المعارضة الألمانية: الجيش الألماني لن يصمد في معركة لأكثر من يومين
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
قال نائب زعيم كتلة المعارضة الألمانية، يوهان واديفول إن دعم أوكرانيا بالذخائر أدى إلى حدوث نقص حاد في الذخيرة لدى الجيش الألماني، لدرجة أن ألمانيا لن تصمد في معركة لأكثر من يومين.
أشار يوهان واديفول، المتخصص في قضايا الدفاع، لوكالة الأنباء الألمانية إلى إن إمداد أوكرانيا بصورة "معقولة"، كما زعموا، تحول الآن إلى نقص حاد في الجيش الألماني.
وأشار السياسي، إلى أن تنفيذ خطة التحول التي اعلنتها ألمانيا لرفع الجهوزية القتالية للجيش يتقدم ببطء شديد.
وقال واديفول: كل شيء توقف في المراحل الأولى، ووزير الدفاع بوريس بيستوريوس هو المسؤول بالطبع عن هذا التباطؤ والمماطلة.
وأضاف أنه يسمع الكثير من التصريحات بشأن زيادة القدرة القتالية للجيش الألماني ولكن يقابلها القليل من العمل الحقيقي.
ويعتقد السياسي: أن الجيش الألماني لم يصل بعد إلى نقطة التحول.
وعبر عن دهشته من عدم قدرة الجيش الألماني على تعويض ما فقده من معدات وذخائر بسبب نقلها إلى أوكرانيا. وأضاف: في الواقع نحن بحاجة لأضعاف الكميات التي كانت لدينا".
وفي نهاية أكتوبر، قال بيستوريوس في تصريح لوسائل إعلام ألمانية إن بلاده يجب أن تكون مستعدة لخوض حرب دفاعية، مستبعدا في الوقت نفسه وقوع هجوم روسي على دول الناتو في الوقت الحالي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: تعويض قضايا معدات هجوم وزير الدفاع أوكرانيا ذخائر تصريحات الجیش الألمانی
إقرأ أيضاً:
عربات جدعون: معركة الوجود والهوية
(عربات جدعون) توراتية الاسم والمضمون وعنصرية القتل، ليست إلا فصلًا إضافيًا للإبادة في محرقة غزة، يراد منها التهجير وكسر الإرادة. لكن غزة، كما عهدناها، عصيّة على الانكسار. بشعبها المقاوم، ووعيها المتجذر، تسدّ ثغرة الأمة في الدفاع عن فلسطين ومقدساتها. الأرض تُحمى بالوجود، والوجود يُصان بالصمود. نتنياهو، بتطرّفه اليميني، نسف أي مسار تفاوضي وضحى بأسراه، وعليه أن يترقب اشتعال الضفة والقدس والداخل، فضلًا عن انتفاضات أحرار العالم. إنها معركة هوية وأرض، وغزة وفق تاريخها، شوكة دائمة في حلق المشروع الصهيوني، وجسر عبور إلى التحرير الشامل (ولتعلمن نبأه بعد حين).
بين ركام البيوت في غزة، وتحت قصف لم يعرف هدنة منذ سبعة أشهر، أعلنت إسرائيل عن بدء عملية “عربات جدعون” كحلقة جديدة في مشروع الإبادة والتهجير القسري، بإسناد أمريكي مباشر وتواطؤ إقليمي، في محاولة لإعادة إنتاج النكبة بصيغة أشد بشاعة، تطال البشر والحجر والوعي. ليست “عربات جدعون” مجرد عنوان عسكري لعملية اجتياح، بل هي جزء من خطة استراتيجية لإخضاع غزة وإفراغها، والتمهيد لفرض سيناريوهات الوطن البديل وخرائط جديدة للمنطقة.
هذه العملية، التي تأتي في ظل عنجهية (نتنياهو) بإغلاق المسار التفاوضي، وانكشاف هشاشة الجيش الإسرائيلي أمام صمود المقاومة، لا يمكن فصلها عن السياق الإقليمي والدولي العام. فالدور الأمريكي، ومن خلفه تحالفات النفط والتطبيع، أعاد تشكيل أجندته تحت لافتات “الاستقرار” و”إعادة الإعمار”، بينما الهدف الحقيقي هو سحق الإرادة الفلسطينية، وفرض وقائع تقسيمية ونهائية، تتجاوز حدود غزة إلى الضفة والقدس والداخل.
في المقابل، تقف غزة، كما عهدناها، عصية على الانكسار. بالمقاومة، بالإيمان، بالوعي العميق بأن هذه الأرض لا تُحمى إلا بالوجود، ولا يُصان الوجود إلا بالصمود. فالشعب الفلسطيني، في وجه هذه العربة الحديدية التي يقودها نتنياهو بعنجهية التطرف، يدرك أن الثمن كبير، لكن التراجع مستحيل، لأن البديل هو الاجتثاث.
وفيما يلهث الاحتلال نحو تصدير نصر مزيف عبر اجتياح بري متهور، تبدو الضفة والقدس والداخل المحتل على صفيح ساخن، وقد تشتعل في أية لحظة. فهذه المعركة لم تعد تخص غزة وحدها، بل باتت معركة هوية ووجود لكل فلسطين، بل وللمنطقة بأسرها. هي معركة إعادة تعريف “العدو”، وكشف زيف المشاريع التي تُطرح بلغة الإنسانية لكنها تُنفذ بأدوات التطهير العرقي.
ومع تصاعد العزلة الدولية لإسرائيل، وتراجع ثقة جمهورها بجيشها، وظهور ملامح نظام عالمي متعدد الأقطاب بقيادة الصين وروسيا، فإن ثمة نافذة استراتيجية بدأت بالتشكل. لكنها تحتاج لإرادة فلسطينية سياسية موحدة، ورؤية عربية جريئة تخرج من مربع الصمت إلى الفعل.
إن مواجهة “عربات جدعون” تتطلب تحركًا على مستويين:
1. الوطني الفلسطيني: عبر تثبيت الرؤية الجامعة، وإعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية، واستعادة القرار الوطني المستقل، ورفض مشاريع الانقسام السياسي والجغرافي.
2. الإقليمي والدولي: من خلال رفض أي صيغ للتطبيع مع الاحتلال، وتعزيز الاصطفاف مع القوى المناهضة للهيمنة الأمريكية، واستثمار التحولات في الرأي العام العالمي، وتوسيع الجبهة الداعمة لفلسطين شعبيًا ورسميًا.
ما يجري اليوم في غزة ليس معركة عابرة، بل فصل مفصلي في مشروع “إسرائيل الكبرى”، التي تسعى لفرض واقع جديد بالقوة، تحت غطاء دبلوماسي مموّه. لكنها، كما التاريخ يُثبت، ستصطدم دومًا بجدار غزة: الإنسان، والكرامة، والإيمان بأن الأرض لا تُؤخذ إلا من شعب خانع، وشعبنا ليس كذلك.
ستبقى غزة الجسر، لا الممر. والسد، لا الثغرة. وستبقى، كما كانت، قبرًا لكل مشاريع الإبادة، وشرارة لكل مشروع تحرير.
* رئيس مركز غزة للدراسات والاستراتيجيات