وزيرة أمن الطاقة البريطانية تشدد على ضرورة دعم الحلفاء كـ"البرازيل" لتحقيق صافي صفر انبعاثات
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
شددت وزيرة أمن الطاقة البريطانية كلير كوتينيو اليوم السبت، على ضرورة دعم الحلفاء الدوليين كالبرازيل لتحقيق الطموحات المناخية المتمثلة في تحقيق صافي صفر انبعاثات.
وقالت وزيرة أمن الطاقة البريطانية، إن "المملكة المتحدة تعهدت بتقديم ما يصل إلى 35 مليون جنيه إسترليني للمساعدة في وقف إزالة الغابات في منطقة الأمازون"، مشيرة إلى أن المساهمة في إزالة الغابات في منطقة الأمازون جعل بريطانيا من أكبر المساهمين في صندوق الأمازون.
وذكرت كوتينيو وفقًا لما أورده الموقع الرسمي للحكومة البريطانية- أن "المملكة المتحدة رائدة على مستوى العالم في السعي إلى تحقيق صافي انبعاثات صفر، لذلك من المهم أن ندعم حلفائنا الدوليين مثل البرازيل في تحقيق طموحاتهم المناخية".
وأكدت أنه سيتم الشراكة مع البرازيل في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) للاستفادة من نقاط القوة المشتركة لتطوير أنواع الوقود البديلة مثل الهيدروجين وتطوير التقنيات الخضراء ودفع العمل العالمي لخفض الانبعاثات.
ومن المقرر أيضًا أن تؤيد المملكة المتحدة الطموح العالمي لمضاعفة قدرة الطاقة النووية المدنية ثلاث مرات بين عامي 2020 و2050 جنبا إلى جنب مع الدول الأخرى ذات التفكير المماثل بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا للمساعدة في مكافحة تغير المناخ وتحسين أمن الطاقة.
ووفقا للحكومة البريطانية، ستدعم بريطانيا المشاريع الخضراء بتمويل جديد يصل إلى 40 مليون جنيه إسترليني لتوسيع برنامج تسريع تمويل المناخ في المملكة المتحدة.
وأضافت أن الشراكات مع البرازيل أيضا تعمل على تسريع انتقال الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية إلى التقنيات النظيفة وستساعد على خفض الانبعاثات الناجمة عن الصناعات الثقيلة ودعم تطوير تقنيات الهيدروجين والاستفادة من قوة كلا البلدين من خلال الجمع بين حزمة عالمية من المساعدات المالية والتقنية وغيرها من المساعدات المتخصصة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البرازيل الطموحات المناخية المملکة المتحدة أمن الطاقة
إقرأ أيضاً:
تحقيق مثير لـالتلغراف عن نفوذ آل زايد في أفريقيا وإمبراطوريتهم المالية وسرّ تمدّدهم
نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية تحقيقًا مطولًا ومثيرًا تناول تصاعد نفوذ عائلة آل نهيان الحاكمة في دولة الإمارات داخل القارة الأفريقية، محذّرة من أن هذا التمدد الاقتصادي والسياسي، المتشابك مع اتهامات خطيرة تتعلق بالحرب في السودان، قد يضع علاقات أبوظبي الوثيقة مع الغرب أمام اختبار غير مسبوق.
وقالت الصحيفة إن علاقات “الأخوة الملكيين” الإماراتيين مع الولايات المتحدة وبريطانيا باتت مهددة، على خلفية اتهام دولة خليجية بدعم ميليشيا مرتبطة بارتكاب فظائع واسعة النطاق في السودان، في وقت تسعى فيه الأسرة الحاكمة إلى تقديم نفسها كشريك استراتيجي موثوق لواشنطن وعمالقة التكنولوجيا الأمريكية.
وأضافت التلغراف، في التحقيق الذي أعدّه الصحفي أدريان بلومفيلد، أن الإخوة آل نهيان في أبوظبي يُعدّون على الأرجح أغنى أشقاء في العالم، بثروة عائلية تُقدَّر بمئات المليارات من الجنيهات الإسترلينية، إضافة إلى ما لا يقل عن تريليون جنيه أخرى تقع تحت نفوذهم المباشر أو غير المباشر.
وتابعت الصحيفة أن الإمارات، التي تحوّلت خلال عقود قليلة من اتحاد قبلي هامشي عند استقلالها عن بريطانيا عام 1971 إلى قوة نفطية ومالية محورية، باتت اليوم لاعبًا رئيسيًا في منظومة الأمن الإقليمي التي تقودها واشنطن، وخصمًا لإيران، وداعمًا للتطبيع مع إسرائيل، فضلًا عن استضافتها عددًا من السفن الحربية الأمريكية يفوق أي ميناء خارج الولايات المتحدة.
وتاليا الترجمة الكاملة للتقرير:
بفضل ثروتهم العائلية التي تبلغ مئات المليارات من الجنيهات الإسترلينية، وما لا يقل عن تريليون جنيه إسترليني أخرى تحت سيطرتهم، فإن الأخوين آل نهيان في أبو ظبي هما على الأرجح أغنى أشقاء في العالم.
وباعتبارهم مرتاحين في كاليفورنيا كما هم في قصور الشرق الأوسط، فقد ساعدوا في تحويل دولة الإمارات العربية المتحدة من اتحاد قبلي هامشي حتى استقلالها عن بريطانيا عام 1971 إلى دولة نفطية قوية وحليف غربي محوري.
على مدى العقدين الماضيين، برزت الإمارات العربية المتحدة كمركز استراتيجي للاستثمار والتمويل والطاقة، وشريك رئيسي في استراتيجية الأمن الإقليمي لواشنطن. وقد تصدت لإيران، ودعمت التطبيع الإقليمي مع إسرائيل، وتستضيف عددًا من السفن الحربية الأمريكية يفوق أي ميناء خارج الولايات المتحدة.
ومع ذلك، فإن علاقة حيوية لكل من بريطانيا والولايات المتحدة تتعرض لضغوط بعد مزاعم متكررة، نفتها أبوظبي بشدة، بأن الإمارات العربية المتحدة تغذي الحرب الأهلية في السودان بدعمها لفصيل متهم بارتكاب فظائع واسعة النطاق. وقد كشفت الحرب في السودان عن توتر في صميم السياسة الخارجية الإماراتية: دولة تفتخر بالاستقرار والتحديث تُتهم بتمكين الفوضى.
يقول الدبلوماسيون إن الجدل يهدد بتعقيد العلاقات مع الغرب في الوقت الذي يقوم فيه الإخوة الثلاثة الأقوى من آل نهيان بتوسيع إمبراطورية تجارية طموحة في جميع أنحاء إفريقيا في سعيهم لبسط النفوذ الإماراتي خارج منطقة الشرق الأوسط.
وباعتبارهم لا غنى عنهم للمصالح السياسية والاقتصادية الغربية، فإن الأخوين ينزلقان بسهولة عبر أروقة السلطة الأمريكية.
يُعدّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حاكم أبوظبي الوراثي ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والمتخرج من أكاديمية ساندهيرست العسكرية، من بين أكثر الشخصيات الأجنبية نفوذاً في واشنطن. وهو مقرّب من دونالد ترامب، الذي وصفه بأنه "رجل عظيم"، ويتنقل بين زيارات البيت الأبيض ورحلات سرية إلى عالم ديزني مع أحفاده.
شقيقه رئيس المخابرات، الشيخ طحنون ، يتدرب مع مارك زوكربيرج، ويختلط بنخبة وادي السيليكون، وقد حجز لنفسه مكانة مميزة في ثورة الذكاء الاصطناعي العالمية. أما شقيقهما الأصغر، الشيخ منصور - وهو فارس بارع يمتلك يختًا بحجم مدمرة بحرية - فيشرف على إمبراطورية رياضية مترامية الأطراف، ونادي مانشستر سيتي هو محورها.
بفضل فطنتهم وتوافقهم الوثيق، جمع الأخوان قواهما لإدارة ثروة الإمارات العربية المتحدة، وتعزيز قيمتها بالنسبة للغرب، وتوسيع النفوذ العالمي لدولة كانت، في الذاكرة الحية، تعتمد بشكل أساسي على رعي الإبل وصيد اللؤلؤ.
اختبار للتحالفات
لكن الكارثة في السودان، وهي أكبر أزمة إنسانية في العالم، تسببت في حالة من القلق - على الرغم من أن قلة من المسؤولين الغربيين مستعدون لتحدي أبو ظبي علنًا.
مع ظهور تفاصيل جديدة عن المذبحة التي وقعت في مدينة الفاشر السودانية الشهر الماضي، كانت إيفيت كوبر في البحرين تدعو إلى عقد اجتماع في حوار المنامة التابع للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو القمة الأمنية السنوية الرئيسية في الشرق الأوسط، للرد على الوضع "المروع حقاً" في السودان.
وقالت: "كما توحدنا لدعم مبادرة الرئيس ترامب للسلام في غزة، فنحن بحاجة إلى حملة دولية جديدة لإنهاء الحرب في السودان".
ومع ذلك، فقد تجنبت هي ونظراؤها الغربيون والعرب إلى حد كبير التطرق بشكل مباشر إلى الدور المزعوم لدولة الإمارات العربية المتحدة في الصراع.
منذ أبريل 2023، أطلقت الحرب الأهلية في السودان العنان لدمار لا مثيل له في أي مكان: تشير التقديرات الأمريكية إلى أكثر من 400 ألف قتيل وملايين آخرين نزحوا إلى مخيمات تعاني من المجاعة.
تُتهم قوى أجنبية بتسليح كلا الجانبين، لكن لا أحد يُتهم أكثر من الإمارات العربية المتحدة، التي يُقال إنها الداعم الرئيسي لقوات الدعم السريع، وهي جماعة شبه عسكرية سبق أن اتهمتها واشنطن بارتكاب إبادة جماعية. هذه الادعاءات، التي تستند في معظمها إلى تقييمات استخباراتية غربية، لم يتم التحقق منها بشكل مستقل، وترفضها أبوظبي رفضاً قاطعاً.
ازداد التدقيق في أواخر أكتوبر/تشرين الأول عندما سيطرت قوات الدعم السريع على الفاشر، عاصمة إقليم دارفور، بعد حصار دام 18 شهرًا. ويصف الناجون المقاتلين وهم ينزلون "كجيش من القرون الوسطى"، ويغتصبون وينهبون وينشرون الجثث في الشوارع. ويقول مسؤولون غربيون إن الإمارات العربية المتحدة زودت قوات الدعم السريع بطائرات مسيرة ومدافع هاوتزر وقذائف هاون، وكثفت عمليات الإمداد بعد إجبار الميليشيا على مغادرة الخرطوم، عاصمة السودان، في مارس/آذار.
تنفي أبوظبي أي تورط لها في الحرب الأهلية. وقال مسؤول إماراتي: "نرفض رفضاً قاطعاً أي ادعاءات بتقديم أي شكل من أشكال الدعم لأي من الطرفين المتحاربين منذ بداية الحرب الأهلية، وندين الفظائع التي ارتكبها كلاهما".
بغض النظر عما إذا كانت الإمارات العربية المتحدة قد لعبت دوراً في حرب السودان أم لا، فإنها تقع في قلب حملة استثنائية لبسط النفوذ وتأمين التأثير في جميع أنحاء أفريقيا.
النفوذ الإماراتي في أفريقيا
تستحوذ الشركات الإماراتية على الأراضي الزراعية والمناجم والموانئ من المغرب إلى مدغشقر. ويشبه النقاد هذا التوجه بمشروع استعماري، بينما يرى المؤيدون أن الإمارات تضخ رؤوس أموال، وتبني بنية تحتية، وتساهم في تقليص الهيمنة المالية الصينية.
يكمن جوهر هذه الاستراتيجية في شركة أثار صعودها دهشة المحللين.
قبل أقل من عقد من الزمان، كانت الشركة القابضة الدولية (IHC) مشروعًا صغيرًا لتربية الأسماك يضم 40 موظفًا. أما اليوم، فهي ثاني أكبر شركة مدرجة في الشرق الأوسط، بقيمة 182 مليار جنيه إسترليني - أي أكثر من شركة شل - ويعمل بها 86 ألف موظف، ولديها 1300 شركة تابعة، وتستثمر في كل شيء بدءًا من مجموعة أداني الهندية وصولًا إلى شركة سبيس إكس التابعة لإيلون ماسك . بل إنها تتطلع إلى الاستحواذ على مطعمي آيفي وأنابيل في لندن سعيًا منها لترسيخ وجودها في قطاع الضيافة البريطاني.
لكن تأثيرها الأكبر يكمن في أفريقيا، حيث استحوذت على أصول استراتيجية من مناجم النحاس والقصدير في زامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية إلى مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في السودان ومصر.
تسارعت عملية تحول شركة IHC بعد أن أصبح الشيخ طحنون رئيساً لمجلس الإدارة في عام 2020.
يقول ناشطون ودبلوماسيون إن الشركة تُطمس الحدود بين سلطة الدولة وسلطة الشركات. ويشبهها مسؤول غربي بشركة "الهند الشرقية"، وهي شركة تجارية متواضعة نمت لتصبح قوة شبه إمبريالية، وهو اتهام تنفيه الشركة.
وقال متحدث باسم الشركة: "إن شركة IHC هي شركة مدرجة في البورصة وتعمل ضمن معايير الحوكمة والامتثال والإفصاح التي وضعتها بورصة أبوظبي للأوراق المالية والجهات التنظيمية ذات الصلة في كل ولاية قضائية نعمل فيها".
تتبع قراراتنا الاستثمارية عمليات تجارية وقانونية وإدارة مخاطر منظمة، مع التركيز على خلق قيمة طويلة الأجل وممارسات تجارية مسؤولة في جميع الأسواق. وكما هو الحال مع جميع أنشطة محفظتنا الاستثمارية، فإننا نلتزم بالشفافية والامتثال التنظيمي والتحقق المستمر من سلامة الإجراءات.
كيف يرتبط الشيخ طحنون؟
بالنظر إلى حجم الأراضي الزراعية التي استحوذت عليها شركات إماراتية مثل شركة IHC - التي يتم تصدير جزء كبير من إنتاجها إلى الإمارات العربية المتحدة - يرى بعض النقاد الأفارقة أن هذا الاتجاه يمثل شكلاً جديداً من أشكال الهيمنة الخارجية.
اتهامات بـ"الاستعمار الجديد"
تشتد الانتقادات في السودان، حيث تُعدّ شركة IHC أكبر شركة زراعية أجنبية، وتسيطر بشكل مشترك على أراضٍ زراعية تُعادل مساحتها مساحة مقاطعة كامبريدجشير تقريبًا. وكان من المُفترض شحن المنتجات إلى الإمارات العربية المتحدة عبر ميناء بنته الإمارات بموجب صفقة بقيمة 5 مليارات جنيه إسترليني؛ إلا أن الحرب حالت دون إحراز أي تقدم في أي من المشروعين.
يقول كريستيان أولريشسن، خبير شؤون الشرق الأوسط في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس في تكساس: "يتحدث الناس في أفريقيا، وخاصة السودان، عن الاستعمار الجديد لأن الأجانب يستحوذون على حصص ضخمة في التعدين والطاقة والزراعة، وهي جميع القطاعات التي تشارك فيها الإمارات العربية المتحدة بشكل كبير".
"تسيطر عائلة واحدة على هذه الشركات. إنها شركات استغلالية لأن فوائدها لا تعود على المجتمع المحلي، بل تعود إلى المستثمر. وبهذا المعنى، فهي أشبه بعملية على النمط الاستعماري."
ترفض الإمارات هذا الأمر، وتصر على أن هدفها هو دمج أفريقيا في الأسواق العالمية.
يقول محمد بحرون، المدير العام لمعهد "بؤث" للأبحاث، ومقره دبي، والذي يقدم الدعم السياسي للحكومة الإماراتية: "ما نحاول القيام به هو ربط الجنوب العالمي بالشمال العالمي".
"تعاني دول الجنوب العالمي، ولا سيما أفريقيا، من التجزئة وتستفيد من الربط الذي يمكن أن توفره دولة الإمارات العربية المتحدة. وتتمحور استراتيجية الاستثمار في دولة الإمارات العربية المتحدة حول وضع أجندة للربط".
ومع ذلك، فإن بصمة الإمارات العربية المتحدة لافتة للنظر. إذ تمتلك الشركات الإماراتية حالياً أراضي زراعية في ما لا يقل عن اثنتي عشرة دولة أفريقية، وأصولاً تعدينية في سبع دول أخرى، وسلسلة من الموانئ التي تُصدّر البضائع إلى ميناء جبل علي الإماراتي، مما يعزز مكانتها كمركز لوجستي رئيسي.
ومنذ عام 2019، خصصت الإمارات أكثر من 100 مليار جنيه إسترليني لمشاريع في أفريقيا، متجاوزة بذلك الصين لتصبح أكبر مستثمر في القارة.
إذا كان الشيخ طحنون هو المهندس المالي لهذه الدفعة، فإن الشيخ منصور - الذي شارك ذراعه الإعلامي في محاولة فاشلة للاستحواذ على صحيفة التلغراف - يلعب دورًا سياسيًا أكثر وضوحًا.
يتمتع مالك نادي مانشستر سيتي، الذي يعيش في عزلة شديدة لدرجة أنه نادراً ما يحضر المباريات، بعلاقات وثيقة مع العديد من القادة الأفارقة، بمن فيهم اثنان من أبرز أمراء الحرب في المنطقة.
قبل أسابيع من اندلاع الحرب الأهلية في السودان، استضاف منصور محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع المعروف باسم حميدتي، للمرة الثانية خلال عامين. وقد أُثيرت تساؤلات حول التفسير الرسمي للاجتماع، والذي كان يهدف إلى مناقشة "العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين الشقيقين".
في يونيو، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن مسؤولين لم تسمهم، أن وكالات الاستخبارات الأمريكية قد توصلت من خلال عمليات اعتراض المكالمات الهاتفية إلى أن دقلو كان لديه "خط اتصال مباشر" مع الشيخ محمد والشيخ منصور.
تعود علاقة الإمارات العربية المتحدة مع دقلو إلى عام 2015 على الأقل، عندما أرسلت قوات الدعم السريع مقاتلين لدعم التدخل السعودي الإماراتي في اليمن.
وفي العام نفسه، التقى منصور خليفة حفتر، أمير الحرب الليبي الذي يسيطر على شرق البلاد، في أول اجتماع من بين ثلاثة اجتماعات مسجلة علنًا.
اتهم محققو الأمم المتحدة الإمارات العربية المتحدة بتسليح قوات الجنرال حفتر وتمويل المرتزقة الروس، وهي مزاعم ينفيها المسؤولون الإماراتيون.
ويشير المحللون إلى عدة أسباب قد تجعل الإمارات العربية المتحدة تخاطر بسمعة عملت بجد على بنائها.
يُعدّ الذهب والأراضي الزراعية وموقع السودان على البحر الأحمر مكاسبَ بديهية لدولة تُعطي الأولوية للأمن الغذائي وطرق التجارة. كما أن التدخل العسكري المزعوم في السودان وليبيا من شأنه أن يُعزز النفوذ الإماراتي، وهو جزء من نهج أكثر حزماً أكسب الإمارات لقب "إسبرطة الصغيرة".
تتنافس الإمارات العربية المتحدة أيضاً مع منافسيها الإقليميين على النفوذ في القرن الأفريقي. وتدعم كل من السعودية ومصر وتركيا وقطر الجيش السوداني.
يقول أحد المحللين الإقليميين: "السودان هو نقطة التقاء العالمين العربي والأفريقي، وبالنسبة لقادة الخليج، فهو يحمل ثقلاً استراتيجياً حقيقياً. لذلك نرى هناك صراعاً حقيقياً على النفوذ".
تُعدّ الأيديولوجيا عاملاً آخر. فقد نظر المسؤولون الإماراتيون إلى انتفاضات الربيع العربي عام 2011 على أنها تُعزّز الحركات الإسلامية كجماعة الإخوان المسلمين . ويُنظر إلى الزعماء العلمانيين ذوي النفوذ، مثل دقلو وحفتر، على أنهم بمثابة حواجز ضد الإسلام السياسي.
إن عداء الشيخ محمد للإسلام السياسي متأصلٌ منذ زمن طويل. ففي طفولته، يُقال إنه تمرد على أحد معلميه من جماعة الإخوان المسلمين. وقد صرّح لمسؤولين أمريكيين بأن الديمقراطية ستواجه صعوبات في المنطقة لأن الأحزاب الإسلامية ستسيطر على الانتخابات الحرة: "في أي دولة إسلامية، سترون النتيجة نفسها. الشرق الأوسط ليس كاليفورنيا".
لماذا يلتزم الغرب الصمت
رغم الادعاءات الواسعة النطاق، لا تزال الدول الغربية حذرة في توجيه انتقادات علنية للإمارات العربية المتحدة. وقد وجّه وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أقوى انتقاد حتى الآن الشهر الماضي، محذراً: "يجب اتخاذ إجراءات لوقف إمداد قوات الدعم السريع بالأسلحة والدعم... نحن نعرف الجهات المعنية. يجب وضع حدٍّ لهذا الأمر".
قلّةٌ تتوقع مزيداً من الضغط المباشر. فالأخوان آل نهيان على صلة وثيقة بأعلى مستويات الشبكات السياسية والتجارية الأمريكية. وقد التقى دونالد ترامب بهم جميعاً وتناول معهم العشاء. أما الشيخ طحنون، الذي كان يقيم في جنوب كاليفورنيا حيث شغف بغرف الاسترخاء ورياضة الجيو جيتسو، فقد نسج علاقات متينة مع عمالقة التكنولوجيا الأمريكية، بما في ذلك إنفيديا ومايكروسوفت وأوبن إيه آي، وذلك في إطار سعي الإمارات العربية المتحدة لتصبح مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي.
بالنسبة لإدارة ترامب، لا تُعدّ الإمارات العربية المتحدة حليفاً استراتيجياً فحسب، بل شريكاً أساسياً في التقنيات التي تُعيد تشكيل العالم. ولذا، يرى النقاد أنه ليس من المستغرب عدم وجود رغبة تُذكر في كبح طموحاتها في أفريقيا.