قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا "إن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم كل أدواته الإعلامية والدبلوماسية والسياسية، لتكميم مؤسسات المجتمع الدولي وإرهاب مسؤولي وممثلي تلك المؤسسات، عبر نشر الأكاذيب والترويج لشائعات ومهاجمة كل من يخرج عن سياق روايات ورؤية الاحتلال وينتصر للقانون الدولي أو يمارس دوره الرسمي في رصد وتوصيف وانتقاد الجرائم الفاشية التي ترتكبها قوات الاحتلال".



وأوضحت المنظمة، في بيان لها اليوم أرسلت نسخة منه لـ "عربي21"، أن أحد أدوات الاحتلال الإسرائيلي للترويج للشائعات ونشر الأكاذيب هي منظمة UN Watch الصهيونية التي عمدت إلى تلفيق اتهامات لفرانشيسكا ألبانيز ـ المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 ـ بمعاداة السامية ودعم الإرهاب وتلقي رشاوي، بسبب انتقادها جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد قطاع غزة منذ أكثر من شهر ونصف.

وبينت المنظمة أن UN Watch توجهت برسالة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أول أمس الأربعاء 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 ـ طالبت فيها بإقالة السيدة ألبانيز بزعم أنها "تلقت رشاوي وأموال مشبوهة من جماعات ضغط فلسطينية في أستراليا مقابل ترديد روايات تنتقد إسرائيل وتؤكد على حق الفلسطينيين في الدفاع عن نفسهم"، وهي ادعاءات باطلة دون دليل الهدف منها النيل من سمعة السيدة ألبانيز بسبب موقفها.

ولفتت المنظمة الانتباه إلى أن موقف السيدة ألبانيز من الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول المنصرم هو انتصار للقانون الدولي ولواجبها المنوط بها وأحد واجباتها القانونية، والتزام باحترام معايير حقوق الإنسان التي من المفترض أن تدعمها وتتكامل معها كافة المنظمات الحقوقية الحكومية وغير الحكومية، مشيرة إلى أن كل تصريح عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي أدلت به السيدة ألبانيز كان مصحوبًا بعشرات الأدلة وفي نطاق القانون الدولي والقانون الدولي الإنسان وغيرهما من المعاهدات والقرارات الأممية.

وأضافت المنظمة أن الاتهامات التي وجهتها UN Watch لا تستند على أي دليل ولا أساس لها من الصحة، لافتة أن ما قامت به السيدة ألبانيز هو التزام باختصاصها وفق قوانين الأمم المتحدة ولم يخترق أي مادة من الالتزامات الأخلاقية والمهنية التي تدعي هذه المنظمة الصهيونية أن ألبانيز تجاوزتها.

وعبرت المنظمة عن تضامنها الكامل مع السيدة فرانشيسكا ألبانيز، ودعمها لمواقفها المحترمة والأخلاقية في نصرتها لحقوق الضحايا الفلسطينيين في كافة أرجاء الأراضي المحتلة، ومطالبتها بتحقيق العدالة والانتصاف لهم، وضرورة وضع حد لآلة الحرب الإسرائيلية، داعية الأمم المتحدة إلى حماية المقررين الخواص من الإرهاب ذي يتعرضون له من الأدوات الدبلوماسية والإعلامية الصهيونية.

وبينت المنظمة أن منظمة UN Watch هي منظمة منحازة ولا تمت إلى الحياد بصلة، وهدفها الأساسي هو مهاجمة كل شخص ينتقد الإجرام الإسرائيلي أو يفضح ممارسات الاحتلال الوحشية، لافتة أن المدير التنفيذي لها هو الكندي هيليل نوير، الذي برز في الحرب الأخيرة على غزة ودافع باستماتة عن كافة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وتبرير جرائم الاحتلال التي لا يوجد أي تبرير لها بأي حال من الأحوال وفق القانون الدولي.

وأضاف البيان: "لقد تجاوزت عصابات الاحتلال كل الخطوط الحمراء وضربت بعرض الحائط كل المواثيق والقوانين الدولية ورغم حجم الخسائر الفادحه في الأرواح تجد هذه العصابات من يدافع عنها في المنابر الدوليه في سعي مفضوح لغسل الجرائم البشعه التي ترتكبها".

وأكدت أنه وأمام تلك الجرائم والفظائع فشل المجتمع الدولي بكافة أدواته ومؤسساته في وقف آلة القتل والدمار والتخريب الإسرائيلية او الانتصار للضحايا بأي صورة ولو حتى بتوفير الحماية للمشافي، أو توفير مياه نظيفة للشرب، أو توفير أي مساحة آمنة للفرار والاحتماء من نيران وقصف الطيران الذي استخدم أطنان من القنابل طالت كل موضع في قطاع غزة حتى مؤسسات ومدارس الأونروا الأممية، ثم بعد ذلك هو يسعى لإرهاب الأصوات التي تنتقد ممارساته. 

وطالبت المنظمة كافة مؤسسات المجتمع الدولي إلى الالتزام بواجبهم المهني والأخلاقي وإنفاذ القانون الدولي، والتعبير عن مواقفهم دون خوف او انصياع للتهديدات والضغوط الإسرائيلية المباشرة وغير المباشرة، كما دعت كل المنظمات الحقوقية والنشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان حول العالم إلى دعم مواقف مسؤولي المؤسسات الأممية الذين ينحازون لقواعد القانون الدولي ويؤمنون بحقوق الإنسان دون تمييز.   

واليوم الجمعة كتبت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز، على صفحتها على منصة "إكس" قائلة: "إذا لم يدرك الشمال العالمي المعنى والأهمية القانونية لـ "النكبة" منذ أكثر من 75 عامًا (تدمير جماعي للممتلكات، وانتهاكات جماعية لحقوق الإنسان، وتهجير قسري جماعي للفلسطينيين قبل الميلاد فهم فلسطينيون)، فها هي كذلك. يُبث تلفزيونيًا، يومًا بعد يوم، تحت مراقبتنا"، وفق تعبيرها.

If the Global North had not grasped the meaning & legal significance of the "Nakba" in 75+ years (mass destruction of property, mass HR violations, mass forced displacement of Palestinians bcs they are Palestinians), here it is. Televised, day after day, under our watch. https://t.co/dWTXA7okam

— Francesca Albanese, UN Special Rapporteur oPt (@FranceskAlbs) November 24, 2023

ودخلت هدنة إنسانية مؤقتة لأربعة أيام بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية حيز التنفيذ عند الساعة 07:00 بالتوقيت المحلي (05:00 ت.غ) من صباح الجمعة، بعد 49 يوما من الحرب خلفت دمارا هائلا وأسفرت عن عشرات الآلاف من القتلى والجرحى الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء.

وخلّفت الحرب دمارا هائلا في قطاع غزة، وأسفرت عن سقوط 14 ألفا و854 قتيلا، بينهم 6 آلاف و150 طفلا وأكثر من 4 آلاف امرأة، وعن 7 آلاف مفقود، فضلا عن أكثر من 36 ألف مصاب 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال بيان الفلسطينية الحرب مواقف احتلال فلسطين مواقف حرب بيان سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی المجتمع الدولی القانون الدولی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

وهْمُ الكمال.. حين يصنع الصمتُ الطاغية

 

 

 

 

د. نسيمة بنت محمد المشيخية

تذكر بعض الروايات أن فرعون مصر لم يصب بمرض لسنوات طويلة، فظنَّ نفسه فوق البشر، وتمكن منه الغرور حتى قال: "أنا ربكم الأعلى".

ويُفهم غالبًا أن هذه الرواية عبرة رمزية على أن الله سبحانه قد يُمهل الظالم ويؤخر عنه الابتلاء؛ ليزداد طغيانًا ويشعر بالقوة المطلقة، ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر. وإن لم تثبت هذه الرواية نصًا، إلّا أن رمزيتها تُلهمنا بعظة بالغة: ليس كل نعمةٍ نعمةً، فدوام الصحة والقوة إذا لم يُقابل بتواضع وشكر، قد يتحول إلى استدراج خفي يقود إلى الهلاك؛ فالمرض الذي نراه ابتلاءً، قد يكون رحمة توقظ القلب، وتُعيد الإنسان إلى حجمه الحقيقي، وتمنعه من السقوط في وهم الكمال، وفرعون، كما تصوّره الرواية، لم يُبتلَ، فلم يتوقف، ولم يتفكر، ولم يتواضع… فهلك بطغيانه لا بضعفه.

هنا استوقفني المثل المصري الذي يقول: "سألوا فرعون: إيه فرعنك؟ قال: ما لقيتش حد يردني"، ويقال أيضًا بصيغة: "قال: لقيت الناس فرعنوني"، وهو مثل شعبي دارج يُستخدم للتعبير عن أن الطغيان أو التسلُّط لا يظهر فقط من فرعون نفسه؛ بل من سكوت الناس أو خضوعهم له، وهذا تحذير غير مباشر من خطورة الاستسلام؛ إذ إنَّ التاريخ لا يرحم المجتمعات، ولا الأُسر التي صنعت طُغاتها بأيديها ثم اشتكت من بطشهم.

في المجتمعات التي ينتشر فيها الظلم، لا يكون الطغيان نتاج فرد واحد فقط؛ بل هو انعكاس لبيئة اجتماعية تسمح له بالنمو والتمدد. وهناك 3 حقائق رئيسية تشرح كيف يتحوَّل الظلم إلى نظام، والطاغية إلى نتيجة طبيعية للصمت والخضوع:

السكوت على الظلم يشجع الظالم على التمادي؛ فحين يتعرض الإنسان للظلم ولا يعترض أو يُدافع عن حقه، فهو يرسل رسالة غير مباشرة بأنَّ ما حدث مقبول، أو على الأقل لن يُواجَه برد فعل. هذا السكوت يُشجع الظالم على التوسع في ظلمه، ويجعله أكثر جرأة وعدوانًا وبمرور الوقت، يصبح هذا الظلم أمرًا مألوفًا ومقبولًا اجتماعيًا، ويكفّ النَّاس عن مقاومته، مما يُنتج دورة مفرغة من التسلط والرضوخ. الخوف أو التملق قد يُحوّل الفرد إلى طاغية؛ إذ لا يُولَد الفرد طاغية؛ بل يتحول إلى طاغية عندما يُحاط بأشخاص يخافون منه أو يتملقونه بدافع المصلحة فالمديح الزائف، وكتم النقد، وتزيين الواقع، كل ذلك يغذي غرور الفرد ويبعده عن نبض الناس، ومع مرور الوقت، يفقد هذا القائد القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، ويبدأ في تصديق أنه فوق المساءلة، فيتمادى في الاستبداد. الطغيان لا ينشأ من شخص واحد؛ بل من بيئة تسمح له بالتمدد. الطغيان ليس مرضًا شخصيًا، بقدر ما هو نتيجة خلل جماعي فالبيئة التي تفتقر إلى مؤسسات رقابية، والتي يُقصى فيها صوت العقل، وتُكبت فيها حرية التعبير، هي تربة خصبة للطغاة، حين يسود الخوف على الحرية، والتبعية على المشاركة، ويتحول المجتمع إلى مساحة مفتوحة للسلطة المطلقة، ويصبح الطغيان نظامًا لا فردًا فقط.

وتأثير الطغيان لا يتوقف على الطاغية وحده؛ بل يُدمّر المجتمع بأكمله؛ حيث إنه يزرع الخوف بدل الثقة؛ حيث فيسكت المظلوم، ويتكلم المنافق، وتُكافأ السلبية، ويقتل روح المبادرة؛ إذ يخشى الناس الإبداع أو النقد، فتجفّ منابع التطور. كما إن الطغيان يُفسد القيم؛ فيُمدَح الخنوع، ويُهاجم الصدق، ويضيع الحق. أيضًا الطغيان يُقسِّم المجتمع، من خلال زرع الشك والتخوين، وتفكيك وحدة الناس، علاوة على أنه يُطفئ الأمل، حين يُكافأ الظالم ويُقمع الشريف، يفقد الناس إيمانهم بالتغيير.

وهكذا، لا يقتل الطغيان شخصًا واحدًا؛ بل يُخنق به وطنًا بأكمله، ومن الواجب والحصن الأول ضد أي طغيان إذا كان ينمو في بيئة من الخوف والصمت، فإن الوعي هو الجدار الأول الذي يَحول دون تمدده.

الواجب الأساسي على المجتمع دعم مؤسسات الرقابة والمساءلة في كل وقت وحين وتفعيل دوره، والواجب الشخصي على كل فرد في المجتمع رفض الظلم بكل اشكاله، وإعلاء العدالة، وتجنب تمجيد الظالم والسعي لإعادته إلى حجمه الحقيقي، ولا يعود الإنسان إلى حجمه الحقيقي إلا بإدراك الضعف والمحدودية وأنه عابر في هذه الحياة؛ ليفهم أنه فَانٍ لا خالد، بالتنشئة الوالدية على التواضع لا الغرور؛ فالعظمة الأساسية في الأخلاق لا في السلطة، بالرقابة المستمرة والمحاسبة فالعقوبة تردع الغرور وتعيد الإنسان إلى الواقع، بزرع الوعي لا الخوف، وبالإيمان الحقيقي؛ فالسجود لله يُسقط وهم الألوهية الذاتية، فحين يعرف الإنسان حجمه وقدره ويفهم نفسه لا يطغى، ولا يتعالى، ولا يهلك بكبره، فالطغيان لا يُولد فجأة، بل يُربّى بصمت الناس، ويكبر بخوفهم، ويتضخم بتواطؤهم.

وأخيرًا.. إنَّ مقاومة الظلم تبدأ بكلمةٍ، بموقفٍ، باعتراضٍ، وبناء مؤسسات تحمي الحق وتكبح الطغيان، ولنعلم أن حفظ كل فرد ضميرَه، حُفظٌ للوطن.

مقالات مشابهة

  • بـ 10 لغات.. 36 مرشدًا سعوديًا يطلقون حملة إعلامية دعمًا لموسم الحج
  • المنظمة الليبية للحقوق: قدمنا مبادرة سياسية خلال اجتماع مع البعثة الأممية في بنغازي
  • الوزير الشيباني: حذرنا منذ بداية التحرير من أن عدم تطبيق اتفاقية عام 1974 سيقود للفوضى ويدعم تمرد جماعات على الدولة وأي قصف لأراضينا مدان ونحمل المجتمع الدولي مسؤوليات وقفه.
  • أبرز الهواتف التي لا تدعم تقنية 5g في مصر.. هل ظهرت العلامة الجديدة على موبايلك؟
  • الجامعة العربية تدعو المجتمع الدولي إلى وقف حرب الإبادة في غزة
  • "الدولة" يستعرض "مشروع قانون مؤسسات المجتمع المدني"
  • قطر تدعم تزويد سوريا بالكهرباء وتسديد دينها بالبنك الدولي
  • وهْمُ الكمال.. حين يصنع الصمتُ الطاغية
  • “الجهاد الإسلامي” تحمل المجتمع الدولي مسؤولية استمرار جرائم العدو الإسرائيلي
  • الدولة يناقش عددا من مشروعات القوانين