حرب أوكرانيا.. لماذا يبدو بوتين للمرة الأولى قادرا على الفوز؟
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
للمرة الأولى منذ غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، يبدو وكأنه قادر على الفوز في مواجهة الغرب لعدة أسباب على الجانبين، بحسب تحليل في مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية (The Economist) ترجمه "الخليج الجديد".
ويبرر بوتين هجومه العسكري المستمر على أوكرانيا بأن خطط جارته، المدعومة من الغرب، للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.
المجلة قالت إن "الرئيس الروسي عزز قبضته على السلطة، واشترى إمدادات عسكرية من الخارج، ويساعد في تأليب الجنوب العالمي ضد الولايات المتحدة، ويقوض الاقتناع في الغرب بأن أوكرانيا قادرة على الخروج من الحرب باعتبارها ديمقراطية أوروبية مزدهرة".
وتابعت: "يمكن للغرب أن يفعل الكثير لإحباط بوتين، إذ يستطيع نشر موارد عسكرية ومالية تتضاءل أمامها موارد روسيا، لكن الافتقار الصادم إلى الرؤية الاستراتيجية يعترض الطريق، وخاصة في أوروبا. ولمصلحته هو وأوكرانيا، يحتاج الغرب بشكل عاجل إلى التخلص من سباته".
و"السبب وراء احتمالية فوز بوتين هو أن الفوز يتعلق بالقدرة على التحمل وليس الاستيلاء على الأراضي، فلا يستطيع أي من الجيشين طرد الآخر من الأرض التي يسيطر عليها حاليا"، كما أضافت المجلة.
واستطردت: "لقد توقف هجوم أوكرانيا المضاد، فيما تخسر روسيا أكثر من 900 رجل يوميا في معركة الاستيلاء على مدينة أفدييفكا في منطقة دونباس (شرق). وهذه حرب يمكن أن تستمر لسنوات عديدة".
اقرأ أيضاً
383 مليار دولار.. الميزانية الأضخم لروسيا توضح أولوية الحرب لدى بوتين بأوكرانيا
دعم أجنبي
و"إذا انسحبت أوكرانيا، فسترتفع أصوات المعارضة في كييف، وكذلك سترتفع أصوات في الغرب تقول إن إرسال الأموال والأسلحة إلى أوكرانيا ليس إلا إهدارا للأموال"، بحسب المجلة.
ورأت أنه "في عام 2024 على الأقل، ستكون روسيا في وضع أقوى للقتال؛ لأنها ستمتلك المزيد من الطائرات بدون طيار وقذائف المدفعية، وجيشها طور تكتيكات حرب إلكترونية ناجحة ضد بعض الأسلحة الأوكرانية، وسيتقبل بوتين وقوع خسائر مروعة في صفوف قواته".
وتابعت أن "تزايد الدعم الأجنبي يفسر جزئيا تفوق روسيا في ساحة المعركة، إذ حصل بوتين على طائرات بدون طيار من إيران وقذائف من كوريا الشمالية. وعمل على إقناع قسم كبير من دول الجنوب بأنه ليس لديه مصلحة كبيرة في ما يحدث لأوكرانيا (إلقاء اللوم على الغرب)".
وأضافت أن "تركيا وكازاخستان أصبحتا بمثابة قنوات للبضائع التي تغذي آلة الحرب الروسية، وفشلت خطة غربية للحد من عائدات النفط الروسية عبر وضع حد أقصى لسعر خامها عند 60 دولارا للبرميل؛ وذلك بسبب ظهور هيكل تجاري موازٍ بعيد عن متناول الغرب. ويبلغ سعر خام الأورال من روسيا 64 دولارا، مرتفعا بنحو 10% منذ بداية عام 2023".
اقرأ أيضاً
ف. تايمز: روسيا تغير بنك أهدافها في أوكرانيا لهذا السبب.. ما علاقة صواريخ الغرب؟
أمريكا وأوروبا
كذلك يفوز بوتين، بحسب المجلة، "لأنه عزز موقفه في الداخل. والآن يقول للروس، على نحو سخيف، إنهم عالقون في صراع من أجل البقاء ضد الغرب".
وتابعت: "ربما لا يحب الروس العاديون الحرب، لكنهم اعتادوا عليها. وقد شددت النخبة قبضتها على الاقتصاد وتجني الكثير من المال. ويستطيع بوتين أن يدفع أجرا مدى الحياة لأسر أولئك الذين يقاتلون ويُقتلون".
وقالت إنه "في مواجهة كل هذا، لا عجب أن المزاج العام في كييف أصبح أكثر قتامة، فلقد عادت السياسة، حيث يتدافع الناس على النفوذ. واندلعت خلافات بين الرئيس فولوديمير زيلينسكي وأكبر جنرالاته فاليري زالوزني، وتظهر استطلاعات الرأي أن فضائح الفساد والمخاوف بشأن مستقبل أوكرانيا أثرت على موقف زيلينسكي لدى الناخبين".
و"تصر الحكومات الغربية على أنها ملتزمة تجاه أوكرانيا كما كانت دائما. لكن استطلاعات الرأي في جميع أنحاء العالم تشير إلى أن الكثيرين يشككون في ذلك"، كما أردفت المجلة.
وأضافت أنه "في الولايات المتحدة، تكافح إدارة (الرئيس جو) بايدن لجعل الكونجرس يفرج عن تمويل بأكثر من 60 مليار دولار. وقريبا ستقف الحملة الانتخابية (للرئاسة) في العام المقبل عائقا في الطريق. وإذا تم انتخاب دونالد ترامب رئيسا، بعد أن وعد بإحلال السلام في وقت قصير، فقد تتوقف وانشطن فجأة عن توريد الأسلحة تماما لكييف".
وزادت بأنه "ينبغي على أوروبا أن تستعد لاحتمال إبطاء المساعدة الأمريكية، أيا كان (الرئيس) الموجود في البيت الأبيض".
واستدركت: "لكن بدلا من ذلك، يتصرف القادة الأوروبيون كما لو أن بايدن السخي سيظل في السلطة دائما. ووعد الاتحاد الأوروبي أوكرانيا بمبلغ 50 مليار يورو (56 مليار دولار)".
وقالت المجلة إنه "في ديسمبر/كانون الأول (الجاري)، يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يشير إلى استعداده لبدء المحادثات بشأن عضوية أوكرانيا. ولكن هذه العملية سيتم تأجيلها لأن التوسعة صعبة وتهدد مصالح خاصة".
اقرأ أيضاً
هزيمة روسيا في أوكرانيا لا تقل خطورة على الغرب من انتصارها
المصدر | ذي إيكونوميست- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أوكرانيا بوتين الحرب الفوز الغرب
إقرأ أيضاً:
بوتين في عيد النصر: ستبقى روسيا سدّا منيعا بوجه النازية والعدالة والحقيقة تقفان إلى جانبنا
بمناسبة الذكرى الثمانين لانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلمة خلال العرض العسكري السنوي في الساحة الحمراء بموسكو، صباح اليوم الجمعة، قال فيها إن روسيا ستبقى "سدًا منيعًا" في وجه النازية والروسوفوبيا ومعاداة السامية. اعلان
وشدّد بوتين على أن بلاده ستواصل التصدي لما وصفه بـ"الفظائع التي يرتكبها دعاة هذه الأفكار العدوانية المدمّرة"، مشيدًا ببسالة الجنود الروس في الحرب العالمية الثانية، ومثمنًا الدور الكبير الذي أداه الحلفاء في تحقيق النصر، ولا سيما الجنود الصينيين.
وأشار إلى أن نحو 80% من سكان الكرة الأرضية قد شاركوا في تلك الحرب، معتبرًا أن روسيا "لن تسمح أبدًا بتشويه ذكرى المنتصرين الحقيقيين على النازية".
وأضاف بوتين: "الحقيقة والعدالة إلى جانبنا"، وقال إن "كل البلاد تدعم الهجوم على أوكرانيا"، وأشار في الوقت نفسه إلى أن القوات الروسية "تحقق الانتصارات على الجبهات"، على حد قوله.
وجاء خطاب سيد الكرملين قبيل انطلاق العرض العسكري في تمام الساعة العاشرة صباحًا، حيث حمل حرس الشرف العلم الروسي وراية النصر التي رُفعت في برلين قبل ثمانية عقود، في حضور قدامى المحاربين وعدد من قادة الدول ورؤساء الوفود الأجنبية.
وشهدت المناسبة حضور وفود أجنبية من عدة دول، بينها رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو والرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، الأمر الذي أثار انتقادات أوروبية، لا سيّما أن الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، كايا كالاس، سبق أن دعت إلى عدم مشاركة الدول الأعضاء في التكتل في احتفالات 9 أيار/مايو في موسكو.
استعراض ضخم في الساحة الحمراءشهد العرض العسكري حضور أكثر من 11,500 جندي، إلى جانب أكثر من 180 آلية عسكرية، من بينها دبابات، ومدرعات مشاة، ومدافع سبق أن استُخدمت في ساحة المعركة في أوكرانيا. وفي رسالة إلى الخصوم، لم يفوّت بوتين فرصة التذكير بالترسانة النووية الروسية، إذ مرت عبر الساحة منصات إطلاق صواريخ "يارس" الباليستية العابرة للقارات والمزوّدة برؤوس نووية.
وفي مشهد استعراضي جوي، حلّقت طائرات مقاتلة من فرق العروض التابعة لسلاح الجو الروسي، أعقبتها طائرات نفاثة أطلقت دخانًا بألوان العلم الروسي.
ويُعدّ هذا العرض الأكبر منذ بدء الحرب الأوكرانية-الروسية في شباط/فبراير 2022، كما أنه سجّل أعلى حضور لقادة دوليين في موسكو منذ أكثر من عقد، في ما اعتُبر رسالة رمزية من الكرملين.
ويُبرز العرض العسكري، إلى جانب فعاليات الذكرى، مساعي موسكو لتأكيد مكانتها كقوة عالمية، وتعزيز تحالفاتها في مواجهة الغرب، في وقت يدخل فيه الصراع عامه الرابع.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة