«التوريث» فى منتخبات الكرة يُفسد الساحرة المستديرة
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
ناشئو كرة القدم المصرية يحلمون باليوم الذى يصبحون فيه أمثال أبناء وطنهم ملوك كرة القدم العالمية: محمد صلاح ومحمد الننى ومصطفى محمد، نجوم فى الساحرة المستديرة، تتغنى الجماهير المحلية والعالمية بأسمائهم فى المدرجات، لكن كل هذه الأحلام تصطدم بكابوس التوريث.
الأمر المثير للتساؤل هل النجومية فى لعبة كرة القدم قابلة للتوريث؟ نعلم أن هناك نجومًا حاليين ساروا على نهج آبائهم من نجوم سابقين واستكملوا المسيرة واستطاعوا أن يحفروا أسماءهم ضمن قائمة نجوم كرة القدم المصرية، لكن هناك آخرين كانوا عبئًا على كاهل الرياضة وكرة القدم المصرية، لم يقدموا شيئًا يذكر أو يفيد أو يساهم فى تحقيق إنجاز أو بطولة رياضية سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات.
لكن سؤالى هنا أخص به المسئولين والمعنيين بالمنتخبات الوطنية للناشئين والشباب فى الساحرة المستديرة، وكذلك اتحاد الكرة، التى أصبح ٩٠٪ من لاعبيها هم أبناء لنجوم كرة قدم سابقين، من المسئول عن هذا؟!، ما هى آلية الاختيار من أجل الانضمام؟!، رغم أن قطاع الناشئين والشباب ملئ بالنجوم، الذين يجب النظر إليهم بعين الاعتبار، والأخذ بأيديهم، ودعم مسيرتهم الرياضية، حتى نساهم فى صناعه الملايين من الموهوبين فى كرة القدم.. ميسى، رونالدو، محمد صلاح ليسوا بأبناء عاملين ولكنهم نجوم صنعوا المجد نتيجة موهبتهم وتخطيهم لمختلف العقبات.
أرى أن التوريث فى لعبة كرة القدم وداخل منتخبات الناشئين والشباب يفسد المنظومة الرياضية والساحرة المستديرة، نحن ننادى ونقول قادرون على تحقيق حلم الوصول إلى المونديال خلال النسخ القادمة بشكل متكرر، وفى وقت قريب سنكون أصحاب المراكز المتقدمة فى المشاركة بكأس العالم، وإن الكرة المصرية تسير على نهج الإدارة الأوروبية، لكن المحسوبية والواسطة القائم عليها اختيار لاعبى المنتخبات الوطنية للناشئين والشباب ستكون بمثابة السكين الحاد القاتل لأحلام الكرة المصرية والمنتخب الوطنى الأول فى المستقبل.
فى الماضى فترة السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات كانت اختبارات الناشئين ومنتخباتها تعتمد على الموهبة فى المقام الأول وقدرة العنصر البشرى على العطاء داخل الملاعب وتصعيده فى أقرب وقت للإفادة منه بالفريق الأول ومن ثم المنتخب الوطنى، فكان لدينا الخطيب وحسن شحاته وعلى ماهر الخ من نجوم سطروا فى المجد الكروى المحلى تاريخهم بل والعالمى.
لذا أطالب كافة المسئولين عن الرياضة المصرية بوضع استراتيجية واضحة مبنية على خطوات هادفة نحو الاستثمار الحقيقى لناشئى وشباب مصر فى لعبة كرة القدم من أجل اكتشافهم وتحفيزهم بالمشاركة فى المنتخبات الوطنية، والتركيز على تحقيق الانتقاء بشفافية كاملة دون النظر أن فلانًا ابن فلان من خلال المعايير الأساسية المتعارف عليها وهى البنية الجسدية، اللياقة البدنية، تقنية اللعب والتكتيك بالإضافة إلى شخصية متوازنة للاعب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الكرة المصرية ماذا بعد كرة القدم المصرية کرة القدم
إقرأ أيضاً:
احتجاجات توغو تُعبّر عن غضب شبابي من التوريث.. لكن هل التغيير ممكن؟
لومي- توغو – هدأت الهتافات، وأُزيلت الحواجز من الشوارع، وساد هدوء مريب في العاصمة بعد أيام من الاحتجاجات الجماهيرية في توغو.
لكن تحت السطح، لا يزال الغضب يتصاعد، والقوات الأمنية منتشرة عند تقاطعات رئيسية، فيما يخشى كثيرون أن العاصفة لم تنتهِ بعد.
بين 26 و28 يونيو/حزيران، نزل الآلاف إلى شوارع لومي احتجاجًا على تعديلات دستورية يقول معارضوها إنها تُبقي الرئيس فور غناسينغبي في السلطة إلى أجل غير مسمى.
غناسينغبي (59 عامًا)، الذي تولى الرئاسة عام 2005 بعد وفاة والده الذي حكم 38 عامًا، أدى مؤخرًا اليمين رئيسًا لمجلس الوزراء – وهو منصب تنفيذي قوي بلا حدود زمنية في النظام البرلماني المعتمد حديثًا.
قمع عنيف وسريع للاحتجاجاتقُتل ما لا يقل عن 4 أشخاص، وأُصيب العشرات، واعتُقل أكثر من 60 شخصًا، وفق منظمات مجتمع مدني محلية. وتُظهر مقاطع فيديو موثقة ضربًا ومطاردات وجرّ مدنيين على يد رجال بملابس مدنية.
لكن في بلد اعتاد الإرهاق السياسي والمعارضة المنقسمة، شكل الأسبوع الماضي نقطة تحول.
رفض الحكم الوراثييرى كثيرون في هذه الاحتجاجات أكثر من مجرد رفض للتعديلات الدستورية، فهي قطيعة أجيال.
يقول الصحفي والكاتب التوغولي باب كودجو "هؤلاء الشباب لا يحتجون فقط ضد دستور جديد. إنهم يرفضون 58 عامًا من الحكم الوراثي من الأب إلى الابن، والذي لم يجلب سوى الفقر والقمع والإذلال".
معظم المحتجين كانوا دون الـ25، لم يعرفوا قائدًا آخر. نشؤوا في ظل انقطاعات الكهرباء، والبنية التحتية المتدهورة، والبطالة وتقلص الحريات.
حاولت الحكومة الحد من الغضب، فتراجعت بسرعة عن زيادة بنسبة 12.5% في أسعار الكهرباء، وهي أحد مصادر الاستياء، وأفرجت بهدوء عن المغني الناشط "آمرون"، الذي أثار اعتقاله موجة غضب.
إعلانلكن ذلك لم يوقف الاحتجاجات. يقول المحلل السياسي بول أميغاكبو، رئيس معهد تامبيرما للحكم: "اعتقال آمرون كان الشرارة. لكن القصة الحقيقية هي أن النظام لم يعد قادرًا على تقديم حل تفاوضي أو مؤسسي للأزمة، ويعتمد فقط على القوة العسكرية".
وأشار إلى دلائل على التصدع داخل الدولة نفسها، حيث أصدرت وزيرة الدفاع السابقة مارغريت غناكادي بيانًا نادرًا يدين العنف، ما قد يشير إلى انقسامات على أعلى المستويات.
المجتمع المدني يسد الفراغاللافت أن قادة الاحتجاج لم يكونوا من أحزاب المعارضة التقليدية، بل من نشطاء المجتمع المدني وفنانين ومؤثرين من الشتات.
وقال كودجو "المعارضة منهكة سياسيًا وجسديًا وماليًا. وبعد عقود من الحوار الفاشل، تصدّر الشباب المشهد".
أصدرت منظمات مدنية بيانات تدين "الاستخدام غير المتناسب للقوة" وتطالب بتحقيقات مستقلة. وقالت مؤسسة الإعلام لغرب أفريقيا إن حرية التعبير "تتقلص بشكل خطير".
وأكد فابيان أوفنر، الباحث في منظمة العفو الدولية، أن القمع هو جزء من "بنية قمعية ممنهجة"، ووثّقت منظمته حالات اعتقال تعسفي وتعذيب تمت في ظل الإفلات من العقاب.
وقال "هذا ليس مجرد إدارة احتجاجات، وإنما هو إنكار منهجي للحقوق الأساسية"، وأشار إلى أن وصف الحكومة للاحتجاجات بأنها "غير مصرح بها" يتعارض مع القانون الدولي، حيث لا تتطلب التجمعات السلمية إذنًا مسبقًا.
غياب دولي مقلقالعفو الدولية دعت لتحقيق مستقل، ونشرِ قائمة المعتقلين، وشفافية كاملة من المدعين العامين. وقال أوفنر "توغو أصبحت نقطة عمياء دبلوماسيًا. نحتاج إلى موقف أكثر صرامة من الاتحاد الأفريقي والإيكواس والأمم المتحدة".
حتى أساقفة الكنيسة الكاثوليكية، المعروفون بتحفظهم، حذروا في بيان نادر من "خطر الانفجار تحت وطأة الإحباط المكبوت"، داعين إلى "حوار صادق وشامل وبنّاء".
رد الحكومةقال الوزير غيلبرت باوارا إن "ما حدث لم يكن احتجاجًا سلميًا بل محاولة لزعزعة النظام العام"، ونفى ارتكاب القوات الأمنية انتهاكات ممنهجة، مضيفًا أن الحكومة "منفتحة على الحوار"، ولكن فقط مع "جهات واضحة ومنظمة، لا دعوات مجهولة من الخارج".
ودافع عن التعديلات الدستورية باعتبارها "تمت ضمن عملية شرعية"، مؤكدًا أن من يعارضها "يمكنه اللجوء للانتخابات أو الطعن القانوني".
لكن منتقدين اعتبروا هذه الآليات شكلية في ظل هيمنة الحزب الحاكم على المؤسسات وقمعه للمعارضة.
يقول المحلل أميغاكبو "هناك مظاهر ديمقراطية، نعم، لكنها فارغة من المضمون. السلطة في توغو تُحتكر وتُصان عبر القمع والزبونية والهندسة الدستورية".
وأشار إلى أن إعلان الحكومة عن "مسيرة سلمية" مؤيدة لها في 5 يوليو/تموز هو دليل على أنها "لا تستمع، بل ترد على المعاناة الاجتماعية بالدعاية والتظاهرات المضادة".
نقطة تحولمصير البلاد لا يزال غامضًا. الاحتجاجات هدأت، لكن الانتشار الأمني وبطء الإنترنت يعكسان التوتر القائم.
إعلانوحذّر أميغاكبو "لسنا في ثورة بعد، لكننا في شرخ عميق. إذا استمر النظام في إنكاره، فقد تكون التكلفة أكبر مما يتوقع".
واختتم كودجو قائلا "هناك طلاق بين جيل يعرف حقوقه ونظام يعيش في وضع البقاء. شيء ما قد تغير. هل سيقود ذلك إلى إصلاح أم إلى مزيد من القمع؟ هذا ما ستكشفه المرحلة القادمة".