيرة وصغيرة والتشكيك في محاولة المجلسين لراب الصدع ولمّ الشمل, وعندما يواجه المبعوث الامريكي بالتدخل السافر فيا الشأن المحلي يدعي حرصه على الليبيين وتمنيه بعبورهم الى بر الامان وبناء الدولة. والسؤال الذى يتبادر الى الادهان, ترى أي المشاكل التي تم حلها بواسطة امريكا ومن هم على شاكلتها؟ كافة مشاكل دولنا, ما اصطلحت امريكا على تسميته بالشرق الاوسط الجديد والتي عملت لسنوات على تنفيذه على حساب شعوبنا التي تم تشريد جزء منها ونهب خيراتها وبث الفرقة بين مكوناتها لتظل تحت سيطرتها, والاستفادة من الاموال التي تم تجميدها, أما بخصوص عملية (ايريني) لمراقبة حظر الاسلحة الاممية على ليبيا فان  وجودها شكلي ليس الا فالأسلحة المتنوعة والمتطورة تتدفق وبشكل مستمر على الاطراف المتنازعة وكل شيء بثمنه بل مضاعف. السيد الدبيبة يبدو انه مطمئن الى مركزه وغير ابه بتوافق المجلسين, وهو يطالب دائما بان يكون هناك دستور دائم يستفتى عليه الشعب والا فانه لن يسلم السلطة, خطوات تحسب على الخيرين من نواب المجلسين, وقد يكون عدم التوزيع العادل للثروة بين المناطق هو الشرارة لإجبار حكومة الدبيبة على التنحي حيث انه وخلال فترة حكمه التي جاوزت العامين تم صرف المليارات فيما ما لا يعني بمناطق غرب البلاد(مشاريع ترفيهية), بينما لم يحظى شرق البلاد وجنوبها باي من المشاريع الاساسية. وبعد هل يفلح النواب برمي الدبيبة, الخصم العنيد لهم على قارعة الطريق التي رسماها, لتكون بر الامان لشعب عانى ولأكثر من عقد ويلات الحروب والقتل والتدمير والتهجير واهدار المال العام, ليس لنا الا الانتظار وقد اعلن رئيس مجلس الدولة بانهم سيشكلون حكومة جديدة موحدة تتولى التهيئة والاشراف على الانتخابات, وفي حالة عدم امتثال الدبيبة(التسليم للحكومة الجيدة) لذلك فسيتم اتخاذ إجراءات أخرى. كاتب ليبي

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

الدبيبة يستهدف جهاز الردع بعد الككلي.. هل ينجح في هزيمته أم تنتهي حكومته؟

أثار قرار رئيس حكومة الوحدة الليبية، عبد الحميد الدبيبة إعلان عملية عسكرية ثانية ضد قوات جهاز "الردع" بعض الأسئلة عن مدى نجاحه في هزيمة هذه القوات المنظمة والمسيطرة على أغلب مؤسسات الدولة في طرابلس، مقابل قدرة هذا الجهاز على هزيمة الحكومة وإنهاء وجودها.

وأعلن الدبيبة خلال بيان متلفز أن حكومته "ستضرب بيد من حديد أي قوة خارجة عن شرعية الدولة، وأنه لا مكان إلا لقوات الجيش والشرطة وأي مجموعة خارجة عنهما سيتم استهدافها".

"قرارات حل وتسريح"
ولم يكتف الدبيبة بتهديد قوات الردع؛ بل أصدر حزمة من القرارات بصفته وزيرا للدفاع يحل فيها جميع الأجهزة التابعة لهاز ويسرح جنودها، بل أعلن رسميا انطلاق عملية عسكرية للهجوم على مقرات الردع والاستيلاء عليها واعتقال قادة الجهاز.

لكن المفاجأة أن "هذه القوات كانت متوقعة للخطوة ومستعدة لها، فقامت بالاشتباك مع القوات التابعة للحكومة وقتل عددا منها واعتقال آخرين، بل نجحت قوات الردع أيضا في حشد متظاهرين في أغلب أحياء طرابلس ضد حكومة الدبيبة متهمة الأخير بأنه يريد تمكين قوات مصراتة" (مسقط رأسه).


"تراجع ووقف العمليات"
وبالفعل خرجت مظاهرات عدة مازالت تهتف بإسقاط الدبيبة وحكومته ومحاكمته على ما حدث في طرابلس وطرد قوات "مصراتة" من العاصمة، ما أجبر الدبيبة على وقف إطلاق النار ووقف العمليات.
وتسارعت الأحداث في العاصمة الليبية طرابلس بعد إطلاق حكومة الوحدة هناك عملية عسكرية لإنهاء الميليشيات الخارجة عن القانون لإعادة هيبة الدولة وردع المخالفين.

وانتهت الأحداث بمقتل رئيس جهاز الدعم والاستقرار، التابع للمجلس الرئاسي الليبي، عبدالغني الككلي المشهور بـ"غنيوة" وسط حالة ذهول من الجميع كونه الرجل الأقوى في غرب ليبيا وكان يسيطر حتى على الحكومة ورئيسها، ما طرح تساؤلات حول دلالة الخطوة ورمزيتها.

فهل أجبرت قوات "الردع" الدبيبة على التراجع ووقف عملياته؟ أم هو الهدوء الذي يسبق العاطفة؟

"قائمة أمريكية للتصفية"
من جهته، أكد وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي أن "استمرار سيطرة الميليشيات المسلحة غير النظامية على الوضع الاقتصادي والسياسي والعسكري في غرب ليبيا يمثل ظاهرة خطيرة خاصة أن هذه المجموعات تحولت إلى قوة مهيمنة تعيق تحرير العاصمة طرابلس واستعادة الاستقرار فيها.

وقال في تصريحات لـ"عربي21": "الحكومة متورطة في صناعة وتقوية هذه الميليشيات خاصة حكومة الدبيبة فهي مثلا خصصت لميليشيات غنيوة الككلي ميزانية سنوية تصل إلى 180 مليون دينار ليبي، ومكنته من السيطرة على منطقة بوسليم ثم مؤخرا قتلته".

وتابع: "تصفية قادة هذه الميليشيات ليست أمرا حكوميا من الدبيبة بل توجد قوائم بأسماء عناصر ميليشياوية مطلوبين للعدالة، إما بالاعتقال أو التصفية، حيث تسلم وكيل وزارة الدفاع بحكومة الدبيبة "عبد السلام زوبي هذه القوائم من الإدارة الأمريكية خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، فما يتم هو بضوء أخضر أمريكي"، بحسب معلوماته.


"بقاء قوة الحكومة"
في حين قال عضو المجلس الأعلى للدولة، أحمد لنقي إنه "أصبح من المؤكد أن قرار إنهاء الميليشيات المسلحة ودمج أفرادها منفردين في مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية للراغبين أمرا واقعا، وذلك من أجل عودة هيبة الدولة والحفاظ على وحدتها واستقلالها".

وأوضح في تصريح لـ"عربي21" أن "الخطة والبداية تكون بإنهاء المليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس ثم تتبعها باقي المليشيات في باقي المدن، وإحالة مرتكبي جرائم يعاقب عليها القانون إلى القضاء، فلن تكن هناك قوة فوق قوة القانون الممثلة في السلطة التنفيذية"، وفق قوله.

وأضاف: "المجتمع الدولي والإقليمي يبحث عن سلطة تنفيذية جديدة للبلاد قادرة على تحقيق التنمية والاستقرار وتوحيد مؤسسات الحكم الأمنية والعسكرية والتنفيذية ووجود رأس للدولة يمكن التفاوض معه، ولن يتأتى ذلك في ظل وجود مليشيات مسلحة تهدد استقرار الأمن وتخل بكيان الدولة وتقسيمها إلى متنازعة، ولعل هذه المواقف الدولية والإقليمية كان لها تأثير كبير على الاستمرار في تنفيذ خطط الحكومة للتخلص من المليشيات المسلحة"، كما رأى.

"حسابات خاطئة للدبيبة"
الناشط السياسي المقيم في طرابلس، موسى تيهو ساي قال من جانبه إن "الدبيبة أخطأ في الحسابات بشكل كبير وتحمس عقب مقتل زعيم جهاز الاستقرار غنيوة، وظن أن تطبيق نفس السيناريو ممكن في منطقة سوق الجمعة، وذلك لأن جهاز الردع وضعه يختلف تماما عن دعم الاستقرار، كون على جهوزية، ولديه حاضنة اجتماعية كبيرة في طرابلس ومشهود بانضباطه لدى عامة الناس، وهو ما يجعل الإطاحة به أمر صعب للغاية ثم ماذا سيكون البديل هل لدى الدبيبة أجهزة أخرى منضبطة؟.

وأضاف: "إذا نظرنا إلى الأجهزة الأمنية التي نراها الآن مثل الأمن العام وغيره، فهي أجهزة غير منضبطة أبدا بل وقبلية أيضا ولن يسمح أهالي سوق الجمعة لها بأن تكون بديلا للأجهزة التي عرفها الناس منذ سنوات بغض النظر عن التجاوزات والخروقات التي تحصل منها أحيانا"، وفق قوله.

وختم حديثه: "إنهاء وجود التشكيلات المسلحة ليس بهذه الطريقة التي انتهجها الدبيبة بل يحتاج إلى حكمة وتدرج وإرادة وليس تحركا غير مدروس ومدفوع بتوظيف سياسي ضيق"، وفق تعبيره وتصريحه لـ"عربي21".

مقالات مشابهة

  • تنويه عاجل من الأرصاد بشأن الموجة شديدة الحرارة التي تضرب البلاد غدًا
  • المجلس الرئاسي أعلى سلطة تنفيذية في ليبيا
  • الدبيبة: ما حدث في أبوسليم خطوة ضرورية لبناء الدولة وإنهاء التجاوزات
  • نواب المنطقة الغربية يطالبون حكومة الدبيبة بالاستجابة لمطالب المتظاهرين 
  • نواب المنطقة الغربية يدعون إلى تشكيل حكومة كفاءات وإطلاق مرحلة انتقالية
  • الدبيبة يستهدف جهاز الردع بعد الككلي.. هل ينجح في هزيمته أم تنتهي حكومته؟
  • مجلس النواب يصدر بياناً بشأن الأحداث في طرابلس
  • مجلس النواب: الدبيبة يقود البلاد للاقتتال ونطالب بسحب الاعتراف الدولي بحكومته
  • مجلس النواب يدعو لجلسة رسمية لمناقشة بنود جدول الأعمال
  • الإيجار القديم.. تعرف على الأماكن التي سينطبق عليها القانون