مقال الأمير تركي الفيصل: على ترامب ألا يتبع معايير مزدوجة
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
في عالم يسوده الإنصاف، لَشَهِدنا قنابل القاذفات الأمريكية من طراز B2 تمطر على ديمونة ومواقع إسرائيلية أخرى. فإسرائيل، على النقيض من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، تمتلك قنابل نووية.
والأدهى من ذلك، لم تنضم إسرائيل إلى تلك المعاهدة، وبقيت خارج نطاق سلطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولم يقم أحد بتفتيش المنشآت النووية الإسرائيلية.
أما الذين يبررون العدوان الإسرائيلي الأحادي على إيران بالإشارة إلى تصريحات القادة الإيرانيين الداعية إلى زوال إسرائيل، فإنهم يتغافلون عن تصريحات بنيامين نتنياهو منذ توليه رئاسة الوزراء عام 1996، التي تدعو إلى تدمير الحكومة الإيرانية. لقد جلبت لهم هذه التصريحات تهديدات إيران بالدمار.
إن الدعم الغربي المتسم بالنفاق للهجوم الإسرائيلي على إيران أمرٌ متوقع. فدعمهم لاعتداء إسرائيل على فلسطين مستمر، على الرغم من أن بعض الدول قد خففت مؤخرًا من حدة دعمها.
إن فرض الغرب عقوبات على روسيا لغزوها أوكرانيا يتناقض بشكل صارخ مع ما هو مسموح لإسرائيل. لقد بات النظام العالمي القائم على القواعد، الذي طالما هلل له الغرب وأعلن عنه، في حالة يرثى لها. ونحن في العالم العربي لسنا بمنأى عن ذلك؛ فموقفنا المبدئي من تلك الصراعات هو مثال ساطع لما يجب على الدول وقادتها وشعوبها فعله.
والمثير للاشمئزاز في قادة الغرب هو أنهم يواصلون إطلاق المقولات الرنانة حول معتقداتهم المزعومة. ولحسن الحظ، لا سيما فيما يتعلق بنضال الشعب الفلسطيني من أجل الاستقلال عن الاحتلال الإسرائيلي، فقد رفضت أعداد هائلة من النساء والرجال من عامة الناس في الغرب مواقف قادتهم الزائفة. فما زال الناس من جميع الأديان والأعراق والأعمار يظهرون دعمهم لاستقلال فلسطين؛ ومن هنا يأتي التحول المتزايد في مواقف قادتهم. وهذا تطور مرحب به.
لقد منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء السبت، الضوء الأخضر لجيش بلاده لقصف ثلاثة مواقع نووية في إيران. وبفعله ذلك، صدَّق ترامب إغراءات السيد نتنياهو وتزيينه للنجاحات في هجومه غير المشروع المستمر على ذلك البلد.
عارض ترامب بشجاعة الهجوم غير المشروع الذي شنته قيادته على العراق قبل أكثر من عقدين من الزمن. تذكروا قانون العواقب غير المقصودة. لقد نجح في العراق وفي أفغانستان؛ وسينجح بالتأكيد في إيران.
لا يزال بالإمكان العودة إلى الدبلوماسية. وخلافًا لغيره من القادة الغربيين، لا ينبغي للسيد ترامب أن يتبع معايير مزدوجة. يجب عليه أن يستمع إلى أصدقائه في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي. فعلى عكس السيد نتنياهو، إنهم يسعون للسلام، مثل السيد ترامب، لا الحرب.
ومع ذلك، لا يسعني فعل شيء حيال المعايير المزدوجة، وسلوك السيد نتنياهو الإبادي، وتاريخ إيران من النشاط الخبيث، والخلافات الأخوية بين القادة الفلسطينيين، وجبن أوروبا، وتعهد السيد ترامب بجلب السلام إلى الشرق الأوسط بينما يشن حربًا على إيران، وتهنئته لإيران على موافقتها على دعوته لوقف إطلاق النار. وهناك أيضًا تملقه المفرط للسيد نتنياهو.
أما ما سأفعله، فسوف أقتدي بقرار والدي الراحل الملك فيصل عندما نقض الرئيس الأمريكي آنذاك هاري س. ترومان وعود سلفه فرانكلين د. روزفلت وساعد في ولادة إسرائيل. لقد امتنع والدي عن زيارة الولايات المتحدة حتى غادر ترومان منصبه. وسأمتنع عن زيارة الولايات المتحدة حتى يغادر السيد ترامب منصبه.
**الأمير تركي الفيصل هو سفير سعودي سابق لدى واشنطن ولندن، وكان مديرًا عامًا لوكالة الاستخبارات السعودية.
نشر أولاً في “ذا ناشيونال”
ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق ترجمة خاصةانا لله وانا اليه راجعون حسبنا الله ونعم الوكيل...
أنا طالبة علم حصلت معي ظروف صعبة جداً و عجزت اكمل دراستي و أ...
نحن اقوياء لاننا مع الحق وانتم مع الباطل...
محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد مدير بنك ترنس اتلنتيك فليوري...
قيق يا مسؤولي تعز تمخض الجمل فولد فأرة تبا لكم...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الأمیر ترکی الفیصل وول ستریت جورنال الزفاف الأحمر فی الیمن أکثر من
إقرأ أيضاً:
واشنطن.. تهديد «الحوثيين» مستمر والجماعة تتوعّد بتوسيع الهجمات ضد إسرائيل
أعلنت جماعة “أنصار الله-الحوثيون“، أمس الثلاثاء، استمرار عملياتها العسكرية ضد إسرائيل، رغم الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، واصفة الاتفاق بأنه لا يغير من موقفها الداعم للمقاومة في غزة.
وقال القيادي الحوثي البارز محمد البخيتي، عبر حسابه على منصة “إكس”: “قبول أمريكا والكيان الصهيوني بوقف إطلاق النار مع إيران يؤكد أن القوة العسكرية هي اللغة الوحيدة التي يفهمونها”.
وأكد البخيتي أن “العمليات العسكرية ضد الكيان الصهيوني ستستمر حتى يتم وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها”، دون التطرق لتفاصيل إضافية حول طبيعة العمليات المقبلة أو توقيتها.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، بدأت جماعة الحوثيين بتنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية في البحر الأحمر وخارجه، وتؤكد أنها تأتي “نصرة لفلسطين ودعماً للمقاومة”.
وفي سياق متصل، كانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد شنت في مارس الماضي حملة عسكرية ضد الحوثيين، استخدم فيها البنتاغون نحو 2000 قنبلة وصاروخ بتكلفة تتجاوز 775 مليون دولار، وفق ما نقلته تقارير إعلامية أمريكية عن مسؤولين مطلعين.
وحذّر اللفتنانت جنرال أليكسوس غرينكيفيتش، مدير عمليات هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، من أن “الحوثيين سيظلون يمثلون تهديداً مستمراً للمصالح الأمريكية في المنطقة”، مشيراً إلى أن قدراتهم العسكرية لا تزال قائمة رغم الضربات التي استهدفتهم.
وكانت وساطة عمانية قد ساهمت في التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة والحوثيين في مايو الماضي، لوقف إطلاق النار والهجمات المتبادلة، إلا أن إعلان الحوثيين مواصلة استهداف إسرائيل يثير تساؤلات حول مدى التزامهم بهذا الاتفاق في ظل استمرار الحرب في غزة.
بدوره، قال مسؤول عسكري أمريكي رفيع، إن جماعة الحوثيين اليمنية من المرجح أن تظل تمثل تهديداً مستمراً للولايات المتحدة، حتى بعد التوصل إلى اتفاق هدنة أنهى الحملة الجوية الأمريكية ضد الجماعة.
وأوضح اللفتنانت جنرال أليكسوس غرينكيفيتش، مدير عمليات هيئة الأركان المشتركة، خلال إفادة أمام المشرعين الأمريكيين، أن “من المرجح أن يشكل الحوثيون مشكلة مستمرة… ونتوقع مواجهتهم مجددًا في المستقبل”.
وكانت إدارة الرئيس دونالد ترامب قد شنت في 15 مارس الماضي حملة عسكرية واسعة ضد مواقع الحوثيين في اليمن، أطلق خلالها البنتاغون ما يقرب من 2000 قنبلة وصاروخ، بتكلفة تجاوزت 775 مليون دولار، وفقًا لمصادر أمريكية مطلعة.
وفي مايو الماضي، أعلنت سلطنة عمان أن وساطة قادتها أفضت إلى اتفاق بين الولايات المتحدة والحوثيين لوقف إطلاق النار، بما يشمل وقف الهجمات المتبادلة، وأكد متحدث باسم الخارجية العمانية حينها أن الطرفين وافقا على الالتزام بالاتفاق.
من جانبه، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة “ستوقف ضرباتها ضد الحوثيين في اليمن”، بعد ما وصفه بـ”استعداد الجماعة للتخلي عن الأعمال القتالية”، مضيفًا أن “صنعاء أكدت أنها لن تهدد السفن بعد الآن”، مشيراً إلى أن هذا كان هدف واشنطن من العملية العسكرية.