رغم المواقف المتشددة التي أعلنت عنها حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وعدم الإذعان للنداءات الدولية لوقف العدوان الغاشم على قطاع غزة، وبعد 48 يوماً من الجرائم ضد الإنسانية، رضخت أخيراً للضغوط الدولية ووافقت على هدنة إنسانية لمدة 4 أيام، والتي جاءت نتيجة للجهود المصرية، مما يؤكد فشل نظرية جيش الاحتلال بشأن استعادة المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية بقوة آلتها العسكرية، وعبر فوهات البنادق وقذائف الدبابات والطائرات الحربية، التي شنت حرب إبادة ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

موقف قوات الاحتلال من الهدنة في البداية

ففي وقت سابق، نقلت هيئة البث الإسرائيلية «كان» عن مسؤول سياسي، لم تعلن هويته، أنه مجلس الحرب، الذي جرى تشكيله في أعقاب عملية «طوفان الأقصى»، في السابع من أكتوبر الماضي، برئاسة رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يشدد على أنه لا تفاوض على صفقة لتحرير الأسرى الذين تحتجزهم الفصائل الفلسطينية، وشددت المصادر الإسرائيلية، في أكثر من مناسبة، على أن حكومة الاحتلال ترفض التفاوض.

كما أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بأن حكومة نتنياهو رفضت عدة مقترحات لإبرام صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين، تتضمن الإفراج عن 50 من المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، مقابل وقف إطلاق النار، والإفراج عن أسرى فلسطينيين من المتواجدين بالسجون الإسرائيلية، وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة الاحتلال أبلغت وسطاء قطريين رفضها إتمام صفقة تبادل أسرى، مع الفصائل الفلسطينية، يتم بموجبها إطلاق سراح 50 محتجزاً إسرائيلياً.

وأوضحت أن مجلس الحرب اتخذ قراراً برفض صفقة التبادل بصيغتها المطروحة، إذ وافق نتنياهو على موقف وزير الدفاع، يوآف جالانت، الذي أيده أيضاً رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك، رونين بار، برفض الصفقة.

وتوعد وزير الطاقة في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، في بيان سابق، بأنه لن يتم تقديم أي مساعدات إنسانية أو موارد إلى قطاع غزة، قبل أن تطلق الفصائل الفلسطينية سراح المحتجزين الإسرائيليين، الذين وقعوا في قبضة مسلحي المقاومة، أثناء عملية «طوفان الأقصى»، ولن يتم تشغيل مفتاح كهربائي، ولن يُفتح صنبور مياه، ولن تدخل شاحنة وقود حتى يعود المحتجزون الإسرائيليون إلى ديارهم، على حد تعبيره، قبل أن يضيف قائلاً: «إنسانية مقابل إنسانية، ولا ينبغي لأحد أن يعطينا درساً في الأخلاق».

هنية: مفاوضات صعبة برعاية الأشقاء في مصر

ومن جانبه، أدلى إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، بتصريحات حول المحتجزين الإسرائيليين لدى الحركة، أوردتها قناة «القاهرة الإخبارية»، قال فيها إن «الاحتلال الإسرائيلي راهن على استعادة المحتجزين عبر فوهات البنادق والقتل والإبادة الجماعية، وفي النهاية رضخ لإرادة الشعب الفلسطيني الأبي، ما أدى للتوصل لاتفاق الهدنة»، مشيراً إلى أن قيادات الحركة، وبرعاية الأشقاء في مصر، خاضوا مفاوضات صعبة.

وعن معرض إجابته على تساؤل «كيف فشلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في استعادة المحتجزين عبر فوهات البنادق والقتل؟»، قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية، إن «قوات الاحتلال لا تعلم أين يوجد الأسرى الإسرائيليون لدى المقاومة الفلسطينية، الأمر الذي سبب فشلاً استخباراتياً لدى دولة الاحتلال، لعدم قدرتها على معرفة أماكن المحتجزين».

وأضاف الدكتور جهاد الحرازين، في تصريحات لـ«الوطن»، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت المستشفيات في قطاع غزة، بحجة تمركز عناصر من حركة حماس فيها، مثلما حدث في مجمع الشفاء الطبي، موضحاً أن فشل قوات الاحتلال في إعادة المحتجزين بالقوة، دفعها في النهاية إلى الرضوخ للضغوط الدولية، وقبول الهدنة الإنسانية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الهدنة الإنسانية إسرائيل غزة قوات الاحتلال الاحتلال الإسرائیلی الفصائل الفلسطینیة استعادة المحتجزین حکومة الاحتلال قوات الاحتلال

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع يعلن تشكيل حكومة موازية في السودان

أعلنت قوات الدعم السريع، أمس السبت، عن تشكيل حكومة موازية في السودان، في خطوة يرفضها الجيش، وحذرت الأمم المتحدة سابقا من مخاطرها على وحدة السودان.

وسيرأس قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو (حميدتي)، المجلس الرئاسي في الحكومة الموازية، فيما سيكون قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال عبد العزيز الحلو، نائبا له في المجلس المكون من 15 عضوا.

وخلال مؤتمر صحفي في نيالا، كبرى مدن إقليم دارفور، أعلن المتحدث باسم التحالف علاء الدين نقد، أنه جرى تعيين محمد حسن التعايشي رئيسا للوزراء في حكومة الدعم السريع، إلى جانب الإعلان عن حكام للأقاليم.

وتمكن الجيش السوداني من تحقيق انتصارات كبيرة على قوات الدعم السريع في الآونة الأخيرة، وتمكن من طردها من وسط البلاد ومن مناطق عديدة كانت تسيطر عليها في السابق، في حين تحتدم الاشتباكات في إقليم كردفان بوسط غرب السودان وفي الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وفي فبراير/شباط الماضي، اتفقت قوات الدعم السريع مع قادة جماعات متحالفة معها على تشكيل حكومة من أجل "سودان جديد" علماني، في مسعى لتحدي شرعية الحكومة التي يقودها الجيش وتأمين واردات الأسلحة المتطورة.

وندد الجيش بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بفكرة تشكيل قوات الدعم السريع حكومة موازية، وتعهد بمواصلة القتال لحين السيطرة على كامل السودان.

تحذيرات سابقة من تشكيل حكومة موازية

وفي أبريل/نيسان الماضي، أعلن حميدتي، تشكيل حكومة منافسة، وذلك في الذكرى الثانية لاندلاع الحرب الأهلية التي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتسببت في مجاعة بأجزاء من البلاد.

وجاء في بيان حميدتي حينها "نؤكد بفخر قيام حكومة السلام والوحدة: تحالف مدني واسع يمثل الوجه الحقيقي للسودان".

وأضاف "نحن نصنع عملة جديدة، ونعيد الحياة الاقتصادية، ونصدر وثائق هوية جديدة".

إعلان

وعقب ذلك، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء خطر "تفكك" السودان. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية "إننا نشعر بقلق بالغ إزاء أي تصعيد إضافي للنزاع في السودان، بما في ذلك الإجراءات التي من شأنها أن تزيد تفكيك البلاد وترسيخ الأزمة".

وأكد دوجاريك أن "الحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه مبدأ أساسي للتحرك نحو حل دائم للأزمة وضمان الاستقرار الطويل الأمد للبلاد والمنطقة".

مقالات مشابهة

  • السودان يدين إعلان الدعم السريع حكومة موازية
  • مطالب في المغرب بالإفراج عن مراسل الجزيرة و النشطاء المحتجزين في حنظلة
  • الدعم السريع يعلن تشكيل حكومة موازية في السودان
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تستولي على سفينة “حنظلة” المتجهة إلى غزة
  • فقد قدرته على المناورة.. حركة الجهاد: الاحتلال هو المنسحب من مفاوضات غزة
  • اربع عمليات لقوات صنعاء على اهداف حساسة في عمق الاحتلال الإسرائيلي
  • ترامب: من الصعب استعادة المحتجزين في غزة.. والأمر متروك لـ حماس
  • رد حركة الفصائل الفلسطينية “إيجابي”.. نتنياهو يطلب من وفد التفاوض في قطر العودة إلى إسرائيل للتشاور حول “قرارات مصيرية”
  • ويتكوف: سحبنا فريق التفاوض من الدوحة بعد رد حركة الفصائل الفلسطينية وندرس خيارات بديلة لإعادة الرهائن من غزة
  • 180 يومًا للعدوان الإسرائيلي على طولكرم