عربي21:
2025-12-12@23:04:26 GMT

غزّة على خط النّار وسيناريوات ما بعد الهُدنة

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

تتجه جميع الأنظار إلى قطاع غزة، ناظرة لما ستؤول إليه الأوضاع بعد أربعة أيام من الهدنة الإنسانية، التي نزل فيها الاحتلال عند شروط حركة حماس، فتجاوز بنيامين نتانياهو وحكومة حربه لاءاتهم المشهورة؛ بأن لا وقف للقتال إلا بالقضاء على حركة حماس، وأن لا هدنة ولا وقود إلا بالإفراج عن كافة الأسرى لدى كتائب القسام، فاضطروا مكرهين إلى وقف القتال والهدنة الإنسانية، وإلى التفاوض غير المباشر مع حركة حماس، في اعتراف منهم بقوة هذه الحركة وتجذّرها، بعد قرابة خمسين يوما من القتال، وكنتيجة لفشلهم الأمني والعسكري، وضغط الجبهة الداخلية لاستعادة أسراهم، وضغط الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن الذي يعاني من تراجع شعبيته بسبب دعمه للعدوان على غزة.



الاحتلال وعلى لسان العديد من مسؤوليه وخاصة الثلاثي، رئيس الوزراء نتنياهو، ووزير الحرب غالانت، والوزير في حكومة الحرب غانتس، كرّروا قبل وأثناء الهدنة تمسّكهم بأهداف المعركة المعلنة، حتى أن وزير الحرب صرّح بشكل واضح، باستئناف العمليات العسكرية في قطاع غزة بعد الهدنة مباشرة، وبأنهم مصرّون على القضاء على حركة حماس وتغيير الوضع القائم في غزة.

من الصعب البناء على كافة تصريحات وزراء الاحتلال والأخذ بسقوفها العالية، بسبب عدم اتساقها مع الواقع المعايَش، والتي قد تُفسّر في بعض جوانبها على أنها خطابات صقوريّة للتغطية على فشلهم الكبير في هذه المعركة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أو للضغط على الطرف الفلسطيني في قطاع غزة والذي يعاني من كارثة إنسانية بسبب جرائم الحرب والإبادة التي شنّها جيش الاحتلال الصهيوني بدعم أمريكي
من الصعب البناء على كافة تصريحات وزراء الاحتلال والأخذ بسقوفها العالية، بسبب عدم اتساقها مع الواقع المعايَش، والتي قد تُفسّر في بعض جوانبها على أنها خطابات صقوريّة للتغطية على فشلهم الكبير في هذه المعركة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أو للضغط على الطرف الفلسطيني في قطاع غزة والذي يعاني من كارثة إنسانية بسبب جرائم الحرب والإبادة التي شنّها جيش الاحتلال الصهيوني بدعم أمريكي.

وفي سياق النقاش لما ستؤول إليه الأوضاع في قطاع غزة، وفي ظل العديد من المعطيات المحلية والإقليمية والدولية، يمكن رصد أهم ثلاثة سيناريوات قد يُفضي إليها المشهد الجاري، وذلك على النحو التالي:

السيناريو الأوّل: تجديد الهدنة أو تمديدها بوساطة قطرية، وبدعم من الإدارة الأمريكية.

والنقاط المرجِّحة لهذا السيناريو، تكمن في رغبة الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن في إنزال الاحتلال الإسرائيلي عن السلّم درجة درجة، بعد فشل رهانها على قيادة الاحتلال في حسم المعركة، رغم الدعم الأمريكي المطلق والمفتوح على مدار الساعة، وفي محالة للاستدراك أيضا على شعبية الرئيس بايدن التي بدأت في التراجع نتيجة دعمه للاحتلال ولمجازره ضد المدنيين والأطفال في غزة. ففي استطلاع للرأي؛ بلغت شعبية الرئيس بايدن 39 في المئة مقابل 48 في المئة للسيدة نيكي هيلي (مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة في عهد الرئيس ترامب)، كما كشف استطلاع للرأي أجرته قناة NBC، عن 40 في المئة يؤيدون بايدن، و56 في المئة يعارضونه، و70 في المئة من الشباب الأمريكي بين سن الـ18 و34 سنة يعارضونه بسبب سياسته الداعمة للاحتلال في عدوانه على غزة.

وهذا بالإضافة إلى ضغط الجبهة الداخلية الإسرائيلية التي تسعى لاستعادة الأسرى لدى حركة حماس، وهي الجبهة التي باتت تعاني أيضا من التراجع الاقتصادي، وفقدان الأمن نتيجة استمرار سقوط الصواريخ والاشتباكات جنوب فلسطين وشمالها، ما أدّى لنزوح نحو ربع مليون مستوطن.

السيناريو الثاني: استئناف العدوان على غزة للقضاء على حركة حماس، ولإطلاق سراح الجنود والضباط الأسرى بالقوّة.

والعامل المرجّح لهذا السيناريو، هو رغبة بنيامين نتنياهو وحكومته في إحراز انتصار يحمي رؤوسهم ومستقبلهم السياسي من السقوط بعد وقف العدوان، وخشيتهم من تحميلهم الفشل الأمني والعسكري منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

إضافة إلى ذلك، النخبة السياسية والأمنية والعسكرية، تريد استعادة هيبة دولة إسرائيل المهدورة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، من خلال الانتصار في المعركة، ومن خلال إنهاء حركة حماس كتهديد وجودي أو دائم للاحتلال، فإسرائيل لم تتلق هزيمة بهذا المستوى الاستراتيجي منذ نشأتها.

السيناريو الثالث: توسّع دائرة الاشتباك في المنطقة بتمدّد المعارك من غزة إلى بيروت.

والفاعل المرجّح هنا أمران؛ الأول استئناف المعارك البرية في قطاع غزة، وغرق جيش الاحتلال وفشله في تحقيق أهدافه، ما قد يدفع نتنياهو وغالانت إلى الهروب إلى الأمام باستهداف بيروت/ حزب الله، لجر واشنطن ولندن وبعض العواصم الغربية الأخرى إلى معركة مباشرة للقضاء على حركة حماس وحزب الله.

في كل الأحوال ستبقى غزة في بؤرة الصراع، وعلى خط النار في كل الاحتمالات، ما يجعل إدارتها للمعركة على المستوى الشعبي والمقاوِم، عاملا أساسيا في تحديد المستقبل والنتائج التي يسعى كل طرف لتحصيلها بالقوة، وخاصة الخشنة منها
الأمر الثاني، بعد استئناف العمليات العسكرية في غزة، وعودة التراشق العسكري شمالا بين الاحتلال وحزب الله، وفقا لقواعد الاشتباك، وقوع حدث غير مقصود من أحد الأطراف يوقِع خسائر فادحة في الطرف الآخر، ما يجلب ردا قويا يدفع بالمشهد إلى تصعيد كبير متبادل، ككرة الثلج المتدحرجة، فتتوسّع دائرة الاشتباك في الإقليم.

لا شك أن لكل سيناريو عوامل أخرى مرجِّحة أو كابحة، لم نأت على ذكرها لضيق مساحة النقاش في هذا المقال. ولكن مع كثرة الدول والقوى الفاعلة وتعارض مصالحها، وتعقيدات المشهد الذي يتداخل فيه السياسي بالديني بالأخلاقي، يصبح المستقبل مفتوحا على كل الاحتمالات.

وفي كل الأحوال ستبقى غزة في بؤرة الصراع، وعلى خط النار في كل الاحتمالات، ما يجعل إدارتها للمعركة على المستوى الشعبي والمقاوِم، عاملا أساسيا في تحديد المستقبل والنتائج التي يسعى كل طرف لتحصيلها بالقوة، وخاصة الخشنة منها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الهدنة حماس الإسرائيلي إسرائيل حماس غزة الهدنة سيناريوهات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السابع من تشرین الأول على حرکة حماس فی قطاع غزة فی المئة

إقرأ أيضاً:

أول تعليق لـحماس على المنخفض الجوي في غزة

أكدت حركة "حماس" في تعليق لها، الجمعة، على المنخفض الجوي الذي يؤثر على غزة، والذي تسبب في وفاة 9 أشخاص، بأنه امتداد للحرب الإسرائيلية على القطاع مرجعة ذلك إلى أنه امتداد لكارثة الإبادة الجماعية.

اقرأ ايضاًفاقمت معاناتهم.. انهيارات في غزة تتسبب بوفاة 7 فلسطينيين

جاء ذلك على لسان الناطق باسم الحركة حازم قاسم، مشيراً إلى أن ما يجري في قطاع غزة نتيجة المنخفض الجوي وما تسببه من انهيارات للمنازل، دليل صارخ على عجز المنظومة الدولية عن إغاثة غزة، وفشل المجتمع الدولي في كسر الحصار المفروض على أهل القطاع.

وقال قاسم في تصريح صحافي إن "الانهيارات المتتالية للمنازل التي قُصفت خلال حرب الإبادة على قطاع غزة بفعل المنخفض الجوي، وما نتج عنها من ارتقاء شهداء، تعكس حجم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي خلّفتها هذه الحرب الصهيونية الإجرامية".

وأوضح أن ارتقاء شهداء في غزة بسبب غرق الخيام والبرد والانهيارات يؤكد أن الحرب ما تزال مستمرة، وإن تغيّرت أدواتها، مؤكداً أن ذلك يستدعي حراكًا جادًا من جميع الأطراف لوضع حدّ لهذه الإبادة عبر الشروع الفوري في عملية إعمار قطاع غزة، وتوفير متطلبات الإيواء الكريم.

اقرأ ايضاًشرط حماس للبدء بالمرحلة الثانية من "خطة ترامب"

وكانت وزارة الداخلية في غزة أعلنت استشهاد 9 فلسطينيين بينهم رضيع، وإصابة آخرين، بفعل تأثيرات المنخفض الجوي العميق الذي ضرب قطاع غزة، كما أشارت إلى وجود مفقودين تحت الأنقاض في مناطق متفرقة، في حين سُجل في ساعات قليلة 12 حادث انهيار مبانٍ مقصوفة سابقا.

المصدر: وكالات


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند أول تعليق لـ"حماس" على المنخفض الجوي في غزة تحذير: حرب عالمية قد تضرب كل بيت في أوروبا غارات إسرائيلية عنيفة على لبنان.. والجيش: استهدفنا "حزب الله" تهديد جديد.. ترامب يتوعد "شحنات المخدرات" القادمة من فنزويلا فاقمت معاناتهم.. انهيارات في غزة تتسبب بوفاة 7 فلسطينيين Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • السفير الأمريكي بالأمم المتحدة: لا يمكننا السماح ببقاء حماس بغزة
  • أول تعليق لـحماس على المنخفض الجوي في غزة
  • بسبب مماطلة الاحتلال.. أزمة الإيواء والسكن تتفاقم في قطاع غزة
  • حماس: قطاع غزة يعيش كارثة حقيقية
  • فلسطين.. غزة تواجه كارثة شتوية بسبب نقص المعدات والخيام
  • 383 شهيداً في قطاع غزة منذ اتفق وقف الحرب
  • حماس تحمّل الاحتلال مسؤولية تفاقم معاناة النازحين في غزة مع دخول الشتاء
  • اعتقالات واسعة بالضفة تسبق الذكرى الـ38 لانطلاق حركة حماس
  • حماس: استشهاد الأسير السباتين دليل على سياسة القتل البطيء التي ينتهجها العدو الاسرائيلي بحق الأسرى
  • “حماس”: استشهاد الأسير السباتين دليل على سياسة القتل البطيء التي ينتهجها العدو الاسرائيلي بحق الأسرى