الفجيرة.. تسابق الزمن نحو المستقبل
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
فهد بوهندي (الفجيرة)
تشهد إمارة الفجيرة نقلة نوعية وكمية في مستوى الخدمات والمرافق ومشاريع الطرق العامة والإسكان ومشاريع البنية التحتية، إضافة إلى توجهات حكومة الفجيرة نحو التحول الرقمي والإلكتروني في معظم خدماتها المؤسسية المقدمة للجمهور.
وتأتي مدينة «محمد بن زايد» المقامة في إمارة الفجيرة خلال السنوات الأخيرة ضمن أهم وأبرز المشاريع الإسكانية الحديثة في دولة الإمارات، حيث شيدت المدينة وفق أحدث المواصفات العالمية الحديثة والتي تبين أن ملف «الإسكان» يأتي ضمن أهم أولويات الحكومة وتوجهاتها في توفير المسكن الملائم للمواطن، وتضم مدينة «محمد بن زايد» في الفجيرة 1100 مسكن للمواطنين، حيث تم تسليمها وفق دفعات للمستحقين وفق مراحل الإنجاز، وذلك بعد تزويدها بأحدث المرافق الحيوية من الكهرباء والمياه والطرق والرقعة الخضراء وغيرها.
علماً أن المدينة الجديدة تضم 44.2% عقارات سكنية من إجمالي المساحة الكلية، و16.8% طرقاً، و13.86% أراضي خدمية، و13.10% مسطحات خضراء و12.04% أرضيات خارجية، ويبلغ إجمالي مساحات العقارات السكنية في المدينة 950.400 متر مربع، وتبلغ مساحة الطرق بها 361.895 متراً مربعاً، وتصل مساحات الأرضيات الخارجية إلى 258.840 متراً مربعاً، بينما تصل مساحة المسطحات الخضراء بها 281.240 متراً مربعاً، وتضم أرضاً خدمية على مساحة 297.625 متراً مربعاً.
ويربط إمارة الفجيرة الواقعة في الساحل الشرقي بكافة إمارات الدولة، عدداً من الطرق الخارجية السريعة التي بدأ تطويرها وإنشاؤها منذ قيام الدولة، وأبرزها طريق الفجيرة مسافي مروراً بسوق الجمعة المتجه إلى الذيد، وأحدثها شارع الشيخ خليفة الذي يختصر الطريق من إمارة الفجيرة مروراً بطريق مليحة ووصولاً لشارع الإمارات العابر. كما تحولت مدينة الفجيرة تحولاً جذرياً بمستوى شبكة الطرق في مركز المدينة والشوارع التجارية فيها بعد إنجاز مشروع تأهيل وتطوير ورفع كفاءة شارع حمد بن عبدالله، وذلك بتكلفة 250 مليوناً.
ويعتبر المشروع استكمالاً لامتداد شارع الشيخ خليفة حتى كورنيش الفجيرة، حيث يمر الطريق بمركز المدينة في الفجيرة، بين أحدث الأبراج السكنية والفنادق الرئيسة والمباني الشاهقة في الفجيرة، والمصارف والجامعة وغيرها، وتتفرع منه الشوارع الرئيسة المؤدية إلى المطار والميناء والمباني الحكومية الأخرى، ويشتمل المشروع على نفقين رئيسين في تقاطعي النجيمات والتأمين مع تقاطعات محكومة بـ 3 إشارات ضوئية، و4 أنفاق عبور مشاة، وشبكة إنارة بديكورات خاصة، كما يتضمن العمل شبكة تصريف مياه الأمطار.
ويعد المشروع من المشاريع الحيوية والاستراتيجية لشبكة الطرق الاتحادية بطول 5 كيلومترات تقريباً، وتم التصميم وفقاً لأعلى المواصفات الفنية القياسية والعالمية، كطريق مزدوج بثلاث حارات بكل اتجاه وبطاقة استيعابية تقدر بـ 18 ألف سيارة يومياً، وتخفيض مدة الرحلة من طريق الشيخ خليفة للكورنيش من 15 دقيقة إلى 6 دقائق فقط، بالإضافة إلى طرق خدمية ومواقف متطورة على جانبي الطريق، إضافة للطرق الفرعية التي تربط مناطق الفجيرة بمركز المدينة.
برنامج
أطلقت حكومة الفجيرة برنامج الفجيرة للتميز الحكومي الذي يسعى إلى تحقيق الرؤية الرشيدة لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، والتي تتمثل بتمكين مؤسسات القطاع الحكومي بالإمارة من التفوق في أدائها وأنظمتها وخدماتها، ويحقق البرنامج رؤيته بتطبيق الرسالة التي تتلخص في تحقيق التمكين لمؤسسات القطاع الحكومي في الإمارة والعاملين فيها من خلال تطبيق معايير التميز العالمية، مشيراً إلى أن نشأة البرنامج جاءت بمرسوم أميري، أصدره صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، رقم (4) لسنة 2021 القاضي، بإنشاء «برنامج الفجيرة للتميز الحكومي»، بهدف الارتقاء بمستوى الأداء الحكومي في إمارة الفجيرة، ومواكبة معايير التميز العالمية. ويهدف البرنامج إلى تمكين القطاع الحكومي بإمارة الفجيرة من التفوق بالأداء والخدمات، واكتشاف وتطوير الطاقات البشرية، ودعم سياسة التميز والإبداع في عمل المؤسسات الحكومية المحلية وخلق التنافس بينها ضمن معايير التميز العالمية، إضافة إلى تأسيس ودعم الشراكة الاستراتيجية بين الدوائر المحلية والقطاع الخاص إقليمياً وعالمياً. كما يتولى البرنامج وضع أسس ومعايير التميز في الأداء الحكومي، وتقييم وتحكيم الجائزة، وتقديم الدعم المهني اللازم.
ويقوم البرنامج على ثلاثة فروع أولها جائزة الفجيرة للأداء الحكومي المتميز، ومركز إعداد القادة، ومركز الفجيرة للابتكار.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفجيرة الإمارات البنية التحتية التحول الرقمي إمارة الفجیرة
إقرأ أيضاً:
الفجيرة عضو في شبكة «اليونسكو» العالمية لمدن التعلّم
الفجيرة (وام)
منحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» عضوية شبكتها العالمية لمدن التعلّم (GNLC) لإمارة الفجيرة ضمن توسّعها الأخير، لتنضم الفجيرة بذلك إلى 72 مدينة من 46 دولة، اعتُرف بها لالتزامها بتحقيق الحق في التعليم لجميع الأفراد من الأعمار المختلفة على المستوى المحلي.
وتضم الشبكة العالمية لمدن التعلّم، التي أُطلقت عام 2013، بهذا التحديث، ما مجموعه 425 مدينة من 91 دولة، تدعم مجتمعة فرص التعلّم مدى الحياة لما يقارب 500 مليون نسمة.
وأكّد معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، أن انضمام إمارة الفجيرة إلى الشبكة العالمية لمدن التعلّم التابعة لليونسكو، يعكس التزام دولة الإمارات الراسخ بتطوير التعليم والثقافة وتنمية الإنسان، ويُشكّل دليلاً على رؤيتها الاستراتيجية في توسيع فرص التعلّم مدى الحياة وبناء اقتصاد معرفي مستدام، كما يبرز حرص القيادة في دولة الإمارات على تمكين المجتمعات من خلال الارتقاء بالتعليم، وتعزيز الابتكار، وترسيخ مبادئ الاستدامة.
وقال: إن وزارة الثقافة دعّمت ملف ترشّح إمارة الفجيرة لعضوية الشبكة العالمية لمدن التعلّم عبر اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، بما يتوافق مع أولويات اليونسكو، ويعزّز دور دولة الإمارات كجهة فعالة في دعم التعلّم العالمي وتعزيز التبادل الثقافي.
وأضاف أن انضمام الفجيرة إلى الشبكة العالمية لمدن التعلم سيسهم في تعزيز التعاون الدولي، وتسهيل تبادل أفضل الممارسات العالمية، وترسيخ ريادة دولة الإمارات في دعم الحوار الثقافي، وصياغة مستقبل قائم على المعرفة والإبداع.
من جانبه، قال محمد الضنحاني، مدير الديوان الأميري في الفجيرة، إن حصول الإمارة على عضوية شبكة مدن التعلّم جاء نتيجة جهودها الاستراتيجية في توسيع وتطوير البنية التحتية التعليمية، وتعزيز الثقافة الرقمية، وإنشاء مراكز تعلّم مجتمعية مواكبة لمتطلبات العصر، مشيراً إلى أن الرؤية بعيدة المدى لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الفجيرة، وسمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، تهدف إلى ترسيخ مكانة الإمارة في قطاع التعليم والاقتصاد القائم على المعرفة، بما ينسجم مع رؤية الإمارات 2031 والاستراتيجية الوطنية للتعليم 2030.
وأكد أن هذا الإنجاز يسهم في تعزيز المبادرات التعليمية القائمة ودعم النمو المستدام في الإمارة.
وأوضحت معالي ستيفانيا جانيني، مساعدة المديرة العامة لليونسكو للتربية، في بيان صحفي صدر عن المنظمة، أن المدن الـ 72 الجديدة المنضمة إلى شبكة مدن التعلّم تعيد تعريف مفهوم التعلّم، إذ تحوّل كل شارع ومكتبة ومكان عمل ومتحف ومنزل إلى مساحة للمعرفة والابتكار، وتعمل من خلال جعل التعليم أولوية من الطفولة المبكرة وحتى مرحلة البلوغ، على تمكين الأفراد وفتح الآفاق أمام الجميع.
ويتطلّع «مشروع مدينة التعلّم في الفجيرة» إلى مستقبل يكون فيه التعلّم مدى الحياة محور التنمية المستدامة، إذ يهدف على المدى المتوسط (3-5 سنوات)، إلى تعزيز البنية التعليمية، وترسيخ المهارات الرقمية، ودعم التعلّم المجتمعي، وتنمية المواهب الفنية المحلية، ووضع استراتيجية محلية لمدينة التعلّم، فيما تتضمن أهدافه طويلة المدى (5-10 سنوات) ترسيخ مكانة الفجيرة بوصفها رائداً إقليمياً في التعلّم مدى الحياة، وتحقيق العدالة التعليمية، وتطوير قوى عاملة ماهرة، وتوسيع الشراكات الدولية، ووضع أنظمة لقياس أثر المبادرات التعليمية.
وتسهم المبادرات التعليمية والثقافية المتنوعة في الفجيرة، تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، مثل مجلس محمد بن حمد الشرقي، ومبادرة «نشء الفجيرة روّاد التقنية»، ومعرض الفجيرة لكتاب الطفل، في دعم مبادرات التعلّم مدى الحياة وتطوير اقتصاد معرفي مستدام في الإمارة.
الاستدامة والصحة
تعزّز الفجيرة الاستدامة والصحة من خلال مبادرات مثل «برنامج وادي الوريعة للتعلّم»، الذي يدمج الطلاب في دراسات التنوع البيولوجي وجهود المحافظة على البيئة، وحملة «معاً نتحرك» التي توفر دروساً مجانية في اللياقة البدنية وورش عمل حول الصحة في الحدائق العامة.
وتدعم المدينة مبادئ الإنصاف والشمول عبر برامج مثل «عام التسامح» في المدارس لتعزيز الحوار بين الثقافات، إلى جانب توفير التدريب المهني للأفراد من أصحاب الهمم والأسر محدودة الدخل من خلال مجلس محمد بن حمد الشرقي. كما تُقدَّم خدمات إضافية للعمال المهاجرين وكبار السن وسكان المناطق الريفية عبر المراكز المجتمعية والمنصات الرقمية.
سوق العمل
ولربط التعليم بسوق العمل، تدير «غرفة تجارة وصناعة الفجيرة» برنامجاً لحاضنات الأعمال يركّز على تطوير المهارات الأساسية، بينما يهدف «برنامج محمد بن حمد الشرقي للقيادة» إلى تنمية قدرات العاملين في القطاع الحكومي. كما تعمل الأندية الريادية في المدارس على تشجيع الطلبة على إعداد خطط الأعمال، بما يضمن مواءمة التعليم الفني مع احتياجات سوق العمل المحلي.
وتولي الفجيرة أهمية كبيرة لتعزيز المساواة بين الجنسين في التعلّم مدى الحياة، من خلال ضمان تكافؤ فرص التعليم والتطوير المهني للنساء والرجال على حدّ سواء، عبر مبادرات «مجلس سيدات أعمال الفجيرة» و«مركز الفجيرة للبحوث».