الرؤية- مريم البادية

اتفقت الدول المنتجة للنفط في تحالف "أوبك بلس" على خفض الإنتاج للنفط بنحو 2.2 مليون برميل يوميًا خلال الربع الأول من العام المقبل، بما في ذلك تمديد تخفيضات طوعية حالية من السعودية وروسيا بواقع 1.3 مليون برميل يوميا.

وقالت وزارة الطاقة في سلطنة عُمان إنها تعتزم إجراء خفض إضافي لإنتاجها من النفط بمقدار 42 ألف برميل يومياً في الربع الأول مضافا إلى الخفض الطوعي السابق البالغ 40 ألف برميل يوميا المُطبَّق حتى نهاية 2024.

وأعلنت المملكة العربية السعودية تمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط والبالغ مليون برميل يومياً، والذي بدأ تطبيقه في يوليو الماضي وحتى نهاية الربع الأول 2024، إذ قالت وزارة الطاقة السعودية، إنِّه بالتنسيق مع بعض الدول المشاركة في اتفاق أوبك بلس، سيقارب إنتاج السعودية 9 ملايين برميل يوميا حتى نهاية شهر مارس، ودعمًا لاستقرار السوق ستتم إعادة كميات الخفض الإضافية هذه تدريجيا وفقًا لظروف السوق.

وأوضح مصدر بوزارة الطاقة، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية، أن هذا الخفض يُضاف إلى الخفض التطوعي، البالغ 500 ألف برميل يوميا الذي سبق أن أعلنت عنه المملكة في أبريل 2023، والممتد حتى نهاية ديسمبر 2024.

ومن جهته، أوضح مندوب الجزائر لدى "أوبك" في تصريحات صحفية أن دولته تعتزم خفض إنتاجها بمقدار 51 ألف برميل يوميا إضافيا، كما تنوي الكويت خفض إنتاج النفط بمقدار 135 ألف برميل يومياً، ليصل إنتاج الدولة إلى 2.413 مليون برميل يومياً بنهاية الربع. وقالت الإمارات إنها ستخفض بشكل طوعي إضافي إنتاجها من النفط بمقدار 163 ألف برميل يومياً حتى الربع الأول ليصل إنتاجها النفطي بنهاية الربع الأول إلى 2.912 مليون برميل يوميا.

ووافق اجتماع وزراء تحالف "أوبك بلس" المنعقد الخميس على عدد من الإجراءات، وعلى رأسها انضمام البرازيل إلى تحالف "أوبك بلس" بدءا من يناير 2024، فضلا عن مستويات إنتاج أنغولا ونيجيريا والكونغو لعام 2024.

وأوضح فهد بن جمعة خبير في شؤون الطاقة في مقابلة تلفزيونية، أن الأسواق كانت تتوقع خفضا إلزاميا ما بين مليون ونصف إلى مليونين، ولذلك تراجعت الأسعار بشكل حاد يوم الخميس بمقدار 2.4%، مشيرا أن النتيجة ستكون جيدة حيث ستحافظ الأسعار على السعر في حدود 80 دولارا، لأنه لاتزال هناك زيادة في المعروض، ولأن المخزونات التجارية في أمريكا زادت في ظل ارتفاع الإنتاج الأمريكي، بالإضافة إلى تباطؤ الاقتصاد العالمي والطلب العالمي على النفط، لافتا إلى وجود العديد من التغيرات التي ستؤثر بشكل كبير على أسعار النفط.

وقال جمعة إن أسعار النفط سوف تشهد تقلبات حادة إذ إن سعر الفائدة لا يزال عند المعدل القياسي وهو ما يؤثر على الاقتصاد العالمي، في ظل زيادة الإنتاج الإيراني والبرازيلي والروسي، وما أشارت إليه أرقام وكالة الطاقة الدولية بأن هناك زيادة في المعروض هذا العام بما يقارب مليون ونصف برميل، وفي العام القادم حوالي مليون و700 ألف برميل، وهو ما يؤثر على الأسعار بشكل كبير.

وعن انضمام البرازيل لأوبك بلس، أكد جمعة أن هذا يعطي لتحالف قوة أكبر لأنها ستصبح مساهمة في الأسواق العالمية بشكل كبير، إذ إن البرازيل تنتج أكثر من 3 ملايين برميل في اليوم، مبينا: "سننظر إذا ما ستشارك البرازيل في المستقبل بخفض الإنتاج ووضع حصة محددة لها وهو ما سيساهم في استقرار أسواق النفط أم لا، وهناك تفاؤل من الأوبك بلس بأن يصل الطلب العالمي إلى 4 مليون برميل في اليوم في عام 2024".

من جانبه، قال فيكتور كاتونا رئيس محللي النفط في كبلر في مقابلة تلفزيزنية:  "أعتقد أن هذه الدول سوف تلتزم، وأنه اتفاق جيد بشكل عام، ولكن هناك الكثير من المضاربة والتوقعات التي حصلت بأن تكون عمليات الخفض أعمق مما هي عليه في الواقع، لذلك أقول بأنه أمر جيد، وذلك كون أن المملكة العربية السعودية مددت عملية الخفض لعام 2024، وأن روسيا لا تخفض 300 بل 500 ألف برميل من معروضها، وهذه رسالة قوية للأسواق بأن أوبك بلس بالفعل هي من تدير الأسواق، ولكن دائما هناك من يتوقع أكثر، فالبعض تحدث عن مليونين من حيث خفض الإنتاج، وبشكل عام هي صفقة لا بأس بها بالنسبة لأسواق النفط، وهي نوع من الانتصار السياسي لكبار المنتجين لأوبك بلس وعلى رأسهما المملكة العربية السعودية ثم روسيا".

وأضاف: "بالنسبة للالتزام فإن المملكة العربية السعودية، فهي لديها سجل واضح جدا بالالتزام بالخفض، بينما روسيا وعدت بأنها ستخفض نصف مليون من المواد الخام وهو أمر سهل الالتزام به، ونحن لا نتحدث عن خفض الإنتاج بل خفض الصادرات وهذا أمر مختلف".

وتابع كاتونا قائلا: "مستوى الـ80 دولارا للبرميل أصبح هو ساحة المعركة بين من يريد أن ينسق بين المعروض بشكل استباقي ومن يريد فقط الاستمتاع بهذه المرحلة الحالية، وبالنسبة لعام 2023 فإن أكبر تحدي لـأوبك بلس كان نمو الإنتاج في الدول التي ليست عضوا في المنظمة، ولكن هناك انتصار سياسي حققته أوبك بلس وهو أن ثاني أكبر دولة من حيث نمو المعروض هذه السنة كانت البرازيل وأصبحت عضوا في أوبك بلس، وستصبح بحكم الواقع طرفا حول الطاولة، كما أن نمو المعروض في الولايات المتحدة يتباطء فهي لن تنتج نفس الكمية في عامي 2024 و2025 نظرا لتدهور نشاط التنقيب، وبالتالي فإن أكبر منقب الآن انضم إلى الأوبك بلس وهي البرازيل، ومتى وافقت على خفض الإنتاج فإن إدارة الأوبك للحصص السوقية ستكون أكثر أمانا لأنه لن يكون هناك أحد أكثر إنتاجا من البرازيل وغويانا وكلاهما دعيا للانضمام".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أوبك بلس تدفع أسعار النفط للصعود والمخاوف الجيوسياسية تُربك الأسواق

"العُمانية" و "رويترز": قفزت أسعار النفط بنحو ثلاثة بالمئة يوم الاثنين بعد أن أبقى تحالف أوبك بلس على الإنتاج في يوليو عند مستوى الشهرين السابقينن، وبلغ سعر نفط عُمان الرسمي اليوم تسليم شهر أغسطس القادم 64 دولارًا أمريكيًّا و6 سنتات، حيث شهد سعره ارتفاعًا بلغ دولارًا أمريكيًّا و55 سنتًا، وتجدر الإشارة إلى أنَّ المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر يونيو الجاري بلغ 67 دولارًا أمريكيًّا و87 سنتًا للبرميل، منخفضًا 4 دولارات أمريكية و64 سنتًا مقارنةً بسعر تسليم شهر مايو الماضي.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.74 دولار أو 2.77 بالمئة إلى 64.52 دولار للبرميل. وزاد سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 62.73 دولار للبرميل بارتفاع 1.94 دولار أو 3.19 بالمئة. وتراجعت عقود الخامين أكثر من واحد بالمئة في الأسبوع الماضي.

وقرر تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء، يوم السبت الماضي زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميا في يوليو، وهو الشهر الثالث على التوالي الذي يشهد زيادة مماثلة، في الوقت الذي تسعى فيه المجموعة إلى استعادة حصتها السوقية ومعاقبة الأعضاء الذين من تجاوزوا حصص الإنتاج المقررة. وكان من المتوقع أن تناقش المجموعة زيادة أكبر في الإنتاج.

وقال المحلل هاري تشيلينجيريان من أونيكس كابيتال جروب "لو كانوا قرروا زيادة أكبر في الإنتاج على نحو مفاجئ، لكان سعر الفتح يوم الاثنين سيئا للغاية".

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء يوم الخميس عن نائب وزير الطاقة في قازاخستان أن بلاده أبلغت منظمة أوبك بأنها لا تعتزم خفض إنتاجها من النفط.

وقال جون إيفانز المحلل لدى (بي.في.إم) تعليقا على قرار أوبك+ "يبدو أن الخيارات محدودة نظرا لظروف انخفاض الحصة في السوق واعتراف قازاخستان الصريح بعدم خفض الإنتاج". وتوقع محللون من جولدمان ساكس أن تنفذ أوبك+ زيادة نهائية للإنتاج بمقدار 410 آلاف برميل في أغسطس .

في غضون ذلك، يرى محللون أن انخفاض مخزونات الوقود في الولايات المتحدة أدى إلى تأجيج المخاوف بشأن الإمدادات قبل موسم الأعاصير الذي من المتوقع أن يكون أكثر نشاطا من المعتاد.

وقال محللون من بنك (إيه.إن.زد) في مذكرة "كان الأمر الأكثر تشجيعا هو الارتفاع الكبير في الطلب على البنزين مع بداية موسم القيادة في الولايات المتحدة". وأضافوا أن الزيادة التي بلغت قرابة مليون برميل يوميا كانت ثالث أعلى زيادة أسبوعية في السنوات الثلاث الماضية.

أسواق الأسهم

وتراجعت مؤشرات الأسهم الآسيوية يوم الاثنين، وتراجع مؤشر هانج سنج في هونج كونج بأكثر من 2%، حيث تبادلت بكين وواشنطن التصريحات اللاذعة بشأن التجارة.

وزاد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن مضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم إلى 50% من مخاوف المستثمرين.

وأعربت الصين عن إدانتها للولايات المتحدة بسبب إصدارها إرشادات للرقابة على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي، ووقف بيع برامج تصميم الرقائق إلى الصين، واعتزامها إلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين.

وأغلقت الأسواق في البر الرئيسي للصين بسبب عطلة.

وتراجع المؤشر الياباني 225 الياباني بنسبة 1.3% ليصل إلى 67ر37470 نقطة، فيما ارتفع مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 0.1% ليصل إلى 97ر2698 نقطة.

وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200 الأسترالي بنسبة 0.2% ليصل إلى 10ر8414 نقطة.

وتراجع مؤشر سينسكس الهندي بنسبة 0.4%، كما تراجع مؤشر تايكس التايواني بنسبة 1.6%.

وأغلقت الأسهم الأمريكية، الجمعة الماضي، على تباين، حيث أنهت "وول ستريت" أفضل شهر لها منذ عام .2023

وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بأقل من 0.1% ليصل إلى 69ر5911 نقطة.

وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.1% ليصل إلى 07ر42270 نقطة، فيما تراجع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.3% ليصل إلى 77ر19113 نقطة.

وفي أسواق العملة، تراجع سعر الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني، ليصل إلى 11ر143 ين ياباني من 87ر143 ين، فيما ارتفع سعر اليورو ليصل إلى 1405ر1 دولار من 1351ر1 دولار.

مقالات مشابهة

  • النفط يتراجع بفعل زيادة إنتاج “أوبك+” ومخاوف التوقعات الاقتصادية العالمية
  • مؤسسة النفط: أكثر من 1.3 مليون برميل إنتاج الخام خلال 24 ساعة
  • أوبك بلس تدفع أسعار النفط للصعود والمخاوف الجيوسياسية تُربك الأسواق
  • ارتياح في الأسواق.. النفط يقفز بعد قرار “أوبك+”
  • النفط يرتفع بعد قرار أوبك بلس زيادة الإنتاج
  • النفط يرتفع بعد قرار أوبك+ زيادة الإنتاج في يوليو
  • ارتفاع أسعار النفط بعد قرار "أوبك+"
  • النفط يربح دولاراً جديداً مع تمسك أوبك+ بوتيرة زيادة الإنتاج
  • أسعار النفط ترتفع بأكثر من دولار للبرميل بعد قرار أوبك+ زيادة الإنتاج
  • أوبك+ تقر زيادة جديدة في الإنتاج بـ411 ألف برميل يوميا خلال يوليو