عكس روسيا وأكرانيا.. هكذا تقاتل حماس إسرائيل بطريقة غير تقليدية
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
على عكس الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، اختارت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) خوض حرب غير تقليدية مع إسرائيل لتحييد تفوقها العددي والتكنولوجي، وفقا لتانيا جودسوزيا في تقرير بموقع "بوليتيكو" الأمريكي (politico) ترجمه "الخليج الجديد".
جودسوزيا قالت إنه "في أوكرانيا، قررت كل من موسكو وكييف خوض حرب بعمليات تقليدية متناظرة، وأثبتت القدرات التكنولوجية على هذه الجبهة أنها جوهرية".
واستدركت: "لكن بعد 18 شهرا، تحولت ساحة المعركة إلى خطوط أمامية ثابتة وحرب خنادق دون نهاية في الأفق، ومن الواضح أن كلا من أوكرانيا وروسيا تكيفت لتحييد تأثير التكنولوجيا الجديدة".
وتابعت: "أما في قطاع غزة، فلا يوجد مثل هذا التماثل في التكنولوجيا أو القوى أو التكتيكات، لذلك اختارت حماس عدم قتال الجيش الإسرائيلي بالطريقة التي تقاتل بها أوكرانيا روسيا".
واعتبرت أن "الأمر سيكون بمثابة انتحار لحماس إذا شنت هجوما على أرض مفتوحة بمركباتها الآلية القليلة وقذائف الهاون".
اقرأ أيضاً
محلل عسكري إسرائيلي: من السابق لأوانه الحديث عن انهيار حماس
رؤية المعركة
"وبالتالي، ومع إدراكها للافتقار إلى التكافؤ، تقاتل حماس بطريقة تتكيف مع تفوق إسرائيل العددي والتكنولوجي"، كما أضافت جودسوزيا.
وأردفت: "فمثلا، انتشار الطائرات بدون طيار في أوكرانيا وفر رؤية أفضل لساحة المعركة، مما يعني أنه من الصعب إخفاء قوة قتالية كبيرة ومرافق لوجستية ومراكز قيادة".
وتابعت: على النقيض، تحاول حماس انتزاع هذه الميزة من إسرائيل في غزة، حيث تختبئ في أماكن منها متاهات الأنفاق. ومن خلال تشتيت قواتها ومخزونها اللوجستي، تبدو حماس "أصغر حجما" وتقدم عددا أقل بكثير من الأهداف ذات القيمة العالية.
وزادت جودسوزيا بأن "حماس "تتحدث بشكل أقل" للتكيف مع قدرة إسرائيل المتفوقة على كشف الإشارات، إذ تبث الحركة بصمة إلكترونية أخف بكثير، حيث تتمتع بسنوات من الخبرة في إدراك أنه سيتم اكتشاف الاتصالات الهاتفية وأجهزة الاتصال اللاسلكية والرسائل النصية".
واستطردت: "وعلى هذا النحو، طورت حماس استخداما منضبطا للهواتف المحمولة، مما أدى إلى تقليل البث حول الأحداث الرئيسية مثل هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول (الماضي).
وفي ذلك اليوم، وردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني، شنت "حماس" هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات محيط غزة، فقتلت 1200 إسرائيلي وأصابت 5431 وأسرت نحو 240 ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.
اقرأ أيضاً
صدمة البنتاجون.. تحقيق مطول عن هزيمة حماس لتكنولوجيا إسرائيل
دقة الأسلحة
"كما تُعتبر الأسلحة الدقيقة واحدة من التطورات الرئيسية التي أثرت على الحرب في أوكرانيا، ولكن مرة أخرى سيكون لها تأثير أقل بكثير في غزة"، كما زادت جودسوزيا.
وأوضحت أن "أجهزة استشعار المدفعية الموجهة بدقة وصواريخ ذخيرة الهجوم المباشر المشترك (JDAM) والأسلحة المضادة للدبابات حققت حلم كل قائد، فطلقة واحدة تقتل الهدف دون حاجة إلى مئات القذائف المدفعية أو القنابل الغبية لمهاجمة هدف ما".
واستدركت: "رغم أن إسرائيل تملك نفس القدرات الدقيقة المتمثلة في "استشعار إطلاق النار"، إلا أن تأثيرها سيكون أقل بلا شك في مدينة غزة، إذ تتضاءل الميزة الساحقة في الدقة بسبب التمويه والأنفاق ووجود عدد قليل من مواقع إطلاق الصواريخ ومدافع الهاون".
وقالت إن "الدقة تعد ميزة، ولكن يتم تخفيض مستواها بشكل كبير ضد حركة مختبئة في منطقة حضرية كبيرة وتتمتع بمهارة في تكتيكات الوحدات الصغيرة".
جودسوزيا شددت على أن "الجانب الذي يمكنه اختيار الزمان والمكان وطريقة القتال يفوز بميزة كبيرة في المعركة، وقد اختارت حماس القتال في المناطق الحضرية المزدحمة الكثيفة، فهي أصعب أشكال المعارك القتالية وتخفف من التفوق الإسرائيلي الهائل في العدد والمعدات والتكنولوجيا".
ومنذ 46 يوما يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني؛ مما خلّف أكثر من 13 ألفا و300 شهيد، بينهم ما يزيد عن 5 آلاف و600 طفل و3 آلاف و550 امرأة، فضلا عن أكثر من 31 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
اقرأ أيضاً
الحسم صعب.. محلل عسكري إسرائيلي يتوقع مواجهات أكثر تعقديا في جنوب غزة
المصدر | تانيا جودسوزيا/ بوليتيكو- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: روسيا أوكرانيا قتال حماس إسرائيل
إقرأ أيضاً:
إسرائيل.. أكثر من 550 مسؤولا سابقا يطالبون ترامب بإنهاء حرب غزة
غزة – طالب أكثر من 550 مسؤولا سابقا في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستغلال زيارته للشرق الأوسط للدفع نحو إنهاء الحرب وإعادة جميع الأسرى بقطاع غزة.
جاء ذلك في رسالة بعثت بها، أمس، حركة “قادة من أجل أمن إسرائيل”، التي تضم أكثر من 550 من كبار المسؤولين السابقين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
وتشمل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بما في ذلك، الجيش، والاستخبارات العسكرية (أمان)، والموساد، وجهاز الأمن العام (الشاباك).
ويقوم ترامب بزيارة إلى الشرق الأوسط تشمل السعودية وقطر والإمارات، تنطلق الثلاثاء 13 مايو/ أيار الجاري وحتى 16 من الشهر ذاته، في أول زيارة له إلى الشرق الأوسط منذ بداية ولايته الثانية في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وقال المسؤولون الأمنيون السابقون في رسالتهم لترامب: “نناشدكم استغلال زيارتكم للمنطقة لإعادة جميع مختطفينا، وإنهاء الحرب، ووضع حد لموت ومعاناة الأبرياء”.
كما طالبوا ترامب بإطلاق “اليوم التالي” (أي خطة سياسية) في غزة بدون حركة الفصائل الفلسطينية، و”تمهيد الطريق لتحالف أمني إقليمي يشمل إسرائيل”.
وكتبوا: “بالنظر إلى هدفكم المعلن منذ فترة طويلة المتمثل في إنهاء الحروب وشعبيتكم بين الإسرائيليين، فإننا نتطلع إليكم على أمل أن تمثل زيارتكم نقطة تحول”.
كما أوضحوا للرئيس الأمريكي أنهم سيقفون إلى جانبه علنا “في كل قرار وجهد يساهم في تعزيز هذه الخطوات”.
ويتهم جزء كبير من الإسرائيليين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالإصرار على إطالة أمد الحرب وإهدار فرص التوصل إلى صفقة لإعادة الأسرى انطلاقا من اعتبارات سياسية وللحفاظ على ائتلافه الحاكم حيث يهدد وزراء متطرفون بالانسحاب من الحكومة حال توقفت الحرب.
وفي وقت سابق من مساء الاثنين، أفرجت حركة الفصائل عن الأسير الإسرائيلي الأمريكي الجندي عيدان ألكسندر في إطار مفاوضات أجرتها إدارة ترامب مع حركة الفصائل عبر الوسطاء بمعزل تام عن إسرائيل ودون علمها، وفق القناة 12 العبرية.
وبعد إطلاق سراح ألكسندر، تقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 9900 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
الأناضول