جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-13@09:53:57 GMT

زحام حب بين أحضان عُمان الحبيبة

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

زحام حب بين أحضان عُمان الحبيبة

 

منى بنت حمد البلوشية

عندما أتحدث عن وطن كوطني يسعدني أن تكون أبيات شعر تعلو كل حديثي، فذاقت ذائقتي حروفاً قرأتها من قصيدة "نسل السلاطين" للدكتور حمير المحروقي، وأصبحتُ أرددها وأقرأها منذ ذلك الحين:

"أهدي إليكِ محبتي وبياني // يا قصة تحيا بكل لساني

يا من علاكِ أعزني وأمدني // بفصاحة المعنى وحسن بيانِ

أقسمتُ أن العشق أنتِ حروفه // أنتِ الهوى يا أجمل البلدان"

قرأتها وباقي أبياتها التي أصبحت عالقة بذهني وجدتها افتتاحية لحروف مقالتي هذه.

الجميع خطط لوجهته ولرحلته خلال إجازة اليوم الوطني الـ53 المجيد، وكانت الخطط أكثرها متجهة لأن تكون بين أحضان الوطن الحبيب، وكم أبهجني رؤية المواطن العزيز لأن تكون وجهته عُمان وبين أروقة ماضيها وحاضرها ومستقبلها.

وكم أسعدني مشاهدة ذلك الزحام على متحف عُمان عبر الزمان بولاية منح بمحافظة الداخلية، حيث بلغ عدد الزائرين له في أول أيام إجازة اليوم الوطني ما يقارب 11800 زائر من داخل السلطنة وخارجها، هذا المتحف الذي وضع حجر الأساس له جلالة السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- في الرابع عشر من يوليو 2015 على مساحة 35000 متر مربع هذا المتحف الذي خُصص ليروي تاريخ سلطنة عُمان على مر العصور التي مرت بها، ليروي تاريخ السلطنة عبر مختلف الأزمنة، وتفضل جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بافتتاحه في الثالث عشر من مارس 2023.

متحف عمان عبر الزمان من أبرز المتاحف التاريخية العريقة التي شهدتها السلطنة وصولا لعصر النهضة الحديثة المتجددة بجانب ما شهدته السلطنة من إنجازات مستمرة، ويعتبر هذا المتحف من المتاحف المهمة في السلطنة ووجهة لكل المواطنين، والزائرين من داخل وخارج السلطنة، وقد كانت لي زيارة له في شهر سبتمبر الفائت وأبهرني بأن يكون تحفة فنية ومعمارية وما يحتويه من أحدث التقنيات الذي احتواه، ولا ننس وجود المرشد الذي يأخذك من دخولك المتحف حتى نهايته، مرشدًا وشارحًا كل ما به من أزمنة وعصور ومراحل ما يحتويه المتحف بكل إتقان، وستتجول بين أروقته ما يقارب ساعتين وأكثر حتى يستطيع الزائر استكماله ومشاهدة حتى العروض التي يشرح بها من العصور السابقة ومنذ عام 1970 وحتى زمننا هذا وما يحتويه من تقنيات عالية الجودة.

ومن ناحية أخرى وفي مقالتي هذه أكتب عن نزوى بيضة الإسلام، وقلعتها وسوقها الذي أصبح وجهة للزائر العماني والسائح في فترة أيام إجازة اليوم الوطني، تلك الوجهة التي أصبحت مكتظة ما بين القلعة وسوقها وأزقتها ونزلها، ما أروع ذلك الحراك الذي شاهدناه فيها وزحام حب واحتضان للوطن بها، عمان الماضي والحاضر والمستقبل نجدها بين محافظاتها ومناطقها وولاياتها وما بين قلاعها وحصونها، وما بين أوديتها التي قصدها المواطنون ليقضوا أيام إجازتهم بها، وبكل حب يحتضنون كل بقعة على أرض عمان الحبيبة لأن تكون وجهتهم.

وجهتهم لم تكن فقط هنا بل في جميع بقاع أرض الوطن وما بين حدائقها، وقلاعها وحصونها والمحميات الموجودة بها، لنُعرف أبناء الوطن بأنه هو الذي يستحق أن تكون أيام قضاء إجازاتنا بين أنفاس ترابه النفيس والغالي، فالوجهة هي عمان وحسب.

هذا هو حب الوطن أن يعيش المواطن بين أحضانه وترابه، حاضنا لأبنائه يجوب بهم الوطن وأن يغرس حبه في نفوسهم، ففترة الإجازات متنفس للجميع ولأن تكون وجهتنا عُمان، فالوطن هو القلب الذي ينبض بنا ويسكننا والروح التي تسري بنا والحب الذي يجري بعروقنا، وأن حب الوطن فطرة إنسانية منذ أن كنَّا في أرحام أمهاتنا أودعها الله تعالى في نفوس البشر.

ما أروع أن يجعل المرء من نفسه موجهًا ومرشدًا لوطنه، مُكرِّسًا جهده وطاقاته لأجله، ويجعل من نهجه نهجا راسخا متألقا دائما لارتقاء وطنه وحبه له، وما على الإنسان إلا أن يقدم نفسه خدمة لهذا الوطن المعطاء، وأن يكون الجميع يدا واحدة لأجله وإعلاء رايته وارتقائه في سماء المجد والعزة وأن يكون الجميع كالجسد الواحد لأجل ترابه النفيس.

هذه بلادي سأظل أتغنى بحبها وعشقها ما حييت، وستظل وجهة حب في الزحام وبانفرادي، "يا بلادي هاكِ قلبي إنه قلب حر // ما ارتضى في العمر شيئًا".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

افتتاح “متحف زايد الوطني ” في السعديات ديسمبر المقبل

يفتح متحف زايد الوطني، المتحف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، أبوابه رسمياً خلال شهر ديسمبر المقبل، في قلب المنطقة الثقافية في السعديات، أحد أكبر تجمعات المؤسسات الثقافية في العالم.

ويحتفي هذا الصرح بإرث الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واهتمامه بدعم التعليم والمعرفة، وترسيخ الهوية الوطنية، والحفاظ على التراث الثقافي.

ويجسد المتحف رؤية الشيخ زايد من خلال المعارض التفاعلية، والبحوث، والبرامج التعليمية والعامة، مستلهماً القيم التي آمن بها في الإنسانية وإحياء الموروث ويضم ست صالات عرض دائمة موزعة على طابقين، وصالة عرض مخصصة للمعارض المؤقتة، يروي من خلالها قصة الإمارات عبر 300 ألف عام.

وتضم مقتنيات المتحف مجموعة متنوّعة من القطع الأثرية من مختلف أنحاء الدولة، إلى جانب مجموعة من الأعمال المُعارة والقطع المهداة من المجتمعات المحلية والدولية، ما يعكس ثراء الإرث الثقافي الإماراتي وتنوعه.

وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: “تتواصل المبادرات الرامية إلى صون التراث الثقافي لدولة الإمارات على مدار عقود طويلة، منذ إنشاء أولى مؤسساتنا الثقافية وحتى تشكلت ملامح رؤيتنا الطموحة لبناء جسور للتبادل الثقافي والمعرفي بين الشعوب من مختلف أنحاء العالم، وتُضيف المنطقة الثقافية في السعديات فصلاً جديداً إلى هذه المسيرة عبر مؤسساتها التي تحتفي بالماضي وتواكب تطلعات المستقبل”.

وأضاف أن متحف زايد الوطني يمثل الإرث الخالد للوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وثقته العميقة في شعبه، وقدرته على تحقيق الإنجازات، وأهمية التعليم والمعرفة، تكريساً لقيم الاتحاد والتماسك المجتمعي والفخر بالهوية الوطنية، المتحف ليس مكاناً لحفظ التاريخ فحسب، بل رسالة لأجيالنا القادمة، ومنارة لهويتنا، ومساحة تروي قصتنا من خلال مقتنياته ومجموعاته، وما تنبض به من مشاعر وذكريات ورؤى، وسيحمل متحف زايد الوطني رسالتنا وقصتنا إلى أبناء اليوم والغد”.

أدرك الشيخ زايد “رحمه الله”أهمية فهم الماضي من أجل بناء مستقبل أفضل، ودفعه شغفه باستكشاف تراث الأُمة وحفظه إلى إنشاء “متحف العين” الذي افتتحه عام 1971 في منطقة العين، تلاه تدشين المجمع الثقافي عام 1981 في العاصمة أبوظبي.

وتضم مجموعة المتحف حالياً قطعاً أثرية تعود إلى العصور الحجرية القديمة والحديثة، إضافة إلى العصور البرونزية والحديدية، اكتشفها علماء آثار على مدى أكثر من نصف قرن، وتشمل نظام الفلج الأقدم في العالم، وآثار استخراج النحاس في العصر البرونزي، وهي أدلة باقية على براعة الآباء والأجداد، وقدرتهم على مواجهة الصعاب وتجاوز التحديات، وتُعد شاهداً حياً على التزام الشيخ زايد بالحفاظ على هذا الماضي الأصيل.

ومن بين أبرز معروضات متحف زايد الوطني “لؤلؤة أبوظبي”، وهي إحدى أقدم اللآلئ الطبيعية المعروفة في العالم، والتي تؤكد التاريخ العريق لمهنة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ في منطقة الخليج العربي؛ و”المصحف الأزرق”، الذي يُعد من أرقى المخطوطات في تاريخ الفن الإسلامي، إلى جانب نموذج لقارب “ماجان” القديم، والذي يُمثل ثمرةً لأولى شراكات المتحف البحثية مع جامعة زايد وجامعة نيويورك أبوظبي.

صمّم المتحف المعماري الحاصل على جائزة “بريتزكر” للعمارة، اللورد نورمان فوستر من شركة فوستر وشركاه، الذي ركز على توظيف عناصر مستوحاة من التراث الإماراتي، ووضع الاستدامة في صميم رؤيته الهندسية.

وتعلو المبنى خمسة هياكل فولاذية على شكل جناح الصقر أثناء التحليق، في احتفالية رمزية بالصقارة التي تُعد جزءاً أصيلاً من الموروث الثقافي الإماراتي.

ويقدّم متحف زايد الوطني تجربة شاملة ومتاحة للجميع من الأجيال والثقافات كافة، مسلطاً الضوء على التراث العريق والهوية الإماراتية المعاصرة، وموفراً منصة للحوار وتعزيز التفاهم المشترك وستسهم معارضه وبرامجه ومبادراته في إلهام الشباب، وإشراك أصحاب الهمم وكبار المواطنين، وتمكين البحث العلمي العالمي.

ويعرض المتحف مجموعات وقصصاً تُكرم الإرث الغني للمنطقة، وتُبرز دور أبوظبي بصفتها ملتقى للحضارات، دعماً لرسالة المنطقة الثقافية في السعديات التي تهدف إلى بناء جسور للحوار بين الثقافات من خلال مؤسساتها الرائدة، بما في ذلك متحف اللوفر أبوظبي، وتيم لاب فينومينا أبوظبي، إلى جانب متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي، ومتحف جوجنهايم أبوظبي، المُرتقب افتتاحهما، ترسيخاً لمكانة الإمارة مركزا عالميا للثقافة والابتكار.


مقالات مشابهة

  • قصة حب نادرة في كوجالي.. مكافأة 10 آلاف ليرة لمن يعيد الحبيبة المفقودة!
  • الأحتفالات والأعياد في مصر القديمة محاضرة بـ متحف أخناتون
  • "الفن يلتقي بالتاريخ" في المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية
  • التشريعات في السلطنة والشركات الناشئة
  • الفن يلتقي التاريخ في المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية
  • متحف أثري يوناني يستضيف معرضا يحتفي بالمرأة
  • رئيس البرلمان التركي يفتتح متحف الإبادة الجماعية في سريبرينيتشا بدعم تركي
  • ما الذي يحرك الطلب على المشاريع العقارية التي تحمل توقيع المشاهير؟
  • متحف السيارات الملكي يفتح أبوابه يوم الجمعة طوال مهرجان صيف عمان
  • افتتاح “متحف زايد الوطني ” في السعديات ديسمبر المقبل