هولندا.. انتكاسة للمتطرف فيلدرز في سعيه لتشكيل حكومة
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
بدت المفاوضات لتشكيل ائتلاف حاكم في هولندا بعد فوز اليميني المتطرف خيرت فيلدرز المفاجئ في الانتخابات التشريعية، في طريق مسدود الإثنين، مع استقالة المسؤول الذي كلّف إجراءها.
ويراقب قادة أوروبيون ودوليون عن كثب ليروا ما إذا كان فيلدرز و"حزب الحرية" الذي يتزعّمه سيتمكّنان من تشكيل حكومة مع شركاء يشعرون بالقلق من آرائه المتشدّدة ضدّ الإسلام والهجرة والاتحاد الأوروبي.
وحتّى قبل البدء بالمفاوضات، تحوّلت العملية إلى إخفاق تام، فقد اضطُرّ خوم فان شترين، الذي عيّنه الزعيم اليميني المتطرّف لقيادة المفاوضات، إلى الاستقالة بعد اتهامه من قبل وسائل الإعلام الهولندية في نهاية هذا الأسبوع بارتكاب عمليات احتيال في الشركة السابقة التي كان يعمل فيها.
وأعلن السناتور عن "حزب الحرية"، أنّ هذه الظروف والوقت الذي يحتاج إليه للرد على الاتهامات الموجهة إليه "غير متناسبة" مع المهمة الموكلة إليه.
وأضاف "أبلغت بالتالي فيلدرز ورئيس البرلمان بأنني أستقيل من منصبي بمفعول فوري".
وكان من المفترض أن يباشر فان شترين مهمته رسمياً الإثنين بلقاء مع فيلدرز الذي تصدّر حزبه انتخابات 22 نوفمبر (تشرين الثاني )، غير أنّ اجتماعاته أُلغيت.
وأفادت صحيفة "إن آر سي" الأحد، بأنّ شركة "أوتريخت هولدينغز" التي كان يعمل فيها فان شترين، قدّمت شكوى لدى الشرطة بشأن احتيال مفترض ارتكبه السناتور وزملاء آخرون.
وندّد فان شترين بهذه الاتهامات "التي لا أساس لها"، مؤكداً أنّه "التزم بجميع القوانين والأنظمة".
ويشكّل هذا الجدل انتكاسة لفيلدرز، الذي فاز على نحو مفاجئ للجميع، في انتخابات الأربعاء بحصوله على 37 مقعداً من أصل 150 مقعداً في مجلس النواب.
ويقوم حزبه بحملة من أجل فرض حظر المساجد والقرآن وارتداء الحجاب، فضلاً عن تنظيم استفتاء على مغادرة هولندا للاتحاد الأوروبي.
"خرج الجني من المصباح"
مع ذلك، بدا زعيم اليمين المتطرّف متفائلاً الإثنين، مؤكداً أنّه لا يزال مرشّحاً لمنصب رئيس الحكومة، فيما حثّ الأحزاب الأخرى على عدم الانخراط في ألعاب سياسية.
وكتب على موقع "إكس"، " غداً وبعد غد، سيساعد حزب الحرية في حكم هولندا وسأكون رئيساً لحكومة هذا البلد الجميل"، مشيراً إلى رغبته في أن يكون "إيجابياً وعقلانياً".
غير أنّ خيرت فيلدرز حذّر أيضاً من أنّه لا يمكن تجاهل فوزه الانتخابي. وقال "لا يزال بعض السياسيين لا يفهمون ذلك".
وبينما حذّر من أنّ انتخابات جديدة قد تكون محتملة إذا فشل حزبه في تشكيل ائتلاف، قال إنّ "حزب الحرية" سيكون أقوى إذا تمّ تجاهل "التفويض الديموقراطي لملايين الأشخاص".
وأضاف "لقد خرج الجني من المصباح ولا يمكن إعادة إدخاله إليه".
وكان فيلدرز قد أعلن، عند انتهاء الانتخابات، أنّه يؤيّد تشكيل ائتلاف مع "العقد الاجتماع الجديد" (20 مقعداً) بزعامة بيتر أومتسيغت المؤيد للإصلاح، وحركة "مزارعين مواطنين" (سبعة مقاعد) و"حزب الشعب من أجل الحرية والديموقراطية" (يمين الوسط) (24 مقعداً).
غير أنّ زعيمة "حزب الشعب من أجل الحرية والديموقراطية" ديلان يسيلغوز كانت قد استبعدت المشاركة في حكومة يقودها فيلدرز، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنّها ستكون مستعدّة "لدعم ائتلاف ينبثق من اليمين الوسط".
بعد فوزه في الانتخابات.. المئات يحتجون على الشعبوي المتطرف فيلدرز في #هولندا https://t.co/D3F1Zj5XHM pic.twitter.com/Yte5PMxR2q
— 24.ae (@20fourMedia) November 24, 2023ولكن منصب يسيلغوز لا يزال موضع خلاف داخل حزبها الذي خسر عشرة مقاعد في الانتخابات.
واعتبر فيلدرز أنّ المفاوضات الخاصّة بتشكيل ائتلاف يمكن اختتامها خلال "ثلاثة أسابيع"، إذا كان الجميع على استعداد لتقديم تنازلات، لكنّ الاستقالة المفاجئة لمنسّق المفاوضات تهدّد بوضع هذا الجدول الزمني موضع تساؤل.
ويعتقد معظم المحلّلين أنّه لا يمكن تشكيل الحكومة قبل السنة المقبلة. وكان قد استغرق الأمر 271 يوماً لتشكيل حكومة مارك روته المنتهية ولايتها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة هولندا الاتحاد الأوروبي الإسلاموفوبيا تشکیل ائتلاف حزب الحریة
إقرأ أيضاً:
تشريعية النواب: تقسيمات جديدة لضمان عدالة التمثيل النيابي وفق بيانات 2025
قال إيهاب الطماوي وكيل اللجنة التشريعية بمجلس النواب، إنّ تعديلات تقسيم الدوائر التي تقدم بها حزب مستقبل وطن إلى مجلس النواب اليوم، تأتي استجابة لزيادة عدد السكان والناخبين، بما يحقق التمثيل العادل في مختلف المحافظات، موضحًا أن هذا التحديث ضروري لمواكبة التطورات الديموغرافية والإدارية، وضمان تكافؤ الفرص السياسية بين مختلف المناطق.
وأضاف في مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسمة وهبة، مقدمة برنامج "90 دقيقة"، عبر قناة "المحور"، أن عدد سكان مناطق حوض النيل، مثل القاهرة والدلتا والصعيد، شهد ارتفاعاً ملحوظاً، ما استوجب إعادة توزيع مقاعد مجلس النواب والشيوخ، مع الحفاظ على إجمالي عدد المقاعد المنتخبة بنظام القائمة (284 مقعداً) كما هو، بينما تم إجراء التعديلات على مستوى توزيع الدوائر.
وتابع، أنّ عدد المقاعد الفردية لم يتغير، إذ ظل عند 284 مقعداً، لكن جرى مراعاة التقسيمات الإدارية المستحدثة مثل إنشاء مدينة ناصر ثالث، ووجود كيانات سكانية جديدة مثل حدائق العاصمة التي رفعت عدد الناخبين بمنطقة بدر، مؤكدًا أن هذه التعديلات استندت إلى بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، والهيئة الوطنية للانتخابات لعام 2025.
ولفت إلى أنّ أبرز التعديلات شملت إضافة مقعد في دائرة الواسطى وناصر لتصبح 3 مقاعد بدلاً من 2، وضم دائرة السيدة زينب إلى الدرب الأحمر وعابدين، وفصل قسم الأهرام عن دائرة 6 أكتوبر، وجعل العاشر من رمضان دائرة مستقلة، أما بالنسبة لمجلس الشيوخ، فقد أكد أن عدد المقاعد الفردية والمعينة والقوائم ظل كما هو.