زيادة في حركة السياحة الوافدة إلى مصر بنسبة 10%.. خبراء: السياحة المصرية خير داعم للاقتصاد بتوفير العملة الصعبة.. وتطوير القطاع ومواكبة التكنولوجيا أمر ضروري
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
أكد أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، وجود زيادة في حركة السياحة الوافدة إلى مصر في الأسابيع الأولى من شهر نوفمبر الحالي، بنسبة تتراوح من ٥٪ إلى ١٠٪، بحيث يصبح من أفضل الشهور في حركة السياحة مقارنة بالعام الماضي.
وأوضح وزير السياحة والآثار في لقاء مع الصحفيين ووسائل الإعلام، أن الوزارة عملت على زيادة ميزانية الرحلات التعريفية لمنظمة السياحة العالمية، فضلا عن زيادة حملات السياحة الترويجية، مشيرا إلى أن هيئة المصرية للتنشيط السياحي عملت على إنتاج فيديوهات للسائحين متواجدين في مصر يبعثون برسائل أمان واطمئنان للعالم، والحديث عن تجربتهم الإيجابية في مصر والمناطق السياحية المصرية.
وقال عيسى، إن شهر أكتوبر الماضي سجل ثاني أعلى عدد سائحين قاموا بزيارة مصر بعد الرقم الأعلى الذي تم تسجيله شهر أكتوبر لعام 2010، متقدما على الرقم الذي تم تسجيله في عام 2022، مشددا على أن الوزارة اتخذت العديد من الإجراءات للحفاظ على معدلات وحجم الحركة الوافدة لمصر وعدم التأثر بالاحداث الجارية التي تشهدها المنطقة خلال شهري أكتوبر الماضي ونوفمبر الحالي.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل على خلق منتج جديد للبرامج السياحية مع دول الخليج لزيادة حركة السياحة العربية الوافدة إلى مصر، مؤكدا على أهمية السوق العربي للسياحة المصرية، كما أشار إلى أن معدلات الحركة السياحية التي استقبلتها مصر منذ بداية العام الجاري والتي تتماشى بشكل جيد مع أهداف الوزارة بتحقيق نمو سنوي في أعداد السياح يتراوح ما بين 25 إلى 30%، وكذلك الفرص الاستثمارية والحوافز الممنوحة لإقامة المنشآت الفندقية والمشروعات السياحية بمصر وبخاصة بالمدن الجديدة، وخطة الوزارة لزيادة الطاقة الفندقية.
وفي هذا السياق يقول الدكتور علي الإدريسي الخبير الاقتصادي، إن السياحة المصرية من أكبر القطاعات الداعمة للدولة المصرية والاقتصاد المصري بفضل توفير العملة الصعبة في ظل إرتفاع سعر الدولار وتخطيط حاجز الثلاثين جنيهًا خاصة وأن تلك الدولارات نستفاد منها في العديد من المجالات سواء كان في الواردات المصرية من الخارج أو غيرها.
وأضاف الإدريسي في تصريحاته لـ "البوابة نيوز"، لابد وأن يكون هناك تطوير في قطاع السياحة ومواكبة عصر التكنولوجيا وتحديث الطرق في زيادة أعداد السياح واستغلال الإمكانيات الموجودة لدينا خاصة وأن مصر تمتلك إمكانيات لا حصر لها في مجال السياحة.
وفي نفس السياق يقول مجدي سليم، وكيل وزارة السياحة الأسبق، أن أزمة فيروس كورونا والحرب الروسية الأوكرانية أثرت بالسلب على السياحة العالمية وليس المصرية فقط موضحًا لو تلك الأزمات لأصبحت السياحة المصرية بشكل خاصة في مكانة أخري بفضل الجهود المبذولة في ذلك الملف من قبل القيادة السياسية.
وأضاف سليم، أن تحقيق نمو سنوي في أعداد السياح يتراوح ما بين 25 إلى 30%، خطوة جيدة للغاية لزيادة الفرص الاستثمارية والاعتماد على المنتج المحلي وتطويرة بشكل أكبر خاصة وأن الفترة الأخيرة أثبتت أن المنتج المصري لا يقل جودة عن المنتجات التي نستوردها من الخارج.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أحمد عيسى وزير السياحة والاثار السياحة سائحين حركة السياحة الفرص الاستثمارية حرکة السیاحة
إقرأ أيضاً:
ظفار.. والاستدامة السياحية
د. محمد بن خلفان العاصمي
خريف ظفار حالة خاصة، فرغم أن هناك خطًا مناخيًا تتشابه فيه عدة مناطق في دول المنطقة من حيث المناخ والبيئة والطقس إلا أن ظفار وحدها من سحبت البساط من بين أقدام الجميع، ولهذا أسباب متعددة، حيث سبقت سلطنة عمان العديد من الدول في رغبتها الكبيرة للاستفادة من هذه الميزة واستغلالها بشكل كبير من خلال تهيئة البيئة المناسبة لسياحة موسمية تحقق عوائد اقتصادية عالية، كما أن أمرًا آخر لا يقل أهمية عن سابقه كان سببًا في ريادة ظفار السياحية وهو طبيعة الإنسان الظفاري العماني المرحاب والمضياف والمنفتح على الغير.
عوامل أخرى كثيرة ساهمت في صناعة سياحة ظفار، وربما السياحة الداخلية الكبيرة ساهمت في التعريف بظفار في أوقات مبكرة عندما لم تكن هناك بنية واسعة من المنشآت الفندقية، وعندما كانت تستغل المنازل الخاصة في دعم هذا القطاع، ومع الوقت وزيادة الاهتمام الحكومي بهذه البقعة الغناء تحولت ظفار إلى قبلة للهاربين من لهيب الشمس إلى السهول والجبال الخضراء في أشد الأوقات حرارة، ويضاف لكل هذا ما تميزت به ظفار من طابع خاص من حيث التراث والتاريخ والفن والثقافة والتنوع الثقافي، كما كان الظفاري واجهة مشرفة للعماني المنفتح على العالم الساعي للحداثة مع المحافظة على الأصالة.
ظفار ليست الخريف فقط، فتاريخ ظفار القديم والحديث يجعل من هذه المحافظة ذات قيمة سياحية، وما أجمل أن نرى قريبًا متحفًا ضخمًا يحكي قصة ظفار العريقة، وما أروع أن نشاهد قلاع ظفار وحصونها القديمة والحديثة وقد أصبحت مزارات تحكي فصلًا من فصول التاريخ والنهضة المباركة، ولو توجت هذه المشاريع التاريخية بتأهيل متحف أرض اللبان وموقع مينائي سمهرم والبليد والقبور التي تمثل جزءا من تاريخ ظفار العريق لتكون واحدة من المواقع الأكثر جذبًا للسياح.
عندما نقول إن السياحة صناعة، فهي حقيقة نشاهدها عندما نذهب للخارج، وحتى تكتمل الصورة الجميلة لسياحتنا، يجب علينا أن نقدم الخدمة التي ينتظرها السائح، وأن ننتقل بسياحتنا من الواقع إلى المستقبل، ومن المعلوم إلى المفهوم، ونحن نملك الإمكانية لهذا التحول، فقط نحتاج إلى التسريع في تنفيذ المشاريع وتحويل الخطط من الأوراق إلى الواقع، حيث إن الوقت عامل مهم في بيئة تنافسية متصارعة على الفرص، فجمال الجو لا يكفي لخلق سياحة جاذبة حقيقية مساهمة في الدخل القومي، والسبق لا يعني النجاح إذا لم يرافقه تطوير وتنمية ونمو وتجديد مستمر.
إن استدامة محافظة ظفار كوجهة سياحية طوال العام هو التحدي الأكبر، فالكثيرون يقصدون ظفار قبل وجود بنية تحتية سياحية متطورة، وسوف يستمر هذا التدفق السياحي من أجل المقومات الطبيعية، فهل نستطيع أن نحقق المعادلة الأصعب، ونجعل من ظفار وجهة سياحية طوال العام؟ فليس من المنطقي أن تقام بنية تحتية سياحية بتكلفة باهظة ليستفيد منها ثلاثة شهور كحد أقصى، وإذا أردنا أأأأن نقارن بين عدد من المناطق السياحية حول العالم وقدرتها على الجذب السياحي رغم اختلاف الطقس خلال العام فهناك الكثير، والفكرة تتمحور حول الترويج السياحي والتخطيط الاستراتيجي، فلو أننا قررنا الاستفادة من ظفار طوال العام لحققنا ذلك، ونملك المقومات والعقول التي تستطيع تحويل ظفار إلى أهم المدن السياحية حول العالم، وعلينا أن نستفيد من هذا القطاع كأحد مصادر الدخل القومي، وموقعنا الجغرافي ومميزات أخرى خاصة بهذه البلاد تعد من الممكنات التي يمكنها أن تحقق النجاح الاقتصادي لهذا القطاع الحيوي.
وحتى نعطي كل ذي حق حقه، فما تشهده محافظة ظفار من نقلات نوعية في مجال السياحة هو نتاج جهود كبيرة بذلت من السابق واستمرت إلى الحاضر، وقامت الحكومة بتقديم الدعم اللازم، وبجهود كبيرة من أبناء المحافظة والمسؤولين فيها، نرى ظفار بهذا المستوى من التطور والتجديد الذي يكبر عامًا بعد عام، وكل من يزور ظفار يلمس قيمة العقول التي تخطط وتعمل وتنفذ بفكر شاب حديث متطور متلمس لمعنى أن تكون السياحة رافدًا مهمًا للدخل الاقتصادي القومي، ومصدر من مصادر الدخل للأفراد، وهذا الفكر هو ما سوف يسهم في الوصول إلى مستهدفات رؤية "عُمان ٢٠٤٠م".
إن من واجبنا دعم السياحة في بلادنا، وعلينا أن نكون سفراء إيجابين حتى تتحقق الأهداف المرجوّة من هذا القطاع، وعلينا أن ندرك أنّ الريال الذي نضعه في محافظة ظفار هو استثمار وطني سيتم تدويره داخل الدولة، ويجب على أبناء المحافظة والوطن بشكل عام استثمار هذا الرزق الذي ساقه المولى عزَّ وجل ليكون مصدر دخل وذلك من خلال العمل والجد والمثابرة والاجتهاد في كسب الرزق (بلدة طيبة ورب غفور).
رابط مختصر