حكم الجهاد في فلسطين ضد العدو المحتلّ.. دار الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول: قضية القدس من القضايا التي تشغل بال العالم الإسلامي، فهل الجهاد والمقاومة هما السبيل الوحيد لتحرير الأرض العربية؟
وقالت دار الإفتاء، إن الإسلام دين الرحمة والسماحة والعزة والكرامة وفي ذلك يقول الله تعالى لرسوله: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107] وقال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [المنافقون: 8].
وأشارت إلى أن الأصل في الإسلام هو السلم والمسالمة لكل البشر لقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ [البقرة: 208]، ولم يشرع الجهاد في الإسلام إلا لردّ عدوان المعتدين والدفاع عن الدعوة الإسلامية؛ خاصة إذا دخل الأعداء بلاد المسلمين، عملًا بقوله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [البقرة: 190]. وقوله تعالى: ﴿فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ﴾ [البقرة: 194].
وأكدت أن الجهاد في الإسلام مستمر طالما كان هناك عدوّ يحتلّ قطعة من بلاد المسلمين، ولكن الجهاد ليس قاصرًا على حمل السلاح وخوض المعارك فقط، وإنما قد يكون الجهاد بالكلمة أبلغ من الجهاد بالسيف خاصةً في هذا العصر الذي أصبحت فيه الدول تغزو بعضها إعلاميًّا وفكريًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا، فأنواع الجهاد متعددة؛ ومنها: الجهاد بالنفس، والجهاد بالمال، والجهاد بالكلمة.
وورد عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه بعد رجوعه من إحدى الغزوات قال: «قَدِمْتُمْ خَيْرَ مَقْدَمٍ مِنَ الْجِهَادِ الْأَصْغَرِ إِلَى الْجِهَادِ الْأَكْبَرِ» رواه البيهقي في "كتاب الزهد"، ممَّا يدل على أنَّ الجهاد له أنواع متعددة، وليس مقتصرًا على الجهاد بالسيف، وأنه ليس الوسيلة الوحيدة لردّ العدوان.
وعلى ذلك: فإنَّ الإسلام يحث المسلمين على أن يكونوا يقظين لكل ما يقوم به أعداء الإسلام من مكر وخديعة، وأن يكونوا مستعدين في كل وقت لرد عدوان المعتدين وألا يغفلوا عن إعداد القوة اللازمة لذلك؛ تحقيقًا لقوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ [الأنفال: 60]. والله هو الهادي إلى الحق والطريق المستقيم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء القدس الجهاد الإسلام
إقرأ أيضاً:
هل تبطل صلاة المرأة إذا شاهدها رجل؟ .. الإفتاء تجيب
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال تقول صاحبته: "أمتلك محلا ولا أستطيع غلقه وقت الصلاة لأن في ذلك مشقة، وعندما ينتهى اليوم؛ أجمع الصلوات.. فما الحكم؟".
وأجاب الشيخ أحمد ممدوح" عن السؤال قائلا: إن تأخير الصلاة غير جائز، ومن كبائر الذنوب، فلَكِ أن تصليها في المحل؛ لأن الله لا يبارك في رزق يمنع الإنسان من أداء صلاته وواجباته.
ونوّه بأنه يوجد وهم عند كثير من السيدات بأنه يجب أن لا يشاهدها أحد وهي تصلي، وهذا غير صحيح؛ لأن الصحابة كانوا يصلون في مسجد النبى- صلى الله عليه وسلم-، والصحابيات يصلين خلفهم بلا سواتر.
وأشار إلى أن مصلى السيدات، وعمل مكان مخصص لهن للصلاة، كلها أمور استحدثناها، فافرشي سجادتك، وقفي وصلِّي في محلك، لكن أن تجمعي كل الصلوات وتصليها في آخر اليوم؛ فهو غير جائز.
أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال أحد المتصلين حول حكم صلاة المرأة في البنطلون، حيث أكد أن الصلاة تكون صحيحة إذا توفرت الشروط الشرعية لصحتها.
وأوضح أمين الفتوى، أن من أهم شروط الصلاة هو ستر العورة، وبالنسبة للمرأة فإنها يجب عليها ستر جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين، وبعض الفقهاء مثل الحنفية زادوا القدمين على ذلك.
ولفت إلى أن البنطلون إذا كان ساترًا للعورة وغير شفاف أو ضيقًا بشكل يحدد تفاصيل الجسم فإنه لا مانع من صلاتها به، وبالتالي تكون الصلاة صحيحة ولا شيء فيها.
كيفية صلاة المرأة في حضور الرجال في العمل
شرح الدكتور أبو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، كيفية صلاة المرأة في حضور الرجال في العمل.
وقال سلامة، إن المرأة عليها أن تبحث عن مكان للصلاة يكون بعيدا عن أعين الرجال وساترا لها.
وأشار إلى أنه في بعض الأحيان لا يتوفر هذا الأمر ولا يخصص مكان للصلاة وفي هذه الحالة يجوز لها أن تستتر بأي شيء ممكن، وتصلي فإن وقعت عليها أعين الرجال؛ فصلاتها صحيحة، ويمكن لها أن تقف في زاوية المكان أو في نهاية الغرفة وتلصق ظهرها بالجدار وتصلي فإن لم يتيسر ذلك فيجوز الصلاة.
وذكر أن النساء في عهد النبي كن يصلين في المسجد في نهايته، دون حائل، وطبيعي أن يحضر الرجال للصلاة في المسجد، وسمح لهم النبي بذلك.
وورد أن امرأة أتت للنبي، وقالت "يا رسول الله، إني أحب أن أصلي معك، فقال لها: أنا أعلم أنك تحبين الصلاة معي، وصلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في مسجدي هذا"؛ فدل هذا على أن الستر للمرأة هو الأولى.