مرصد الأزهر:  

طموح تنظيم داعش الإرهابي ببناء دولة الخلافة هو نفس حلم الصهاينة بشأن إقامة مملكة إسرائيل الكبرى

الإبادة الجماعية للفلسطينيين  فهناك ثمة تشابه ما نفذه تنظيم داعش الإرهابي ضد الإيزيديين في العراق

سياسة الأرض المحروقة أو التهجير التي يتبعها الصهاينة هي نفس طريقة داعش في العراق

 

 

 

 

قال مرصد الأزهر في مقال له ، إنه بنظرة بسيطة على الأحداث العالمية الراهنة، ومقارنتها بالأنشطة الإرهابية حول العالم،يثبت التشابه الكبير في العمليات الصهيونية ضد غزة وتنظيم داعش الإرهابي، بل إن الاحتلال أضاف عليها مزيجًا من الفاشية والنازية وأنتج مولودًا أقبح من كل التنظيمات الإرهابية مجتمعة على اختلاف مسمياتها وأيدولوجياتها.

ولخص المرصد أوجه التشابه بين الكيان الصهيوني وتنظيم داعش الإرهابي في النقاط التالية:

- توظيف الدين في تحقيق مكاسب سياسية: حيث استشهد "بنيامين نتانياهو" رئيس وزراء الكيان الصهيوني، أكثر من مرة، بالنصوص التوراتية في تبرير مجازر الاحتلال ضد الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال في قطاع غزة، مثل الاستدلال بنبوءة (إشعيا) التي يقول فيها:" لاَ يُسْمَعُ بَعْدُ ظُلْمٌ فِي أَرْضِكِ، وَلاَ خَرَابٌ أَوْ سَحْقٌ فِي تُخُومِكِ، بَلْ تُسَمِّينَ أَسْوَارَكِ: خَلاَصًا وَأَبْوَابَكِ: تَسْبِيحًا". [إشعيا: ٦٠/ ١٨].  

- تحقيق حلم الإمبراطورية والتوسع الإمبريالي: حيث أعلن "أبو بكر البغدادي"  زعيم تنظيم داعش الأسبق عام ٢٠١٥ ، قيام دولته المزعومة، وهو الحلم الذي لا يختلف في مضمونه عن رغبة الكيان الصهيوني بناء دولته على أرض عربية خالصة تمتد من النيل إلى الفرات. 

وبالتالي يمكن القول بجرأة إن طموح تنظيم داعش الإرهابي ببناء دولة ثيوقراطية تحت مسمى إحياء الخلافة، هو نفس حلم المتطرفين الصهاينة بشأن إقامة (مملكة إسرائيل الكبرى) أو (مملكة داود) على أرض مصر وفلسطين والأردن وسوريا ولبنان وجزء من العراق والسعودية،

- العنصرية والاستعلاء وتوسيع دائرة الصراع العنصرية، من السمات المشتركة الأخرى في أدبيات تنظيم داعش والكيان الصهيوني، في تسويغ أعمال العنف والقتل والاعتداء على الآخر الذي ينأى بنفسه عن استخدام أساليب مماثلة في المقاومة والدفاع عن النفس. بعبارة أخرى تكرس خطابات داعش والكيان الصهيوني للعنف والإرهاب باسم الأديان، فعلى سبيل المثال، قدمت رئيسة وزراء الكيان الصهيوني سابقًا "جولدا مائير" تعريفًا لليهودي بأنه "يقصي غير الغربيين". كذلك كشفت إحصاءات رسمية وردت بالعدد الأول من مجلة "ميداع عال شِفايون" عن عنصرية المنظومة التعليمية الصهيونية، من خلال توزيع الطلاب على فصول طبقية- طائفية، وأخرى طبقية- قومية.

- التطهير العرقي والإبادة الجماعية للفلسطينيين  فهناك ثمة تشابه قوي بين عمليات الإبادة الجماعية التي نفذتها عناصر تنظيم داعش الإرهابي ضد قومية الإيزيديين في العراق، وبين جرائم الكيان الصهيوني في قطاع غزة وفلسطين بشكل عام. وقد كشفت طريقة التعامل الدولي مع كلا الحالتين، عن ازدواجية في المعايير ونفاق القانوني الدولي في التفاعل مع شعوب وقضايا المنطقة. من ذلك اتهام تقرير منظمة العفو الدولية عام 2014م، تنظيم داعش المتطرف بشن "حملة تطهير عرقي ممنهج" في مناطق شمال العراق على خلفية قتل الإيزيديين، وإبادة قرى المسيحين، والآشوريين والأكراد، مما تسبب في نزوح وهجرة مئات الآلاف من هذه العرقيات والأديان خوفًا من بطش تنظيم داعش الإرهابي.

-العنف المفرط واستخدام التوحش:  فلم ينس العالم حرق تنظيم داعش للطيار الأردني "معاذ الكساسبة" حيًّا، ولم يغب عن ذاكرته مشاهد قطع الرؤوس والأعضاء، وتفجير رؤوس الناس بالأسلحة النارية والعبوات الناسفة، وقد علمنا أن ذلك منطلق عند تنظيم داعش من كتابهم المعروف إدارة التوحش، وكيفية استغلال التوحش في إرعاب أعداء التنظيم. ليتجسد ذلك في واقعنا مع الكيان الصهيوني، فيسير على نسق داعش في إدارة التوحش بصورة أبشع وبقوة نيرانية أشد، فأشلاء الأطفال باتت منظرًا معتادًا في غزة كل يوم، نرى أجسادًا بلا رؤوس وأعضاء بلا أجساد، وأشلاء لعائلات كاملة تجمع في حفنة، أو حفنتيْن، أو كيس، أو كيسين، هذا فضلًا عن تدمير آلاف المنازل.

- إستراتيجية الأرض المحروقة:  فسياسة التهجير التي يُصر عليها الكيان الصهيوني، يسبقها سياسة استخدام إستراتيجية الأرض المحروقة، وهي تلك التي استعملها داعش في العراق وسوريا، في أثناء تواجده هناك، فقد ذكر "جعفر الإبراهيمي" مستشار الحكومة العراقية للبنى التحتية، لرويترز أن "تنظيم داعش تسبب في خسائر تقدر بنحو (٣٠ مليار) دولار في البنية التحتية العراقية منذ ٢٠١٤م"، وأضاف الإبراهيمي: أن "تنظيم داعش استخدم سياسة التدمير الشامل للمنشآت والمصانع والبنايات؛ بقصد إحداث أكبر ضرر اقتصادي للعراق،

- التنكر للقوانين والمواثيق الدولية: فلا يكف تنظيم داعش الإرهابي عن ترديد عدم اعتباره للقرارات الدولية، وعدم احترامه للمواثيق الدولية، بل يعلن بشكل واضح كفره بالنظام العالمي ومؤسساته، وكأنه لا يراها ولا يسمعها. وبالمثل، فإن هذا الكيان الصهيوني لم ينفذ قرارات الأمم المتحدة، ولم يستجب لنداءات النظام العالمي، ولم ينزل على نصوص القوانين الدولية والمواثيق، كلها لا يراها ولا يسمعها ولا ينفذها؛ لدرجة أن كثيرًا من الكتاب يرونه فوق القانون الدولي والقرارات الأممية.

وختامًا  أكد المرصد أن هذه المقارنة السريعة لو أردنا تعميقها وحشد الأمثلة والأدلة كافة على إجرام كلا التنظيمين لتوسع هذا المقال ليصبح رسالة علمية مكونة من مئات الصفحات المليئة بمئات الأدلة والأحداث على أن الصهيونية والداعشية وجهان لعملة واحدة، ولصدَق على الكيان المحتل هذا النحت اللفظي الصهيوداعشية، بل لم يكفِ في التعبير عن معاني الإجرام والوحشية والعدوان والعنف والذي خرجت شعوب العالم منددة به، ومستنكرة له. ليبقى السؤال الحائر: هل العالم الذي كون تحالفًا دوليًّا لمواجهة إجرام داعش ووحشيته سيقوم بتحالف حتى وإن كان تحالفًا غير عسكري لكبح جماح هذا الكيان الصهيوني؟! أم لا تكفي تلك الدماء التي أريقت وهذه الأشلاء التي قطعت، وهذا التهجير المُذل، وهذا الخراب الذي نراه لإثبات وحشية العصابات الصهيونية؟!.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تنظیم داعش الإرهابی الکیان الصهیونی فی العراق

إقرأ أيضاً:

مصر.. البرلمان يوافق على قانون تنظيم إصدار الفتوى.. ونائب: يواجه فوضى الفتاوى

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أقرّ البرلمان المصري، الأحد، قانون تنظيم إصدار الفتوى الشرعية، وهو أول تشريع ينظم إصدار الفتوى في مصر.

يهدف القانون إلى "التصدي لنشر فتاوى مغلوطة أو متشددة أو متساهلة، وضمان الالتزام بنشر الفتاوى الشرعية الصادرة من المتخصصين، والحماية من الفتاوى المتطرفة أو غير الصحيحة، يأتي هذا بعد انتشار ظاهرة فوضى الفتاوى عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي دون سند فقهي أو شرعي مما يثير خلافات واسعة وجدلًا كبيرًا بين المواطنين"، وفق ما ذكره تقرير برلماني.

وتضمن القانون موادًا تستهدف "فوضى إصدار الفتاوى الشرعية"، والتمييز بين إصدار الفتاوى الشرعية وممارسة مهام الإرشاد الديني، مع كفالة الحق في الاجتهادات الفقهية في مجال الأبحاث والدراسات العلمية والشرعية. كما فرّق بين الفتاوى الشرعية العامة ذات الصلة بالشأن العام وتلك الخاصة بالأفراد.

وألزم القانون وسائل الإعلام بعدم نشر أو بث أي فتوى شرعية صادرة من غير الجهات المختصة أو استضافة أو تنظيم برامج للفتوى من غير المختصين. 

وسنّ القانون عقوبات جنائية تصل إلى الحبس والغرامة حال إصدار فتاوى من غير الجهات المختصة أو استضافة غير المختصين ببرامج الفتوى، رغم اعتراض نقابة الصحفيين على المادة ودعوتها إلى إلغائها "لمخالفتها لنص المادة 71 من الدستور".

وشهدت جلسات مناقشة القانون خلافًا حول المختصين بإصدار الفتاوى الشرعية العامة، إذ تحفظ الأزهر على السماح لأئمة الأوقاف بإبداء الفتاوى، في حين قال وزير الأوقاف أسامة الأزهري إن الأئمة من أبناء الأزهر لديهم القدرة على إصدار الفتاوى.

وحسم البرلمان في آخر جلساته بتعديل المادة الثالثة المتعلقة بالمختصين لإصدار الفتوى لتصبح "يختص بإصدار الفتاوى الشرعية العامة كل من هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أو مجمع البحوث الإسلامية، أو دار الإفتاء المصرية"، وهي نفس الجهات المختصة بإصدار الفتاوى الشرعية الخاصة، وأضيف لها لجان الفتوى بوزارة الأوقاف مع تحديد شروط لعضوية هذه اللجان، وعلى رأسها اجتياز اختبارات تضعها هيئة كبار العلماء.

كما وافق البرلمان على 3 مواد جديدة على القانون، استجابة لمقترحات الأزهر وهي أولًا في حال عدم اجتياز برامج التدريب لا يحق التقدم بطلب آخر إلا بعد مرور عام من تاريخ إعلان النتيجة، ثانيًا تعمل اللجان المنصوص عليها في مشروع القانون على الربط الإلكتروني والهاتفي لمركز الأزهر العالمي للفتوى ودار الإفتاء المصرية في تقديم الدعم اللازم، وفقًا لما تنظمه اللائحة التنفيذية لهذا القانون"، والمادة الثالثة تنص على "أن يكون لهيئة كبار العلماء تشكيل لجان تقوم من خلالها بالمتابعة المستمرة للتأكد من تحقيق ضبط الإفتاء والتأكد من الالتزام بضوابط الترخيص"، وفق ما ذكرته وسائل إعلام محلية.

وأكد أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب المصري، محمد أبو هاشم، أهمية قانون تنظيم إصدار الفتوى الشرعية في "القضاء على فوضى إصدار الفتاوى، وتعزيز الاستقرار الديني والاجتماعي وكذلك تعزيز الشفافية في ممارسة الفتوى وحماية المجتمع من الفتاوى المتطرفة".

وقال أبو هاشم، في تصريحات خاصة لـCNNبالعربية، إن تحديد المختصين لإصدار الفتاوى الشرعية من شأنه "ضبط فوضى الفتاوى في وسائل الإعلام، مع تشديد عقوبات إصدار الفتاوى من غير المختصين بعقوبات جنائية"، مشيرًا إلى أهمية توافر الشروط المطلوبة في المختصين "حتى لا تؤدي إلى فتنة أو بلبلة في المجتمع".

مصرالأزهرنشر الأحد، 11 مايو / أيار 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • رسالة ماجستير بجامعة الأزهر حول معالجة الإعلام الصهيوني لقضايا العالم العربي
  • مرصد الأزهر.. تراجع الإرهاب في شرق إفريقيا والصومال تبقى بؤرة الخطر
  • "أفضل بدرجة واحدة" عن الطريقة التي تعامل بها مع زيلينسكي في البيت الأبيض.. هكذا يعامل ترامب نتنياهو
  • “الجولاني” يعرض التطبيع مع الكيان الصهيوني
  • عادل الملحم يشبّه النصر بريال مدريد: وجهان لعملة واحدة
  • الجولاني يعرض التطبيع مع الكيان الصهيوني
  • الكيان الصهيوني.. عبء ثقيل على صانعيه!
  • تظاهرة في ستوكهولم احتجاجا على توسيع الكيان الصهيوني جريمة الإبادة ضد غزة
  • مصر.. البرلمان يوافق على قانون تنظيم إصدار الفتوى.. ونائب: يواجه فوضى الفتاوى
  • النواب يقر نهائيًا قانون تنظيم الفتوى بعد الاستجابة لمقترحات الأزهر