كيف يعيش سكان أبرد قرية في العالم؟
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
في "ياقوتيا"... المهام اليومية مثل تنظيف أسنانك أو الذهاب إلى المرحاض هي صعبة للغاية بسبب أجواء الصقيع القاسية التي يعيشها السكان، في أبرد قرية في العالم حسب أحدث تصنيف لعلماء المناخ.
أعدّت صحيفة "ذا صن" البريطانية تقريراً حول هذه القرية في أعماق صحراء سيبيريا الروسية، حيث لا يزال الآلاف من الأشخاص يختارون العيش فيها، وهم يرتدون طبقات من الملابس الصوفية الناعمة والأحذية الجلدية السميكة، ويمارسون حياتهم بشكل إلى حد ما "طبيعي" في طقس تبلغ حرارته -40 درجة مئوية.
يبدأ روتين حياتهم اليومي بالبحث عن الحطب الجاف، ثم إشعال النار داخل مواقد المنازل، المصنوعة من لوحات خرسانية تتحمل أكبر قدر ممكن من الحرارة المنخفضة.
وفيما تستمر الحياة "جليدية" خلال 9 أشهر من العام، تلي البحث عن الدفء، رحلة البحث عن الماء الصالح للشرب، التي تعتبر من أصعب المهام، نتيجة لتجمّد كل شيء، حتى أنظم السباكة المنزلية والأنابيب لا أمل في ذوبان جليدها، لذلك يلجأ السكان إلى إذابة كتل جليدية يتم تقطيعها واستخدامها باعتدال، كي لا تتبخر أو تعود إلى التجمّد من جديد.
الغذاء في ياقوتيا نادر مثل الماء، لأن الزراعة خيار نادر الحصول، إلا خلال الأشهر الصيفية الثلاث، كفاكهة الفراولة، بينما يتركز الاعتماد الأساسي في الغذاء على منتجات على الحليب التي يتم تجميدها وحفظها من أجل الاستعمال شتاءً.
أما الأسماك فهي المصدر الرئيسي للحوم، حيث إن صيد الأسماك يعد سوقاً ضخماً ورائجاً، إلى جانب صناعة السكاكين، لذلك تكون الأسماك في قائمة الطعام بشكل شبه يومي، حيث يذهب الآباء إلى الصيد التقليدي على الجليد، ويحفرون عميقاً تحت السطح الجليدي حتى يحالفهم الحظ، وغالباً ما يتم تقديم الحساء عندما تصبح الأيام باردة بشكل شديد.
عندما يصبح الجو بارداً جداً يمكن أن تظهر على وجوه الحيوانات والبشر رقاقات ثلجية، ما تجعلهم أشبه بكائنات فضائية تغزو القرية، لذلك يلجأ السكان إلى تغطية وجوههم كما وجوه الحيوانات بالكامل بالأوشحة السميكة وأغطية الأذن، منعاً لتجلّد الحواجب والرموش، وعدم الشعور بالوخز القاسي بسرعة على الوجه وأصابع اليدين والقدمين.
وفي ظل كل هذه الظروف المناخية الصعبة، يقام سنوياً مهرجان Ysyakh الصيفي السنوي في نهاية الأسبوع الماضي من شهر يونيو (حزيران) من كل عام، استباقاً لفصل الشتاء، واحتفالاً بولادة الطبيعة القاسية من جديد.
تقويم خاصة
وللقرية أيضاً عامها وتقويمها الخاصين، وهما مليئان بالطقوس والاحتفالات الخاصة والرقص الشعبي وسباق الخيل والموسيقى والطعام والرياضة وغيرها من المسابقات الممتعة.
ورغم أن درجات الحرارة تصل إلى 62 درجة مئوية تحت الصفر أحياناً، ما يؤدي إلى تحطّم موازين الحرارة، إلا أن السكان ما زالوا سعداء في عيشهم البسيط البعيد عن معالم التكنولوجيا الحديثة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة روسيا
إقرأ أيضاً:
وزارة الزراعة تحذر من نفوق الأسماك
آخر تحديث: 26 أكتوبر 2025 - 11:25 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- حذرت وزارة الزراعة من احتمال تكرار ظاهرة نفوق الأسماك نتيجة لانخفاض مناسيب المياه وارتفاع الملوثات فيها، داعية إلى اعتماد تربية الأسماك بالنظام المغلق، للحد من استنزاف الموارد المائية.وتمر على البلاد أسوأ موجة جفاف في تاريخه بسبب تركيا، وهي مستمرة منذ خمسة أعوام متتالية،والتراجع الكبير بالحصص المائية الواردة من دول الجوار عن طريق نهري دجلة والفرات، ما تسبب بتراجع خزينه المائي من 55 مليار متر مكعب العام 2019 إلى أقل من أربعة مليارات متر مكعب قبل شهرين.وقال مستشار الوزارة الدكتور مهدي القيسي في تصريح للصحيفة الرسمية ، إن “تربية الأسماك في العراق بدأت منذ أعوام عدة في البحيرات الترابية، ثم طورت الوزارة نظام التربية بعد العام 2003 ليكون في الأقفاص العائمة في مجرى الأنهار، إذ شهد هذا النظام نجاحاً وإنتاجا جيدا للأسماك في حينها”.وأضاف، أن “الأمر تغير عقب انخفاض مناسيب المياه بشكل كبير وبدء حالة الجفاف منذ العام 2020، والمستمرة حتى الآن بالتزامن مع وجود ملوثات تسببت بحالة نفوق كبير للأسماك وخاصة في قضاء المسيب بمحافظة بابل، محذرا من أن الكارثة قد تتكرر بشكل أشد إذا لم تتم معالجتها مبكراً”.القيسي أكد أن “نظام تربية الأسماك المغلق، هو الحل العلمي والمثالي لكونه يختزل المساحة مقارنة بالبحيرات الترابية التي تشغل مساحات كبيرة وفيها هدر كبير للمياه في ظل الشح المائي الكبير، مشدد على ضرورة سرعة الانتقال بطريقة تربية الأسماك إلى النظام المذكور، لكون قرار مجلس الوزراء بعدم تجديد إجازات البحيرات الترابية للأسماك، سيدخل حيز التنفيذ اعتباراً من بداية شهر كانون الثاني المقبل”.ونوه بأن “التوسع بالنظام على نطاق واسع، يحتاج إلى كلف مالية مرتفعة ما يستدعي تقديم دعم حكومي ومصرفي لمربي الأسماك، داعيا إلى توفير قروض ميسّرة وبفائدة بسيطة من البنك المركزي للمربين، إضافة إلى منظومة طاقة شمسية مدعومة بنسبة 50 بالمئة لحاجة النظام لتهوية مستمرة، وهو ما يجعل هذا النظام أكثر استدامة وأمناً بيئياً وصحياً واقتصادياً”.