جورجيفا في «كوب 28»: العالم بحاجة إلى 5 تريليونات دولار لتمويل «إزالة الكربون»
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
دبي: أنور داود
أكدت كريستالينا جورجيفا، مديرة صندوق النقد الدولي أن العالم بحاجة إلى 5 تريليونات دولار لجعل «إزالة الكربون» عملية حقيقية وواقعية، وذلك من 900 مليار دولار في الوقت الحالي، مشيرة إلى أنه يمكن تحقيق الانتقال في التمويل بشكل أسرع من خلال القطاع الخاص، والتي تشكل تمويلاته 40% من تمويل المناخ، وعليها أن تصل إلى ما بين 80 إلى 90%.
وقالت جورجيفا في كلمة أمام منتدى المناخ للأعمال التجارية والخيرية، ضمن الأجندة الرسمية لمؤتمر الأطراف «COP28» الذي تنظمه دولة الإمارات من 30 نوفمبر حتى 12 ديسمبر في إكسبو دبي إن صندوق النقد الدولي يضع أمواله في مكانها الصحيح، وأنشأ صندوقا للمرونة والاستدامة بقيمة 40 مليار دولار، واستفادت منه بالفعل 11 دولة، ونشكر دولة الإمارات التي أصبحت أحدث المساهمين، بـ 200 مليون دولار.
وأوضحت أن الصندوق يشارك في نقاشات المناخ، لأن مخاطر المناخ تؤثر في المجتمعات والاقتصادات والأسر بشكل كبير، ويمكن أن تسبب عدم الاستقرار المالي، مشيرة إلى أن الصندوق أيضاً هنا من أجل التحول إلى الاقتصاد المناخي الجديد الذي يوفر فرصاً فريدة للنمو المتكرر وفرص العمل.
وقالت جورجيفا: نرى الاقتصاد العالمي يتمتع بمرونة كبيرة، ومع ذلك، ما ندركه هو أن النمو بطيء، فنحن نتوقع نمواً بنسبة 3% فقط على أساس سنوي على مدى السنوات الخمس المقبلة. وهذا يمثل نقطة مئوية تقريباً أقل من المتوسط المسجل في العقد السابق عندما كان النمو 3.8%. ولدينا أيضاً التوترات الجيوسياسية التي تسبب التفكك الاقتصادي. ونواجه أيضا أزمة مناخية، والسؤال المطروح علينا جميعا هنا في «كوب 28» وما بعده، هو مدى أهمية وإمكانية معالجة هذه التحديات بشكل فعال.
وأَضافت جورجيفا: يظهر تحليل صندوق النقد الدولي أننا عندما نأخذ كل المساهمات المحددة خلال هذا العقد، فإنها ستؤدي إلى خفض الانبعاثات بنسبة 11٪ فقط، في حين أن الحفاظ على درجة حرارة 1.5% في متناول اليد سوف يتطلب مساهمات ما بين 25 إلى 50%. كما أننا نشعر بقلق إزاء وجود عدم مساواة داخل البلدان وبينها، وفي الواقع، أن الصدمات، تكلف المزيد من التباعد الخطير بين تلك الاقتصادات التي تتمتع بقدرة قوية على التأقلم، وبين البلدان ذات الدخل المنخفض، الأكثر عرضة للدمار المناخي.
نهج من 3 عناصروتابعت: اعتمدنا في صندوق النقد الدولي نهجا يتألف من ثلاثة عناصر، لتسريع عملية إزالة الكربون، حيث نؤمن بأنه بمساعدة التدابير الشاملة، التي تتضمن أسعار الكربون وإلغاء الدعم، والسياسات الداعمة التي تؤدي إلى تسريع عملية إزالة الكربون بطريقة مجدية، يمكننا أن نحقق النجاحات في هذا العقد.
وأكدت جورجيفا أن سعر الكربون يعد أداة رائعة، لأنه يزيد الإيرادات ويسمح بمعالجة عدم المساواة، فكلما زاد حجم الانبعاثات التي تنتجها وتستهلكها الدول، فكلما دفعت أكثر وهو أمر عادل. ويمكن أن تخصص الإيرادات من أسعار الكربون مباشرة لتعويض الفئات الأكثر ضعفا من السكان. ويظهر تقييمنا أنه مع تحقيق 20% من الإيرادات الناتجة عن أسعار الكربون، فإن 30% من الأشخاص الأكثر ضعفاً يمكنهم الحصول على الدعم الذي يحتاجون إليه.
وأوضحت أن سعر الكربون يعد حافزا قويا للغاية، ويعد الأقوى من أي شيء آخر يمكننا اختراعه، ويمكن تنفيذ سعر الكربون بطرق مختلفة، مثل الضريبة، فالبلدان التي انخفضت فيها الانبعاثات بنسبة 30 إلى 40% مع فرض ضريبة الكربون المتزايدة تدريجياً، ولكن يمكن أن تكون التجارة، كما هي الحال في أوروبا مع آلية التجارة الأوروبية التي ولدت 175 مليار يورو من الإيرادات.
إلغاء الدعموتابعت: ثانياً، إلغاء الدعم، تظهر بيانات صندوق النقد الدولي أن الدعم المباشر للوقود وصل إلى مستوى قياسي بلغ 1.3 تريليون دولار في العام الماضي بسبب تدابير الدعم التي ستتسبب في أزمة تكلفة المعيشة. وإذا أضفت الدعم غير المباشر، الذي يأتي من عدم تسعير الكربون الناتج من الأضرار البيئية والصحية، فإن المجموع سيصل إلى 7.1 تريليون دولار، وإن هذه الأرقام ليست دقيقة لكنها تمثل الوضع، وأوضحت أنه يمكن أن يسهم هذا الدعم في أعمال البحث والتطوير لإزالة الكربون.
وقالت: بالنسبة للتمويل، فنحن بحاجة إلى الانتقال من 900 مليار دولار من موقعنا الحالي، إلى 5 تريليونات دولار لجعل إزالة الكربون حقيقة واقعة، موضحة أن 5 تريليونات ليست قليلة لكن مقارنتها بجانب 7.1 تريليون من دعم مباشر وغير مباشر، أو بجوار حجم اقتصاد العالم الذي يبلغ 100 تريليون.
وأوضحت أنه يمكن تحقيق الانتقال في التمويل بشكل أسرع من خلال القطاع الخاص، وأنا في الواقع متفائلة لأنني رأيت التحرك التدريجي نحو التمويل المختلط بطريقة ذات معنى. فكل ما علينا فعله هو أن نمضي قدما في توفير الأموال من القطاع الخاص بشكل أسرع والتي تشكل 40% من تمويل المناخ، وعليها أن تصل إلى 80 إلى 90%.
وأشارت جورجيفا إلى ضرورة التعاون، حيث لا يمكن تحقيق شيء بشكل منفرد، ولكن يمكن أن نحدث فرقا بالعمل معاً، ففي صندوق النقد الدولي، تُرجم ذلك على مدى العامين الماضيين إلى تحول جذري في الطريقة التي نعمل بها. حيث نقوم الآن بدمج الاعتبارات المناخية في تعاملنا مع البلدان. والتخفيف بالنسبة للبلدان التي لديها نسبة عالية من التلوث، والتكيف مع البلدان المعرضة، والتحول بالنسبة لتلك التي لديها قطاعات عالية من الهيدروكربونات.
وأكدت أن الصندوق يقوم بدمج المناخ في تقييماتنا المالية ليمكننا أن نرى مخاطر القطاع المالي المرتبطة بالمناخ ونقدم المشورة لأعضائنا بشأن المخاطر، وإلى جانب البيانات التي توفر فرصة لاتخاذ قرارات جيدة.
وقالت: إن صندوق النقد الدولي بصفته مؤسسة مالية، كان علينا أن نضع أموالنا في مكانها الصحيح، وقد أنشأنا صندوقاً للمرونة والاستدامة بقيمة 40 مليار دولار، حيث استفادت منه بالفعل 11 دولة. وأود أن أشكر دولة الإمارات التي أصبحت أحدث المساهمين، فقد تلقينا 200 مليون دولار اعتباراً من أمس.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات كوب 28 الاستدامة صندوق النقد الدولی إزالة الکربون ملیار دولار یمکن أن
إقرأ أيضاً:
أسامة ربيع خلال لقاء صندوق النقد الدولي: قفزة مرتقبة في إيرادات قناة السويس 2025/2026
استقبل الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، وفد بعثة صندوق النقد الدولي، برئاسة إيفانا فلادكوفا هولار، وذلك للتعرف عن قرب على أنشطة ومشروعات الهيئة المختلفة، والتوقعات المستقبلية لحركة الملاحة بالقناة في ظل عودة الاستقرار إلى منطقة البحر الأحمر.
حضر اللقاء، الفريق أشرف عطوة نائب رئيس الهيئة، و ياسر صبحي نائب وزير المالية للسياسات المالية، وعدد من أعضاء مجلس إدارة الهيئة، وممثلي وزارة المالية، وذلك بأكاديمية المحاكاة والتدريب البحري التابعة للهيئة بمحافظة الإسماعيلية.
يأتي ذلك على هامش الزيارة الرسمية لبعثة الصندوق لمصر، وفي إطار التعاون المثمر بين هيئة قناة السويس ووزارة المالية.
في مستهل اللقاء، رحب الفريق أسامة ربيع بوفد بعثة صندوق النقد الدولي في هيئة قناة السويس، وأعرب عن تقديره للدور المحوري للصندوق في دعم جهود التنمية، وتعزيز كفاءة السياسات المالية والنقدية.
وأكد رئيس الهيئة أن قناة السويس تتمتع بأهمية خاصة للاقتصاد المصري حيث تمثل أحد المصادر الرئيسية للنقد الأجنبي، مشيرا إلى أن قناة السويس حققت إجمالي إيرادات قدرها 40 مليار دولار في الفترة من 2019 حتى 2024.
وشدد الفريق ربيع على أن قناة السويس نجحت في الصمود أمام العديد من التحديات المختلفة على مدار السنوات الماضية وأبرزها أزمة جائحة كورونا، مرورا بأزمة جنوح سفينة الحاويات إيفرجيفين، ثم أزمة الحرب الروسية الاوكرانية، وأخيرا أزمة البحر الأحمر وذلك من خلال التعامل بمرونة مع متغيرات الاقتصاد العالمي، وتحقيق التواصل المستمر مع العملاء، وتلبية متطلباتهم بانتهاج سياسات تسويقية وتسعيرية مرنة.
وأشار رئيس الهيئة إلى أن قناة السويس نجحت في تقليل تأثيرات أزمة البحر الأحمر عبر تبني استراتيجية طموحة قائمة على تنويع مصادر الدخل وإضافة أنشطة وخدمات بحرية ولوجستية جديدة لم تكن موجودة من قبل أبرزها خدمة إزالة المخلفات من خلال شركة آنتيبوليوشن إيجيبت بالشراكة بين الهيئة وشركة آنتيبوليوشن، وخدمات صيانة وإصلاح السفن، وخدمة تبديل الأطقم البحرية، وخدمة مكافحة التلوث وغيرها، علاوة على تعزيز جهود توطين الصناعات البحرية وفتح أسواق جديدة للتصدير الخارجي.
وأوضح الفريق ربيع أن قمة شرم الشيخ للسلام كانت حدثا مفصلياً هاماً في عودة الاستقرار إلى منطقة البحر الأحمر بعد ما يقرب من العامين من التأثر السلبي نتيجة التخوفات الأمنية، لافتاً في هذا الصدد إلى أن معدلات الملاحة بالقناة شهدت تحسناً مع عودة الاستقرار مجددا إلى منطقة البحر الأحمر.
وأشار إلى أن إحصائيات الملاحة بالقناة شهدت منذ بداية شهر يوليو الماضي وحتى اليوم عبور 5874 سفينة، بإجمالي حمولات صافية قدرها 247.2 مليون طن، محققة إيرادات قدرها 1.970 مليار دولار، وذلك مقابل عبور 5584 سفينة بإجمالي حمولات صافية قدرها 216.0 مليون طن، وإيرادات قدرها 1.677 مليار دولار خلال ذات الفترة من العام الماضي، بنسبة زيادة قدرها 5.2% للأعداد، و14.4% للحمولات، و17.5% الإيرادات.
كما استعرض الفريق ربيع إجمالي الإيرادات المتوقعة بالقناة خلال الفترة القادمة حيث تشير التقديرات إلى تحسن إيرادات القناة خلال العام المالي 2025/ 2026، وارتفاعها إلى نحو 8 مليار دولار خلال العام المالي 2026/ 2027 وصولا إلى نحو 10 مليار دولار خلال العام المالي 2027/ 2028.
كما تطرق العرض التقديمي إلى المشروعات والأنشطة الاقتصادية والتنموية المختلفة التابعة للهيئة في مجالات الاستزراع السمكي، والتنمية الصناعية بإنشاء مصنع للبنتونات العائمة، ومصنع لبناء القاطرات بسفاجا، وإنشاء مجمع للبتروكيماويات في العين السخنة، فضلا عن الأنشطة الخدمية لمدن القناة في توفير خدمات تنقية المياه، وخدمات الرعاية الصحية وخدمات التعليم وغيرها.
وفي ختام كلمته، شدد رئيس الهيئة على الدور الهام للمؤسسات الاقتصادية الدولية في نقل صورة إيجابية عن الأوضاع الراهنة في منطقة البحر الأحمر وتشجيع العودة مجددا للعبور من المنطقة.
من جانبها، أكدت إيفانا فلادكوفا هولار رئيس بعثة صندوق النقد الدولي بمصر أن قناة السويس تحظى بأهمية استراتيجية لحركة التجارة العالمية، وأكدت أن الخدمات الملاحية واللوجستية المتطورة التي تقدمها القناة، إلى جانب ما تحققه من وفورات كبيرة في الوقت والمسافة، تجعلها عنصرًا رئيسيًا في دعم سلاسل الإمداد والتجارة الدولية.
وأشادت رئيس بعثة صندوق النقد الدولي بقدرة قناة السويس على إدارة الأزمات المختلفة والتعامل بمرونة مع التحديات من خلال تحسين كفاءة الخدمات والتواصل المستمر مع العملاء، مؤكدة أن هذه الجهود تسهم في دعم استدامة حركة الملاحة والعمل على استعادة الاستقرار في البحر الأحمر.
شملت الزيارة، مشاهدة مناورة للتدريب البحري بأكاديمية التدريب البحري والمحاكاة، تلاها زيارة متحف قناة السويس، ثم القيام بجولة بحرية في قناة السويس الجديدة، وزيارة مارينا يخوت قناة السويس بالإسماعيلية.